تشكل الولايات المتحدة "درعا دبلوماسيا" لإسرائيل التي تواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي مدعومةً بثالث "فيتو" أمريكي يعرقل صدور قرار أممي بوقف إطلاق النار، الثلاثاء.

 

هذا ما أكده مايكل لينك، مقرر الأمم المتحدة السابق المعني بحالة حقوق الإنسان بالأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 في حديثه مع الأناضول، قائلا إن "الخطاب العسكري الإسرائيلي في غزة انتقل في بداية الأمر من "الأزمة الإنسانية" و "الكارثة الإنسانية" إلى "الكابوس الإنساني"، أما الآن فيتجه نحو "الإبادة الجماعية"، بدرع دبلوماسي أمريكي.

 

والثلاثاء، حصل مشروع قرار قدمته الجزائر، ويدعو إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، على تأييد 13 عضوا من أصل 15، فيما عارضته الولايات المتحدة باستخدام "الفيتو" وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، وفق ما ذكر موقع "أخبار الأمم المتحدة".

 

ويرفض مشروع القرار الجزائري التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، ويطالب جميع الأطراف في الحرب في قطاع غزة بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وبـ "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".

 

وهذه المرة الثالثة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة "الفيتو" بمجلس الأمن الدولي منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ضد مشاريع قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.

 

واستخدمت واشنطن حق الفيتو في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ضد مشروع قرار برازيلي يدعو إسرائيل من بين أمور أخرى إلى سحب الأمر الصادر لسكان غزة بالانتقال إلى جنوب القطاع، فيما كانت المرة الثانية في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2023، حيث منعت مشروع قرار إماراتي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار الإنساني في قطاع غزة.

 

"درع دبلوماسي" أمريكي غربي

 

المسؤول الأممي السابق اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بتشكيل "درع دبلوماسي" للممارسات الإسرائيلية في أروقة الأمم المتحدة.

 

وانتقد تزويد الولايات المتحدة تجهيزات ومعدات عسكرية لإسرائيل، وتعويضها نقص المخزون الإسرائيلي من العتاد والسلاح، إضافةً إلى مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليارات دولار سنويًا إلى تل أبيب.

 

الحقوقي الأممي أكد على أنه من الصعب إيقاف الهجمات الإسرائيلية و"الكارثة المحدقة بـ رفح، ما لم تقل الولايات المتحدة كفى لـ إسرائيل"، وأردف: "وأستبعد حدوث ذلك".

 

واعتبر "لينك" أن هناك تباينًا في مواقف ووجهات النظر إزاء القضية الفلسطينية - الإسرائيلية بين من أسماهم "دول الشمال العالمي" ونظيراتها في الجنوب.

 

واستشهد على كلامه باختلاف مواقف هذه الدول إزاء قضية الإبادة الجماعية المرفوعة من قبل جمهورية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث قال إن "دول جنوب العالم التي تعرضت للاستعمار، والتحكم الأجنبي والاحتلال فيما مضى، انتقدت الهجمات الإسرائيلية على غزة.

 

في المقابل، فإن "دول شمال العالم دعمت إسرائيل وهجماتها على غزة، بشكل غير مباشر"، وفقاً للمسؤول الأممي السابق.

 

كما اتهم "لينك" دول الشمال بعرقلة محاسبة إسرائيل جراء ما تقوم به في قطاع غزة، مؤكداً أن تل أبيب ستواصل ممارساتها هذه ما لم تقم هذه الدول بإعادة النظر في علاقاتها التجارية والعسكرية والدبلوماسية معها.

 

* الإبادة حدثت أو توشك على ذلك..

 

"لينك" الذي شغل بين عامي 2016 و2022 منصب مقرر الأمم المتحدة الخاص بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، أشار إلى وجود قرابة 1.5 مليون إنسان عالق في جنوب قطاع غزة بالوقت الراهن.

 

وبيّن أن "النازحين إلى مدينة رفح، لا يستطيعون الوصول إلى المياه والوقود والغذاء والمأوى حالياً، فضلاً عن افتقادهم إلى الأمن والحماية".

 

المسؤول الأممي السابق حذّر من أنه حتى "النازحين الفلسطينيين ممن يقطنون الخيام في مدينة رفح، يواجهون خطر القصف".

 

يقول لينك منتقدا عدم التحرك الدولي جدّيا لوقف الحرب على القطاع: "في الوقت الذي يستطيع فيه العالم الإصرار على وقف إطلاق النار وإيقاف الهجمات الإسرائيلية، فإنه اختار الاكتفاء بمشاهدة ومتابعة ما يجري في غزة".

 

ولفت إلى أن "وصف القانون لفعل ما بـ "الإبادة الجماعية" يحتاج إلى حدوث فعل الإبادة الجماعية أو وجود نية تشير لذلك".

 

وأكد أنه "يوجد العديد من التصريحات لمسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيليين، تتضمن نوايا القيام بالإبادة الجماعية"، على حدّ تقييمه.

 

ويرى "لينك" بأنه وفقًا لتعريف اتفاقية الإبادة الجماعية، فإن هذا الفعل "إما يحدث الآن على الأغلب، أو أنه على وشك الحدوث".

 

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الإبادة الجماعیة الأمم المتحدة فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

25 شهيدا و 200 مصاب ضحايا المجزرة الإسرائيلية بغزة

 عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن إعلام فلسطيني، أعلن ارتفاع ضحايا المجزرة الإسرائيلية قرب مركز لتوزيع المساعدات برفح جنوبي قطاع غزة لنحو 25 شهيدا وأكثر من 200 مصاب.

إسرائيل تُصعّد عملياتها في غزة وتُصرّ على شروطها لوقف إطلاق النارقصف مدفعي إسرائيلي مكثف يستهدف شمال قطاع غزة ويخلف عشرات الضحاياغارة إسرائيلية تستهدف منزلا في حي الصبرة بمدينة غزةرئيس تشيلي يعلق العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب أطفال غزة

 أفادت وسائل إعلام عربية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي طالب السكان  في غرب خان يونس بالإخلاء الفوري.

وشهد شمال قطاع غزة، صباح اليوم الثلاثاء، تصعيدًا عسكريًا جديدًا تمثل في قصف مدفعي وجوي مكثف نفذته القوات الإسرائيلية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة.

وأفادت مصادر في الدفاع المدني الفلسطيني بأن القصف استهدف مناطق سكنية في حي الكرامة وقرية العطاطرة شمال القطاع، ما أدى إلى مقتل 19 فلسطينيًا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.

كما تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق أخرى في شمال القطاع، بما في ذلك جباليا وبيت لاهيا، حيث تم استهداف منازل ومرافق مدنية، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق في البنية التحتية.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة القتلى في قطاع غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بلغت 52 شهيدًا، بالإضافة إلى أكثر من 500 إصابة، مشيرة إلى أن هذه الأرقام لا تشمل الضحايا في شمال القطاع بسبب صعوبة الوصول إليهم.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، والتي بدأت في أكتوبر 2023، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 54,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 124,000 آخرين.

في المقابل، تواجه جهود الإغاثة الإنسانية تحديات كبيرة بسبب الحصار المفروض على القطاع، حيث حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية، مشيرة إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة تم تهجيرهم قسرًا إلى مناطق غير صالحة للسكن في الجنوب، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، حسب “فايننشال تايمز”.

وفي ظل هذه الأوضاع، تتواصل الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار وتوفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، إلا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة، ما يزيد من معاناة المدنيين في القطاع.

طباعة شارك القاهرة الإخبارية إعلام فلسطيني فلسطين غزة قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • طالبة فلسطينية تُشعل حفل تخرج بأمريكا: لن نسامح أبدا في الإبادة الجماعية بغزة
  • 25 شهيدا و 200 مصاب ضحايا المجزرة الإسرائيلية بغزة
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 54470 شهيدا
  • مرصد حقوقي: إسرائيل تحول توزيع المساعدات أداة للإبادة الجماعية بغزة
  • دبلوماسي إيراني: طهران تميل لرفض المقترح الأمريكي بشأن الاتفاق النووي
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 54418 شهيداً
  • لوتان: يجب التعرف على جريمة الإبادة الجماعية لمنح ما يحدث بغزة اسما مناسبا
  • متى تتراجع الولايات المتحدة؟
  • مظاهرة حاشدة في برلين احتجاجا على حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • «حشد»: إسرائيل تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية الأكثر بشاعة في التاريخ