تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة .. والاحتلال يهدد باجتياح رفح بريا
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
سرايا - على وقع تحذيرات عربية ودولية من كارثة إنسانية وشيكة في رفح بجنوب قطاع غزة؛ يواصل الاحتلال التهديد باجتياح المنطقة برياً وتنفيذ عملية عسكرية واسعة في المكان الأكثر اكتظاظاً بالسكان، بدون الالتفاف للانتقادات الداخلية والخارجية، وذلك غداة رفضه لرد المقاومة الفلسطينية على اتفاق "إطار باريس"، في محاولة منه للضغط عليها وتحسين شروط التفاوض.
ورغم التحذيرات الأممية بشأن الهجوم البري ضد المدينة التي تشكل ملاذا أخيرا للنازحين من أهوال العدوان؛ فقد أوعز رئيس حكومة الحرب، "بنيامين نتنياهو"، لجيش الاحتلال، بتجهيز خطة لإخلاء المدنيين من رفح لبدء عملية فيها، وهو ما شددت الرئاسة الفلسطينية على أنه يشكل تهديداً حقيقياً، ومقدمة خطيرة لتنفيذ سياسة الاحتلال المرفوضة التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وصادق جيش الاحتلال على الخطة المعدة لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في منطقة رفح، وذلك بعد إخلاء واسع النطاق للسكان من رفح ومحيطها، لتجنب الضغوط الخارجية، بينما تدرس الأجهزة الأمنية الصهيونية التي صاغت خطة إخلاء السكان من رفح؛ خيارين: إجلاء السكان إلى خان يونس شمال رفح، أو السماح بعودة عشرات الآلاف من سكان غزة إلى مجمعات مخصصة لهم شمالي القطاع.
وحذر الفلسطينيون من مخطط الاحتلال للتهجير الجماعي للفلسطينيين من القطاع، خاصة وأن مدينة رفح تشهد نزوح أغلب سكان القطاع إليها، مؤكدين أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ولن يقبل أن يهجر من وطنه.
وقالت الرئاسة الفلسطينية، أنها تحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك، كما تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية خاصة، مشددة على خطورة مثل هذه السياسة التدميرية، داعية مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته، لأن إقدام الاحتلال على هذه الخطوة يهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وإن ذلك تجاوز لكل الخطوط الحمراء.
بدوره، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي، وجميع دول العالم، بالتدخل العاجل لمنع توسع رقعة العدوان، وجرائم الإبادة الجماعية إلى رفح، التي تؤوي نحو مليون و400 ألف نازح يتواجدون في مساحة تبلغ 63 كيلو مترا مربعاً، لجأؤا إليها من مختلف مناطق القطاع، التي تتعرض لعمليات تدمير وتهجير وتجويع ممنهح منذ خمسة أشهر.
وحذر اشتية، في تصريح خاص، من تهجير قسري ووقوع مجازر مروعة يذهب ضحيتها الآلاف، بالنظر لازدحام محافظة رفح بالنازحين الذين يكابدون آلام الفقد لعائلاتهم، ويعانون الجوع والعطش، والبرد، وانتشار الأمراض والأوبئة.
وحمل اشتية حكومة الاحتلال، المسؤولية الكاملة عما قد يقع من مجازر وحمامات دم، داعياً محكمة العدل الدولية لاتخاذ قرار واضح بوقف إطلاق النار، يتم رفعه لمجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات والتدابير العملية لتنفيذه على الأرض.
في حين يرتكب الاحتلال المزيد من المجازر الوحشية بقصف جوي كثيف ضد رفح، من أجل دفع الفلسطينيين لمغادرة أماكنهم، بالتزامن مع استهداف مختلف أنحاء جنوب القطاع، أسوة بتدمير مدرسة تؤوي نازحين شرق خان يونس، ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أشرف القدرة، بارتقاء عدد من الشهداء والجرحى قيام قوات الاحتلال بإطلاق النار المكثف داخل مجمع ناصر الطبي، مشيراً إلى أن الطواقم الطبية لا تستطيع الحركة بين مباني المجمع.
وأعرب عن الخشية على حياة 300 كادر صحي و 450 جريحاً ومريضاً و 10 آلاف نازح داخل "مجمع "ناصر الطبي"، مطالباً المؤسسات الأممية بالتواجد داخل المشفى لحمايته وحماية كل المتواجدين فيه.
وارتكب الاحتلال 13 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 107 شهداء و 142 مصاباً، خلال 24 ساعة، لترتفع حصيلة عدوانه إلى 27947 شهيداً و 67495 جريحاً ومئات الآلاف من المفقودين.
واستشهد 22 فلسطينياً معظمهم من الأطفال في ثلاث غارات على رفح، فيما قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة فلسطينية كاملة ما ادى لاستشهاد ستة أطفال وإصابة أعداد أخرى، بينما يستمر القصف العنيف على مدينة خان يونس التي يحاصر فيها جيش الاحتلال مشفى ناصر ومشفى الأمل، بالتزامن مع تدمير عدد من المباني غرب مدينة غزة ضمن العملية البرية المستمرة منذ نحو عشرة أيام.
إقرأ أيضاً : الاحتلال يواصل عدوانه على غزة لليوم الـ128إقرأ أيضاً : 25 شهيدا وعشرات الجرحى بقصف شرقي رفحإقرأ أيضاً : مقتل 3 جنود إماراتيين وضابط بحريني بهجوم مسلح في الصومال
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال المنطقة المدينة رئيس سياسة الاحتلال الشعب الاحتلال غزة الاحتلال مدينة القطاع الشعب الاحتلال مجلس الاحتلال المنطقة رئيس الوزراء محمد العاجل الاحتلال الصحة الاحتلال الاحتلال القطاع الاحتلال مدينة الاحتلال مدينة غزة العالم المنطقة الصومال المدينة مدينة مجلس سياسة الصحة غزة الاحتلال الشعب العاجل محمد رئيس الوزراء باريس القطاع
إقرأ أيضاً:
سفينة مادلين تبحر لكسر حصار غزة.. رسالة إنسانية تواجه الصمت
أطلق "تحالف أسطول الحرية" سفينة "مادلين" من ميناء كاتانيا الإيطالي الأحد، وهي سفينة مدنية تحمل مساعدات إنسانية ومتطوعين دوليين، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا.
وتُبحر السفينة حاليًا باتجاه القطاع، في تحد مباشر لما وصفه التحالف بـ"الحصار غير القانوني والإبادة الجماعية المتواصلة".
A Month after #Conscience Attack: #FreedomFlotilla Ship #Madleen Sets Sail for #Gaza.
"We cannot be silent bystanders. Every single one of us has a moral obligation to do everything we can to fight for a free #Palestine.” @GretaThunberg https://t.co/NY93Os5NpH #AllEyesOnDeck — Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) June 1, 2025
وسُميت السفينة باسم "مادلين" تكريمًا لأول صيادة سمك في غزة، والتي واجهت بعزيمتها ظروف الحصار عام 2014. ويُعد هذا الاسم رمزًا لصمود الشعب الفلسطيني، كما يعكس تصاعد التضامن العالمي مع ضحايا الحصار وسياسات العقاب الجماعي.
تأتي هذه الخطوة بعد مرور شهر فقط على قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي المسير لسفينة "كونشايس" التابعة لأسطول الحرية أثناء إبحارها في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا، ما يُبرز حجم المخاطر التي تواجهها هذه المهمة الإنسانية.
وتحمل "مادلين" على متنها إمدادات حيوية وعاجلة لسكان القطاع، تشمل حليب الأطفال، والدقيق، والأرز، والحفاضات، والفوط الصحية، ومعدات تحلية المياه، وأدوية ومستلزمات طبية، بالإضافة إلى عكازات وأطراف صناعية مخصصة للأطفال.
كما يرافق السفينة متطوعون من جنسيات مختلفة، من بينهم عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ.
استمرار لإرث "مافي مرمرة"
تُعد مهمة "مادلين" امتدادًا مباشرًا لمهمة سفينة "مافي مرمرة"، التي تعرّضت لهجوم إسرائيلي دامٍ في عام 2010، أسفر عن استشهاد عشرة متطوعين أثناء محاولتهم إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة.
ويرى منظمو الحملة أن هذه المهمة تمثل استمرارًا لذلك الإرث الإنساني، ورفضًا للصمت الدولي والخضوع للابتزاز السياسي.
وأكد ائتلاف أسطول الحرية أن الإبحار بسفينة "مادلين" هو فعل سلمي مقاوم، ينطلق من إيمان راسخ بأن المدنيين الفلسطينيين يستحقون الحرية والكرامة وحقوق الإنسان الكاملة.
وأضاف أن جميع المتطوعين على متن السفينة مدربون على اللاعنف، ولا يحملون أي سلاح.
ودعا التحالف الحكومات إلى ضمان المرور الآمن للسفينة وسائر السفن الإنسانية، كما طالب وسائل الإعلام بتغطية الحدث بمهنية وشفافية، وناشد أصحاب الضمائر الحية حول العالم بالتحرك الفوري لإنهاء معاناة غزة وكسر الحصار المفروض عليها.
أطول عقوبة جماعية في العصر الحديث
منذ عام 2007، يفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا مشددًا على قطاع غزة، عقب بعد فوز حركة حماس في الانتخابات البلدية، ما حول القطاع إلى أكبر سجن مفتوح في العالم.
ويُعتبر هذا الحصار أحد أطول وأقسى أنظمة العقوبات الجماعية في العصر الحديث، وامتدادًا لسياسات عزل ممنهجة استهدفت القطاع سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
وقد شمل الحصار جميع جوانب الحياة اليومية، من إغلاق المعابر البرية والبحرية والجوية، إلى منع دخول المواد الأساسية، وتقييد حركة الأفراد والبضائع، وفرض قيود صارمة على الوقود والكهرباء والمعدات الطبية ومواد البناء.
وتشير تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية إلى أن هذا الحصار يُصنف كـ"عقوبة جماعية غير قانونية" تطال أكثر من مليوني نسمة، نصفهم من الأطفال.
ومع كل عدوان إسرائيلي جديد، تتفاقم المأساة الإنسانية في غزة، ويتحول الحصار من إجراء عسكري إلى أداة خنق ممنهجة للحياة المدنية، تُستخدم لفرض شروط سياسية على حساب الحقوق الأساسية للسكان، فيما تُقيّد إمكانية إعادة الإعمار أو التعافي الإنساني.
صمت دولي وتواطؤ إقليمي
رغم الإدانات الدولية المتكررة والدعوات المستمرة لإنهاء الحصار، لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن اتخاذ خطوات عملية لرفع القيود، في ظل صمت عالمي وتواطؤ من بعض القوى الإقليمية والدولية، وهو ما يساهم في إبقاء الكارثة الإنسانية قائمة منذ أكثر من 17 عامًا.
وبينما يُطالب الفلسطينيون في غزة بحقوقهم الأساسية في الحياة الكريمة، والدواء، والغذاء، والتنقل، والتعليم، يستمر الاحتلال الإسرائيلي في فرض الحصار كأداة ابتزاز سياسي، تحوّلت مع مرور الزمن إلى جريمة متكاملة الأركان ضد الإنسانية، تشكّل وصمة عار في جبين النظام الدولي الحديث.