رحل الكاتب الصحفي أحمد شوقي العطار رئيس تحرير جريدة الصباح الأسبق، عن عالمنا، بعد صراع طويل مع المرض، صباح اليوم الاثنين، ومن المقرر أن تشيّع الجنازة اليوم من مسجد مصطفى محمود بعد صلاة الظهر.

وترصد «الوطن»، معلومات عن الكتاب الصحفي أحمد شوقي العطار الذي وافته المنية عقب صراع مع المرض وخضوعه لعملية جراحية منذ أيام، وغادر المستشفى بعد تحسن ضئيل في حالته الصحية، إلا أنه في الساعات الأخيرة السابقة تدهورت حالته حتى لقي ربه صباح اليوم، حسب مصادر مقربة من أسرته لـ«الوطن».

 

معلومات عن الكاتب الصحفي أحمد شوقي العطار 

تميّز الكاتب الصحفي أحمد شوقي العطار، منذ أن كان رئيسًا لقسم التحقيقات والوحدة الاستقصائية عام 2012 في جريدة الصباح، بعمله الدؤوب لفترة طالت قرابة 3 سنوات ونصف، إذ جعله نشاطه الصحفي يعُين رئيسًا لتحرير جريدة الصباح، واستمر في رئاسة تحرير الجريدة عام ونصف ثم تقدم باستقالته منها في شهر يوليو عام 2017.

نال جوائز دولية عديدة

لم يهدأ «العطار»، بل استكمل مسيرته في بلاط صاحبة الجلالة، وعمل على تأسيس منصة أوزون المتخصصة في قضايا تغير المناخ بالشرق الأوسط، وترأس تحريرها في هذا الوقت، ثم أصبح مستشارًا لدى المركز الدولي للصحفيين بواشنطن ICFJ بعد نجاحات عديدة حصل عليها «العطار»، بينما نال العديد من الجوائز الدولية، أبرزها جائزة أريج للصحافة الاستقصائية في العام 2012، وجائزة سيمنس الألمانية 2016، وجائزة الصحافة المصرية 2015 و2020.

رفض تهجير أهالي غزة

ومنذ عدة أيام، كتب الكاتب الصحفي أحمد شوقي العطار، منشورًا عبر صفحته الشخصية يرفض فيه تهجير أهالي غزة، كان محتوى تلك المنشور: «تعالوا إلى كلمة سواء.. قلوبنا مع فلسطين وأهلها، وقضيتهم قضيتنا منذ عشرات السنين، وهم منا ونحن منهم، أما توطين أهل غزة في سيناء فهو تهديد للأمن القومي، وتصفية للقضية الفلسطينية، أظن لا أحد في مصر يختلف على هذا الكلام، قالها "رأس النظام" أكثر من مرة، ويحفظها المواطن البسيط العادي عن ظهر قلب.. سيناء خط أحمر».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نقابة الصحفيين

إقرأ أيضاً:

بين الكاتب والمكتوبجى

الصحافة حرفة قبل أن تكون رسالة، فكيف يمكن لمن يمارس تلك الحرفة أن يحمل تلك الرسالة وقد أصابه القلق والخوف من أن يعضه الجوع، وأن يكون مصيره التشرد؟ الواقع الذى يعيشه من يمتهن الصحافة الآن هو الدافع الأول لطرح السؤال، وقبل أن نخوض فى هذا الواقع، أعرض بعض ما قيل عن تلك المهنة ورسالتها.
قيل عن الصحافة إنها رسالة خالدة، وأنها ركن من أعظم الأركان التى تشيد عليها دعائم الحضارة، وأن كل أمة متمدنة يجب عليها أن تحترم الصحافة، وقيل عنها: لا شىء يدل على أخلاق الأمة ومكانتها مثل الجرائد، فهى المنظار الأكبر الذى ترقب فيه حركاتها وسكناتها، هى رائد الإصلاح ورياح التقدم، إنها لسان الأمة وبرهان ارتقائها، فأمة بدون صحافة لا عين لها فتبصر، ولا قلب لها فتشعر.. ما سبق قليل من كثير يوضح أهمية الرسالة فى حياة أى أمة.
ورغم سمو تلك الرسالة فقد عانت الصحافة ومن يمارسها على مر تاريخها فترات عصيبة من التعنت والاضطهاد والقسوة، تشتد وتلين حسب سياسات السلطة الحاكمة، فاخترع الحكم العثمانى مثلًا دور «المكتوبجى» ليمارس الرقابة على الصحف رغم جهله باللغة العربية، وكان من غرائب هذا «المكتوبجى» ما سجله «سليم سركيس» خلال توليه تحرير جريدة «لسان الحال» فى بيروت عما عاناه هو وغيره فى كتابه «غرائب المكتوبجى عام 1896».
ومن غرائب هذا «المكتوبجى» كما يحكى «سركيس» عن تلك الفترة في بيروت، أنه عندما طبع يوسف أفندى حرفوش كتابًا فى الأمثال وورد فيه المثل الشهير «الحركة فيها بركة»، أمر بحذف المثل زاعمًا أن لفظ الحركة تفيد الثورة!، ومن غرائبه أيضًا عندما كتبت جرائد بيروت أن أحمد أفندى سلطانى زايل «أى تارك ومغادر» الثغر لزيارة شقيقه محمد أفندى سلطانى المقيم فى الأستانة، حذف المراقب النون والياء من سلطانى وصار الاسم «محمد أفندى سلطا»، لأن السلطان لا يكون إلا لعبدالحميد!، ومما ذكره «سركيس» فى كتابه: أنه عندما ضجر عبدالقادر أفندى القبانى صاحب «ثمرات الفنون» من كثرة حذف المقالات، زار «المكتوبجى» راجيًا منه أن يحدد لهم خطة يسيرون عليها فى تحرير صحفهم وأن يريهم القانون الذى يخضعون له، فنظر إليه وقال: ألا تدرى أين القانون؟ فأجاب قبانى أفندى سلبًا، فوضع إصبعه على دماغه وقال: إن القانون هنا!
تلك العلاقة بين الكاتب والمكتوبجى يمكنها أن تمر رغم صعوبتها ووحشتها، يمكن التعايش معها وتفهمها رغم قسوتها ومرارتها، ولكن الأَمَّر الذى لا يمكن أن يمر هو حال من يمارسون تلك المهنة الآن، فقد أصبح قطاع عريض منهم يطارده شبح التشرد، وبات شغلهم الشاغل البحث عن عمل خارج نطاق تلك المهنة لسد حاجتهم وحاجة أولادهم قبل أن يعضهم الفقر.
لا يخفى على أحد أن هناك قطاعًا عريضًا ممن يمارس مهنة الصحافة الآن يكافح من أجل البقاء فى مواجهة ارتفاع جنونى للأسعار متسلحًا برواتب متدنية تسير كالسلحفاة فى سباق غير متكافئ مع سرعة هذا الجنون المتصاعد، وبينما لم يصل الكثير والكثير منهم إلى الحد الأدنى للأجور الذى أقره القانون، يجد البعض أنفسهم فى مواجهة مُلَّاك صحف لا يشعرون بهم ولا يألمون لهم، مُلَّاك لديهم أجندات ومصالح ومكاسب مختلفة، يشهرون أسلحة التهديد بالإغلاق وإعلان الإفلاس إذا لزم الأمر.
فى النهاية: أعلم أن هناك من يكره الصحافة كما السلطان عبدالحميد الثانى عندما قال بعد خلعه من عرش السلطنة: «لو عدت إلى يلدز لوضعت محررى الجرائد كلهم فى آتون كبريت»، وأعلم أن هناك من يتوجس خيفة من أرباب القلم كما نابليون الأول عندما قال إنه يخاف من ثلاث جرائد أكثر من مائة ألف جندى، ومنهم من يسير على نهج «نقولا الثانى» قيصر روسيا عندما قال: «جميل أنت أيها القلم ولكنك أقبح من الشيطان فى مملكتى».. وبين تلك الكراهية والخوف أو التفاهم، يوجد صحفى يريد أن يأكل ويشرب، يريد أن يعيش مطمئنًا بدلًا من تهديده بشبح التشرد أو الخوف من عضة جوع.
أخيرًا: الصحافة لسان الأمة والمرآة التى تريها نفسها اليوم وغدًا وبعد غد.. وما يعانيه قطاع كبير ممن يمارسون تلك المهنة لابد أن يكون له حل عاجل.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • أسرة صدى البلد تنعى الكاتب الصحفي محمد عبدالواحد سكرتير تحرير الأخبار
  • بعد إعلان انتشاره رسمياً.. أعراض فيروس H1N1 ونصائج ناجحة للعلاج
  • حزمة تيسيرات ومواجهة الأكاذيب.. ماذا قال مدبولي في مؤتمره الصحفي اليوم؟
  • رئيس مركز بلاط بالوادي الجديد يتابع موقف توزيع الأسمدة بالجمعيات الزراعية..صور
  • أمير الشرقية: المتقاعدون أسهموا بعطائهم في تعزيز مسيرة التطور والازدهار
  • نقابة الصحفيين تنظم حفل تأبين للكاتب الراحل حازم عبد الرحمن
  • محكمة النقض صاحبة كلمة الفصل في انتخابات مجلس النواب .. تفاصيل
  • مشاهير المجتمع وشخصيات بارزة يؤدون واجب العزاء في شقيق الكاتب الصحفي إسلام عفيفي
  • بين الكاتب والمكتوبجى
  • إطلالة رومانسية لـ محمد فراج برفقة بسنت شوقي