قالت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أن الجامعة تضع حماية التراث الثقافي العربي ضمن أهم أولويات اهتماماتها وتحرص دائما على إحياء يوم التراث العربي الذي يصادف 27 فبراير من كل عام ، وذلك اليوم الذي دمرت فيه متاحف الموصل بالعراق على يد الإرهاب الغاشم والأيادي الفاسدة المدمرة، للتذكير والتوعية بأن تراثنا مستهدف وعلينا جميعا اتخاذ كافة التدابير للحفاظ عليه وحمايته".

وأوضحت أن هذا العام  اختارت الأمانة العامة موضوع حماية وإحياء تراث فلسطين نظرا لما تمر به فلسطين وخاصة قطاع غزة على وجه الخصوص من تدمير وانتهاكات بشتى الطرق من قبل الاحتلال الصهيوني الغاشم بما في ذلك التراث الثقافي، والتراث يعني الهوية، لافتا ان الاحتلال يستهدف طمس الهوية العربية الفلسطينية، بل ويحاول نسبها له.

وأعربت السفيرة هيفاء عن أملها في أن يتم الخروج من هذه الاحتفالية برؤية تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وذلك بتضافر الجهود الدولية والعربية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والمتخصصين.

من جانبه ، قال الوزير المفوض حيدر الجبوري، مدير إدارة شؤون فلسطين بجامعة الدول العربية أنه من واجب جميع المؤسسات الأممية والإقليمية المعنية الوقوف أمام انتهاكات الاحتلال بحق التراث الثقافي والحضاري الفلسطيني، بموجب اتفاقية حماية التراث العالمي، ومد يد العون المادي والفني لترميم المعالم التاريخية المهددة بالخطر، بفعل جدار الفصل العنصري والمستوطنات الإسرائيلية، التي تغذي عملية التشويه التي تتعرض لها الهوية الفلسطينية، فهناك آلاف المواقع والمعالم الأثرية عزلها الجدار، إضافة إلى عشرات المواقع التي دمرتها مسارات الجدار والاستيطان

واشار مدير إدارة شؤون فلسطين بجامعة الدول العربية، الي استفحال ظاهرة سرقة الآثار الفلسطينية وتدميرها، على يد مجموعات إسرائيلية ، لافتا ان الاحتلال يدفع مبالغ مالية كبيرة لتجار إسرائيليين يتجولون في القرى الفلسطينية وينهبون المناطق الأثرية في الضفة الغربية المحتلة، لصالح متاحف الاحتلال التي تقوم بشرائها وعرضها على انها آثار إسرائيلية.

وأكد أن الموروث الثقافي يتمتع بحماية خاصة في القانون الدولي الإنساني، وتشكل مجموعة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والقوانين والأنظمة الوطنية على مستوى الدول الإطار العام لحماية التراث الثقافي على الصعيدين الوطني والدولي، ومنها اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بالنزاع المسلح، ومعاملة المدنيين وقت الحرب الموقعة عام (1949م)، التي تمنع ارتكاب أية أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية، أو الأعمال الفنية، وأماكن العبادة التي تشكل التراث الروحي للشعوب، إضافة إلى اتفاقية لاهاي والبروتوكولات التابعة لها.

واتهم الاحتلال بأنه يضرب القانون الدولي الإنساني عرض الحائط، ولم يكتف فقط بسرقة الأرض بل اقتلع أشجار الزيتون التي يزيد عمرها على آلاف السنين، ودمر مباني يزيد عمرها على مئات السنين، في المدن الكبرى مثل القدس ونابلس والخليل، كما لم تسلم رفات الأجداد واللقى الأثرية، من السرقة، التي تدل على وجود الشعب الفلسطيني على مدار التاريخ على أرض دولة فلسطين.

وقال ان الثقافة العربية في فلسطين خسرت قامات أدبية وفنية كبيرة خلال هذه الحرب ، حيث ارتقى 41 فنانا وكاتبا وناشطا ثقافيا في استهدافات الجيش المختلفة في مناطق قطاع غزة، والكثير منهم فقد عائلته وفقد مكتبته، ومرسمه، وضاعت تحت الركام العديد من الأعمال الفنية والمخطوطات الأدبية الثمينة، ومن بين الشهداء أطفال في فرق الدبكة الفلسطينية، إلى جانب إصابة العديد من الفنانين والكتاب أيضا وبعضهم فقد أطرافه وأجزاء من جسده.

وأضاف انه تضررت المراكز الثقافية بشكل كلي أو جزئي عرف منها 24 مركزا، كما تضرر نحو 195 مبنى تاريخيا، وتضررت 8 دور نشر ومطابع، و3 استوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني، كما تعرضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة وفيها 146 بيتا قديما إلى أضرار عديدة إضافة إلى مساجد وكنائس مثل كنيسة القديس برفيريوس العريقة وأسواق ومدارس قديمة وتاريخية، وميناء غزة القديم، كما تحولت العديد من المؤسسات الثقافية لمراكز إيواء للنازحين، في محاولة لطمس الوجود الثقافي والتراثي الفلسطيني ومحاولة لدثر الشواهد التاريخية والعمق التاريخي الفلسطيني في قطاع غزة.

وأضاف أن آلة الحرب الإسرائيلية ركزت على استهداف المساجد بكافة أرجاء قطاع غزة، وتعاملت معها كأهداف عسكرية، بادعاء وجود أنفاق أسفلها وغير ذلك من المبررات التي تأكد زيفها وعدم صحتها، لافتا ان قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بتدمير ألف مسجد بما في ذلك المساجد الأثرية، وعشرات من المدافن في القطاع، مع استشهاد أكثر من 100 إمام مسجد منذ السابع من أكتوبر، وفقا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة فلسطين.

وذكر أنه رغم أن الاحتلال الإسرائيلي يعد عقبة أمام أي محاولات للحفاظ على التراث الثقافي والحضاري لدولة فلسطين فإن الموروث الثقافي الفلسطيني لا يزال يلعب دورا كبيرا في تاريخ ونضال الشعب الفلسطيني في معركة الهوية ودعم فكرة الصمود والمقاومة من أجل البقاء، ومن أجل الحصول على حقوقه الوطنية الثابتة، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني التمتع بالحرية والحفاظ على موروثه الثقافي والحضاري، وصولا إلى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهو يوم قيد التحقق أقرب من أي وقت مضى.

وأكد مدير إدارة شؤون فلسطين بالجامعة أن أرض فلسطين تزخر بتراث حضاري مهم وغنّي بموجوداته الأثرية، خاصة أنّ فيها أقدس المعالم الدينية من مساجد، وكنائس، لها تاريخ عريق، وخير شاهد على تلك الحضارة ما نجده في كل مدينة وقرية فيها، من بقايا تراثية تعود إلى العصور الكنعانية، والرومانية، والبيزنطية، والحقب الإسلامية المختلفة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السفيرة هيفاء أبو غزالة الثقافة العربية التراث الثقافي العربي الهوية العربية التراث الثقافی الدول العربیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

د. شعيب خلف: سيناء خط الدفاع الأول.. و"أهل مصر" يرسخ الدمج الثقافي بين أطراف الوطن

 

 

 

 

 

تحدث الدكتور شعيب خلف، مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، عن رؤية وزارة الثقافة لدعم المناطق الحدودية، ودور الملتقى في تحقيق الدمج الثقافي بين أبناء محافظات مصر، إلى جانب التحديات وخطط التطوير خلال الفترة المقبلة.

جاء ذلك على هامش فعاليات ملتقى أهل مصر للفتيات والمرأة الحدودية بمدينة شرم الشيخ.


 “أهل مصر” دمج ثقافي وفكري لأبناء المحافظات الحدودية

أكد الدكتور شعيب خلف، في تصريحات خاصة لـ"الوفد" أن مشروع "أهل مصر" الذي يُنفّذ برعاية رئاسة الجمهورية يمثل أهمية خاصة، لأنه يستهدف الفتاة والمرأة في المناطق الحدودية باعتبارهن جزءًا أصيلًا من خط الدفاع الأول عن الوطن.

الدكتور شعيب خلف ومحمد خضر 


 

وقال: المحافظات الحدودية مثل شمال سيناء وجنوب سيناء ومطروح والوادي الجديد وأسوان والبحر الأحمر تمثل بوابات مصر الاستراتيجية، ومن هنا جاءت أهمية دمج أبنائها ثقافيًا وفنيًا وفكريًا في المنظومة الوطنية. الدولة تهتم بأطرافها لأنها مثل المتن تمامًا في خريطة الثقافة المصرية.

 

وعن دلالة إقامة الملتقى في شرم الشيخ، أوضح خلف أن الملتقى متنقل بين المحافظات: أُقيم من قبل في العريش ومطروح والوادي الجديد، واليوم في شرم الشيخ. الهدف واضح: ربط الأطراف بالمركز وخلق حالة من التواصل بين أبناء مصر من سيناء إلى أسوان ومن مطروح إلى الوادي الجديد.
وأشار مدير عام الإقليم إلى أن دور الهيئة العامة لقصور الثقافة ممتد في كل المحافظات، وليس في سيناء فقط، عبر أندية المرأة والثقافة الجماهيرية وأنشطة ثقافة الطفل.

وأضاف: نحن نعمل مع الجميع: المرأة، الطفل، الشباب، والكبار. فالمجتمع كله حبات عقد واحد مهمته رفع الوعي الثقافي وتعزيز الانتماء وترسيخ الهوية المصرية.

وحول التحديات، أكد خلف أن محدودية الموارد لم تعد عقبة بعدما تبنت الدولة خطة واسعة لتطوير البنية الثقافية.
وقال: شهدنا افتتاح قصر ثقافة الغردقة، وتطوير مكتبات نجيلة والمساعيد والنجاح في شمال سيناء، بالإضافة إلى صيانة ورفع كفاءة قصور الثقافة في الطور وشرم الشيخ. الدولة لا تدخر جهدًا في توفير أماكن تليق بالمواطن المصري.

وكشف "خلف" عن خطة متكاملة لرفع كفاءة العاملين في المواقع الثقافية: هناك إدارة مركزية للتدريب تعمل على تأهيل الكوادر الثقافية لتقديم خدمة ثقافية عصرية تليق بالمواطن في كل مكان. وتطوير البشر يسير بالتوازي مع تطوير الحجر.

وأوضح أن سيناء تشهد حراكًا ثقافيًا غير مسبوق: « إقليم سيناء سيستضيف المؤتمر العام لأدباء مصر لأول مرة في العريش نهاية ديسمبر. كما شهدت عددًا كبيرًا من المؤتمرات منها مؤتمر الصناعات الإبداعية، مؤتمر الشباب، مؤتمر المرأة، ومؤتمر البادية. كل أسبوع هناك حدث ثقافي جديد يؤكد أن سيناء أصبحت رقعة ثقافية مؤثرة.

ووجّه الدكتور شعيب خلف رسالة إلى شباب سيناء وشباب مصر عمومًا: القراءة الجادة هي بوابة الوعي، وحب الوطن لا يختلف عليه اثنان. ما تفعله الدولة اليوم في كل المحافظات يؤكد أن الثقافة ركيزة أساسية لبناء الإنسان المصري.

 

مقالات مشابهة

  • غدا.. لجنة التراث الثقافي غير المادي التابعة لـ "يونسكو" تبدأ أعمالها في الهند
  • وفد الأردن يؤكد دعم حقوق الشعب الفلسطيني ويشدد على ضرورة حماية الأونروا
  • الجامعة العربية تدعم السودانيين في المفاوضات الدولية وبناء السلام
  • سرقة بصوت أم كلثوم.. سؤال فى النواب لفضح محاولات الاحتلال للاستيلاء على التراث الفني المصري
  • فلسطين ترحب ببيان الدول العربية والإسلامية الرافض للتهجير
  • رئيس بعثة جامعة الدول العربية: 145 دولة بالأمم المتحدة تدعم عمل الأونروا بغزة
  • د. شعيب خلف: سيناء خط الدفاع الأول.. و"أهل مصر" يرسخ الدمج الثقافي بين أطراف الوطن
  • فلسطين ترحب ببيان الدول العربية والإسلامية الرافض للتهجير في قطاع غزة
  • قصور الثقافة تصدر كتاب التراث الشعبي بين النص والعرض لمحمود كحيلة
  • جامعة الدول العربية تمنح نوال الدجوى جائزة خير للتنمية المستدامة