وسط أنباء عن مبادرة لدمج حماس.. فتح: لا حكومة بدون منظمة التحرير
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
أكد المتحدث باسم حركة فتح عبد الفتاح دولة أنه "لا يمكن أن يتم تشكيل أي حكومة بعيدا عن مظلة منظمة التحرير الفلسطينية"، كونها المرجعية الشرعية للفلسطينيين وذلك ردا على حركة حماس التي أعلنت أمس الجمعة أنها توصلت لتوافق مع فصائل فلسطينية لتشكيل حكومة لإعادة إعمار غزة والتحضير للانتخابات.
وقال المتحدث باسم فتح: "نسعى لتشكيل حكومة تكنوقراط لإغاثة الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة"، مشيرا إلى أن "الأولوية الآن لإعادة الاعتبار للمسار السياسي وإعمار غزة".
ومن جانبه، أعلن أسامة حمدان القيادي بحماس أن الحركة متمسكة بمطالبها، وموقفها في ميدان المعركة يدعمها، وأن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من تحقيق أهدافه في أي من مراحل الحرب.
وأوضح القيادي في حماس أن إسرائيل ما زالت تتبنى موقفا متعنتا من مطالبها خاصة وقف الحرب وعودة النازحين ورفع الحصار، وأن أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتصادم مع جميع المبادرات.
في غضون ذلك، نقلت هيئة إذاعة الاحتلال عن مصادر أن الإدارة الأمريكية أبلغت إسرائيل بأن دولا عربية تعد مبادرة بشأن ما يسمى "اليوم التالي للحرب في غزة" مشيرة إلى أن هذه الخطة العربية تتضمن بندا يقضي بدمج حركة حماس في منظمة التحرير الفلسطينية.
وذكرت هذه الهيئة الإسرائيلية أن بريت ماكجورك مبعوث الرئيس الأمريكي ضغط على نتنياهو لإجراء نقاش في الحكومة بشأن "اليوم التالي لحرب غزة". وقالت إنه -وبالتزامن مع مفاوضات باريس التي تسعى للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى- تجري الولايات المتحدة محادثات مع دول عربية (لم تسمها) بشأن اليوم التالي للحرب.
ولم يصدر أي تعليق فوري من واشنطن أو جامعة الدول العربية بشأن تلك الأنباء. وحذر ماكجورك من أنه إذا لم تتخذ إسرائيل قرارات، فإن الدول العربية والولايات المتحدة ستمضي قدما في القضية بدونها، بحسب هيئة الإذاعة الإسرائيلية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حماس فتح التحرير منظمة التحرير الفلسطينية غزة
إقرأ أيضاً:
فجر التحرير إرادة المقاومة
إلهام الأبيض
في زمن تتلاطم فيه الأمواج، وتتصاعد فيه نيران التحديات، تتجلى حقائقُ عميقة، تعيد رسم خارطة المواجهة بين إرادة الشعوب الصامدة ومخططات القتل والتفتيت التي يشنها الأعداء. فالعدوان الصهيوني المستمر يتجاوز حدود الاحتمال، ويفضح هشاشة المؤسسات الدولية، ويكشف في الوقت ذاته عمق تحالف القوى الاستعمارية مع أدواتها في المنطقة. هنا تبدأ شرارة مرحلة جديدة من الصراع، تظهر فيها معانٍ أسمى من مجرد ردود الفعل، لتحول المواجهة إلى معركة إرادة، ووقفات بطولية تصوغ مستقبل أمة تتوق إلى النصر والكرامة، مدعومة بعزائم أبطالها، ومعززة وعيها، رافعةً من شأن قضيتها.
وفي ظل تصاعد العدوان الصهيوني المستمر، تتجلى علامات واضحة على مرحلة جديدة من المواجهة، حيث يتحول المشهد إلى ساحة معركة إرادة وصمود. بدايةً، يمكن ملاحظة أن الكيان المحتل بدأ يعوي ويتذمر، مظهرًا احتقاره للعجز المتواصل أمام صواريخ المقاومة التي تتجاوز دفاعاته، وتكشف عن خطوط حمره المزعومة، وتدمر تحصيناته المنهكة التي كان يظن أنها لا تُمس أو تُعرف.
هذه الموجات من الردع تشكل صفعة قوية للعدو، وتعيد رسم موازين القوى. في الوقت ذاته، يستمر في محاولة استدراج مواجهة أوسع، مستخدمًا الترسانة الإعلامية والدبلوماسية، مهددًا بحروبات لم يقترب منها بعد، وهو يتلقى ضربة تلو أخرى من مقاومة أبية تتصدى للأرض، وتختبر قدراتها، وتكرس مفاهيم جديدة للردع والتحدي.
وفي هذا السياق، تظهر قوة وثبات الجمهورية الإسلامية، التي ترد على التهديدات بثقة، وتُبرهن على قدراتها في صناعة الإنجازات، وإبهار العدو والمراقبين من خلال المناورة والابتكار في عملياتها، مع استمرار دعمها للمقاومة في فلسطين واليمن، اللتين تعتبران خطًا أحمر في مواجهة مشروع التفتيت والتقسيم.
أما الغرب، الذي يتخذ من دعم الكيان الإسرائيلي غطاءً استراتيجيًا، فإن حديثه عن تصاعد الدعم وتحميله مسؤولية استمرار العدوان يكتسي طابع الوقاحة، خاصة بعد أن انكشفت خيوط مؤامراته، وأصبح واضحًا أنه يشارك بشكل مباشر في صناعة الكارثة، من خلال توفير الغطاء السياسي والعسكري. وهناك حديث علني عن شراكته في تأسيس الكيان، واستمراره في العمل لصالحه، كما أشار أمس الأول مستشار ألماني، وهو تصعيد يعكس مدى الخبث والتآمر الذي يستهدف الأمة الإسلامية، ويهدف إلى إذكاء الفتنة وتأجيج الصراعات الداخلية.
على الجبهة الأخرى، يقف المقاومون في غزة واليمن، شامخين بموقفهم الثابت، ومصممين على الصمود والتصدي، رغم كل التحديات المريرة. ومعهم يقف قائد الأمة، الذي رسم خطوطًا واضحة، وحدد الرؤى الإستراتيجية، مُعبّرًا عن أن معركة الوعي والنهوض يجب أن تكون محورًا رئيسيًا للأمة، من أجل تحرير إرادتها من قبضة المحتل.
دعوتُه إلى كلمة السواء تتجاوز مجرد الخطاب؛ فهي دعوة لإعادة ترتيب الأولويات، والاستفادة من الحقائق الميدانية، والحقائق الواقعية التي تتجلى في أفعال المقاومة وانتصاراتها الصغيرة والمتنوعة. فالميدان لم يعد مجرد ساحة حرب، بل هو مدرسة للجهاد، وفلتر يميز بين من يعمل لرفعة الأمة، وبين من ينهش في جسدها.
وفي النهاية، يتهيأ الجميع لتحول نوعي، قد يغير موازين القوى، ويؤسس لنقطة فاصلة في المسيرة، حيث يُصبح التحرر من قيود الاستسلام، والتوحد خلف مشروع المقاومة، هو المخرج الوحيد من هذا النفق المظلم، الذي بدأت أرجاؤه تتلاشى. ليصبح العامُ القادم أمة على أعتاب معركة مصيرية، يقودها وعي الصحوة، ويقويها الإيمان بعدالة القضية، لتكتب أجيالٌ جديدةٌ تاريخًا يعبر عن عظمة إرادة الشعوب