جوجل تستخدم الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية لمراقبة تسربات غاز الميثان
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
في حين يحظى ثاني أكسيد الكربون بنصيب الأسد من الاهتمام عندما يتعلق الأمر بالانحباس الحراري العالمي، هناك عوامل أخرى تلعب دورًا. والميثان مسؤول عن نحو 30 بالمئة من الارتفاع في درجات الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية، وفقا لوكالة الطاقة الدولية. حوالي 40 بالمائة من انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن النشاط البشري تنبع من قطاع الطاقة.
يقال إن تحديد هذه الانبعاثات والتخفيف منها هو أحد أهم الإجراءات التي يمكننا اتخاذها على المدى القصير لمكافحة تغير المناخ.
ولتحقيق هذه الغاية، تعاونت شركة Google وصندوق الدفاع عن البيئة (EDF) مرة أخرى لمعالجة هذه المشكلة. قام الثنائي سابقًا برسم خريطة لتسربات غاز الميثان في المدن الكبرى باستخدام أجهزة الاستشعار الموجودة في سيارات التجوّل الافتراضي.
هذه المرة يستخدمون مزيجًا من صور الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي.
قامت EDF وشركاؤها بتطوير قمر صناعي من المقرر إطلاقه على صاروخ SpaceX Falcon 9 في أوائل مارس. وفي حين كانت هناك جهود مراقبة أخرى تعتمد على الأقمار الصناعية، فمن المقرر أن يقدم MethaneSAT الصورة الأكثر شمولاً حتى الآن لانبعاثات الميثان في جميع أنحاء الكوكب.
وسيدور القمر الصناعي حول الأرض 15 مرة يوميًا على ارتفاع يزيد عن 350 ميلًا، وسيركز على قياس مستويات غاز الميثان في المناطق الأعلى إنتاجًا للنفط والغاز.
سيكون قادرًا على تصوير انبعاثات كبيرة من مصدر واحد بالإضافة إلى مصادر أصغر للميثان منتشرة عبر مناطق أوسع.
قامت EDF وشركاؤها بتطوير خوارزميات مدعومة من Google Cloud لحساب الانبعاثات في أماكن معينة وتتبعها بمرور الوقت.
سيتم أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد البنية التحتية للنفط والغاز مثل حاويات التخزين ورافعات المضخات، مثلما تستخدم جوجل الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأرصفة وإشارات الشوارع وأسماء الطرق في صور الأقمار الصناعية للخرائط.
ومن المتوقع أن يوفر دمج خريطة الميثان مع خريطة البنية التحتية للنفط والغاز صورة أوضح عن مصدر الانبعاثات.
ومن المفترض أن يمنح ذلك شركات الطاقة معلومات قابلة للتنفيذ لمساعدتها على وقف التسريبات.
ستكون رؤى المشروع متاحة للجمهور على موقع القمر الصناعي ومحرك Google Earth في وقت لاحق من هذا العام. "من خلال إتاحة مجموعات بيانات MethaneSAT على Earth Engine، الذي يضم أكثر من 100000 مستخدم نشط شهريًا، يصبح من الأسهل على المستخدمين اكتشاف الاتجاهات وفهم الارتباطات بين الأنشطة البشرية والتأثير البيئي،" يائيل ماجواير، نائب رئيس Google والمدير العام لـ Geo Developer and Sustainability، كتب في منشور بالمدونة. وسيتمكن مستخدمو Earth Engine من مطابقة بيانات غاز الميثان مع خرائط أخرى، مثل تلك التي تظهر الغابات والحدود الإقليمية والمياه. سيكونون أيضًا قادرين على مشاهدة انبعاثات غاز الميثان مع مرور الوقت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأقمار الصناعیة غاز المیثان
إقرأ أيضاً:
تراجع الهيمنة الأمريكية في سباق الذكاء الاصطناعي
صراحة نيوز- قال تحليل نشرته “فورين أفيرز” إن ريادة الولايات المتحدة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي ربما بدأت تتلاشى.
أفاد التحليل بأنه على مدى السنوات القليلة الماضية، قادت الولايات المتحدة العالم في تطوير الذكاء الاصطناعي؛ حيث لعبت شركات أمريكية مثل OpenAI وGoogle وAnthropic وMeta دوراً محورياً في دفع عجلة الابتكار بفضل الجمع بين التميز الأكاديمي، والاستثمار الخاص، والتنظيم الحكومي الخفيف نسبياً. وحققت النماذج الأساسية الأمريكية مثل GPT وGemini تقدماً سريعاً في قدرات الاستدلال والمعالجة متعددة الوسائط وحل المشكلات العلمية، مما عزز حصتها في الأسواق العالمية وتفوقها على نظيراتها الصينية.
لكن بحلول أواخر عام 2024، بدأ هذا التفوق الأمريكي بالتلاشي. فقد حققت شركات الذكاء الاصطناعي الصينية مثل DeepSeek وBaidu وAlibaba وTencent تقدماً هائلاً، وقلصت الفجوة مع النماذج الأمريكية إلى بضع نقاط مئوية. ويعزى هذا التقدم إلى استراتيجية الصين المدفوعة من الدولة والتي تشمل استثمارات ضخمة في أشباه الموصلات والبنية التحتية للطاقة، وتنسيقاً وثيقاً بين القطاعين العام والخاص، ونظاماً تعليمياً يخرج كوادر متخصصة في الذكاء الاصطناعي، إلى جانب دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، من التصنيع إلى الخدمات العامة.
وكانت شركة Xiaomi في بكين أحد أبرز الأمثلة على ذلك. ومصنع الشركة يستخدم أكثر من 700 روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي لإنتاج سيارة كهربائية كل 76 ثانية. كما تستخدم المدن الصينية الذكاء الاصطناعي لإدارة حركة المرور والمراقبة والتنفيذ القانوني، وتقوم الحكومات المحلية بتجريب تطبيقات جديدة في التعليم والرعاية الصحية. وفي الوقت نفسه، قامت الشركات الصينية بتحسين برمجياتها لزيادة كفاءة استخدام العتاد المتوفر، مما خفف من تأثير القيود الأمريكية على تصدير الرقائق المتقدمة.
نتيجة لذلك، تواجه الولايات المتحدة واقعاً جديداً: تفوقها في الذكاء الاصطناعي لم يعد مضموناً. وقد أدركت إدارتا الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب هذه الحقيقة، فاتبعتا استراتيجيات لتأخير أو منع هذا التراجع من خلال فرض قيود على التصدير وتكثيف الابتكار المحلي عبر استثمارات في أشباه الموصلات والبنية التحتية واعتماد الذكاء الاصطناعي في الحكومة، خصوصاً في الأمن القومي والصحة ومكافحة الاحتيال.
ومع ذلك، لم يعد التفوق الأمريكي مسألة محسومة. ويبدو سباق الذكاء الاصطناعي الآن وكأنه ماراثون طويل الأمد. لذا، على صانعي السياسات في واشنطن أن يستعدوا لعالم تتقاسم فيه الولايات المتحدة الريادة مع قوى أخرى، أو حتى تحتل المرتبة الثانية. لكن هذا لا يعني تكرار أخطاء سباق الجيل الخامس (5G)، حيث تقدمت الصين بسرعة بينما عانت أمريكا من اللحاق بها. لكن بدلاً من ذلك، يجب أن تركز الاستراتيجية الأمريكية على المرونة والقدرة على التكيف والتعاون.
استراتيجية أكثر ذكاءً
ونصح التقرير بأنه بدلاً من التمسك بهيمنة غير مضمونة، يجب على الولايات المتحدة الاستثمار في أطر جديدة تبرز جاذبية نماذجها حتى لو لم تعد الأفضل في المقاييس التقليدية. يمكن لوكالة المعايير الوطنية (NIST) ومعهد سلامة الذكاء الاصطناعي تطوير معايير تقييم جديدة تتجاوز دقة الأداء إلى معايير مثل الشفافية، والأمان، وتكلفة التشغيل، وسهولة التعديل. هذه المعايير قد تكون أكثر أهمية للأسواق الناشئة، حيث تُفضل النماذج القابلة للتكيف والمضمونة والثابتة الكلفة على الأداء التقني البحت.
كما إنه يمكن لواشنطن الترويج لتوافق النماذج المختلفة على المستوى العالمي. فمع تزايد عدد النماذج الأساسية، سيبحث المستخدمون عن حرية التنقل بينها دون قيود أو تكاليف باهظة. ويمكن للشركات الأمريكية تسهيل هذا التحول عبر تقليل تكاليف التبديل، وتبسيط التهيئة، وتخفيض متطلبات التدريب والتجهيزات. كما يمكن للحكومة الأمريكية أن تقود جهوداً دولية لتوحيد بروتوكولات واجهات البرمجة (APIs) لجعل التكامل والتنقل بين النماذج أسهل، مما يقلل من الاعتماد على نموذج أو بلد واحد.
من جانب آخر، ينبغي على الولايات المتحدة تطوير طبقات وسيطة للبرمجيات تفصل بين التطبيقات والنماذج الأساسية. هذه الطبقات تقلل من التبعية لنموذج معين، وتتيح مرونة أكبر في التبديل إذا تغير النموذج أو ظهرت بدائل أفضل. وفي حال تفوقت النماذج الصينية، ستكون هذه الطبقات أداة حيوية لتقليل المخاطر مثل الرقابة أو تعطيل الخدمة.
وبالإضافة لذلك، سيكون من الضروري تطوير أنظمة “تحكيم” برمجية تقارن مخرجات نماذج مختلفة. ففي تطبيقات حرجة مثل التشخيص الطبي أو اكتشاف الاحتيال، يمكن لتلك الأنظمة تقييم الإجابات من نماذج موثوقة محلياً وأخرى أكثر كفاءة ولكن أجنبية، وتحذير المستخدم من الإجابات غير الدقيقة. ورغم أن هذا يضيف تكلفة ويبطئ الأداء، إلا أنه يضمن السلامة والموثوقية في مجالات حساسة.
أصعب التحديات
ووفقا للتحليل، فإنه من أصعب التحديات التي ستواجهها الولايات المتحدة هو تحديد متى وكيف تشارك بياناتها. ففرض حظر شامل على مشاركة البيانات مع الصين قد يبدو خياراً آمناً، لكنه قد يضر بالمصلحة العامة. فإذا أثبت نموذج صيني أنه أكثر فعالية في تشخيص الأمراض أو توقع الكوارث، فإن منع استخدامه قد يضر الصحة العامة أو الاقتصاد.
والحل الأمثل هو اعتماد سياسة مدروسة لمشاركة البيانات بناءً على تحليل الفوائد والمخاطر. ويمكن استخدام تقنيات مثل إخفاء الهوية، وتشفير البيانات، والخصوصية التفاضلية لتقليل خطر التسريب مع الحفاظ على الفائدة. ويجب على واشنطن وضع إرشادات واضحة لمتى تكون مشاركة البيانات مقبولة، وتدريب الحلفاء والشركاء، خاصة في الدول النامية، على الاستخدام الآمن والتنقل بين النماذج.
وشدد التقرير على أنه رغم أن شركات الخدمات السحابية الأمريكية مثل أمازون ومايكروسوفت وغوغل ما زالت تهيمن على أكثر من 60% من السوق العالمي مقارنة بـ4% فقط لعلي بابا، إلا أن هذه الهيمنة قد تتراجع. فالابتكار في الذكاء الاصطناعي قد يصبح أبطأ وأكثر تكلفة، مما يمنح الصين ذات التنسيق المركزي ميزة تنافسية.
والخطة الوطنية الجديدة للذكاء الاصطناعي التي ستُصدر في يوليو/تموز يجب أن تعكس هذا الواقع المتغير. وينبغي على أمريكا أن تعترف بأن الريادة مهمة ولكنها ليست مضمونة.