صوت أمريكا: الكارثة الإنسانية تفاقمت في غزة
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
منذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ضغطت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع. ولكن في ظل احتدام القتال ودون وجود مؤشرات تدل علي نهايته، تفاقمت الكارثة الإنسانية هناك، بحسب ما ذكرت إذاعة "صوت أمريكا".
وتقول وكالات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة، إن الأعمال العدائية المستمرة ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي تسهيل عمليات تسليم المساعدات الإنسانية وانهيار النظام داخل غزة تجعل من الصعب بشكل كبير تقديم مساعدات حيوية إلى معظم المناطق بالقطاع.
وقال برنامج الغذاء العالمي، يوم الثلاثاء الماضي، إنه أوقف مؤقتا توصيل الطعام إلى شمال غزة المعزولة، حيث تقول اليونيسف إن واحدا من كل ستة أطفال يعاني من سوء التغذية الحاد. ووجد تقرير للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي أن ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يتضورون جوعا.
وقال مدير برنامج الغذاء العالمي في فلسطين ماثيو هولينجورث، يوم الأربعاء الماضي، "تجد أن هناك أشخاصا لم يتناولوا الطعام لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة أيام، يعانون من جوع شديد،" مضيفا: "ولكن لديك أيضا أشخاص يعانون من الجوع الحاد، أي أنهم لم يأكلون لمدة أسبوع."
ووصف هولينجورث التوقف بأنه "توقف مؤقت"، وقال إن برنامج الأغذية العالمي يتحدث إلى "جميع الأطراف" لاستئناف شحنات المساعدات. وتابع: "علينا إغراق المنطقة بالمساعدات، إذا أردنا التخفيف من حدة المجاعة ووقفها."
وأظهرت لقطات من غزة في الأسابيع الأخيرة مشاهد يأس فوضوي مع مئات الأشخاص يحيطون بالشاحنات ويفرغونها. ويقول بعض الفلسطينيين إنهم لجأوا إلى صنع الخبز من علف الحيوانات. وتقول الأمهات اللاتي لديهن أطفال حديثي الولادة إن حليب الأطفال يصعب الحصول عليه أو لا يمكن تحمل تكاليفه.
ودعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى فتح المزيد من المعابر، بما في ذلك في الشمال، وتحسين عملية التنسيق من أجل إدخال المساعدات الإنسانية.
وفرضت إسرائيل حصارا كاملا بعد "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، وقالت إنها لن تدخل المساعدات الإنسانية حتى تطلق حماس سراح الرهائن الذين كان يقدر عددهم بنحو 250 رهينة في ذلك اليوم.
وقالت جماعات الإغاثة إنها واجهت عملية تفتيش مرهقة من قبل إسرائيل التي سمحت فقط بدخول القليل من المساعدات الإنسانية حتى مع تزايد الاحتياجات، مع نزوح حوالي 80٪ من الفلسطينيين من منازلهم.
وعزلت إسرائيل شمال غزة منذ الأيام الأولى للهجوم البري في أواخر أكتوبر الماضي بعد أن أمرت سكانها بالفرار إلى الجنوب. وظل عشرات الآلاف من السكان هناك على الرغم من تدهور أحياء بأكملها ونقص حاد في الغذاء والمياه.
وتقول جماعات الإغاثة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي غالبا ما يرفض طلباتهم للوصول إلى شمال غزة، وأنه حتى عندما يتم الموافقة، يتم توفير القليل من الحماية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهم مسؤول في الأمم المتحدة جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على قافلة طعام.
وأشارت الإذاعة الأمريكية إلى أن أكبر مزود للمساعدات الإنسانية في غزة هو وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، المعروفة باسم الأونروا. وفي الشهر الماضي، أدعت إسرائيل إن 12 من موظفي الأونروا شاركوا في أحداث 7 أكتوبر، مما دفع الولايات المتحدة والمانحين الآخرين إلى تعليق التمويل.
وأقدمت الأونروا فورا على طرد الموظفين وبدأت تحقيق في الواقعة. وتنفي الأونروا المزاعم الإسرائيلية بأنها تتعاون مع حماس، وتقول إن إسرائيل لم تقدم أدلة تورط الموظفين الـ 12 المفصولين. وتقول إنه إذا لم يتم استئناف التمويل، فسيتعين عليها وقف عملياتها الإغاثية في أبريل المقبل.
وفي غضون ذلك، تقول الوكالة إن إسرائيل فرضت عددا من القيود المالية التي تعيق عملياتها وأوقفت شحنة من المواد الغذائية التي يمكن أن توفر الطعام لـ1.1 مليون شخص في غزة لمدة شهر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل غزة المساعدات الإنسانية جيش الاحتلال الإسرائيلي حماس المساعدات الإنسانیة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: النقص المفاجئ لتمويل المساعدات الإنسانية يهدد ملايين اليمنيين
أكدت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن الوضع الإنساني في اليمن بات على حافة الهاوية، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والخدمية في البلاد الغارقة بالحرب منذ أكثر من عشر سنوات.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية باليمن "أوتشا" في بيان له على منصة "إكس"، "بينما يجتمع القادة في السابع لكبار المسؤولين الإنسانيين في اليمن لايزال اليمن يقف على حافة الهاوية".
وأضاف: "تهدد التقليصات المفاجئة للمساعدات شريان الحياة الذي يعتمد عليه ملايين الناس. ولايزال الصراع والانهيار الاقتصادي والصدمات المناخية تتسبب باستمرار الاحتياجات الإنسانية".
وأشار إلى أن النساء والفتيات تتعرض العبء الأكبر لتداعيات هذه الأزمة.
وأوضح مكتب "أوتشا"، أنه ورغم الصعوبات يبذل العاملون الإنسانيون ما بوسعهم بالموارد المتاحة التي يتم بها مكافحة الجوع وسوء التغذية والأمراض والنزوح، وتقديم المساعدات في مجالات الحماية والتعليم والمأوى والمواد غير الغذائية والمياه النظيفة.
وأكدت الأمم المتحدة، أنها بحاجة إلى دعم مرن ومنتظم عاجل لمواصلة العمل.
ويستضيف الاتحاد الأوروبي، يوم غدٍ الأربعاء، في مقره بالعاصمة البلجيكية بروكسل، الاجتماع السابع لكبار المسؤولين الإنسانيين بشأن اليمن، حيث يسعى الاتحاد إلى حشد الدول المانحة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية، التي تواجه أكبر عجز حتى الآن، إذ لم يُموَّل منها سوى نحو 10% فقط من المبلغ المطلوب.
وفي وقت سابق، دعت 116 منظمة إغاثية وإنسانية، المانحين، لإنقاذ اليمن من الانزلاق إلى أزمة أعمق، في ظل زيادة الإنهيار المعيشي والإقتصادي ونقص التمويل للمشاريع الإغاثية خلال العام الجاري.
وقالت المنظمات في بيان لها، إنه وبعد أكثر من عقد من الأزمة والصراع الحاد، يواجه الشعب اليمني ما قد يكون أصعب عام يمر به حتى الآن. ولا يزال الصراع والانهيار الاقتصادي والصدمات المناخية تُفاقم الاحتياجات الإنسانية، وتشهد المساعدات شحًا متزايدًا بسبب التخفيضات الحادة في التمويل".
ودعت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية العاملة في اليمن المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وجماعية لمنع تطور الظروف الكارثية، بالتزامن مع اجتماع القادة غدًا لحضور الاجتماع السابع لكبار المسؤولين الإنسانيين.
وأشارت إلى أنه "وبعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على بداية عام 2025، لم يتم تمويل خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في اليمن إلا بأقل من 10%، مما يمنع توصيل المساعدات الأساسية إلى ملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك النساء والفتيات والمجتمعات النازحة والأطفال واللاجئين والمهاجرين وغيرهم من الفئات الضعيفة والمهمشة التي تتحمل العبء الأكبر من الأزمة".
ولفتت إلى أن وكالات الإغاثة الموجودة على الأرض تُقدم خدماتها بدعم من المانحين، وتكافح الجوع والمرض والحرمان، وتقدم مساعدات وخدمات مُنقذة للحياة، تشمل الحماية والتعليم والمأوى والمياه النظيفة على الرغم من نقص التمويل وتحديات أخرى، مثل انعدام الأمن، وصعوبة الوصول، واستمرار احتجاز العاملين في المجال الإنساني من قبل سلطات الأمر الواقع.
وأكد البيان، أن المنظمات غير الحكومية المحلية ومنظمات المجتمع المدني تلعب "دورًا حاسمًا في هذه الجهود، حيث غالبًا ما تكون المستجيب الأول، وأحيانًا الوحيد، في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها، بعد أن اكتسبت ثقة المجتمعات على مدى سنوات من العمل".
وناشد البيان، المانحين بإلحاح زيادة التمويل المرن، وفي الوقت المناسب، والقابل للتنبؤ، لخطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية. مؤكدا أنه بدون اتخاذ إجراءات فورية، قد تضيع المكاسب الحيوية التي تحققت عبر سنوات من المساعدة المخلصة.