يمانيون:
2025-12-10@08:48:52 GMT

أسرارُ القوّة

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

أسرارُ القوّة

يمانيون/ بقلم/ يحيى المحطوري|

في ظِلِّ صمتٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ مُخْــزٍ ومخجلٍ ومُحزِنٍ، برزت وتفرَّدَت اليمن، قيادةً وشعبًا وجيشًا، بالمواقفِ العظيمةِ القويةِ في نُصرةِ المظلومين المستضعَفين من أبناءِ فلسطينَ.

ولَقِيَت هذه المواقفُ صَدَىً كَبيراً لدى أحرارِ العربِ والعالَمِ الذين وقفوا مذهولين أمامَ ما يحدُث.

والكثيرُ يتساءلُ: كيف فعل اليمنيون ذلك؟ وما هو سِــرُّ قوتهم رغمَ ظروفهم القاهرة وأوضاعِهم الصعبة؟

وسنحاولُ الإجَابَةَ على ذلك في عدةِ نقاطٍ رئيسية، تُعتبَرُ من أبرز المقومات والمؤهِّلات التي أهَّلت اليمن لهذا الموقفِ العظيم والشجاع والقوي.

ومن أهمها:

المنهجُ الواحدُ المتمثل في كتاب الله العظيم القرآن الكريم.

والقيادةُ الواحدة الحكيمة الصابرة والمضحية.

والشعبُ العظيم والأمةُ العظيمة التي تحَرّكت وفقَ هذا المنهج، وانطلقت مجاهدةً تحت راية هذه القيادة.

وقد كان ارتباطُ اليمنيين بالقرآن الكريم وثقافته العظيمة وتوجيهاته الحكيمة من أبرز عوامل القوة.

 

الموقفُ من الأعداء:

فالقرآنُ الكريم يؤكّـدُ على ضرورة العداء لأعداء الله وضرورة اتِّخاذ الموقف ضدهم، حَيثُ يقول الله:

لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَو أبناءهُمْ أَو إِخْوَانَهُمْ أَو عَشِيرَتَهُمْ.

ويقول محذرًا من الأعداء:

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا.

فكانت ثمرة الوعي بذلك، هو الاهتمام الكبير والمُستمرّ بالتوعية والتثقيف للشعب على العداء لأعداء الإسلام أمريكا و”إسرائيل” منذ عشرين عاماً.

ولذلك جاءت مواقفُ اليومَ ملبيةً لطموح الأمس وثقافته.

ولم يكن هناك أيُّ عائق مناطقي أَو عِرقي أَو طائفي يحولُ دونَ الوَحدةِ خلفَ هذا الموقف الكبير.

 

الروحيةُ الجهادية:

كما أن القرآنَ الكريمَ أمرنا أن نحمِلَ ثقافةَ الشهادة وأن نُرَبِّي أنفسَنا وأُمَّتَنا على الروحية الجهادية.

فانطلق اليمنيون للقتال في سبيل الله؛ استجابةً لأوامره في كتابه الحكيم، حَيثُ يقول:

وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.

ويقول:

انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ.

ويقول:

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ، وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شيئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ، وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شيئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.

ويقول:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ

تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ، ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ.

ويقول:

إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ، وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالقرآن، وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ، وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.

فكان لهذه الروحية تأثيرٌ كبيرٌ في التهيئة لهذا الموقف القوي.

 

الوَحدةُ والاعتصامُ بحبل الله:

وحين أمر اللهُ في القرآن الكريم بالتوحُّــدِ بقوله:

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا.

وبالتحَرّك لبناء الأُمَّــة الواحدة بقوله:

وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّـة يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ، وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

انطلق اليمنيون لتعزيزِ وحِمايةِ الجبهة الداخلية، وضرب كُـلّ من يريد المساسَ والعبث بها.

فانعكس هذا التوحد موقفًا قويًّا صُــلبًا في مواجهة “إسرائيل” لا تكسرُه مؤامراتُ الأعداء ولا مكرُهم ولا تضليلُهم.

 

الاستعدادُ والجُهُوزية:

وحين وجّهَ اللهُ في القرآن الكريم بالإعدادِ والاستعدادِ للمواجهة، بقوله:

وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ.

استجاب اليمنيون فكانت الأولويةُ القصوى لهم في الأعوام الماضية بناءُ المسار العسكري والقدرات التي تمثل خياراتٍ رادعةً للأعداء؛ ولذلك فقد كانت هذه القوةُ حاضرةً للمشاركة في نُصرة المستضعّفين من أبناء فلسطين في هذه المعركة.

 

التحَرُّكُ الشامِلُ في كُـلّ المجالات:

ويمكن القولُ: إن المشروعَ القرآنيَّ بقيادته ومنهجه قد أكّـد على أن الصراعَ مع العدوّ ليس عسكريًّا فقط، وأنه صراعٌ شاملٌ في كُـلّ المجالات.

فانطلق اليمنيون للاهتمامِ بالعمل الثوري، والاستمرارِ في التحَرّك الشعبي، والعناية بالمسار السياسي، والتحَرّك لإصلاح العمل الرسمي كمساراتٍ لصيقةٍ بالعمل العسكري ومساندةٍ له وعُنصرٍ من عناصر قوته وفاعليته وتأثيره.

فكانوا أقدرَ من غيرهم على اتِّخاذ الموقفِ الأقوى في هذه الظروف.

 

الاستفادةُ من الصراع:

كما أن أعوامَ العدوان على اليمن، مَثَّلت دروساً مهمةً وكبيرةً للشعب اليمني في كُـلّ ميادين الصراع.

واستفاد منها في بناءِ الأُمَّــة القوية، عملًا بالسُّنة الإلهية.

وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ، وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا.

 

القيادةُ العظيمة:

وفي الختام فَــإنَّ من أعظمِ النِّعَمِ وأبرزِ عوامل القوة وجودَ القيادة الحكيمة التي أضاءت بأنوار القرآن ظلماتِ العصر، وسارت باليمنيين وفق هدى الله وتعليماته وتوجيهاته، على الصراط المستقيم.

واستطاعت أن تقفَ باليمن هذه المواقفَ العظيمة والمشرِّفة.

لأَنَّها جسَّدَتِ القُدوةَ عملًا وجهادًا، وتحمُّلًا وصبرًا، وفداءً وتضحيةً، وعَطاءً وبذلًا.

ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

والحمدُ والفضلُ لله أَوَّلًا وأخيرًا.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القرآن الکریم ف ی س ب یل

إقرأ أيضاً:

استمرار التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم بمشاركة ذوي الهمم

تستمر اليوم، فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم التي تنظمها وزارة الأوقاف في نسختها الثانية والثلاثين، لليوم الرابع على التوالي، المنعقدة في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الجديدة، وذلك وسط مشاركة دولية واسعة يعكس دور مصر الريادي في خدمة القرآن الكريم ورعاية حفظته.

وتجرى خلال هذا اليوم اختبارات فرعين من فروع المسابقة، حيث تنعقد الاختبارات الخاصة بالفرع السادس لذوي الهمم، والذي يتنافس فيه ١٠ متسابقين من مختلف الدول، ويشترط في هذا الفرع حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم أو ورش عن نافع أو كلتيهما، مع تفسير الجزء الثلاثين في ضوء كتاب البيان على المنتخب في تفسير القرآن الكريم، وألا يزيد عمر المتسابق وقت الإعلان عن المسابقة على ٢٥ عامًا.

الأوقاف تكلف مديرين جديدين لمديريتي الغربية والقليوبيةمفتي الجمهورية: فصل الشتاء ربيع المؤمن وغنيمة روحية

وجاء هذا الفرع رعايةً من الوزارة بذوي الهمم؛ انطلاقًا من جهودها في رعايتهم والعمل على اندماجهم ضمن رسالتها الدعوية والمجتمعية، وانسجامًا مع توجيهات القيادة السياسية في بناء مجتمع شامل يضمن تكافؤ الفرص للجميع.

كما تُعقد اليوم أيضًا، اختبارات الفرع الرابع المخصص للناشئة، ويُشترط في هذا الفرع حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم أو ورش عن نافع أو كلتيهما، مع تفسير الجزأين التاسع والعشرين والثلاثين، في ضوء كتاب البيان على المنتخب في تفسير القرآن الكريم، وألا يتجاوز عمر المتسابق وقت الإعلان ١٤ عامًا.

تأتي هذه التصفيات في إطار الجهود المنظمة لاختيار أفضل العناصر المشاركة في المسابقة، وترسيخ معايير دقيقة في الحفظ والأداء، بما يعكس الاهتمام المتزايد بنشر ثقافة القرآن الكريم وعلومه، وتعزيز حضور مصر على الساحة القرآنية العالمية.

وقد رصدت الوزارة للمسابقة جوائز مالية قدرها 13 مليون جنيه مصري، وهو أكبر دعم تقدمه الوزارة في تاريخ المسابقة؛ تأكيدًا لمكانة القرآن الكريم وأهله، ويحظى الفائزون بتكريم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي (يحفظه الله)، وذلك خلال الاحتفالية الكبرى التي تُقيمها وزارة الأوقاف احتفاءً بليلة القدر في شهر رمضان المبارك.

طباعة شارك مسجد مصر الكبير وزارة الأوقاف المسابقة العالمية ذوي الهمم

مقالات مشابهة

  • لليوم الرابع.. استمرار تصفيات المسابقة العالمية للقرآن الكريم بمشاركة ذوي الهمم
  • مصر في القرآن الكريم والحديث النبوي.. كم مرة ذكرت في القرآن صراحة؟
  • المدرسة القرآنية الوقفية بالعامرات تكرّم القراء المجازين وحفظة القرآن الكريم
  • وزير الأوقاف ووفد من شباب ومحكمي مسابقة القرآن الكريم في زيارة للمتحف الكبير
  • استمرار التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم بمشاركة ذوي الهمم
  • فاقدة للبصر وصارعت «السرطان» لسنوات.. السيدة زينب علي «نموذج ملهم» لحفظة القرآن الكريم
  • تعرف على المجاز وحكمه فى القرآن الكريم
  • أبرز المشاركين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم 2025 وقيمة الجوائز
  • متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • جوائز هذا العام الأكبر في تاريخها .. تفاصيل المسابقة العالمية للقرآن الكريم