العفو عند المقدرة.. أحاديث عن العفو وأجمل ما قيل في التسامح
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
العفو عند المقدرة.. أحاديث عن العفو وأجمل ما قيل في التسامح، العفو إذا كانت لديك القدرة عليه فهو فعل رفيع المستوى يعكس النبل والكرم، يُذكر في الأحاديث النبوية الشريفة العديد من الوصايا بالعفو والتسامح، ويُشدد على فضيلتهما وأثرهما الإيجابي على الفرد والمجتمع.
يعبر عن قيمة العفو والتسامح في كلام الحكماء والفلاسفة، حيث يُعتبران من أسمى مظاهر الشجاعة والقوة الداخلية، ومن بين أروع ما قيل في التسامح: "العفو يعطي الفرصة للقلوب لتُطهر ذنوبها وتُعيد بناء العلاقات بروح الود والسلام"، كما يقولون: "العفو يُظهر قوة الروح وجمال الأخلاق، وهو علامة على النضج العاطفي والروحي للإنسان".
في نهاية المطاف، يتجلى العفو والتسامح كنبراس منير يضيء طريق السلام والتآخي بين البشر، ويعزز من قيم العدل والمحبة في المجتمعات.
أحاديث عن العفوجاء في السُنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تحث المسلم على العفو، ومن ضمن هذه الأحاديث الآتي:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (ما رأيتُ النَّبيّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَم- رُفِعَ إليه شيءٌ فيه قِصاصٌ إلَّا أمَرَ فيه بالعَفوِ)عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضلُ الإيمانِ الصبرُ والسماحةُ).عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: (لَقِيتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فقالَ لي: يا عُقبةَ بنَ عامِرٍ صِلْ مَنْ قطَعَكَ، وأَعْطِ مَنْ حرَمَكَ، واعْفُ عمَّنْ ظلَمَكَ).قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ).جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: (يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً).قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثٌ والذي نفسي بيدِه إنْ كُنتُ لحالفًا عليهنَّ: لا ينقصُ مالٌ من صدقةٍ فتصدقوا ولا يعفو عبدٌ عن مظلمةٍ إلا زاده اللهُ بها عزًّا يومَ القيامةِ ولا يفتحُ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلا فتح اللهُ عليه بابَ فقرٍ).قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي اللهمَّ استُرْ عوراتي وآمِنْ روعاتي).عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها قولي: (اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي). أجمل ما قيل في التسامحيوجد العديد من الكلمات والجمل الجميلة التي يمكن أن تُقال في التسامح، ومن أجمل ما قيل في التسامح الآتي:
الضعيف لا يُمكن أن يُسامح، فالتسامح من صفات الأقوياء.لأن أندم على العفو، خير من أندم على العقوبة.إما أن تُسامح تمامًا، أو لا تُسامح مُطلقًا.في التسامح لذة لا تجدها في الانتقام.الشجعان لا يخشون التسامح من أجل السلام.من عاشر الناس بالمُسامحة، زاد استمتاعه بهم.لا يمكن لشيء أن يجعل الظلم عادلًا إلا التسامح.إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه، فالتمس له العذر، فإن لم تجد له عذرًا، فقل: لعل له عذرًا لا أعلمه.التسامح هو الشك بأن الآخر من الممكن أن يكون على حق.التسامح زينة الفضائل.سامح دائمًا أعداءك، فلا شيء يُضايقهم أكثر من ذلك.المسامحة هي عملية تتشافى بها روحك، هي عملية فيها خطوات، وربما مطبات فشل وتردد، وهي عملية تحدث في قلبك وروحك من الداخل، إن أول إحساس يُصيبك هو الإحساس بالحرية وقبول القضاء والقدر، قبول ضعفك وضعف الآخرين وتقبل أنك بشر وقبول أنك قادر على محاولة الإحساس الجديد وكأنه أعظم شيء وليس ضعفًا.لن تستطيع أن تُعطي دون الحب، ولن تستطيع أن تحب دون التسامح.إن الكره ليرتجف أمام الحب، وإن الحقد ليهتز أمام التسامح، وإن القسوة لترتعش أمام الرقة واللين.آيات تحثنا على التسامح والعفوجاء في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحثنا على التسامح والعفو، ومن هذه الآيات الآتي:
قال تعالى: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ).قال تعالى: (وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).قال تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)قال تعالى: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).قال تعالى: (إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا).قال تعالى: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).قال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)قال تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).قال تعالى: (وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).قال تعالى: (فَأُولَـئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا).قال تعالى: (ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).قال تعالى: (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).قال تعالى: (وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ).التسامح واللين والعفو كلها صفات تجعل الإنسان رحيمًا على نفسه وعلى الآخرين، وتجعل الحياة والعالم مكانًا أكثر أمان وسعادة، فالتسامح يزيل الغضب والبغض والكره ويجعلنا نعيش في سلام مع بعضنا البعض.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أحاديث العفو الأحاديث النبوية الشريفة العفو والتسامح صلى الله علیه وسلم قال تعالى
إقرأ أيضاً:
دعاء يحميك من فتنة المسيح الدجال.. اعرف صفاته وتعوذ منه
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الدجال شخص يخرج ليفتن الناس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته وغيرها من فتنة الدجال وشره وأمر أمته بذلك.
واستشهد علي جمعة، في منشور له عن المسيح الدجال، بما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات.
وقد أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين إلى ما يعصمهم من فتنة المسيح الدجال كما جاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال. قال مسلم : قال شعبة : من آخر الكهف، وقال همام : من أول الكهف.
صفات المسيح الدجالوذكر علي جمعة، أن من صفاته كما مر في الأحاديث دخوله كل البلاد، يقول ابن حجر العسقلاني –رحمه الله- : (قوله صلى الله عليه وسلم : (ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال) هو على ظاهره وعمومه عند الجمهور، وشذ ابن حزم فقال : المراد : إلا يدخله بعثه وجنوده ، وكأنه استبعد إمكان دخول الدجال جميع البلاد لقصر مدته، وغفل عما ثبت في صحيح مسلم أن بعض أيامه يكون قدر سنة) [فتح الباري].
وقد وردت آثار في شخص يسمى ابن صياد، كان غلاما في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واختلف العلماء فيه هل هو الدجال الذي يفتن الناس قبل قيام الساعة، ويقتله عيسى عليه السلام أو لا ؟
اختلف العلماء في تلك المسألة.
وذلك لما روي من أحاديث صحيحة في هذا المعنى فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انطلق مع رسول الله في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله ظهره بيده، ثم قال رسول الله لابن صياد : (أتشهد أني رسول الله ؟ فنظر إليه ابن صياد، فقال : أشهد أنك رسول الأميين، فقال ابن صياد لرسول الله: أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه رسول الله وقال: (آمنت بالله وبرسله)، ثم قال له رسول الله: ماذا ترى ؟ قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب، فقال له رسول الله ﷺ : خلط عليك الأمر، ثم قال له رسول الله ﷺ : إني خبأت لك خبيئا، فقال ابن صياد : هو الدخ، فقال له رسول الله ﷺ : اخسأ فلن تعدو قدرك. فقال عمر بن الخطاب : ذرني يا رسول الله أن أضرب عنقه، فقال له رسول الله ﷺ : إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لا يكنه فلا خير لك في قتله) [رواه البخاري ومسلم].
قال سالم بن عبد الله : سمعت عبد الله بن عمر يقول : انطلق بعد ذلك رسول الله ﷺ وأبي بن كعب الأنصاري إلى النخل التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله ﷺ النخل طفق يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد، فرآه رسول الله ﷺ وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة، فرأت أم ابن صياد رسول الله ﷺ وهو يتقي بجذوع، فقالت لابن صياد : يا صاف ( وهو اسم ابن صياد ) هذا محمد، فثار ابن صياد، فقال رسول الله ﷺ : لو تركته بين. [رواه البخاري ومسلم].