رأي اليوم:
2025-06-02@01:20:48 GMT

المهمة المستحيلة.. كيسنجر وترويض الصين

تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT

المهمة المستحيلة.. كيسنجر وترويض الصين

اسيا العتروس كل الطرق تؤدي إلى الصين وهذا ما تؤكده بوصلة إدارة البيت الأبيض في هذه المرحلة وبعد وزيرة المالية في حكومة بايدن وزيارة جون كيري المسؤول عن إدارة المناخ جاء دور مستشار الأمن القومي الأسبق ووزير الخارجية الملقب بثعلب الديبلوماسية الأمريكية هنري كيسنجر الذي احتفل بعيد ميلاده الواحد بعد المائة والذي تلجأ إليه واشنطن في محاولة لتطويق الأزمات وتطويع العملاق الصيني وربما ضمان حياد بيكين في اعقد واخطر أزمة تقودها أمريكيا في خضم الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا وتداعياتها الأمنية والإستراتيجية والاقتصادية على أكثر من منطقة في العالم.

. ولعل المثير فعلا أن تعود واشنطن الى الدفع بكيسنجر الى سطح الأحداث لتعبيد الطريق نحو بيكين وربما لمحاولة استقراء توجهات المنافس الصيني.. أن تكون للزيارة صبغة رسمية أو غير رسمية فقد لا يكون الأمر مهما والاهم أن كيسنجر المبعوث الأمريكي الى الصين التقى وزير الدفاع الصيني ما يمنح الزيارة بعدا أعمق مما يبدو ويجعلها أكثر من زيارة مجاملات أو إحياء لصداقة قديمة.. زيارة المسؤول الأمريكي السابق الى الصين في مثل هذا التوقيت ما يدفع الى استحضار البيان الختامي لقمة الحلف الأطلسي الأسبوع الماضي في العاصمة الليتوانية فيلنيوس والتي حدد الخطر الأكبر على الحلف بعد روسيا والإرهاب في الصين ثم إيران.. وقد ذكر البيان الختامي لقمة الناتو الصين في أكثر من بند واعتبر ان ما تتجه اليه الصين من تعزيز قدراتها العسكرية بات امرا مثيرا للمخاوف فضلا عن تدخلات الصين وامتدادها في افريقيا وفي منطقة الشرق الاوسط.. آخر زيارة للمسؤول الأمريكي السابق كانت عام 2019 قبل اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا عندما استقبله الرئيس شي جين بينغ في قاعة الشعب الكبرى بميدان تيان ان مين ما يؤكد مكانته لدى الصين وما يمكن أن يفسر العودة إليه في هذه المرحلة رغم تقدمه في السن وابتعاده عن السياسة .. كيسنجر الذي يعود مجددا الى الصين في مهمة رسمية تبدو معقدة وإن لم تكشف تفاصيلها اعتبر أن عالم اليوم يحتاج لتعايش بين التحديات والفرص بما يمكن أن يضمن للولايات المتحدة والصين بإزالة سوء التفاهم والتعايش سلميًا وتجنب المواجهة..الى هنا يبدو صوت الحكم والديبلوماسية ملازما للديبلوماسي الأمريكي الذي خبر الأحداث العالمية طوال أكثر من سبعة عقود وعايش الحرب العالمية الثانية وبقية الحروب التي خاضتها أمريكا من فيتنام الى العراق وأفغانستان وليبيا بما يعني أن في سجل الرجل من المعلومات والأسرار ما يجعله الصندوق الأسود لكل المخططات والأحداث التي تركت بصماتها بعمق في مصير الكثير من شعوب العالم.. ما يدفع للتساؤل عما إذا كان لما بقي للرجل من قدرة على متابعة وفهم تطورات عالم اليوم تأثير على علاقات بلاده بالتنين الصيني الذي يواصل التمدد ويستمر في مساعيه لكسب ود وصداقات وثقة مختلف شعوب العالم التي تبحث عن مخرج لأزماتها .. ليس من الواضح الى ماذا ستؤول مهمة كسينجر وهل سينجح في الدور الذي أعاده الى الأضواء أو ما إذا كانت الزيارة الى الصين مجرد صورة تريدها واشنطن لتوجيه رسائلها الى أكثر من طرف وأولها روسيا الحليف للصين .. يبقى من الواضح من الجانب الصيني أن بيكين فهمت مقتضيات اللعبة وقد كشف كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يى، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق الزائر هنري كيسنجر أمس، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى “حكمة دبلوماسية على غرار كيسنجر” لمراجعة العلاقات الثنائية التي بلغت أدنى مستوياتها تاريخيا… تصريحات المسؤول الصيني وانج، مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، لم تغب عنها اللياقة الديبلوماسية إزاء من وصفه بالصديق القديم في إشارة الى دور كيسنجر في سبعينات القرن الماضي في إذابة الجليد وتقريب المواقف وتهيئة المناخ لزيارة الرئيس نيكسون الى الصين … ولكن آداب الضيافة الصينية وشروط  اللياقة الديبلوماسية لم تمنع المسؤول الصيني من تذكير الزائر بالخطوط الحمراء لبيكين وأنه سيكون من المستحيل تطويق الصين ومن المستحيل التخلي عن سياسة الصين الواحدة في تذكير واضح بان علاقات بيكين وواشنطن محكومة برفع الإدارة الأمريكية اليد عن ملف تايوان.. التحولات المناخية بدورها لم تغب عن اللقاء ولكن ما لم يكشف الطرفان في هذا اللقاء يذهب بالتأكيد الى ما يمكن أن تطلبه واشنطن من بيكين في علاقة بروسيا وبالدعم الصيني لبوتين في حربه المفتوحة مع أوكرانيا ومع الغرب .. كاتبة تونسية

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الى الصین أکثر من

إقرأ أيضاً:

بكين تستنكر وتعارض بشدة تصريحات وزير الدفاع الأمريكي السلبية بشأن الصين في حوار شانغريلا

الثورة نت/وكالات أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بكين تستنكر وتعارض بشدة التصريحات السلبية التي أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي،بيت هيغسيث،عن الصين خلال الدورة الـ22 من حوار شانغريلا. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” عن متحدث باسم الخارجية الصينية قوله السبت :”الصين تستنكر وتعارض بشدة تصريحات وزير الدفاع الأمريكي السلبية بشأن الصين في حوار شانغريلا مضيفا قوله:” أن هيغسيث تجاهل عن عمد الدعوة إلى السلام والتنمية التي أطلقتها دول المنطقة، وروج بدلا منها عقلية الحرب الباردة المتمثلة في المواجهة بين الكتل، وشوه سمعة الصين عبر مزاعم تشهيرية، ووصف الصين كذبا بأنها تشكل “تهديدا””. وأضاف المتحدث قائلا “هذه التصريحات كانت مليئة بالاستفزازات وتهدف إلى زرع الانقسام . الصين تستنكرها وتعارضها بشدة، وقد تقدمت باحتجاج شديد إلى الولايات المتحدة”. وأشار المتحدث إلى أنه لا توجد دولة في العالم تستحق أن يطلق عليها لقب قوة مهيمنة سوى الولايات المتحدة نفسها، التي تُعدّ أيضا العامل الرئيسي في تقويض السلام والاستقرار في منطقة آسيا والباسيفيك. ولتكريس هيمنتها وتعزيز ما تُسمى بـ”استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ”، نشرت الولايات المتحدة أسلحة هجومية في بحر الصين الجنوبي، وواصلت تأجيج الصراعات وخلق التوترات في منطقة آسيا والباسيفيك، ما يُحوّل المنطقة إلى برميل بارود ويُثير القلق العميق لدى دولها. وشدد المتحدث على أن مسألة تايوان هي شأن داخلي خالص للصين ولا يحق لأي دولة التدخل فيه. وتابع قائلا: “يجب ألا تتخيل الولايات المتحدة أبدا أنها تستطيع استخدام قضية تايوان كورقة ضغط على الصين. يجب ألا تلعب بالنار في هذه القضية أبدا. وتحث الصين الولايات المتحدة على الالتزام الكامل بمبدأ صين واحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بينهما، والتوقف عن دعم وتشجيع القوى الانفصالية الداعية إلى ما يسمى ‘ استقلال تايوان’ “. ومضى المتحدث قائلا: “في بحر الصين الجنوبي، لم تكن هناك أي مشكلة قط في ما يتعلق بحرّية الملاحة وحركة الطيران هناك”، مضيفا أن الصين ملتزمة دائما بالعمل مع الدول المعنية لمعالجة الخلافات بشكل سليم من خلال الحوار والتشاور، مع حرص الصين في الوقت ذاته على حماية سيادتها على أراضيها وحماية حقوقها ومصالحها البحرية وفقا للقوانين واللوائح. وأردف المتحدث قائلا إن : ” الولايات المتحدة هي العامل الرئيسي الذي يضر بالسلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي”. واختتم المتحدث قائلا إن الصين تحث الولايات المتحدة على إظهار الاحترام الكامل لجهود دول المنطقة للحفاظ على السلام والاستقرار، والتوقف عن التدمير المتعمد للبيئة السلمية والمستقرة التي تعتز بها المنطقة، والكف عن التحريض على الصراع والمواجهة وعن تصعيد التوترات في المنطقة. وفي كلمته خلال منتدى “حوار شانغريلا” الأمني في سنغافورة، وصف هيغسيث التهديد الصيني بأنه “حقيقي وربما وشيك”، مشيرًا إلى أن “بكين تسعى للهيمنة في آسيا، وتواصل تعزيز قدراتها العسكرية، خاصة استعدادًا لغزو محتمل لتايوان”. وأكد على تعزيز التعاون العسكري مع حلفاء واشنطن في المنطقة، مثل اليابان والفلبين والهند، ضمن جهود لردع أي عدوان صيني. ودعا هيغسيث، دول آسيا إلى “زيادة الإنفاق الدفاعي”، مقارنًا ذلك بـ”التقدم”، الذي أحرزه حلف الناتو في أوروبا، وقال إن “الردع يتطلب جهدًا واستعدادًا مستمرين”. يشار إلى أن تايوان تخضع للحكم بشكل مستقل عن البر الرئيسي للصين، منذ عام 1949، وتنظر بكين إلى الجزيرة باعتبارها مقاطعة تابعة لها، بينما تؤكد تايوان أنها “دولة تتمتع بالحكم الذاتي ولكنها لم تصل إلى حد إعلان الاستقلال”. وتعارض بكين أي اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع تايبيه، وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمرًا لا جدال فيه.

مقالات مشابهة

  • الصين: وزير الدفاع الأمريكي يشعل الحرب الباردة
  • الصين ترد على وزير الدفاع الأمريكي: عقلية الحرب الباردة لن تُحلّ السلام
  • الصين تندد بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي: إساءة غير مقبولة وتصعيد مرفوض
  • بكين تستنكر وتعارض بشدة تصريحات وزير الدفاع الأمريكي السلبية بشأن الصين في حوار شانغريلا
  • الصين تتهم وزير الدفاع الأمريكي بـ الإساءة والتزوير وزرع الفرقة
  • الصين تتهم وزير الدفاع الأمريكي بتجاهل دعوات السلام من دول المنطقة عمدا
  • خطيرة ومسيئة.. الصين تحتج على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي
  • الصين تحذّر الولايات المتحدة من «اللعب بالنار» بسبب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي
  • ماكرون يدعو إلى تحالف آسيوي أوروبي جديد في ظل التنافس الأمريكي الصيني
  • وزير الدفاع الأمريكي : واشنطن لا تسعى إلى حرب أو هيمنة على الصين