أكدت صحيفة "الأهرام" أن المرافعة التاريخية لمصر أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، التي قدمتها المستشارة القانونية بمكتب وزير الخارجية الدكتور ياسمين موسى، "دقت أجراس الخطر، وأظهرت للعالم كله كيف أن المنطقة كلها باتت على حافة خطر سيصيب كل المجتمع الدولي بالضرر".


وذكرت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الخميس تحت عنوان "فضح ممارسات إسرائيل الوحشية" - أن المرافعة الشفهية تلك؛ جاءت لـ "تضع النقاط فوق الحروف"، فيما يتعلق بالتفنيد القانوني لموقف إسرائيل التي اعتادت، منذ ظهورها إلى الوجود، على انتهاك الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بشكل سافر ومنظم، دون احترام لقواعد القانون الدولي.


وأشارت إلى أن المرافعة تضمنت فضحا لممارسات إسرائيل، طوال خمسة وسبعين عاما، من حيث سلب أراضي الفلسطينيين ومنازلهم، والدفع بتهجيرهم من هذه الأراضي، علاوة على اعتياد ممارسة سياسات العقاب الجماعي، والاستخدام الممنهج للعنف ضد المدنيين، وهو الاستخدام الذي بلغ في الأشهر القليلة الماضية وتيرة غير مسبوقة فى الوحشية، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ.


ونوهت الصحيفة بأن المرافعة اشتملت المستندة إلى الأسانيد والدفوع القانونية، على تأكيد حقيقة عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للضفة وغزة؛ وهو الاحتلال المنتهك لكل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بهذا الشأن.


ورأت "الأهرام" أن أهمية هذه المرافعة تعود إلى أنها وضعت المجتمع الدولي أمام مسئولياته، حيث إنه أصبح من المستحيل تجاهل العالم هذه المسئولية، سواء القانونية أو الإنسانية، كما أنه بات مستحيلا استمرار عجز مجلس الأمن عن وقف إطلاق النار بشكل فوري لوقف المجازر الإسرائيلية البشعة، وإيقاف المحاولات المستميتة لقادة إسرائيل وجنرالاتها لتحقيق التهجير القسري لأهالي غزة من أراضيهم.


وأثنت الصحيفة على اللغة القانونية الاحترافية المنضبطة التي احتوت عليها المرافعة، حيث شملت الإشارة إلى خطورة أوضاع التوسع الإسرائيلي في سياسة الاستيطان، ووضع قيود على تنقل المواطنين الفلسطينيين وتنفيذ الإجراءات العقابية اليومية بهدم المنازل؛ وكل ذلك سوف يؤدى حتما إلى عرقلة أي مفاوضات سلام فى المستقبل بين الطرفين، ويقوض مبدأ التعايش بين الشعوب؛ بما يهدد مقررات الشرعية الدولية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

موقع أميركي: غزة نقطة الانكسار الرئيسية لقيادة أميركا للغرب

يرى الكاتب الأميركي الفلسطيني رمزي بارود أن دعم عواصم غربية لغزة له تأثير بالغ وخطير على قيادة الولايات المتحدة للغرب وعلى النظام الدولي.

وسرد بارود، في تقرير له بموقع "كاونتربنش" الأميركي وقائع دعم غزة من بعض الدول الغربية وغيرها من دول العالم في مخالفة لرغبة واشنطن. ومن ذلك انضمام إسبانيا إلى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، متهمة إسرائيل بالإبادة الجماعية، وكذلك اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين.

ووصف هذه الوقائع بأنها خروج عن السياسة الغربية الراسخة التي تقودها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة.

تهديد الهيئات الدولية

وأضاف أن واشنطن ظلت لعقود طويلة تدعم إسرائيل سواء أكان على رأس السلطة الأميركية رئيس جمهوري أم ديمقراطي، وبلغ بها الانحياز لإسرائيل أن بذلت مؤخرا كل ما في وسعها لدعم الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في غزة، وذلك بتزويد إسرائيل بالأسلحة اللازمة لتنفيذ جرائمها، وتهديد الهيئات القانونية والسياسية الدولية التي حاولت محاسبة إسرائيل على جرائمها.

وأفاد بأن هذا الواقع فرض معضلة سياسية لأوروبا، التي غالبا ما كانت تتبع خطوات الولايات المتحدة -أو خطواتها الخاطئة- في الشرق الأوسط بشكل أعمى، وهي القاعدة التي استمرت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، والتي شهدت استثناءات تاريخية قليلة، مثل تحدى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الإجماع الذي فرضته الولايات المتحدة عندما رفض بشدة سياسات واشنطن في العراق في الفترة التي سبقت حرب 2003، لكن تم في نهاية الأمر إصلاح هذه التصدعات، حيث عادت الولايات المتحدة إلى دورها كقائد للغرب بلا منازع.

تجاوز الحد الأخلاقي

وذكر بارود أن غزة أصبحت نقطة انكسار رئيسية للوحدة الغربية، فقد انقسم الغرب بسبب دعم إسرائيل بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول مباشرة، واستمرت الولايات المتحدة، وإلى حد ما ألمانيا، بالالتزام بدعم الحرب الإسرائيلية، في حين أبدت العديد من الدول الأوروبية مواقف قوية مؤخرا، متهمة إسرائيل بالإبادة الجماعية واتحدت مع دول الجنوب العالمي بهدف محاسبة إسرائيل، وهو تحول كبير لم نشهده منذ سنوات عديدة، وهو ما يعني أن حجم الجرائم الإسرائيلية في غزة قد تجاوز الحد الأخلاقي الذي يمكن أن تتحمله بعض الدول الأوروبية.

شرعية النظام الدولي

وأوضح الكاتب أن الأمر المهم يكمن في مسألة شرعية النظام الدولي ومستقبل الغرب، إذ لا يتردد القادة الغربيون في صياغة لغتهم على هذا النحو. ففي مقال نُشر مؤخرا، تحدثت رئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون باسم "مجموعة الحكماء"، وحذرت من "انهيار النظام الدولي"، حيث قالت: "نحن نعارض أي محاولات لنزع الشرعية" عن عمل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، من خلال "التهديدات باتخاذ تدابير عقابية وعقوبات".

وأضاف الكاتب أنه صدرت إشارات إلى انهيار شرعية النظام الدولي الذي أنشأه الغرب من قبل العديد من الأطراف الأخرى في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان.

وأوضح الكاتب أن واشنطن نجحت، لفترة طويلة على الأقل في نظر حلفائها، في الحفاظ على التوازن بين المصالح الجماعية للغرب والاحترام الشكلي للمؤسسات الدولية.

واختتم الكاتب تقريره بالإشارة إلى أنه من الواضح الآن أن واشنطن لم تعد قادرة على الحفاظ على هذا التوازن، مما أجبر بعض الدول الغربية على تبني مواقف سياسية مستقلة، ستكون نتائجها المستقبلية مؤثرة.

مقالات مشابهة

  • موقع أميركي: غزة نقطة الانكسار الرئيسية لقيادة أميركا للغرب
  • ماذا تفعل الاستخبارات الأمريكية في غزة؟
  • رفع السرية عن تقارير صادمة: إسرائيل دعمت إيران في حرب الثمانينات ضد العراق!
  • رفع السرية عن تقارير صادمة: إسرائيل دعمت إيران في حرب الثمانينات ضد العراق!-عاجل
  • لولاها لما أعيد الرهائن الـ 4!.. "واشنطن بوست" تفشي أسرارا عما تفعله الإستخبارات الأمريكية في غزة
  • على حافة الغابة البدائية: الحلقة (25)
  • صحيفة: لا إسرائيل ولا أمريكا تريدان وقفاً فعلياً للحرب على غزة
  • د. وجدي زين الدين: الشعوب عرت المجتمع الدولي وكشفت تخاذله
  • حامد فارس: وجود نتنياهو خطر وجودي على أمن إسرائيل
  • بيانات الأسواق الأمريكية والتوتر في المنطقة ترفعان أسعار النفط