الجزيرة:
2025-05-09@19:55:03 GMT

اليمن.. هل وحّدها الطوفان؟

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

اليمن.. هل وحّدها الطوفان؟

يبدو الشارع اليمني للمتابع الخارجي وقد وحّده طوفان الأقصى بعد حرب ضروس، امتدت لنحو تسع سنوات، سقط ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ومزّقت أوصال اليمن ودمرت مؤسساته وبنيته التحتية الهشة، وباعدت بين مدنه ومكوناته، وتسببت بأزمة اقتصادية هي الأسوأ في العالم، وفقًا لتوصيف المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.

ورغم هذا المشهد المعتم ودخول الحرب مرحلة "اللاحل" – في ظلّ غياب العقل والحكمة التي يتصف بها أهل اليمن وبفعل تعدد المشاريع والكيانات والتشكيلات العسكرية متشعبة الولاءات – استطاعت عملية "طوفان الأقصى"، وما أعقبها من مشهد مأساوي في غزة جراء العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على القطاع أن توحّد الشارع اليمني من شرقه إلى غربه، ومن جنوبه إلى شماله، وذلك بما تحتلّه فلسطين وقضيتها العادلة من مكانة مرموقة في وجدان الشعب اليمنيّ بمختلف مكوناته.

واقع معقد

إلا أنّ هذه الصورة في الحقيقة لا تعكس الواقع الذي مازال معقدًا للغاية، فغالبية الشعب اليمني فقدت ثقتها تمامًا في جميع الأطراف المتصارعة، سواء جماعة الحوثي التي تسيطر على معظم المحافظات الشمالية والغربية بكثافتها السكانية وتضاريسها الجبليّة المتشعبة.

أو الحكومة الشرعية بمختلف مكوّناتها المتناقضة والمتصارعة والتي تسيطر على المساحة الجغرافية الأوسع وعلى الشريط الساحلي الممتد من جنوب محافظة الحديدة غربًا، مرورًا بمضيق باب المندب وخليج عدن، وصولًا إلى سواحل سلطنة عُمان شرقًا والجزر التي تقع في نطاقها بما فيها جزيرة سقطرى الإستراتيجية وأغلب الموانئ والمطارات.

إلا أنها ورغم التبديل الشكلي الأخير لرئيس حكومتها تبدو عاجزة كل العجز عن تلبية احتياجات الشعب اليمني، ووضع حلول عملية للتخفيف من معاناته الاقتصادية المعقدة، أو حتى الحيلولة دون تفاقمها، وكذلك هو الحال بالنسبة للحوثيين، فالمواطن اليمني آخر من تفكر به جميع الأطراف، بل ويبدو خارج اهتماماتها تمامًا.

تصدرت جماعة الحوثي المشهد التضامني وتمكنت من ترجمة أقوالها وتهديداتها إلى أفعال من خلال الاستهداف المتواصل للسفن التي لها علاقة بإسرائيل أو تتجه نحو موانئها، وكذلك السفن الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب.

ووفر لها هذا التضامن والقصف الأميركي البريطاني المتكرر لليمن- لمحاولة ثنيها عن موقفها والحد من قدراتها- فرصة ذهبية.

وذلك إذا أرادت أن تصلح ما أفسدته حماقات السنوات الماضية، وتستغل هذا التقارب بين اليمنيين الذي أنتجته الحرب الإسرائيلية على غزة وتجعله مدخلًا حقيقيًا للتصالح مع الشعب اليمني، وإعادة النظر بشكل جدّي في طريقة إدارتها للمحافظات التي تقع تحت سيطرتها.

لا سيما أنها- على ما يبدو – الرابح الوحيد في هذه المرحلة – حتى الآن على الأقل – وصاحبة القوة الكبرى، ويدها تطال حتى المناطق التي تقع تحت سيطرة القوى المناوئة لها بموانئها ومطاراتها وسواحلها ومرافقها الحيوية، وذلك بفضل ترسانة الصواريخ التي تمتلكها والطائرات المسيّرة التي عملت على تطويرها، بدعم واضح ومعلن من النظام الإيراني.

فيما تبدو الشرعية بكل مكوناتها المتناقضة في أضعف مراحلها وأخطرها منذ اندلاع حربها مع الحوثيين في مارس 2015.

مبادرات منتظرة

كل ما يتمنّاه اليمنيون اليوم – وهم يخرجون نصرة لغزة وسكانها في كل المدن وفي مختلف الساحات والميادين- أن تبادر جميع الأطراف والكيانات المتصارعة – وعلى وقع هذا المشهد التضامني النبيل – إلى فتح الطرقات والسماح بالسفر والتنقل بين المدن اليمنية عبر الطرق الرئيسية، بدلًا من الطرق الالتفافية والمستحدثة التي تعرض حياتهم للخطر الشديد، وتستغرق منهم وقتًا أطول وتتطلب جهدًا ومشقة أكبر.

إذ ليس من المنطقي مطالبة العالم بالضغط على إسرائيل لفتح معابر غزة وفكّ الحصار عنها، والمدن اليمنية محاصرة والطرق الرئيسيّة منها وإليها مغلقة.

وختامًا؛ ومن باب الأمنيات نتساءل: هل يوحد الطوفان من فرقهم سيل العرم؟! ونخرت فئران السياسة والمشاريع المأزومة كل سد حاولوا تشييده ليجمع كلمتهم، ويمكنهم من المضي قدمًا في تحقيق حُلم بناء الدولة اليمنية الحديثة؟!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الشعب الیمنی

إقرأ أيضاً:

حركة المجاهدين تدين مجزرة العدو الصهيوني التي ارتكبها في لبريج

يمانيون../
أدانت حركة المجاهدين، مساء اليوم الثلاثاء، الصمت الدولي والعربي على مواصلة العدو الصهيوني مجازر الإبادة الجماعية واستهداف مراكز ايواء النازحين والمدنيين والتي كان آخرها استهداف مدرسة أبوهميسة في مخيم البريج وسط قطاع غزة التي تأوي آلاف النازحين من المدنيين.

وقالت، الحركة في بيان إن “مجزرة البريج التي استهدفت أطفالا ونساءً، جريمة وحشية جديدة تأتي في سياق جريمة الإبادة الجماعية الصهيونية المفتوحة ضد شعبنا في غزة، وإصرارا من حكومة الكيان الفاشية على مواصلة جرائمها من قتل وإرهاب لكسر إرادة الشعب الفلسطيني الصامد المتمسك بأرضه وحقوقه”.
وحملت، الأحرار الإدارة الأمريكية المجرمة المسؤولية الكاملة عن كل الجرائم الصهيونية والتي كانت آخرها مجزرة البريج، التي ادت إلى استشهاد واصابة العشرات عشرات من الأطفال والمدنيين الأبرياء.
ودعت، أحرار العالم لتصعيد فعاليات الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم، ونطالب شعوب أمتنا بكسر حالة الصمت والعجز التي كبلتهم.

مقالات مشابهة

  • وردنا للتو.. رسالة عاجلة من الرئيس المشاط لكافة أبناء الشعب اليمني.. إليكم ما جاء فيها
  • الرئيس المشاط يتوجه بالشكر والعرفان لجماهير الشعب اليمني لتلبيتهم نداء الواجب ودعوة السيد القائد
  • السيد فضل الله يشيد بمواقف الشعب اليمني ومقاومته تجاه الشعب الفلسطيني
  • كتائب حزب الله العراقية تشيد بصمود الشعب اليمني وترحب بوقف العدوان الأمريكي
  • السامعي يُدين العدوان الصهيوني على البنية التحتية المدنية للشعب اليمني
  • عاجل| وردنا الآن خبر هام يخص كل أبناء الشعب اليمني.. وهذا ما سيحدث خلال الساعات القادمة
  • مراسل سانا: وزارة الداخلية تطلق سراح الدفعة الرابعة من الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة التي وقعت في بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا بريف دمشق خلال الأيام الماضية، وتشمل 14 شخصاً ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء وذلك بحضور إدارة منطقة داريا وعدد من الوجهاء
  • مصر ترحّب بجهود سلطنة عُمان التي أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن
  • في حوار مع الجزيرة نت.. وزير الصناعة اليمني يحذر من كارثة اقتصادية ويتهم الحوثيين
  • حركة المجاهدين تدين مجزرة العدو الصهيوني التي ارتكبها في لبريج