الديمقراطية البريطانية على المحك.. وقف إطلاق النار بغزة يثير الفوضي بمجلس العموم
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
شهدت الساحة السياسة البريطانية أسبوعا مضطربا، بعد أن وجد مجلس العموم نفسه متورطا في حالة من الفوضى وسط تصاعد المناقشات حول الصراع بين إسرائيل وحماس، وتزايد الدعوات لاتخاذ إجراءات حاسمة من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
وتصاعدت سخونة الأحداث بمجلس العموم البريطاني خلال نقاش قاده الحزب الوطني الاسكتلندي حول غزة، حيث ظهرادت خلاله اتهامات بالتحيز وسوء النية بين النواب البريطانيين.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، نشأ الجدل نتيجة قرار رئيس مجلس النواب السير ليندسي هويل بالخروج عن الاتفاقية والسماح لكل من حزب العمال والحكومة بتعديل اقتراح الحزب الوطني الاسكتلندي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، حيث أثارت هذه الخطوة غضب أعضاء حزب المحافظين والحزب الوطني الاسكتلندي، الذين اتهموا هويل بتقويض الأعراف البرلمانية.
ووصل الوضع إلى نقطة الغليان عندما انخرط النواب في عملية تسجيل نقاط سياسية شريرة، مما ألقى بظلاله على النقاش الموضوعي حول غزة، ووسط الضجة، واجه هويل دعوات باستقالته، حيث أعرب أكثر من 70 نائبًا عن عدم ثقتهم في قيادته.
ويعكس الخلاف في البرلمان التوترات الأوسع نطاقاً المحيطة بالصراع بين إسرائيل وحماس، حيث يدعو الناشطين المؤيدين للفلسطينيين إلى اتخاذ إجراءات فورية ويعربون عن إحباطهم إزاء المناورات السياسية.
وشهد الاجتماع العام السنوي لحملة التضامن مع فلسطين تشكيك النشطاء في نزاهة العملية البرلمانية بينما يدعون إلى السلام في الشرق الأوسط.
ومع ذلك، وفي خضم الاضطرابات السياسية، لا تزال المخاوف بشأن الأزمة الإنسانية في غزة مستمرة.
ويواصل المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين التعبير عن غضبهم، ويحثون حكومة المملكة المتحدة على اتخاذ إجراءات لمعالجة العنف المستمر.
كانت الهزيمة في البرلمان بمثابة تذكير صارخ بالتحديات المتمثلة في إيجاد التوازن بين السياسة الداخلية والأزمات الدولية، مما يؤكد الحاجة إلى الحوار البناء والقيادة الحاسمة في معالجة القضايا الجيوسياسية المعقدة.
ومع انقشاع الغبار، تظل الأسئلة قائمة حول مستقبل الديمقراطية في المملكة المتحدة واستجابة الحكومة لأزمة غزة. وفي حين أن التداعيات المباشرة قد تراجعت، فمن المرجح أن يتردد صدى تداعيات هذه الحادثة في وستمنستر لبعض الوقت في المستقبل.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. التطورات والخلفيات
غزة – أعلنت حركة الفصائل الفلسطينية والولايات المتحدة وقطر، فجر اليوم الخميس، توصل إسرائيل والحركة الفلسطينية إلى اتفاق ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة.
وجاء الاتفاق بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية بين وفدي حركة الفصائل وإسرائيل، بمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وفي 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن ترامب خطة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة الفصائل.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
** مساعدات وإنهاء الحرب
وفجر الخميس، قالت حركة الفصائل في بيان إنها خاضت “مفاوضات مسؤولة وجادة” مع الوسطاء بشأن مقترح ترامب، للتوصل إلى “وقف حرب الإبادة على شعبنا وانسحاب الاحتلال من القطاع”.
وأعلنت التوصل إلى اتفاق يقضي بـ”إنهاء الحرب على غزة، وانسحاب الاحتلال منها، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى”.
حركة الفصائل أشادت بجهود الوسطاء في قطر ومصر وتركيا، وبجهود ترامب “الساعية إلى وقف الحرب نهائيا وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من غزة”.
ودعت الأطراف الضامنة إلى “إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق، وعدم السماح لها بالتنصل أو المماطلة في التطبيق”.
** بنود وآليات التنفيذ
فيما أعلنت الخارجية القطرية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة الفصائل على كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب.
وقال متحدث الخارجية ماجد الأنصاري، عبر منصة شركة “إكس” الأمريكية، إن “الوسطاء يعلنون أنه تم الاتفاق على كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأضاف أن الاتفاق “يؤدي لوقف الحرب، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ودخول المساعدات”.
الأنصاري أفاد بأنه سيتم لاحقا إعلان تفاصيل الاتفاق.
** تبادل أسرى وانسحاب
أما ترامب فقال، عبر على منصته “تروث سوشيال”: “فخور جدا بإعلان توقيع إسرائيل وحركة الفصائل المرحلة الأولى من خطة السلام الخاصة بنا”.
وأوضح أن الاتفاق يعني “الإفراج عن جميع الرهائن قريبا جدا، وانسحاب إسرائيل إلى خط متفق عليه كخطوة أولى نحو سلام قوي ودائم”.
وتابع أنه “يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي ولإسرائيل ولجميع الدول المحيطة وللولايات المتحدة، ونشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لتحقيق هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق”.
فيما صرح لاحقا لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية بأنه “من المحتمل إطلاق سراح الأسرى في 13 أكتوبر/ تشرين الأول” الجاري.
** بدء انسحاب تدريجي
وفي إسرائيل، أعلنت الخارجية أنه من المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) والحكومة الخميس للتصديق على الاتفاق مع حركة الفصائل.
وأوضحت، عبر “إكس”، أن الاجتماع مخصص لـ”التصديق على الإفراج عن سجناء فلسطينيين، مقابل إطلاق سراح المختطفين الأحياء، في إطار المرحلة الأولى من الخطة”.
وأفادت بأنه “في هذه المرحلة لن تُصدق الحكومة على باقي بنود الصفقة”.
و”بعد تصديق الحكومة، سيبدأ انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط المتفق عليه مع حركة الفصائل، على أن تُستكمل عملية الانسحاب خلال 24 ساعة”، وفقا للوزارة.
وتابعت: “ضمن الانسحاب، سيخرج الجيش الإسرائيلي من مدينة غزة التي دخلها مؤخرا، ضمن عملية “مركبات جدعون 2″، فيما سيواصل السيطرة على 53 بالمئة من أراضي القطاع”.
** نص خطة ترامب
يتضح مما سبق عدم توفر معلومات متفق عليها بشأن ما تنص عليه المرحلة الأولى تحديدا من خطة ترامب، ما يجعل من المهم العودة إلى ما يتعلق بهذه المرحلة في نص الخطة:
– تنتهي الحرب فورا في حال وافق الطرفان على المقترح.
– يبدأ فورا إدخال مساعدات كاملة إلى قطاع غزة، على أن تشمل إعادة تأهيل البنية التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي)، وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرقات.
ويتم إدخال المساعدات وتوزيعها دون أي تدخل من الطرفين، وإنما عبر الأمم المتحدة ووكالاتها والهلال الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى غير المرتبطة بأي من الطرفين.
وتخضع إعادة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين للآلية التي تم تنفيذها بموجب اتفاق 19 يناير/ كانون الثاني 2025.
– يصدق “الكابينت” الإسرائيلي على اتفاق غزة قبل تصديق الحكومة بكامل هيئتها عليه ليدخل حيز التنفيذ.
– حال تصديق الحكومة يبدأ الجيش الإسرائيلي الانسحاب إلى الخط الأصفر، فيما تشرع الهيئات القانونية في إعداد قائمة بالأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية.
– حال توقيع الاتفاق تنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه، تمهيدا للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
ويتم تعليق العمليات العسكرية خلال هذه الفترة، بما فيها القصف الجوي والمدفعي، وتبقى خطوط القتال مجمدة إلى حين استيفاء الشروط اللازمة للانسحاب التدريجي الكامل.
– يعاد كافة الأسرى (الإسرائيليين) الأحياء ورفات الأموات منهم خلال 72 ساعة من إعلان إسرائيل قبولها الاتفاق.
– بعد الإفراج عن الرهائن، تطلق إسرائيل سراح 250 سجينا فلسطينيا محكومين بالمؤبد، و1700 ممَّن اعتقلوا من غزة بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بمَن فيهم نساء وأطفال معتقلون.
وتسلم إسرائيل جثامين 15 شخصا من مواطني غزة الذين قتلوا مقابل كل جثمان تتم إعادته من جثامين الأسرى الإسرائيليين.
وتنشر إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم قبل يومين من موعد الإفراج.
– بعد الإفراج عن الرهائن، يُمنح أعضاء حركة الفصائل الذين يلتزمون بالتعايش السلمي والتخلي عن السلاح عفوا عاما، ويتم توفير ممر آمن لأعضاء الحركة الراغبين في مغادرة غزة إلى الدول المضيفة.
** قصف مستمر
ميدانيا، واصلت طائرات ومدفعية إسرائيلية غاراتها على مناطق متفرقة بقطاع غزة، رغم إعلان التوصل إلى الاتفاق، الذي لم يدخل بعد حيز التنفيذ.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إن القصف تركز في شمال غرب تل الهوى ومحيط شارع الصناعة جنوب غرب حي الصبرة، فيما أطلقت طائرات مسيّرة من نوع “كواد كابتر” نيرانها باتجاه جنوب وشرق حي الصبرة.
كما رُصد إطلاق نار كثيف ومتواصل من آليات عسكرية إسرائيلية داخل مدينة غزة، بالتزامن مع أصوات تحركات على محاور ميدانية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن “ثلاث فرق من الجيش الإسرائيلي بدأت الليلة الماضية إجلاء قواتها من مدينة غزة ومخيمات اللاجئين في ضواحيها”، في خطوة أولى لتنفيذ خطة ترامب.
الأناضول