بالصور.. إسرائيل تدمر طائرة عسكرية بمطار مشهد ومنشآت بمطار تبريز
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
أظهرت صور أقمار صناعية عالية الجودة -التقطت منتصف الشهر الجاري- استهداف إسرائيل طائرة عسكرية إيرانية بمطار بمشهد الدولي، كما أظهرت صور أخرى تعرض منشآت ومرافق داخل مطار تبريز الدولي لضربات إسرائيلية عنيفة.
فقد أظهرت صور أقمار صناعية عالية الجودة، التُقطت بتاريخي 15 و17 يونيو/حزيران الجاري، تعرض مطار مشهد الدولي في محافظة خراسان الرضوية لغارة إسرائيلية.
وتبين الصور -التي حلّلتها وكالة سند التابعة لشبكة الجزيرة- استهداف طائرة عسكرية إيرانية للتزود بالوقود -من طراز بوينغ 707 تانكر- كانت متوقفة داخل المطار، وقد تدمرت بشكل كامل جراء الضربة.
وفي السياق ذاته، أكد المتحدث العسكري الإسرائيلي في 15 يونيو/حزيران أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ هجوما استهدف طائرة إيرانية للتزود بالوقود في مطار مشهد شرق إيران.
كما أظهرت صور أقمار صناعية أخرى التقطت في 15 يونيو/حزيران تنفيذ القوات الجوية الإسرائيلية ضربة عنيفة استهدفت منشآت ومرافق داخل مطار تبريز الدولي، الواقع في محافظة أذربيجان الشرقية بإيران، وذلك ضمن سلسلة هجمات جوية متواصلة في إطار التصعيد بين الطرفين.
وأوضحت صور الأقمار الصناعية -التي التقطت بعد يومين من الغارات- أن الضربة أصابت مستودعات مخصصة للطائرات، كما أظهرت الصور تعرض المطار لأضرار شديدة في 11 نقطة، من بينها 7 نقاط على المدارج الرئيسية والفرعية داخل المطار.
وحينها، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن سلاح الجو دمر مطار تبريز الدولي في إيران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مطار مشهد أظهرت صور
إقرأ أيضاً:
“الوعد الصادق 3”.. قراءة عسكرية لمسار تطور الرد الإيراني على “إسرائيل”
وفي الوقت الذي رأت فيه “إسرائيل” أن ضربتها الأولى الغادرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي استهدفت فيها قادة أساسيين للحرس الثوري وللجيش الإيراني بالإضافة إلى مروحة الاستهدافات التي طالت مواقع عسكرية ومنشآت علمية ونووية إيرانية، ستكون ضربة حاسمة وستجعل إيران ترضخ وتستسلم، جاءت توقعات الكيان مختلفة بالكامل. وما يجري اليوم، داخل عمق الكيان وعلى كامل جغرافية فلسطين المحتلة، من استهدافات وتدمير وإصابات كبيرة، يؤكد بما لا يقبل الشك أن إيران لم تستعد المبادرة والتماسك والتوازن في القيادة والسيطرة وحسب، أيضًا فرضت على العدو “الإسرائيلي” مناورة هجومية فعالة ومتقدمة، لا يبدو أنه قادر على مواجهتها أو حتى على استيعابها.
هذه المناورة الهجومية الإيرانية ضد الكيان، يمكن الإشارة إلى أهم عناصرها، وهي:
أولاً- فرضت الوحدات الجو فضائية الإيرانية مناورة استهداف صاروخي باليستي متصاعدة، بشكل فعال، من خلال العناصر الآتية:
1. توسع في جغرافية الاستهداف، حيث تطال الصواريخ والمسيرات الإيرانية مدن الكيان ومناطقها كلها، في فلسطين المحتلة، وبشكل تتزايد فيه أعداد الإصابات على نحو لافت وصادم.
2. تنوع في نماذج الصواريخ الباليستية، وبشكل تتصاعد فيه قدرات وفعالية كل موجة صواريخ عن التي سبقتها، ليأتي في الموجة الأخيرة صاروخ “قاسم سليماني” بميزاته الفعالة، فيكون الصاروخ الأكثر تأثيرًا في عمق الكيان، بسرعته اللافتة وبقدرته على المناورة والتفوق على منظومات الدفاع الجوي “الإسرائيلية”، وبقدرته التدميرية الاستثنائية .
3. تنوع الأهداف، حيث توزعت من استهداف للمواقع العسكرية ولمنظومات الدفاع الجوي وللمطارات إلى استهداف لمراكز القيادات الأساسية للكيان، إلى استهداف مراكز حيوية ذات طابع استراتيجي، مثل الملاجئ والغرف المحصّنة وشركات الكهرباء والطاقة في حيفا وفي غيرها، بالإضافة إلى استهداف مروحة واسعة من الأبراج السكنية الضخمة داخل مدن الكيان، وخاصة في “تل أبيب”.
ثانيًا- برهنت القيادة الإيرانية السياسية والعسكرية، في هذه الحرب أو المواجهة الحساسة والاستثنائية، أنها قد حضّرت نفسها جيدًا لمواجهة كيان الاحتلال، حيث تتصاعد قدرة التدخل الإيراني عسكريّا في الكيان، فتتصاعد معه قدرة التأثير في مستوياته كلها: السياسية والعسكرية والشعبية. ولا يبدو أن القيادة في إيران في صدد التراجع أو التخفيف من مستوى تصاعد فعالية معركتها الهجومية ضد “إسرائيل”. وهذه القيادة، أيضّا، تُظهر وتُبرهن صدقية واضحة وفعلية بالالتزام بوعودها بإدخال قدرات صاروخية أعلى وأشد قدرة كل مرة، ليشكّل هذا الأمر – أي صدقية إدخال القدرات بمستوى متصاعد- عامل ضغط إضافي، يزيد من الضغط الهائل الذي تفرضه صواريخها الفعالة داخل الكيان.
أمام هذه الفعالية، وأمام هذه الصدقية، وأمام هذا الثبات على المستويات كافة، والتي تظهرها إيران اليوم في هذه الحرب ضد ” إسرائيل”، وأمام ما بدأ يرشح من تفككك ومن فقدان للتوازن داخل الكيان، على مستوى القيادة والجبهة الداخلية، جراء الخسائر الضخمة والمؤلمة وغير المتوقعة، لم يعد لـ”إسرائيل” من خيار غير البحث الجدي والسريع عن مخرج مناسب من هذا المستنقع القاتل الذي إوقعها فيه نتنياهو، ليكون المخرج الوحيد المتبقي لها، وقف الحرب والقبول مرغمة بما كانت تشدد إيران عليه وتتمسك به من حقوق طبيعية وثابتة؛ وهي:
أولاً- إنهاء أشكال العقوبات كلها المفروضة عليها، واستعادتها لحقوقها المصادرة من دول خارجية ومؤسسات مالية دولية.
ثانيًا- اعتراف الجميع، وخاصة “إسرائيل”، بحق إيران امتلاك قدرات نووية علمية وتطويرها لأغراض سلمية.
*كاتب لبناني