تداعيات انسانية خطيرة لانقطاع شبكات الاتصالات في السودان
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
تتزايد المخاوف من التداعيات الانسانية والصحية والاقتصادية الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن خروج نحو 95 في المئة من مناطق السودان من تغطية شبكات الاتصالات والإنترنت لليوم الرابع على التوالي.
وتوقفت يوم الأحد خدمات شركات الاتصالات الثلاث "سوداني" و"ام تي ان" و "زين" في معظم مناطق السودان؛ مما تسبب في شلل شبه كامل لأنشطة المصارف وبعض خدمات التحصيل الضريبي والجمركي في موانئ البلاد؛ كما أعلنت سفارات سودانية في الخارج عن وقف أجزاء من خدماتها القنصلية؛ وسط اتهامات متبادلة من طرفي القتال - الجيش والدعم السريع - حول مسؤولية قطع الشبكة.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل تتعرض العديد من مرافق البنية التحتية والمباني العامة لدمار هائل بسبب عمليات القصف الجوي والأرضي من قبل طرفي القتال.
وحذرت 4 منظمات مدنية الخميس من أن يؤدي انقطاع خدمات الاتصالات إلى زيادة معاتاة السكان خصوصا في أوساط العالقين في مناطق القتال.
واعتبرت منظمة "حاضرين" والجمعية الطبية السودانية الأميركية ومبادرة نساء القرن الأفريقي أن قطع شبكات الاتصالات يهدد حياة المدنيين الذين يعتمدون بصورة شبه كلية على التطبيقات البنكية والحلول الأخرى التي توفرها شركات الإتصالات في تعاملاتهم اليومية، كما أنها تُعيق وصول المساعدات الإنسانية، مما يهدد حياة ملايين المدنيين في مختلف بقاع البلاد.
كم من مليار لإغاثة السودان؟
نداء أممي لإغاثة السودان.. كم من مليار؟
ومن جانبها؛ قالت لجان الطوارئ التي تقدم الخدمات والمساعدات الصحية والإنسانية للعالقين في مناطق القتال في الخرطوم إن قطع شبكات الاتصالات تسبب في تعطيل توصيل الأدوية المنقذة للحياة، وأغذية الأطفال والعناصر المهمة التي تستخدمها النساء للمحافظة على صحتهن الإنجابية والبدنية.
وأوضحت "درج شابات و شباب المحليات في عملية جمع المساعدات وتوزيعها على المتضررين بتكوين مبادرات غرف الطوارئ؛ لكن منذ أيام حدث تذبذب في خدمات الإنترنت والاتصالات، ثم تم قطع الإنترنت والاتصالات نهائيا عن كافة أرجاء البلاد مما تسبب في صعوبة التواصل وعقد الوضع الإنساني في مناطق القتال حيث ظل الآلاف من المواطنين محتجزين".
ويعتمد المتطوعين على شبكة الإنترنت في عملية تواصل المنسقين من اللجان الميدانية وممثلي الأحياء والمانحين.
///////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: شبکات الاتصالات
إقرأ أيضاً:
الأزمات تحاصر السودانيين وسط مخاطر صحية وأمنية وغذائية كبيرة
تفاقمت خلال الأيام الأخيرة الأزمات الصحية والمعيشية والمخاطر الأمنية في السودان، حيث تتزايد حدة الوبائيات في العاصمة الخرطوم، وتتسع رقعة الجوع لتشمل أكثر من 70 في المئة من مناطق البلاد، وسط فوضى أمنية عارمة بسبب القتال المستمر وحملات الاعتقال والنزوح.
التغيير ــ وكالات
تشهد معدلات الوفيات ارتفاعًا ملحوظًا، سيما في أم درمان وجنوب الخرطوم، مع انتشار الأمراض في ظل شُبهات بتسرّب كيميائي في بعض المناطق، وانقطاع إمدادات المياه في معظم أنحاء البلاد، ما اضطر الأسر إلى جمع المياه من مصادر غير آمنة وملوثة.
وتتزايد معدلات الجوع بوتيرة متسارعة لتطال أكثر من 26 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية وتدهور الأوضاع الأمنية، خصوصًا في إقليم كردفان الذي يشهد قتالًا عنيفًا.
حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من أوضاع خطيرة تفاقمت بعد ظهور أمراض غريبة في العاصمة الخرطوم أدت إلى وفاة الآلاف في أقل من أسبوع، دون تدخلات ملموسة من السلطات الصحية المحلية.
يأتي ذلك في ظل خروج أكثر من 70 في المئة من مستشفيات البلاد عن الخدمة، ونقص حاد في المستلزمات الطبية، بحسب نقابة أطباء السودان.
ووفقًا للأمم المتحدة، فقد أجبر اندلاع الصراع في أبريل 2023 نحو 13 مليون شخص على الفرار من منازلهم، وتشرّدوا داخليًا وفي أنحاء المنطقة، بينما عبر أكثر من 3 ملايين شخص الحدود إلى خارج البلاد.
ورغم عودة الآلاف إلى بعض مناطق ولاية الخرطوم مؤخرًا، إلا أن كثيرين وجدوا منازلهم مدمرة تفتقر إلى خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، إلى جانب استمرار أعمال النهب والقصف العشوائي في مناطق عدة.
كما يعاني سكان الولايات الشمالية والغربية والشرقية من نقص حاد في الغذاء، وصعوبات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية.
ويواجه سكان مدينة أم درمان، غرب العاصمة، أزمة حادة في مياه الشرب، مع ارتفاع كبير في أسعارها، إذ تقول منظمات صحية إن سعر حمولة المياه الواحدة تجاوز ثلاثة أضعاف راتب العامل الشهري.
وقال مرتضى عبد القادر، أحد المشرفين على منظمة طوعية تعمل في عدد من مناطق البلاد، إن “المياه حتى وإن توفرت، فإنها غالبًا ما تكون غير آمنة من الناحية الصحية”.
كارثة صحية تلوح في الأفقوتوقعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تفاقمًا أكبر في أزمة الصحة العامة في السودان، مع استمرار الصراع والنزوح الجماعي، وانتشار الأمراض.
وفي تقرير صدر يوم الأربعاء، سلّطت اليونيسف الضوء على الخطر المتزايد لوباء الكوليرا في بلد مزّقته الحرب، حيث تم تسجيل أكثر من 7700 إصابة و185 حالة وفاة مرتبطة بها في ولاية الخرطوم. ويثير القلق تسجيل أكثر من 1000 إصابة بين أطفال دون سن الخامسة.
وقال شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان: “يتعرض المزيد من الأطفال يوميًا لهذا التهديد المزدوج المتمثل في الكوليرا وسوء التغذية، لكن كلاهما يمكن الوقاية منهما وعلاجهما، إذا تمكّنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب”.
الوسومالأزمات الأطفال الكوليرا اليونسيف كارثة صحية منظمة طوعية