تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه:"ما حكم بر البنت بأمها التي لم تطالب بحضانتها عند الطلاق، ثم طالبت بالرؤية بعد فترة، وفي أثناء الرؤية تحرضها على الأب وتوقع بينهما، ويحاول أهل الأم لسوء أخلاقهم وانعدام الوازع الديني لديهم تحريضها على خلع الحجاب وفعل كل ما هو غير أخلاقي؟

بر الوالدين

وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إن البر بالوالدين وصلتهما والإحسان إليهما فرض على ولدهما؛ سواء أكان ذكرًا أم أنثى، وذلك في حدود رضا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فالبر لا يعني الطاعة العمياء، وعلى الولد أن يجتنب مواطن الشُّبهة، وألَّا يطيعَ أيًّا منهما في أمره له بالمعصية؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ».


وأضافت: أنه إذا كانت أحوال الأم وأهلها على الوجه المذكور، الذي يجعل البنت تخاف على نفسها من أن تتأثر أخلاقها به؛ فيمكنها أن تكتفي ببر أمها والإحسان إليها والزيارة الخاطفة من غير أن تطيل المكث أو المبيت.

وأشارت الى أن الشرع حرص على صلة الأرحام على وجه العموم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ»، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾» متفقٌ عليه.

أدعية لتحقيق الأمنيات.. اغتنمها ورددها الآنفضل العبادة في أوقات الغفلة وانتشار المعاصي.. الأزهر يوضحهل المسيح الدجال هو ابن الصياد الذى أدرك النبي؟.. علي جمعة يجيب

ونوهت أن علاقةَ الولد بوالديه مسألةٌ تتعلق بالإنسانية المَحْضَة، فضلًا عن أن تكون مسألةً تحث عليها الشرائع؛ فليس هناك نظامٌ اجتماعيٌّ على مَرِّ التاريخ لم يتمسك بهذه القيمة؛ لذا قال تعالى محذِّرًا مِن المَسَاس بهذه العلاقة مهما يكُن مِن شيءٍ: ﴿لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ﴾.ونوهت إلى أن البر بالوالدين فرضُ عينٍ؛ فهو عبادةٌ لا تقبل النيابة؛ قال العلَّامة برهانُ الدين ابنُ مازه البخاري الحنفي في "المحيط البرهاني في الفقه النعماني"(5/ 386، ط. دار الكتب العلمية): [وطاعةُ الوالدين وبِرُّهُما فرضٌ خاصٌّ لا يَنُوبُ البعضُ فيه عن البعض] اهـ. بخلاف رعايتهما؛ فإنها فرضُ كفايةٍ.

وبينت أن الإسلام أوجب على الآباء حقوقًا للأبناء تتمثل في تعليمهم وتأديبهم وتوجيههم إلى عملِ كلِّ خيرٍ والبُعدِ عن كلِّ شرٍّ؛ أخْذًا مِن قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، لكن هذه المقابلة لا تعني سقوطَ أحدِ الواجبين حال انعدام الآخَر، بل إن هذا الحُكم ثابتٌ حتى في حال أَمْرِهما ولدَهما بالكفر؛ كما سبق في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا واتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان: 15] في توجيهٍ صريحٍ إلى أنَّ الأمر بالبِرِّ مجردٌ عن دِين الوالدين وسلوكهما، وتنبيهٍ إلى عدم التدخل فيما بين العبد ورَبِّهِ.

طباعة شارك بر الوالدين الإفتاء بر الأم التى تحرض على الأب بر الأم بر الأم التى تحرض على خلع الحجاب الحجاب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بر الوالدين الإفتاء بر الأم الحجاب صلى الله علیه بر الأم

إقرأ أيضاً:

حكم الحلف برحمة النبي.. وفضل الصلاة عليه في الليل

أجاب الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم الحلف برحمة النبي صلى الله عليه وسلم، وما إذا كان على من حنث في يمينه ذنب أو كفارة.
 

حكم الحلف برحمة النبي

وأوضح الشيخ عبد العظيم أن النبي صلى الله عليه وسلم مُعظَّم شرعًا، وأن جمهور الفقهاء يرون أن الحلف بالنبي لا ينبغي أن يكون، ولكنه لا يُترتب عليه كفارة يمين. وبناءً على ذلك، فلا إثم ولا كفارة على من حنث بهذا الحلف، مشددًا على أن محبة النبي وزيادة الذكر له أمر مرغوب فيه ومرضي عند الله تعالى.

ودعا أمين الفتوى الله عز وجل أن يرزق المسلمين حب النبي صلى الله عليه وسلم ويزيدهم من محبته وشفاعته يوم القيامة.

 

فضل الصلاة على النبي في الليل

تُعد الصلاة على النبي في الليل من القربات العظيمة، لما لها من أثر كبير في تكفير الذنوب ورفع الدرجات، جاء عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا ذهب ربع الليل أو ثلثاه قام يصلي ويذكر الله، وأخبره أن الصلاة على النبي بعدد ما يشاء الإنسان تغطي همه وتغفر ذنبه (رواه الترمذي، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان، وأحمد في المسند).

ومن صيغ الصلاة على النبي في الليل:"اللهم صلِّ على سيِّدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم. كلما ذكرَك الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، عدد ما أحاط به علم الله، وجرى به قلم الله، ونفذ به حكم الله، وصلى على كل خلقك وبارك عليهم..."

تستمر هذه الصيغ بالدعاء للنبي بالصلاة والبركة، مع توسع شامل ليشمل آل النبي، أصحابه، جميع الأنبياء، والملائكة، والصلحاء، بحيث تكون الصلاة مستمرة بدوام ذكر الله، وتفتح أبواب الرزق والخير والسكينة في قلب المسلم.

 

أثر الصلاة على النبي على حياة المسلم

الصلاة على النبي ترفع هموم القلب وتشرح الصدر، وتبدل الأحزان إلى فرح، كما أنها سبب في تقرب العبد من الله ونيل رضاه. وقد وردت العديد من الأدعية التي توصي بتكرار الصلاة على النبي في الليل لما لها من فضل عظيم على الدنيا والآخرة، وتزيد الأجر والثواب للمسلم.

مقالات مشابهة

  • هل الوضوء بالماء الدافئ في الشتاء أقل ثوابًا من استعمال الماء البارد؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم الوضوء بماء المطر وفضله.. الإفتاء توضح
  • علي جمعة: التواضع أصل العفاف الباطني.. والجهاد الأكبر يبدأ من تهذيب النفس
  • حكم إعطاء وجبات غذائية للمتطوعين من أموال الصدقات والزكاة.. دار الإفتاء توضح
  • حكم وجود الممرضة مع الطبيب في عيادة خاصة دون محرم .. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز بيع بلازما الدم بمقابل مادى؟.. الإفتاء تجيب
  • أصوم لأنقص وزنى فهل أثاب على ذلك؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم صيام شهر رجب.. الإفتاء تجيب
  • حكم الحلف برحمة النبي.. وفضل الصلاة عليه في الليل
  • لا أدفع الزكاة على الذهب فهل يجب إخراجها عن السنوات الماضية؟.. الإفتاء تجيب