استجابة للتوترات المتصاعدة في منطقة البحر الأحمر، يتوقع المحللون والمسؤولون التنفيذيون في مجال الشحن تخفيفًا محتملاً لاضطرابات سلسلة التوريد في وقت لاحق من هذا العام، حيث من المقرر أن يدخل عدد كبير من سفن الحاويات التي تم طلبها منذ عدة سنوات الخدمة.

ووفقا لما نشرته نيويورك تايمز، أثار الارتفاع الكبير في تكاليف الشحن، الذي تجاوز 300% عقب الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي على سفن الحاويات في البحر الأحمر العام الماضي، مخاوف بشأن استقرار الاقتصاد العالمي.

وأدت سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على شمال اليمن إلى استمرار التهديدات ضد السفن، مما دفع العديد من السفن إلى اختيار طرق أطول حول الطرف الجنوبي لأفريقيا لتجنب مناطق الصراع.

ومع ذلك، وسط هذه التحديات، يتوقع خبراء الصناعة فترة راحة في أزمة الشحن. ومن المتوقع أن يؤدي النشر الوشيك لسفن الحاويات التي تم طلبها مسبقًا إلى تعزيز قدرة شركات الشحن، وتسهيل الخدمات المنتظمة على الرغم من مسافات السفر الطويلة.

أكد بريان ويتلوك، أحد كبار المديرين والمحللين في مؤسسة جارتنر، وفرة القدرات المتاحة في الموانئ والسفن والحاويات، عازياً التفاؤل إلى تدفق السفن الجديدة.

وعلى الرغم من الاضطرابات المستمرة، أعرب المسؤولون التنفيذيون في مجال الشحن عن ثقتهم في قدرتهم على تكييف العمليات للتعامل مع أزمة البحر الأحمر، خاصة قبل الربع الثالث، وهي فترة حاسمة لتجار التجزئة الذين يقومون بالتخزين لعطلات الشتاء.

ومن المتوقع أن تؤدي إضافة سفن جديدة إلى تعزيز قدرة الشحن بشكل كبير للاعبين الرئيسيين في الصناعة. وتتوقع شركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك زيادة في السعة بنسبة 9%، في حين يخطط المنافسون مثل MSC وCMA CGM لتوسعات كبيرة، مما يساهم بشكل أكبر في مرونة الصناعة.

وشدد فنسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك، على الحل الوشيك لقضايا القدرات، مما يعكس قدرة الصناعة على التكيف وتحسين ظروف سلسلة التوريد العالمية مقارنة بالسنوات السابقة.

على الرغم من التحديات التي يفرضها طول طرق السفر وزيادة التكاليف، لا تتجاوز جميع السفن قناة السويس. وتشير البيانات إلى أن عدداً كبيراً من سفن الشحن تواصل استخدام القناة، وإن كان ذلك بوتيرة منخفضة مقارنة بالسنوات السابقة.

ومع ذلك، تواجه الشركات الصغيرة التي تعتمد على السوق الفورية ضغوطًا مالية كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الشحن. أبرز مارسيل لانداو، المدير الإداري لشركة LSM للمنتجات الاستهلاكية والمكتبية، التأثير السلبي على الأرباح، حيث يؤدي ارتفاع تكاليف الشحن إلى تآكل الهوامش.

لاحظت ليندسي هوج، مديرة شركة Hogg Global Logistics، تراجعًا في الحجوزات بين العملاء القلقين المتخوفين من تصاعد تكاليف الشحن.

توضح بيانات السوق الفورية من Freightos الزيادة الكبيرة في تكاليف الشحن، خاصة على الطرق المتأثرة بأزمة البحر الأحمر. ويراقب المنظمون الوضع عن كثب، بهدف تحقيق التوازن بين حاجة شركات الشحن لتغطية التكاليف وحماية المستهلكين من التلاعب بالأسعار.

ورغم استمرار التحديات، فإن التدفق الوشيك لسفن الحاويات الجديدة يوفر بصيص أمل لتحقيق استقرار سلاسل التوريد العالمية وتخفيف التأثير الاقتصادي للاضطرابات البحرية في منطقة البحر الأحمر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحر الأحمر سفن الحاویات تکالیف الشحن

إقرأ أيضاً:

غارات رعب في قلب البحر الأحمر: إسرائيل تُشعل الحديدة في غارات هي الاعنف

 

في مشهد يعيد إلى الأذهان كوابيس الحرب، استفاقت مدينة الحديدة اليمنية فجر اليوم على دوي انفجارات هزّت أركان الميناء الحيوي، بعدما شنت إسرائيل غارات جوية مفاجئة على مواقع في المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر.

جاء الهجوم بعد تحذير ليلي مرعب أطلقه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس"، مطالباً بإخلاء موانئ رأس عيسى، الحديدة، والصليف الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مما أثار حالة ذعر واسعة في أوساط السكان.

ووفق قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثي، فإن الغارات الإسرائيلية استهدفت أرصفة ميناء الحديدة بغارتين متتاليتين، وسط حالة من الغموض حول حجم الخسائر.

من جهتها، أكدت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي هو من نفّذ هذه الضربات، دون إعطاء تفاصيل إضافية.

وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد حاد في التوتر الإقليمي، وطرح تساؤلات خطيرة حول توسع نطاق الحرب في المنطقة، إذ لم تُعرف بعد ما إذا كانت هذه الضربات ستكون بداية لمرحلة أكثر دموية من التصعيد.

المشهد في الحديدة الآن أقرب إلى برميل بارود بانتظار شرارة جديدة... فهل ما حدث الليلة هو مجرد رسالة؟ أم افتتاح لجبهة اشتباك مدمرة على بوابة البحر الأحمر؟

مقالات مشابهة

  • غارات رعب في قلب البحر الأحمر: إسرائيل تُشعل الحديدة في غارات هي الاعنف
  • وزير النقل يشدد على نشر حملات توعية مجتمعية لمواجهة ظاهرة رشق القطارات بالحجارة
  • خسائر مؤلمة وثمن باهظ.. كواليس المواجهة الأمريكية - اليمنية في البحر الأحمر
  • ميناء طنجة المتوسط يوفر الشحن الكهربائي لسيارات الجالية المغربية
  • مجلة الجيش الصيني: على البحرية الصينية أن تتعلم من معارك البحر الأحمر
  • كبريات شركات الشحن: لا يزال ممر البحر الأحمر محظورا رغم الإجراءات الأمريكية (ترجمة خاصة)
  • بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
  • انفصال جزئي بالطبان الترابي بطريق «إسنا - الأقصر».. وتدخل عاجل من النقل
  • البحرية الصينية: نتعلم دروسا عديدة من معارك البحر الأحمر
  • الحكومة تدعو شركات القطاع الخاص للاستثمار في قطاع النقل النهري.. تفاصيل