انفجار خط أنابيب غاز جنوب غرب إيران وصفته وسائل الإعلام الرسمية بـالعمل الإرهابي
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
(CNN)-- تناقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن خط أنابيب ينقل الغاز عبر مدن إيرانية انفجر، الأربعاء، واصفة الحادثة بأنها "عمل إرهابي".
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن الانفجار الذي أصاب خط أنابيب بروجين-شهركورد في إقليمي جهارمحال وبختياري لم يسفر عن وقوع إصابات، ناقلة على لسان مدير المركز الاستراتيجي لشبكة الغاز، سعيد عقلي، قوله إن العمل "التخريبي" أدى إلى ترك بعض القرى والمدن المجاورة بدون غاز، لكن لم يكن هناك انقطاع واسع النطاق.
ولم تقدم وسائل الإعلام والمسؤولون الحكوميون أي دليل على أن الحادث كان عملاً تخريبيًا أو عملاً إرهابيًا، في حين تواصلت CNN مع الحكومة الإيرانية للتعليق.
وأکد عقلي عدم وقوع خسائر في الأرواح جراء الانفجار، ذاكرا: "حالياً لا توجد مشكلة في إمداد المدن والقرى بالغاز، وسيتم حل المشاكل التي نشأت في عدة قرى قريبة من موقع الحادث قريباً".
وذكرت الوكالة الإيرانية أن وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، ألقى باللوم على "أعداء إيران" في التخريب، مضيفا: "عدا عن قطع الغاز عن عدد من القرى، فإن هدف العدو بقطع الغاز عن المحافظات الكبرى لم يتحقق".
ولفتت الوكالة الإيرانية في تقريرها أن "حالة من الذعر" أصابت الناس بمحافظة جهارمحال وبختياري، صباح الأربعاء، بعد سماع دوي الانفجار في بروجن.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الحكومة الإيرانية الغاز انفجارات
إقرأ أيضاً:
أزمة إعلام الاقليات
إذا دققت النظر حولك، فسترى شُح المنصات الإعلامية التي تمثّل الأقليات بشكل فعلي. فالمسيحيون في العراق، الذين لا تتجاوز نسبتهم 1 في المئة من إجمالي السكان وفق تقرير لجنة الحريات الدينية الأمريكية، لا يحظون بأي حضور إعلامي يذكر، كما هو الحال مع الأكراد في سوريا، الذين يشكلون حوالي 9 في المئة من السكان بحسب معهد السلام الأمريكي (USIP)، أو الشركس والأرمن في الأردن (دون وجود إحصائيات عن نسبتهم المئوية)، وغيرها من الأقليات في المنطقة التي تعاني من تهميش إعلامي واضح.
تمتد ظاهرة التهميش هذه أيضا إلى الولايات المتحدة، حيث يُصنَّف السكان الأصليون كأقلية يبلغ عددهم نحو 9.5 مليون شخص، مع تراجع عدد وسائل الإعلام الموجهة لهم من حوالي 700 عام 1998 إلى نحو 200 وسيلة عام 2018، بما في ذلك الصحف القبلية والمستقلة وفق تقرير صادر عن الكونغرس الأمريكي بعنوان "SRES147".
كل ذلك يقودنا الى بعض اسباب تعثّر إعلام الأقليات:
1. طبيعة الفكر والجمهور المحدود: غالبا ما تحمل الأقليات أفكارا أو رؤى لا تلقى قبولا واسعا في المجتمع، مما يحدّ من انتشارها بين العامة. فالإعلام الموجه للأقليات يستهدف عادة شريحة ديموغرافية أو لغوية محددة، وهو ما يقلّص حجم جمهوره مقارنة بالإعلام الجماهيري. يضاف إلى ذلك أن خوارزميات المنصات الرقمية تفضّل الحسابات الكبيرة ذات التفاعل المرتفع، مما يصعّب على المنصات الصغيرة إبراز محتواها.
وجود إعلام يعبّر عن هذه الفئات ليس ترفا، بل ضرورة تُسهم في إثراء المشهد الإعلامي وتعزيز التنوع والاندماج مع محيط الأغلبية
2. القيود المالية والموارد المحدودة: تعتمد غالبية وسائل إعلام الأقليات على تمويل ضئيل، وهو ما ينعكس على ضعف الكوادر البشرية، وقلة التسويق، وتراجع جودة الإنتاج. ومع غياب نماذج مستدامة للإيرادات (كالإعلانات أو الاشتراكات أو المنح)، يصبح من الصعب منافسة المؤسسات الإعلامية الكبرى المدعومة ماليا.
3. عوائق المصداقية والاعتراف: حتى مع إنتاج محتوى مهني وهادف، قد تُقابل منصات الأقليات بالتشكيك أو التجاهل من قبل وسائل الإعلام السائدة أو صانعي القرار، وغالبا ما تُستبعد من شبكات التعاون والتغطية الإعلامية الأوسع، ما يحدّ من انتشارها وتأثيرها.
4. تحديات الإعلام الرقمي الجديد: تواجه وسائل الإعلام التقليدية -سواء للأغلبية أو الأقليات- صعوبة في مجاراة الإعلام الرقمي منخفض التكلفة وسريع الانتشار. فإذا كانت المؤسسات الكبرى ذات الموارد الضخمة تكافح للحفاظ على حضورها، فكيف الحال بمنصات الأقليات الأكثر ضعفا وانتشارا؟
الخلاصة
إنّ ما سبق لا يعني التخلي عن فكرة إنشاء منصات إعلامية خاصة بالأقليات، بل على العكس، هو دعوة للتفكير في آليات مبتكرة تُمكّن هذه المنصات من البقاء والتأثير. فكما أن كل إنسان يمكن أن يكون جزءا من أقلية في مكان أو زمان ما، فإن وجود إعلام يعبّر عن هذه الفئات ليس ترفا، بل ضرورة تُسهم في إثراء المشهد الإعلامي وتعزيز التنوع والاندماج مع محيط الأغلبية.
قد يجد الإنسان نفسه ضمن الأغلبية في موضع، لكنه سرعان ما قد يصبح أقلية في مكان آخر. فاختلاف الأفكار، أو المعتقدات، أو الانتماءات العرقية واللغوية، أو حتى التوجهات الفكرية والاجتماعية، كلها عوامل تجعلنا جميعا -بدرجات متفاوتة- أقليات في سياقات معينة.