إنريكي يبرر الدفع بـ «البدلاء» أمام نانت
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
رغم مجازفة الإسباني لويس إنريكي، المدير الفني لباريس سان جيرمان، بإجراء عملية «مداورة» واسعة النطاق، شملت عدداً من نجوم الفريق الذين جلسوا بدلاء من بداية مباراة الفريق أمام نانت في «الجولة 22» للدوري الفرنسي «ليج آن»، فإن ذلك لم يؤثر كثيراً على أداء الفريق، ونجح في تحقيق الفوز 2-صفر، على ملعب «لابوجوار» معقل نانت، ليتسع الفارق بين سان جيرمان ونيس أقرب منافسيه على قمة الدوري إلى 14 نقطة.
وحرص إنريكي بعد المباراة على أن يؤكد أن ما فعله لم يكن مخاطرة، وإنما هو «عين الصواب»، وكان ضرورياً حتى يمكن لجميع اللاعبين المشاركة في المباريات، ليكونوا جاهزين للقتال على أكثر من جبهة والمنافسة على حصد الألقاب.
ولم يشرك إنريكي نجومه الأساسيين كيليان مبابي وعثمان ديمبلي وأشرف حكيمي من بداية المباراة، وإنما جلسوا على «دكة البدلاء»، وأشرك من البداية المهاجم الفرنسي راندال كولو مواني، والجناح الإسباني ماركو أسينسيو، ومتوسط الميدان الأورجواياني مانويل أوجارتي، والياباني كانج - إن لي، وثبتت صحة اختيارات المدير الفني الذي قال خلال مؤتمره الصحفي: من السهل والصعب في آن واحد أن أشرح أسباب ما فعلته، ولكني أقول إن هذا هو الإجراء الطبيعي، بعد 3 أيام من مباراة قوية للفريق أمام ريال سوسيداد في ذهاب دور الـ 16 لدوري الأبطال الأوروبي، ولهذا أدخلنا هذه التعديلات على التشكيل الأساسي، لأن إراحة الأساسيين أمر ضروري، وإشراك البدلاء مهم لمنحهم الفرصة للتعود على حساسية المباريات، في ظل الجدول المشحون محلياً وأوروبياً.
واختتم إنريكي كلامه قائلاً: لدينا هدف طموح يتمثل في القتال في جميع المسابقات التي نشارك فيها حتى النهاية من أجل الفوز بالبطولات والألقاب، ولهذا نحن بحاجة دائماً لجميع اللاعبين بلا استثناء.
وفي سياق متصل، صرح البرتغالي دانيلو بيريرا لاعب الفريق الذي وصل إلى مباراته رقم 100، بأن المجموعة لم تتأثر بهذه التغييرات التي أجراها المدير الفني، لأن ذلك هدفه تغيير«ديناميكية» الفريق، ونحن نملك بالفعل لاعبين أكفاء يمكنهم صنع الفارق، صحيح أن مبابي وديمبلي نجمان كبيران، وأن الفريق قد يتأثر بغيابهما أوعدم مشاركتهما من البداية، إلا أن البدلاء الذين لعبوا أساسيين أجادوا، ونجحوا في الاختبار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الفرنسي باريس سان جيرمان لويس إنريكي نانت كليان مبابي
إقرأ أيضاً:
آبل تكسب جولة جديدة أمام إيبك جيمز
استعادت شركة آبل قدرًا من الزخم في نزاعها القضائي الطويل مع شركة إيبك جيمز، في تطور قد تكون له آثار مباشرة على مستقبل اقتصاد التطبيقات وقواعد الدفع داخل متاجر الهواتف الذكية.
فقد أيدت محكمة الاستئناف التاسعة في الولايات المتحدة، في معظم جوانبه، حكمًا سابقًا يتعلق بازدراء المحكمة على خلفية الرسوم التي تفرضها آبل على أنظمة الدفع الخارجية، لكنها في الوقت نفسه منحت الشركة انتصارًا مهمًا بإلغاء قرار يمنعها تمامًا من فرض أي عمولات على تلك المدفوعات.
القرار الجديد يعيد خلط الأوراق في واحدة من أكثر القضايا تأثيرًا في صناعة التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة، إذ لا يقتصر أثرها على آبل وإيبك فقط، بل يمتد ليشمل آلاف مطوري التطبيقات حول العالم، ممن يعتمدون على متجر App Store كمصدر أساسي للإيرادات.
تعود جذور القضية إلى عام 2020، عندما قررت إيبك غيمز تحدي قواعد آبل بشكل مباشر عبر إدخال نظام دفع خاص داخل لعبة Fortnite، متجاوزة بذلك نظام الدفع الرسمي لمتجر التطبيقات. رد آبل جاء سريعًا، بإزالة اللعبة من المتجر، لتبدأ بعدها معركة قانونية معقدة استمرت لسنوات، وشهدت محطات فاصلة أعادت تشكيل النقاش حول هيمنة الشركات الكبرى على المنصات الرقمية.
في عام 2021، أصدرت القاضية الأمريكية إيفون غونزاليس روجرز حكمًا مبدئيًا اعتُبر آنذاك انتصارًا جزئيًا للطرفين. فمن جهة، رفضت المحكمة اعتبار سيطرة آبل على متجر التطبيقات احتكارًا صريحًا، لكنها في المقابل ألزمت الشركة بالسماح للمطورين بتوجيه المستخدمين إلى وسائل دفع خارجية، بدلًا من حصرهم داخل نظام آبل المغلق.
غير أن الخلاف لم ينتهِ عند هذا الحد. ففي مايو 2025، عادت القاضية نفسها لتقضي بأن العمولة التي فرضتها آبل، والبالغة 27% على المدفوعات التي تتم عبر أنظمة دفع خارجية، تُعد مخالفة لروح الحكم الأصلي. ورأت المحكمة أن هذه النسبة تُفرغ السماح بالدفع الخارجي من مضمونه، إذ تجعل المطورين عمليًا تحت العبء المالي نفسه تقريبًا.
آبل لم تقبل بهذا التفسير، وقدمت طلبًا عاجلًا للاستئناف، معتبرة أن من حقها تحصيل عمولة مقابل استخدام بنيتها التحتية ومنصتها التقنية، حتى وإن اختار المطورون أنظمة دفع بديلة. واليوم، جاء قرار محكمة الاستئناف التاسعة ليمنح الشركة بعض ما أرادته، عبر نقض الأمر الذي كان يمنعها تمامًا من فرض أي عمولات على المدفوعات الخارجية.
وبينما أبقت المحكمة على أجزاء من حكم ازدراء المحكمة، فإنها أرسلت في الوقت نفسه إشارة واضحة بأن منع آبل كليًا من تحصيل أي رسوم قد يكون إجراءً مبالغًا فيه. هذا التوازن القانوني يعكس تعقيد الملف، حيث تحاول المحاكم الموازنة بين حماية المنافسة ومنع إساءة استخدام النفوذ، وبين الاعتراف بحق الشركات في إدارة منصاتها وتحقيق عوائد منها.
على الجانب الآخر، لم تكن إيبك غيمز بعيدة عن التأثر المباشر بهذه التطورات. فالشركة كانت قد سحبت لعبة Fortnite من متجر App Store ومتجر Google Play أثناء احتدام النزاع القضائي، في خطوة رمزية هدفت إلى تسليط الضوء على ما اعتبرته ممارسات غير عادلة من عمالقة التكنولوجيا. ومع تطور القضايا وظهور تسويات جزئية، عادت اللعبة إلى نظام iOS في الربيع الماضي، بينما وصلت أخيرًا إلى أجهزة Android.
القرار الأخير يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الجدل، ليس فقط بين آبل وإيبك، بل داخل أوساط مطوري التطبيقات عمومًا. فالسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: إلى أي مدى ستتمكن آبل من الاستمرار في فرض عمولات على المدفوعات الخارجية دون أن تُتهم بتقويض المنافسة؟ وفي المقابل، هل سيحصل المطورون فعليًا على حرية أكبر في اختيار أنظمة الدفع، أم أن التكاليف ستظل عائقًا عمليًا؟
ما هو مؤكد أن هذه القضية أصبحت مرجعًا قانونيًا لصناعة التطبيقات بأكملها. ومع كل حكم جديد، تتضح ملامح نموذج اقتصادي مختلف، قد يعيد رسم العلاقة بين المنصات الكبرى والمطورين، ويحدد مستقبل التجارة الرقمية على الهواتف الذكية لسنوات قادمة.