لم يمر مرور الكرام تخفيض وكالة موديز تصنيفها الائتماني لإسرائيل، فهو أول خفض لتصنيفها الائتماني ومنذ قرابة 50 عاما، كما اوردت وكالة بلومبرغ. وتم خفض التصنيف الائتماني بدرجة واحدة، من A1 إلى A2، هو أعلى بخمس درجات من الدرجة الاستثمارية، في حين أبقت موديز على توقعاتها الائتمانية عند سلبية مما يعني إمكانية خفض التصنيف مرة أخرى.

وتتوقع الوكالة ارتفاع أعباء الدين في إسرائيل عن توقعات ما قبل الحرب على غزة وأن يصل الإنفاق الدفاعي إلى ضعف مستوى عام 2022 تقريبا بحلول نهاية هذا العام.      وخفضت وكالة موديز تصنيفات الودائع طويلة وقصيرة الأجل للبنوك الخمسة الكبرى في إسرائيل: لئومي وهبوعليم وديسكونت ومزراحي تفاهوت وبنك إسرائيل الدولي الأول إلى "إيه 3/بي-2" من مستوى "إيه 2/بي-1″، مع نظرة سلبية مستقبلية لتصنيفات الودائع طويلة الأجل.   هذا تفيد مجموعة من التقارير الاقتصادية عن توجه شركتي التصنيف الرئيسيتين الأخريين "ستاندرد آند بورز" و"فيتش" إلى خفض التصنيف الائتماني لتل أبيب قريبا، وكل ذلك يؤشر إلى أن المخاطر المتعلقة بإسرائيل زادت. فقرار موديز سيحد من قدرة إسرائيل على الاستدانة ما يؤثر أيضا على الاستثمارات في البلاد.


ويقول أستاذ الاقتصاد السياسي محمد موسى إنه مهما حاولت إسرائيل التقليل مما جرى،فهي لا تستطيع إخفاء قوة الزلزال المالي الذي حصل منذ ما بعد 7 أكتوبر لاسيما على المستوى الاقتصادي و المالي وخير دليل على ذلك ما أقدمت عليه موديز من تخفيض التصنيف الإسرائيلي و الذي رجحته منذ أشهر عبر "لبنان 24".

اليوم ورغم الضغط الإسرائيلي على الوكالة، إلا أن موديز أقدمت على تخفيضها مبنيا على معطيات مرتكزة على أرقام وإحصائيات متعلقة بجوهر الاقتصاد الإسرائيلي المهزوز، ومصارف وبورصة وعملة وطنية إضافة إلى انسداد الأفق السياسي لليوم التالي بعد الحرب في داخل الكيان وفي غزة حيث التخبط الإسرائيلي واضح مما أضاف للتصنيف المخفض النظرة السلبية(اوت لوك) بمعنى استمرار الأوضاع بشكلها مع خشية توسع دائرة الحرب الذي سيجعل الكيان في موقع اقتصادي محرج.
ردة الفعل الإسرائيلية والتي ربطت التصنيف وتخفيضه من باب الضغط السياسي تؤكد، بحسب موسى، أن المؤشرات الاقتصادية هي الأساس في إعادة التصنيف من اقتصاد منكمش بما يفوق 2% وصولا إلى تكاليف حرب تبلغ قرابة 60 مليار دولار حتى الآن، مضافا إليه عجز الموازنة وارتفاع التكاليف الاجتماعية ولولا الدعم الأميركي والأوروبي لكان الاقتصاد الإسرائيلي في أماكن أكثر سوءا".

إن خفض تصنيف البنوك أمر مباشر وأتوماتيكي في أي دولة يهبط تصنيفها السيادي حيث الترابط على أشده بين دومينو السياسة والاقتصاد والمال والقطاعات المعنية وعلى رأسها المصارف التي تعاني وستعاني أكثر مع استمرار المعركة خاصة مع قلق الشركات و بداية تحولها عن إسرائيل كواجهة أساسية في الشرق الأوسط في هذه الظروف، فبالمفهوم المالي المصرفي ترسل وكالة موديز إشارة سلبية على مستوى الاقتصاد ككل وعلى المستوى المصرفي قروضا" وايداعات ونظرة مستقبلية غير مستقرة مما يعقد المشهد على الريبة التي تتمثل في احتمال تأثر العلاقة بين المستثمرين و إسرائيل مع إقبالها على الاقتراض شبه القياسي لتمويل الحرب على قطاع غزة. وكذلك فإن المستثمرين قد يصبحون أكثر حذرا في التوجه نحو أدوات الدين الإسرائيلية، وقد يضعون أسعار فائدة أعلى لمواجهة المخاطر التي رسمتها الوكالة تجاه الاقتصاد الإسرائيلي خاصة ان إسرائيل في الآونة الأخيرة تقترض للتماهي مع نفقات الحرب والقدرة على السيطرة في ظل متطلبات هائلة، يقول موسى.

ان استمرار الأمور بصيغتها الحالية ستدفع الوكالتان الباقيتان (اس اند بي و فيتش) الى التوجه للخيارات التصنيفية نفسها، خاصة أن المعايير تشبه بعضها في الوكالات الرئيسية وهنا ستكون الضربة الجديدة لإسرائيل التي لن تقتصر فقط على تصنيفها الائتماني عموما ولا على مصارفها خصوصا، إنما سوف تتمتد، وفق أستاذ الاقتصاد السياسي، إلى المصالح والشركات المستقلة وسط حديث عن إعادة تصنيفها إلى أدنى ومنها كهرباء إسرائيل و ربما قطاعات ومؤسسات أخرى من الطبيعة نفسها. من هنا يأتي تحرك المسؤولين في كيان العدو مع الوكالتين الاخريين للحؤول دون سلوك مسار موديز.

إن كل حديث عن نمو وانتعاش الاقتصاد في إسرائيل بات مربوط عضويا" بأحداث غزة، اما الان ومع التصعيد في الجنوب اللبناني والبحر الأحمر ، فإن مؤشرا سلبيا يبرز لجهة تصاعد أرقام المدفوعات وزيادات العجز وضرب الصورة الاستثمارية لإسرائيل وتحولها الى اقتصاد حرب وهذا من شأنه، كما يقول موسى، أن يدق مسمارا جديدا في نعش حكومة بنيامين نتنياهو المنقسمة على كل شيء بما في ذلك الموازنة وبرامج إنفاقها.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: خفض التصنیف

إقرأ أيضاً:

اغتيال رائد سعد يضع إسرائيل بين ثلاثة خيارات صعبة

أشار محللون إسرائيليون، اليوم الأحد،14 ديسمبر 2025 ،  إلى أن إسرائيل خاطرت بمواجهة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باغتيال القيادي في حركة حماس ، رائد سعد، أمس السبت، بعد أن كان ترامب قد دعا مؤخراً إلى ضبط العمليات العسكرية في قطاع غزة ، بهدف دعم تقدم خطته لإنهاء الحرب إلى المرحلة الثانية.

ورأى المحلل العسكري في صحيفة يسرائيل هيوم، يوآف ليمور، أن "عدم غضب ترامب حالياً قد يُفسّر من إسرائيل كتلميح لضوء أخضر لمواصلة استهداف المسؤولين في غزة، على غرار السياسة المتبعة في لبنان". 

وأضاف ليمور أن قطر وتركيا ستسعيان على الأرجح لإقناع ترامب بلجم إسرائيل، وسيكون تأثير موقفه مؤشراً على سياسة إسرائيل تجاه غزة.

وتابع ليمور أن إسرائيل تسعى لتأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية قدر المستطاع، خشية أن يترتب على ذلك انسحابات إضافية وتغيرات جوهرية في الوضع الميداني بالقطاع.

في الوقت نفسه، لم تنجح الإدارة الأميركية بعد في تشكيل القوة الدولية المكلفة بالمسؤولية الأمنية في غزة، أو جمع مليارات الدولارات من دول الخليج لتمويل إعادة إعمار القطاع. وأفاد موقع واينت، أول من أمس، بأن واشنطن طالبت إسرائيل بإزالة كميات الأنقاض الهائلة التي خلفتها الحرب في السنوات الماضية، بدءاً من منطقة رفح، على نفقة إسرائيل نفسها.

ووصف ليمور الوضع أمام إسرائيل بأنه "ثلاثة بدائل صعبة": إما أن يظل الوضع على ما هو عليه مع استمرار حكم حماس؛ أو أن تقيم الولايات المتحدة هيئة حكم وهمية مع استمرار سيطرة حماس فعلياً؛ أو أن تنهار خطة ترامب ما يضطر إسرائيل لاستئناف الحرب، بما يترتب على ذلك من تكاليف اقتصادية وضغوط دولية.


 

من جهته، رأى المحلل العسكري في هآرتس، عاموس هرئيل، أن السؤال الأبرز حالياً يتمثل في "رد فعل الولايات المتحدة" على اغتيال سعد، خصوصاً بعد إعلان ترامب عن عزمه دفع المرحلة الثانية من خطته الخاصة بغزة. وأوضح هرئيل أن إسرائيل قد تستفيد من عدم وجود أسرى إسرائيليين لدى حماس، لمواصلة استهداف الحركة دون دفع ثمن سياسي باهظ، مستبعداً أن تكون تل أبيب قد حصلت على موافقة أميركية مسبقة للاغتيال، لكنها ستعمل بحذر لتجنب إثارة غضب الإدارة الأميركية.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، أمس، على لسان رئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، أن سعد كان "من مهندسي هجمات 7 أكتوبر، وكان يعمل مؤخراً على ترميم قدرات حماس وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، بما يشكل خرقاً صريحاً لوقف إطلاق النار وتعهد الحركة باحترام خطة الرئيس ترامب".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الإذاعة الإسرائيلية : المرحلة الثانية من اتفاق غزة ما زالت بعيدة محررون إسرائيليون يضغطون على نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق رسمية مبعوث ترامب يزور إسرائيل لبحث المرحلة الثانية من خطة إنهاء الحرب في غزة الأكثر قراءة الصحة في غزة: 6 شهداء جدد وارتفاع حصيلة العدوان إلى 70 ألفًا نتنياهو : نتوقع الانتقال قريبا للمرحلة الثانية من اتفاق غزة الصحة في غزة: أزمة الأدوية والمستهلكات الطبية تصل مستويات كارثية استشهاد طفلة فلسطينية برصاص الاحتلال في مواصي رفح عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • التصنيف الأمريكي لجماعة الإخوان.. مواجهة جديدة بأدوات رقمية
  • اغتيال رائد سعد يضع إسرائيل بين ثلاثة خيارات صعبة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • الجمعية اللبنانية للأسرى: 23 أسيراً يقبعون في سجون العدو الإسرائيلي 9 منهم بعد وقف النار
  • الجبهة الديمقراطية: ربط العدو الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية باستعادة جثة آخر أسير صهيوني هو محاولة مكشوفة لتعطيلها
  • منظمة حقوقية: العدو الإسرائيلي يستغل الحرب لسن قوانين تسكت الفلسطينيين
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالتعاون مع الأونروا..وتل أبيب ترد بحدة
  • سياسي: خطة المفوضية الأوروبية تجاه أموال روسيا المجمدة تهدد الاقتصاد الأوروبي