بوابة الوفد:
2024-06-02@21:18:45 GMT

الوفد وقضية القضايا

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

لعل من الأهمية بمكان ونحن نتابع المواقف والجهود الداعمة للقضية الفلسطينية من جانب حزب الوفد الجديد عبر مواقف رموزنا الوفدية والجهود السياسية المعلنة، وحتى المواقف الأخيرة الداعمة والمساندة لأهالينا فى غزة فى نضالهم التاريخى ضد محتل دموى غاشم، وهى امتداد للمواقف الوطنية المصرية والإقليمية العروبية لحزب الوفد منذ منذ نشأته حزبًا سياسياً عام 1923 حتى انتهاء عهد آخر حكومات الوفدية 1952.


لقد حولت حكومة الوفد عام 36/1937 شعور الرأى العام المصرى إلى أمر واقع عندما تبنت سياسة عربية واضحة المعالم، ومن ثم تعاملت مصر مع ثورة فلسطين التى اندلعت عام 1936 بطريقة عملية فى ظل حرية من التحرك بسياسة مصر الخارجية من منطلق السيادة التى وفرتها لها بصورة كبيرة معاهدة 1936، فكانت لحكومة الوفد – آنذاك- مواقفها الحازمة من الإضراب الفلسطينى ومشروع تقسيم فلسطين 1937.
كما بذل الوفد– عقب خروجه من الحكم- منذ عام 1938 جهوداً واضحة لخدمة قضية عرب فلسطين، كما كانت له مواقفه من القضية فى إطار غلفته الخصومة الحزبية والصراع مع الملك.
وتزعمت حكومة الوفد مشروع الوحدة العربية عام 43/1944، وركزت على ضرورة حماية فلسطين عربية داخل هذا المشروع، وذلك حتى إقالتها فى أكتوبر 1944، كما واجهت هذه الحكومة النفوذ الصهيونى المتصاعد فى فلسطين والعديد من البلاد الأخرى لاسيما بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى جانب آخر كان لحزب الوفد فى الفترة من 1945 حتى 1949 مواقفه وجهوده تجاه قضية فلسطين وخاصة تجاه مشروع التقسيم 1947، وحرب فلسطين 1948.
وعندما عاد الوفد إلى الحكم مرة أخرى أوائل عام 1950، أقر سياسة عربية قوية لها جوانبها السياسية الاقتصادية والعسكرية بهدف الضغط على إسرائيل، ليتمكن اللاجئون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم، وللحيلولة دون تهويد فلسطين، ولمنع اقتطاع أجزاء من أراضى فلسطين لتضمها دولة عربية أخرى، ولكى يتحقق ذلك لجأت حكومة الوفد الأخيرة 50/1952 إلى توفير السلاح لجيشها بكل السبل، كما رفضت مشروع الغرب للدفاع عن الشرق الأوسط ما دامت إسرائيل حليفاً مفروضاً من قبل هذه المشروعات، كما اتخذت ذات الحكومة العديد من الإجراءات لتطوير ما أدارته مصر من أراض فلسطينية فى منطقة غزة، كما سعت آخر الحكومات الوفدية دبلوماسياً ومادياً من أجل تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين سواء فى غزة أو داخل الأراضى المصرية.
هذا وكان لصحافة حزب الوفد دور كبير فى التعرف على موقف الحزب من قضية فلسطين، كما كان لتعاملها مع هذه القضية سماته وعلاماته المميزة بوجه عام.
فى زيارة للرمز الوفدى الكبير مكرم عبيد للأراضى الفلسطينية، قال عبر خطاب شهير «ليست هذه هى المرة الأولى التى أرانى فيها مأخوذاً بهذه الحفاوة الوطنية التى لا ينضب لها معين وأن هذه الحماسة العربية أول ما رأيتها فى مدينة عكا، وكل الحفاوات التى لاقيتها فى كل بلدة فى سوريا ولبنان وفلسطين وفى هذه المدينة إنما هى حفاوة صادرة عن مصدر شريف وأسبابها هو الكرم الفياض المشهور عن البلاد العربية..»..
ثم قال «عبيد» للرابطة العربية «إن هذه الرابطة تحتاج إلى روابط سياسية هى الإيمان بالحرية والاستقلال وترقية الثقافة، وأن الأمم كالأفراد يجب أن تكون لها رابطة اقتصادية تتبادل فيها المنافع..»..
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية حزب الوفد ثورة فلسطين فلسطين الولايات المتحدة الأمريكية

إقرأ أيضاً:

جذور الحضارة الفلسطينية تأبى أن تترك أرضها

«ترويدة شمالي، والشال الفلسطيني، والمسجد الأقصى، وشجر الزيتون» رموز وشفارت وحضارة للتاريخ الفلسطيني، لن تستطيع إسرائيل المحتلة طمسه، ولو قضت على جميع ما تبقى من منازل، أو جرفت كل ما بقى من أشجار الزيتون.

يعتقد الصهاينة أن القدس هى أرض الميعاد، التى سيعودون إليها ويجتمعون فيها ومن خلالها سيحتلون العالم، ولكنهم قبل تحقيق ذلك اتجهت مساعيهم للقضاء على الفلسطينيين وهدم حضارتهم، وما زال التاريخ يذكر تصريحا أدلى به رئيس المؤسسة الصهيونية العالمية ناحوم غولدمان، عندما قال: لم يختر اليهود فلسطين لمعناها التوراتى بالنسبة إليهم، ولا لأن مياه البحر الميت تعطى سنويا بسبب التبخر قيمة ثلاثة آلاف مليار دولار من المعادن، وأشباه المعادن، وليس أيضا لأن مخزون فلسطين من البترول يعادل عشرين مرة مخزون الأمريكتين مجتمعتين، بل لأن فلسطين نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم، ولأنها المركز الاستراتيجى العسكرى للسيطرة على العالم.

القضاء على الفلسطينيين خطة إسرائيلية قديمة

ومن هذا المنطلق يسعى اليهود على مر التاريخ، للقضاء على الفلسطينيين واستعمار القدس، وظهر هذا فى حرب غزة التى بدأت منذ ٧ أكتوبر حتى يومنا هذا يواصل خلالها الاحتلال الإسرائيلى عمليات الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وكأن المخطط الصهيونى بدأ التنفيذ فى احتلال القدس والقضاء على تاريخ وحضارة الشعب الفلسطينى بأكمله وسط صمت الأعراف والقوانين الدولية. 

 

الحضارة الفلسطينية لن تنتهى

ورغم محاولات الاحتلال فى طمس معالم فلسطين والقضاء على كل ما هو مرتبط بها، إلا أنهم فشلوا مجددا بعدما تحولت الكوفية والعلم الفلسطينى رمزا للوطنية والتضحية والصبر، وأصبحوا أيقونة تجوب دول العالم وتنادى بالحرية، وإلى جانب العلم والكوفية هناك تفاصيل أخرى لن يستطيع الاحتلال محوها مهما فعل، لأن فلسطين هى أقدم الحضارات العربية، وتتميز عن غيرها من الدول فى كثير من الأمور. 

المسجد الأقصى 

تتميز فلسطين عن باقية دول العالم باحتضانها أهم وأبرز المعالم الدينية، كالمسجد الأقصى فى القدس أولى القبلتين وأحد ثلاث مساجد تشد الرحال إليها، ومسرى ومعراج النبى محمد «صلى الله عليه وسلم» إلى السماء، وكنيسة المهد فى بيت لحم، وكنيسة القيامة التى تعد أقدس المقدسات المسيحية على وجه الأرض.

 

أشجار الزيتون رمزا للجذور الثابتة فى أرض فلسطين

تمتلك فلسطين أقدم أشجار الزيتون فى العالم، والتى يعود تاريخها إلى 4000 عام، ولدى بعض العائلات أشجار توارثتها أجيال عديدة، وفى تقرير لمكتب الأمم المتحدة،  أشارت إلى أن أشجار الزيتون تحمل أكثر من أهمية اقتصادية فى حياة الفلسطينيين، وأنها ليست كأى شجرة أخرى، بل إنها ترمز إلى ارتباط الفلسطينيين بأرضهم.

 

الصبر على البلاء واحترام الضيف وإكرامه

أشهر عدد من الأشخاص إسلامهم، وكان السبب متابعتهم لمشاهد وفيديوهات تبرز صبر الفلسطينيين وترديدهم كلمة «الحمد لله» عند استشهاد أحد من ذويهم، وانتشرت هذه الظاهرة خلال حرب غزة، لذلك نجد أن الشعب الفلسطينى يتميز عن غيره بالصبر على البلاء، فلا يوجد منزل أو أسرة إلا وبها شهيد استشهد فداء لوطنه، ويتعلم الطفل فى فلسطين من خلال أسرته التى غرست فيه الانتماء للعادات والتقاليد واحترامها والاستعداد للشهادة فى أى وقت، كما يتصف الشعب الفلسطينى باحترام الضيف وإكرامه.

الزى الفلسطينى يتحول لأيقونة المظاهرات

الأزياء الفلسطينية هى جزء من ثقافة الشعب الفلسطينى وتراثه الشعبى على امتداد تواجده فى فلسطين التاريخية، سواء الشال الفلسطينى الذى انتشر حول دول العالم واستخدم كشعار لدعم فلسطين والقضية الفلسطينية. 

وتحول الشال الفلسطينى إلى أحدث صيحة وحوله مصممو الأزياء إلى موضة عالمية ارتدته أشهر الفنانات الأجانب، للتعبير عن تضامنهن للقضية الفلسطينية.

 

الدبكة الفلسطينية

تعتبر الدبكة موروثا يلازم الفلسطينيين فى أفراحهم، ويحرصون على توريثه من جيل إلى آخر خوفا عليه من الضياع وحفاظا على هويتهم من الاندثار، ومن أشهر الفيديوهات التى شهدناها خلال حرب غزة، عندما رقص مقاتل بعد استهدافه آلية عسكرية، وجالت الرقصة مواقع السوشيال ميديا.

 

أكلات شعبية فلسطينية  

المفتول ويعود تاريخه إلى عصور ما قبل الميلاد، يُصنع من القمح المجروش ويُضاف إليه الطحين العادي، وهو طعام شعبى فلسطينى يؤكل فى أيام الشتاء ويوزّع عن أرواح الأموات لكسب الأجر والثواب، ويتم طهيه على البخار المتصاعد من شوربة اللحمة وخليط الخضروات التى تضاف إليه بعد نضجه. 

 

الأغنية الفلسطينية 

الأغانى الفلسطينية القديمة كانت رفيقا للفلسطينى فى كل المناسبات منها، الحصاد، وقطاف الزيتون، والعرس، والولادة، واستقبال الأحبة بعد غيبة وفى الحزن والأسر، وغيرها من تفاصيل الحياة الفلسطينية. 

ويعود تاريخ بعض الأغانى الفلسطينية التراثية إلى آلاف الأعوام، ولا يُعرف لها ملحن أو كاتب، صيغَ معظمها على الأجناس النغمية السورية السبعة الأساسية صبا، نهوند، عجم، بيات، سيكا، حجاز، راست. 

ترويدة الفلسطينية ورسالة مُشفرة للأسرى من أهلهم

ومن أشهر الأغانى التراثية، الترويدة الفلسطينية «يا حلولبنا» وهى نوع من الفلكلور الفلسطيني، كلماتها تحتوى عن شفرة تغنيها السيدات فى فلسطين للأسرى فى سجون الاحتلال وكلماتها: يا حلولبنا يا حلولبنا.. يا طيليرى خذ مكتولوبنا.. حطلى غربال شيللى غربال.. مرجولوه رمان لحبلولبنا».

ورغم أن كلمات الترويدة كتبت لتبدو مشفرة غير مفهومة، لكن فى حقيقة الأمر أن تلك الكلمات غير المفهومة هى لغة تم اختراعها حتى لا يستطيع الاحتلال، أن يفهمها، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بتمرير رسائل خاصة بين المعتقلين وأسرهم، واستمر التعامل بهذا الترويدة منذ الاستعمار البريطانى حتى بعد النكبة، وحتى الآن يوجد كثير من سكان المخيمات لا يزالون يجيدون التحدث بتلك اللغة بطلاقة.

 

ترويدة شمالى 

وتقوم الترويدة على قلب الحرف الأخير من كل كلمة وإضافة حرف اللام فى نهايتها، وتلك الترويدة كان يغنيها أهالى الأسرى لتبشير المعتقلين الفلسطينيين فى سجون الاستعمار البريطانى بِاقتراب خلاصهم.

تسرد تلك الأغنية واقعة تحرير البعض من الأسر فى منتصف الثلاثينيات، وتعتمد فى بنيتها على أسلوب الكتابة السابق نفسه وإنما بإضافة حرف اللام للتمويه، وكلماتها:

وأنا ليليلبعث معليلريح الشمالى لالى يا رويللووو (وأنا الليلة لابعث مع الريح الشمالي)

ياصليلار ويدورليللى على لحبيليلابا يا رويللووو (يوصل ويدور على الحباب يابا)

يا هللوا روح سللملى على للهم يا رويللووووو (يا هوا روح سلملى عليهم).

مقالات مشابهة

  • برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة يواصل فعالياته
  • د.ايمن محسب "نائب الوفد": زيادة مخصصات "الصحة والتعليم"إستجابة لتوصيات الحوار الوطنى
  • خطة عربية لإعادة النازحين: أيّ فرص نجاح؟
  • حدث فلكي نادر خلال أيام فى دول عربية
  • لجنة سمسرة اتحاد الأوراق المالية تناقش مقترحات تتعلق بالسماسرة
  • طوفان الأقصى.. حتى لا تضيع الشعوب ما أضاعته الحكومات
  • كيف عادت فلسطين أم القضايا؟
  • مصر تشارك في المؤتمر العام لـ«عربية الطاقة الذرية» بتونس اليوم
  • بالعلم الفلسطينى.. نجوم العالم يتضامنون مع غزة
  • جذور الحضارة الفلسطينية تأبى أن تترك أرضها