عواصم «وكالات»: اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات بُثت اليوم أن المجريات على جبهة القتال في أوكرانيا هي «مسألة حياة أو موت» بالنسبة لروسيا وقد تحدد مصيرها.

ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، وصف الكرملين عمليته العسكرية بأنها معركة من أجل بقاء روسيا، في محاولة لحشد المشاعر الوطنية بين السكان الذين لا يبالي الكثير منهم بالحرب.

وقال بوتين في مقابلة مع الصحفي بافيل زاروبين نُشرت مقتطفات منها على شبكات التواصل الاجتماعي اليوم «أعتقد أنه لا يزال من المهم بالنسبة لنا وبالنسبة لمستمعينا ومشاهدينا في الخارج، أن تُفهم طريقة تفكيرنا».

وأضاف «كلّ ما يحدث على جبهة أوكرانيا هو بالنسبة لهم تقدّم لموقعهم التكتيكي لكنه بالنسبة لنا مصيرنا، إنها مسألة حياة أو موت».

وأدلى بوتين بتصريحاته هذه ردًا على سؤال حول مقابلة استمرت ساعتين وأجراها مع مقدم البرامج الأمريكي تاكر كارلسون واستخدمها الكرملين للترويج لسرديته الخاصة بالحرب.

وتحدث بوتين في تلك المقابلة مطوّلًا عن تاريخ روسيا وشكّك باستمرار في وضع الدولة الأوكرانية، ما أثار غضب كييف والغرب.

ولدى سؤاله عن إسهابه في الحديث عن التاريخ الروسي في تلك المقابلة، قال بوتين «بالنسبة للمستمع الغربي والمشاهد، لم يكن سهلًا. بل وأكثر من ذلك بالنسبة للأمريكيين».

وفي موسكو أيضا، توجهت السفيرة الأمريكية في روسيا لين تريسي اليوم إلى مزار أقيم للمعارض الروسي أليكسي نافالني في موسكو بعدما قمعت السلطات بشدة أي تجمع من هذا النوع منذ إعلان وفاة المعارض الأكبر للكرملين في سجنه الجمعة.

وكتبت السفارة في حسابها على تلجرام «اليوم عند نصب سولوفيتسكي، نبكي وفاة أليكسي نافالني وضحايا آخرين للقمع السياسي في روسيا».

وأرفق المنشور بصورة للسفيرة أمام باقات من الأزهار وضعت عند النصب الذي أقيم تكريما لذكرى ضحايا القمع السياسي والواقع قرب «لوبيانكا»، مقر جهاز الاستخبارات السوفييتي السابق (كي جي بي) ثم جهاز الأمن الفدرالي الروسي (FSB).

وكتبت السفارة «نقدم أحر التعازي لعائلة أليكسي نافالني وزملائه وأنصاره. قوته مثال يحتذى به. نكرم ذكراه».

وبالرغم من القمع الصارم والتحذيرات، شارك مئات الروس في تجمعات صغيرة في عدة مدن تكريما لنافالني، أشد معارضي الكرملين والذي أعلنت وفاته عن 47 عاما في معتقل بمنطقة القطب الشمالي الروسية.

وأوقفت السلطات الروسية أكثر من 400 شخص الجمعة والسبت خلال تجمعات جرت في 36 مدينة، ولا سيما سانت بطرسبرج وموسكو، بحسب منظمة «أو في دي إنفو» غير الحكومية لحقوق الإنسان.

وأقيمت حواجز اليوم حول نصب آخر في العاصمة الروسية هو «حائط الحزن»، على ما أفاد صحفي في فرانس برس.

وكان عشرات الشرطة منتشرين في الموقع لكن سُمح لبعض الأشخاص بالاقتراب من النصب لوضع أزهار.

وأثارت وفاة نافالني موجة تنديد في الدول الغربية التي حمّلت روسيا المسؤولية، فيما لزم الكرملين الصمت حيال هذا الحدث.

وأكد ليونيد فولكوف حليف نافالني «هذه ليست وفاة، بل جريمة قتل».

ودعا أنصار نافالني إلى «عدم الاستسلام للإحباط» قائلا «هذا ما يتوقعه منّا يجب أن ينتصر ما كرّس له حياته».

الجيش الأوكراني: الوضع

مستقر في جبهة أفدييفكا

وتواصلا مع الأحداث الأخيرة في ميدان الحرب، ذكر دميترو ليخوفي المتحدث باسم الجيش الأوكراني اليوم أن الوضع استقر إلى حد ما على جبهة أفدييفكا بشرق أوكرانيا بعد انسحاب قوات كييف أمس. وقال في تصريحات بثها التلفزيون «أستطيع القول... إنه في اليوم التالي من مغادرة أفدييفكا نرى أن الوضع استقر إلى حد ما».

وأضاف أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر أثناء الانسحاب لكنها كانت قليلة بالنظر إلى الظروف.

بدوره ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن باللائمة على الكونجرس في انسحاب القوات الأوكرانية من أفدييفكا شرقي أوكرانيا أمس قائلا إن تقاعس الكونجرس أدى إلى هذه الهزيمة.

وأعلن البيت الأبيض أمس بعد مكالمة هاتفية بين بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن «الجيش الأوكراني اضطر هذا الصباح إلى الانسحاب من أفدييفكا بعد أن أجبر الجنود الأوكرانيون على ترشيد استخدام الذخيرة بسبب تضاؤل الإمدادات نتيجة لتقاعس الكونجرس، مما أدى إلى أول مكاسب ملحوظة لروسيا منذ أشهر».

وقال البيت الأبيض: إن بايدن أكد لزيلينسكي مرة أخرى دعم الولايات المتحدة لكييف، منوها إلى الحاجة الملحة للحصول على موافقة الكونجرس على حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا.

ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي بعد تأخير طويل على خطط لتقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها نحو 60 مليار دولار.

ومن غير المعروف ما إذا كان مجلس النواب سيوافق على مشروع القانون. وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون إنه لن يطرح مشروع القانون على مجلس النواب. ولا يزال التصويت ممكنا على مشروع القانون من الناحية النظرية من خلال عملية معقدة نادرا ما تستخدم والتي قد تدفع بطرح مشروع القانون على مجلس النواب.

ولطالما دعا بايدن، وهو ديمقراطي، الكونجرس إلى التحرك.

وكان البيت الأبيض قد حذر مؤخرا من سقوط أفدييفكا وألقى باللوم على تقاعس الكونجرس في الانسحاب. ويمثل الانسحاب من المدينة المحاصرة منذ أشهر انتكاسة أخرى للجيش الأوكراني في دفاعه ضد روسيا.

توريد صواريخ

«تاوروس» لكييف

من جهة ثانية، صرح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بأنه يتوقع أن الحكومة الاتحادية سوف تتخذ قرارا لصالح توريد صواريخ ألمانية من طراز «تاوروس» إلى بلاده.

وقال كوليبا أمام الصحفيين على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن: «حقيقة أنك لا تسمع لا واضحة هي إجابة في حد ذاتها. نحن على ثقة دائما بأنه سيتم حل مثل هذه المشكلات في وقت ما، لأن هذا ما علمتنا إياه الحياة خلال العامين الماضيين».

وأكد الوزير الأوكراني بالنظر إلى جدالات سابقة حول توريد أسلحة ذات جودة جديدة إلى بلاده أن كل نقاش حول توريدات أسلحة بدأ بـ «لا»، وأوضح أنه قبل أن تصرح الحكومة الاتحادية بتصدير دبابات من طراز «ليوبارد»، كانت قد ترددت أيضا آنذاك لفترة طويلة.

يذكر أن الحكومة الأوكرانية طلبت رسميا من الحكومة الاتحادية ببرلين صواريخ «تاوروس» يصل مداها إلى 500 كيلومتر وذات دقة عالية في مايو الماضي حتى تتمكن من ضرب أهداف عسكرية (روسية) بعيدة عن خط المواجهة.

وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قرر مطلع أكتوبر الماضي عدم توريد هذه النوعية من الصواريخ إلى أوكرانيا في الوقت الحالي، حيث هناك مخاوف من إمكانية إصابة أراض روسية أيضا بهذه الصواريخ التي يبلغ مداها 500 كيلومتر.

وبرر الوزير الأوكراني هذا الأمل حاليا في توريد الصواريخ الألمانية لبلاده بأن التزام ألمانيا يتزايد بشكل واضح في الوقت الراهن، موضحا أن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمستشار شولتس في برلين، والتي تم خلالها توقيع اتفاقية أمنية طويلة المدى والمصادقة على حزمة أسلحة جديدة، أظهرت ذلك أيضا. وقال وزير خارجية أوكرانيا: «أعتقد أن القوة الدافعة وراء هذا الالتزام هي إدراك أنه يتعين على أوروبا تحمل المزيد من المسؤولية تجاه ما يحدث في أوروبا». وأكد كوليبا أهمية توريد هذه الأسلحة، وقال: «هناك سبيل واحد فقط لتدمير القدرات الروسية في أوكرانيا. يجب إصابتها بشكل عميق في المناطق التي تسيطر عليها موسكو «موضحا أن الصواريخ الألمانية من طراز «تاوروس» مع الصواريخ الأمريكية أتاكمز تعد أحدث الأسلحة التي يمكنها القيام بذلك.

لندن:بقاء اللاجئين

الأوكرانيين 18 شهرا إضافيا

وفي سياق مختلف، قالت وزارة الداخلية البريطانية اليوم إن بريطانيا ستمنح تمديدا إضافيا لمدة 18 شهرا لحاملي التأشيرات الأوكرانية المؤهلين للبقاء في المملكة المتحدة. وقالت الحكومة إنه اعتبارا من أوائل عام 2025، سيتمكن مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من أوكرانيا بعد الحرب الروسية من التقدم بطلب للإقامة في بريطانيا وسيستمرون في التمتع بحقوق العمل والرعاية الصحية والتعليم.وقال وزير الهجرة توم بورسلاف في بيان «يوفر مخطط تمديد التأشيرة الجديد اليقين والطمأنينة للأوكرانيين في المملكة المتحدة بشأن مستقبلهم مع استمرار هذه الحرب، وسنواصل توفير ملاذ آمن للفارين من الصراع».

ولدى بريطانيا برنامجان للاجئين الأوكرانيين، أحدهما لأولئك الذين لديهم عائلات موجودة بالفعل في المملكة المتحدة والآخر يسمح للبريطانيين بتوفير الإقامة للفارين من الحرب، مع اقتراب الحرب الروسية من عامه الثالث. وقالت وزارة الداخلية إن التمديد سيؤثر على أكثر من 283 ألف أوكراني في بريطانيا.

وفي إطار جهودها لدعم أوكرانيا في جهودها العسكرية، قالت بريطانيا أيضا إنها ستزود كييف بآلاف الطائرات المسيرة، وحثت المشرعين الأمريكيين على التصويت لصالح حزمة مساعدات أمنية بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا وحلفاء آخرين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مشروع القانون مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

مسؤول روسي: طائرات «F-16» وقواعدها خارج أوكرانيا ستكون أهدافا لقواتنا حال مشاركتها في مهام قتالية

أفاد مسؤول روسي، اليوم الاثنين، بأن طائرات «F-16» وقواعدها خارج أوكرانيا ستكون أهدافًا مشروعة، لقوات بلاده إذا شاركت في المهام القتالية، وفقًا لوكالة الأنباء البريطانية «رويترز».

يذكر أن، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، يوم الجمعة الموافق 7 يونيو 2024، أن روسيا مستعدة للمفاوضات مع أوكرانيا، لكن وفقًا للشروط التي نوقشت في مينسك واسطنبول.

وقال بوتين، خلال الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي: إذا كانت هناك رغبة في التفاوض، فيمكنك العثور مع من سيتم التفاوض، ونحن مستعدون لهذه المفاوضات، ولكن فقط، أكرر، على الشروط التي اتفقنا عليها عندما بدأنا هذه المفاوضات في مينسك ثم في إسطنبول، وليس وفق شروط خيالية، وفقا لوكالة «سبوتنيك» الروسية.

ورحبت روسيا، بضيوف المنتدى بطريقة استثنائية، حيث وضعت جدرانا ضخمة من الورود انتشر عبقها في قاعات المنتدى، مع ألواح من حلوى البرالين «السعادة» ومنصات نشرت عليها فاكهة الفروالة والضيافة للمشاركين في المنتدى.

وبدأت روسيا عملياتها العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية يوم 24 فبراير 2022، بعدما تلقت روسيا الكثير من التهديدات وأهمها انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي «حلف الناتو» ومع مرور أشهر على تلك الحرب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ضم أول 4 أقاليم أوكرانية إلى روسيا وهي «جمهورية دونيتسك الشعبية، وجمهورية لوهانسك الشعبية، وخيرسون، وزابوريجيا»، وتم ذلك بحضور نواب البرلمان وممثلي الأقاليم.

وبالفعل صدق مجلس النواب الروسي «الدوما» على انضمام تلك الأقاليم، ومع بداية الهجمات الروسية قامت الدول الغربية بفرض عقوبات على موسكو، بهدف وقف هذا الحرب، لكن روسيا استمرت ولم تبال بأحد، بل هي من قامت بفرض عقوبات على الدول التي لم تؤيد موقفها في الحرب على أوكرانيا.

كلمة سفير روسيا بمناسبة العيد الوطني لبلاده

الاحتفال بذكرى إنزال النورماندي بدون روسيا

وزير الخارجية يتوجه إلى روسيا للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية تجمع بريكس

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: مجموعة السبع ستفرض عقوبات جديدة وإجراءات لمصادرة الأصول الروسية
  • الجارديان: خطر التصعيد النووي يتصاعد بين روسيا والغرب
  • روسيا تعلن تحقيق مكاسب ميدانية جديدة قبل قمتين حاسمتين لأوكرانيا
  • أوكرانيا تعلن تدمير منظومات صواريخ متطورة لروسيا
  • غزة تُهدي النصر لبوتين
  • رغم تحذير بوتين.. أوكرانيا ستحتفظ بطائرات إف-16 بالخارج
  • جهاز المغتربين يكشف أسباب إرجاع السودانيين من مصر ويعلن إحصائية اللاجئين بعد الحرب وخسائر التحويلات
  • رغم تحذير بوتين.. أوكرانيا ستحتفظ بطائرات إف-16 بقواعد خارجية
  • مسؤول روسي: طائرات «F-16» وقواعدها خارج أوكرانيا ستكون أهدافا لقواتنا حال مشاركتها في مهام قتالية
  • "حفرة سوداء".. مستشار سابق في البتناغون يتحدث عن تكرار زيلينسكي أخطاءه في الحرب