المسجد الأقصى في خطر داهم
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن ممارسة الانتهاكات والتنكيل بالفلسطينيين سواء في غزة أو في الضفة أو في الأراضي المحتلة؛ إذ إنه إلى جانب ارتكابه العديد من جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري في غزة والاعتقالات وهدم البيوت والقتل بدم بارد في الضفة الغربية، قرر أن يُضيِّق على المُصلين المسلمين في شهر رمضان بوضع قيود على دخول المسجد الأقصى المبارك.
ومثل هذه القرارات الجائرة للمحتل للأراضي الفلسطينية، تهدد بإشعال الأوضاع في ظل تلميحات إسرائيلية إلى اقتحام بري لرفح ومواصلة الحرب الغاشمة في شهر رمضان، وسط موقف دولي مخزٍ رغم مرور 137 يومًا على هذا العدوان الجائر.
المسجد الأقصى هو ثالث أقدس موقع في الإسلام، وله مكانة خاصة في قلوب المسلمين حول العالم، لكن منذ احتلال القدس فرضت إسرائيل قيودًا صارمة على دخول المصلين إلى المسجد، ومارست سياسة ممنهجة لمنعهم من الوصول إليه.
ومن بين هذه السياسات الإجرامية تنفيذ حملات اعتقال وإبعاد واسعة النطاق ضد الفلسطينيين الذين يُحاولون الوصول إلى المسجد الأقصى، إلى جانب التفتيشات المُهينة عند مداخل المسجد الأقصى بما في ذلك التفتيش الجسدي واستخدام الكلاب البوليسية، وقد يصل الأمر إلى إغلاق المسجد أو منع بعض الفئات العمرية من دخوله مثل النساء دون سنّ الأربعين عامًا والشباب دون سنّ الخمسين عامًا، أو الاعتداء على المصلين.
إنَّ الاحتلال الإسرائيلي يُصر على حرمان الفلسطينيين من ممارسة حقهم في العبادة خلال شهر رمضان المبارك وهو أمر يجب على الدول العربية والإسلامية أن تتخذ فيه موقفًا جديًا لحماية المسجد الأقصى والسماح للفلسطينيين بالصلاة فيه دون قيد أو شرط.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
استفزاز وعنصرية وتواطؤ.. هكذا علق مغردون على اقتحامات الأقصى
وشهد المسجد الأقصى مشاهد غير مسبوقة، حيث رفع المستوطنون أعلام الاحتلال داخل الحرم الشريف وأدوا طقوسا تلمودية في الساحات الشرقية والغربية، في حين اعتدت قوات الاحتلال على حراس المسجد وأبعدتهم عن الساحات لتأمين مرور المستوطنين.
وجاءت هذه الاقتحامات بمناسبة ما يسميه الإسرائيليون "يوم القدس" أو "يوم يروشالايم" بالعبرية، وهو عيد قومي يوافق اليوم الذي احتلت فيه إسرائيل الشطر الشرقي من القدس خلال حرب عام 1967، والمعروف عربيا بـ"نكسة حزيران".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4باحث مقدسي: اقتحامات المستوطنين للأقصى تهويد ممنهجlist 2 of 4سموتريتش: لا نخشى كلمة "احتلال" وسنعاود استيطان غزةlist 3 of 4نتنياهو يظهر من نفق تحت الأقصى والمستوطنون يصعّدون في القدسlist 4 of 44 دلالات خطيرة من اقتحام "بن غفير" للأقصى بهذا العددend of listوكعادتهم في مثل هذا اليوم من كل عام، نظم آلاف المستوطنين والمتدينين اليهود مسيرة الأعلام، وهي مسيرة ضخمة يرفعون خلالها الأعلام الإسرائيلية ويتجهون إلى القدس الشرقية، خاصة البلدة القديمة وباب العامود.
ترافقت المسيرة مع ترديد شعارات قومية ودينية وهتافات عنصرية ضد العرب والمسلمين، في مشاهد وصفتها المعارضة الإسرائيلية نفسها بالعنيفة والمهينة.
وبالتزامن مع هذه الأحداث، عقدت حكومة الاحتلال اجتماعا برئاسة نتنياهو في بلدة سلوان، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مشاريع تهويدية ضخمة تشمل البنية التحتية والإسكان والتعليم.
كما نشر نتنياهو فيديو من داخل نفق ضخم قال إنه يمتد من بلدة سلوان وصولا إلى أسفل المسجد الأقصى مباشرة، جدد خلاله مزاعمه بأن "القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل".
إعلان غضب واستياءورصد برنامج شبكات (2025/5/27) تعليقات كثيرة اتسمت بالغضب والاستياء من هذه المشاهد، حيث كتبت لمى: "ما يجري في المسجد الأقصى من اقتحامات وطقوس دينية تحت حماية الاحتلال، والاستفزاز والعنصرية جهارا، خرق سافر للوضع القانوني والتاريخي للقدس".
وأضافت لمى أن ما يحدث "تحدٍّ صريح لقرارات الأمم المتحدة"، معتبرة أن هذه الممارسات تمثل انتهاكا واضحا للمواثيق الدولية والقوانين التي تحكم الوضع في القدس المحتلة.
بينما علقت هدى قائلة: "هذه خطوات محسوبة ضمن مشروع صهيوني يسعى لتكريس سيادة دينية وسياسية على القدس والمسجد الأقصى، ما يحدث هو محو تدريجي للهوية الإسلامية والعربية للمدينة".
وحذر محمد من خطورة الصمت إزاء هذه الممارسات، مغردا: "استمرار الصمت الرسمي والشعبي على هذا المسار العدواني هو تواطؤ غير مباشر، من لم يحرّكه الأقصى اليوم، فلن يحرّكه شيء بعده".
من جهته، ربط كريم بين ما يحدث في الأقصى والسياسات العنصرية الأوسع، قائلا: "أن تُغلق متاجر الفلسطينيين قسرا، وتُضرب الطواقم الصحفية، ويُهتف علنا الموت للعرب في شوارع القدس".
وأضاف كريم: "كل هذا لا يهدد فقط المسجد الأقصى، بل يفضح انحدارا أخلاقيا في نظام يفاخر بعنصريته دون رادع"، مشيرا إلى التصعيد المتواصل في الممارسات العدوانية ضد الفلسطينيين.
وفي إشارة لافتة إلى الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، علق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد على مسيرة الأعلام، ووصفها بالمسيرة العنيفة والمهينة، وقال: "تم الاحتفال بيوم القدس أمس بمسيرة عنيفة ومهينة تخللتها أغان تسخر من الأطفال الذين يموتون في غزة"، في انتقاد نادر من قيادي إسرائيلي بارز لهذه الممارسات.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وتزايد المخاوف من تداعيات السياسات الإسرائيلية على الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي، خاصة مع استمرار الانتهاكات في المقدسات الدينية.
إعلانوتشكل اقتحامات المسجد الأقصى المتكررة جزءا من سياسة إسرائيلية أوسع تهدف إلى تغيير الوضع القائم في القدس، وفرض واقع جديد يخدم المشروع الاستيطاني في المدينة المقدسة والمناطق المحيطة بها.
27/5/2025