لعل من الأهمية بمكان ونحن نتابع المواقف والجهود الداعمة للقضية الفلسطينية من جانب حزب الوفد الجديد عبر مواقف رموزنا الوفدية والجهود السياسية المعلنة، وحتى المواقف الأخيرة الداعمة والمساندة لأهالينا فى غزة فى نضالهم التاريخى ضد محتل دموى غاشم، وهى امتداد للمواقف الوطنية المصرية والإقليمية العروبية لحزب الوفد منذ منذ نشأته حزبًا سياسياً عام 1923 حتى انتهاء عهد آخر حكومات الوفدية 1952.
لقد حولت حكومة الوفد عام 36/1937 شعور الرأى العام المصرى إلى أمر واقع عندما تبنت سياسة عربية واضحة المعالم، ومن ثم تعاملت مصر مع ثورة فلسطين التى اندلعت عام 1936 بطريقة عملية فى ظل حرية من التحرك بسياسة مصر الخارجية من منطلق السيادة التى وفرتها لها بصورة كبيرة معاهدة 1936، فكانت لحكومة الوفد – آنذاك- مواقفها الحازمة من الإضراب الفلسطينى ومشروع تقسيم فلسطين 1937.
كما بذل الوفد– عقب خروجه من الحكم- منذ عام 1938 جهوداً واضحة لخدمة قضية عرب فلسطين، كما كانت له مواقفه من القضية فى إطار غلفته الخصومة الحزبية والصراع مع الملك.
وتزعمت حكومة الوفد مشروع الوحدة العربية عام 43/1944، وركزت على ضرورة حماية فلسطين عربية داخل هذا المشروع، وذلك حتى إقالتها فى أكتوبر 1944، كما واجهت هذه الحكومة النفوذ الصهيونى المتصاعد فى فلسطين والعديد من البلاد الأخرى لاسيما بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى جانب آخر كان لحزب الوفد فى الفترة من 1945 حتى 1949 مواقفه وجهوده تجاه قضية فلسطين وخاصة تجاه مشروع التقسيم 1947، وحرب فلسطين 1948.
وعندما عاد الوفد إلى الحكم مرة أخرى أوائل عام 1950، أقر سياسة عربية قوية لها جوانبها السياسية الاقتصادية والعسكرية بهدف الضغط على إسرائيل، ليتمكن اللاجئون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم، وللحيلولة دون تهويد فلسطين، ولمنع اقتطاع أجزاء من أراضى فلسطين لتضمها دولة عربية أخرى، ولكى يتحقق ذلك لجأت حكومة الوفد الأخيرة 50/1952 إلى توفير السلاح لجيشها بكل السبل، كما رفضت مشروع الغرب للدفاع عن الشرق الأوسط ما دامت إسرائيل حليفاً مفروضاً من قبل هذه المشروعات، كما اتخذت ذات الحكومة العديد من الإجراءات لتطوير ما أدارته مصر من أراض فلسطينية فى منطقة غزة، كما سعت آخر الحكومات الوفدية دبلوماسياً ومادياً من أجل تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين سواء فى غزة أو داخل الأراضى المصرية.
هذا وكان لصحافة حزب الوفد دور كبير فى التعرف على موقف الحزب من قضية فلسطين، كما كان لتعاملها مع هذه القضية سماته وعلاماته المميزة بوجه عام.
فى زيارة للرمز الوفدى الكبير مكرم عبيد للأراضى الفلسطينية، قال عبر خطاب شهير «ليست هذه هى المرة الأولى التى أرانى فيها مأخوذاً بهذه الحفاوة الوطنية التى لا ينضب لها معين وأن هذه الحماسة العربية أول ما رأيتها فى مدينة عكا، وكل الحفاوات التى لاقيتها فى كل بلدة فى سوريا ولبنان وفلسطين وفى هذه المدينة إنما هى حفاوة صادرة عن مصدر شريف وأسبابها هو الكرم الفياض المشهور عن البلاد العربية..»..
ثم قال «عبيد» للرابطة العربية «إن هذه الرابطة تحتاج إلى روابط سياسية هى الإيمان بالحرية والاستقلال وترقية الثقافة، وأن الأمم كالأفراد يجب أن تكون لها رابطة اقتصادية تتبادل فيها المنافع..»..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية حزب الوفد ثورة فلسطين فلسطين الولايات المتحدة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: "العشوائيات وتأثيرها السلبى على السلوك "!!
لا شك بأن انتشار العشوائيات في مصر ووصول عددها إلى أكثر من ألفى منطقة عشوائية تختص القاهرة وحدها بعدد مائة واحد وستون منطقة عشوائية وحسب تقرير البنك الدول يعيش فى تلك المناطق نحو 15 مليون مواطن ( أشك في الرقم ) – كما جاء في التقرير بأن سكان القاهرة وصلو 22 مليون نسمة ويتردد عليها يوميا فوق الخمسة ملايين وإذا كانت هذه الأرقام صحيحة ( أقل أو اكثر ) فنحن لسنا في احتياج لاثبات أن العشوائيات التى انتشرت في غيبة من القانون
( وتطنيش ) المحليات تدعونا للتمسك بشدة بخروج قانون جديد للإدارة المحلية وتدعونا لضرورة التمسك باللامركزية في الإدارة بالمحافظات وتدعونا لكي ندرس فكرة الأقاليم الاقتصادية كوزارة بديلة عن وزارات الاستثمار، والإدارة المحلية، والتنمية الاقتصادية، والتضامن الاجتماعي مجتمعين !! كما تدعونا للتمسك بشدة بمبدأ إعادة صياغة الحياة فى المناطق العشوائية بطرق علمية واضعين فى اعتبارنا البعد الاجتماعي وكذلك المراكز المتخصصة فى الدراسات الإنسانية ومراكز البحوث الاجتماعية فى الجامعات المصرية !!وأعتقد لن يختلف أحد معي في أن الآثار السلبية لنمو تلك العشوائيات وعلى سبيل المثال فى عاصمة البلاد قد أثرت تأثير سلبي مباشر على حياتنا العامة فسكان تلك المناطق هم مواطنون يعملون وسط المدينة ووسط العاصمة فى الوزارات والهيئات الحكومية والغير حكومية ومن سكانها أيضا من يعمل فى سلك التدريس وكذلك في الأعمال الفنية وقيادة السيارات
العامة والخاصة وخاصة ( الميكروباص ) وما أدراك(ما الميكروباص ) وألاعيبه وعشوائياتة فى الشارع المصري وكذلك العاملين فى جميع أنشطة الحياة كل هؤلاء ومهما اختلفت مراكز أعمالهم سواء بدرجة عامل أو موظف أو فني أو جندي أو حتى بعض أساتذة الجامعات وغيرهم من فئات المجتمع كل حسب ماتيسر لة الحظ فى إيجاد مسكن فى منطقة قد نالت حظها من التخطيط العمراني الذي إفتقدناة للأسف طيلة أكثر من ثلاث عقود من الزمن وتفاقم فى العشر سنوات الأخيرة (والله يجازى اللي كان السبب ) كل هؤلاء السكان القادمين لسوق العمل من كل المناطق العشوائية أصبحت كل تصرفاتهم غير منفصلة عن البيئة التى يعيشون فيها كلها تقريبا تصرفات عشوائية فلا نستطيع الفصل بين حياة الإنسان وبين بيئته وبين حياته العملية فكل مانراة من سوء تصرف في الشارع المصري ومن سوء تقدير في العمل ومن إهمال في وظيفته ومن سوء سلوك فى الطريق العام ومن قبح حتى في طريقة" التسول " في الميادين والشوارع وكذلك سوء مظهرنا في المرور سواء كان تنظيما أو مرورا أو منظمي المرور أنفسهم كل شئ أصبح قبيح وحتى فى مدارسنا قبح وتصرفات سيئة ودروس خصوصية ورشاوى وفساد كل هذا نابع من بيئة العشوائيات التى يعيش فيها المشارك فى التنمية والمشارك فى حركة الحياة اليومية فى كل مجالات ومناحي الحياة فقد استطاعت العشوائيات أن تدمر مظهر الحضارة في مصر ومازال الملف مفتوح !!
[email protected]