الكرملين: لا يمكن تنفيذ خطط سلام دون روسيا
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
أحمد عاطف (القاهرة، موسكو)
أخبار ذات صلةرغم استمرار المعارك بين روسيا وأوكرانيا إلا أن تلميح كييف إلى إمكانية دعوة روسيا لحضور قمة سلام، تستضيفها سويسرا في المستقبل القريب لبحث إنهاء الأزمة المستمرة منذ عامين، تطور دبلوماسي قد يساهم في تهدئة الصراع وصولاً إلى السلام الدائم، كما اعتبره خبراء ومحللون سياسيون تحدثوا لـ«الاتحاد».
وفي أول رد فعل لموسكو على تلميحات أوكرانيا، أكد الكرملين، أمس، رفضه فكرة إجراء محادثات سلام من دون روسيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: «قلنا مراراً إن هذه صيغة غريبة، وهذا أقل ما يقال عنها، لأنه لا يمكن تنفيذ خطط سلام دون مشاركة روسيا».
وأمس الأول، قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني: إن سويسرا ستستضيف قمة لمناقشة رؤية السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي يمكن تسليمها لروسيا خلال اجتماع ثانٍ في وقت لاحق.
وأضاف «قد يكون هناك وضع ندعو فيه معاً ممثلين عن روسيا الاتحادية لتقديم الخطة لهم في حال كانت روسيا تريد إنهاء الأزمة بشكل حقيقي والعودة إلى السلام العادل». وطرح زيلينسكي صيغة السلام للمرة الأولى في قمة مجموعة العشرين في نوفمبر 2022، تدعو إلى استعادة وحدة أراضي أوكرانيا والانسحاب الكامل للقوات الروسية.
وقالت موسكو مراراً إنها منفتحة على المحادثات لكن يجب الاعتراف «بالحقائق الجديدة على الأرض».
واعتبر الأستاذ بمعهد الاستشراق في موسكو، الدكتور رامي القليوبي، أنه لو توافرت الثقة بين طرفي الأزمة، فربما يتم الخروج إلى مسار تهدئة، ووضع خريطة طريق سياسية للسلام، لافتاً إلى أن أنباء عمليات السلام تتردد بين الحين والآخر منذ بداية الأزمة، ولكن عدم وجود مساحة ثقة بين الأطراف يعصف بالمحاولات التي تسعى للسلم الدولي والاستقرار العالمي.
وأوضح القليوبي، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الثقة المتبادلة مفقودة منذ العام 1994، عندما وقعت أوكرانيا مذكرة بودابست التي ضمنت لها الأطراف الدولية، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الحصانة مقابل تخليها عن ترسانتها النووية، إلا أن هذه المذكرة لم تمنع روسيا من ضم شبه جزيرة القرم في 2014، والتدخل في نزاع في منطقة دونباس، وصولاً إلى الأزمة الحالية.
وفيما يتعلق بإمكانية تقديم ضمانات أمنية لإحلال السلام بين البلدين، أعرب القليوبي عن قلقه من إمكانية تطبيقها، وأن التساؤلات حول الضمانات والترتيبات الأمنية المستقبلية بين روسيا وأوكرانيا أكثر من الأجوبة، مؤكداً أن العالم في أشد الحاجة لهذه المفاوضات التي ربما ينتج عنها نتائج إيجابية تنعكس على السلم الدولي.
وفي السياق ذاته، أوضح الباحث في الشؤون الروسية الدكتور سعد خلف أن محاولات التسوية السياسية للصراع الروسي الأوكراني لا تتوقف، لافتاً إلى ضرورة أن تكون عملية التفاوض ملبية لتطلعات طرفي الأزمة، بدءاً بعودة الثقة بين طرفي الأزمة، ووقف إطلاق النار، ثم بعد ذلك تأتي مسألة التسوية والأراضي، وبجانبها مسألة رفع العقوبات، وهي عملية ستكون طويلة الأمد وتحتاج لنفس طويل.
وتابع سعد في تصريحات لـ«الاتحاد» أن أوكرانيا تصر على ما يعرف بصيغة فلاديمير زيلينسكي للسلام والمكونة من عشرة بنود، أهمها العودة إلى حدود 91، وهو ما يعني ضمناً الخروج من المناطق المنضمة حديثاً في 2022، وهو ما يعقّد الأمر برمته.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الكرملين أوكرانيا روسيا روسيا وأوكرانيا الأزمة الأوكرانية الحرب في أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تكثّف هجمات المسيّرات على روسيا وزيلينسكي يرجّح لقاء بوتين
أعلنت روسيا إسقاط 105 مسيرات روسية، في وقت أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لديها أموال لشراء 3 من أنظمة صواريخ، كما أعلن بدء محادثات للبحث في لقاء محتمل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي "عن وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إعلانها إسقاط 105 مسيرات أوكرانية أُطلقت تجاه 9 مناطق وفوق بحر آزوف وفي العمق الروسي الليلة الماضية.
وكانت الوزارة قالت أمس إنها أسقطت أكثر من 200 مسيرة أوكرانية وكبدت الجيش الأوكراني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
على الجانب الآخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا لديها أموال لثلاثة من أنظمة صواريخ باتريوت، وتتطلع إلى تمويل 7 أنظمة أخرى، منها بمساعدة شركائها.
وأضاف في تصريحات أصدرها مكتبه أن أوكرانيا بحاجة إلى تغطية فجوة تمويلية قدرها 40 مليار دولار في العام المقبل.
وعلى الصعيد السياسي ذكر زيلينسكي إن مفاوضين من كييف وموسكو بحثا في إمكان إجراء لقاء مباشر بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بهدف إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال زيلينسكي للصحفيين اليوم الجمعة "نحتاج إلى إنهاء الحرب الذي يبدأ على الأرجح بلقاء بين القادة، وخلال مباحثات معنا بدؤوا بمناقشة الأمر. هذا بحد ذاته تقدم باتجاه صيغة ما للقاء محتمل".
وجعلت أوكرانيا من هذا اللقاء الذي ترغب في مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فيه، هدفا للمفاوضات الرامية إلى إنهاء الغزو الروسي المستمر منذ أكثر من 3 سنوات.
أما فلاديمير بوتين، فقد أشار إلى أنه لن يكون مستعدا لهذه القمة إلا في "المرحلة الأخيرة" من المفاوضات، التي لم تسفر حتى الآن عن أي نتيجة.
وخلال الجولة الثالثة من المفاوضات في إسطنبول أمس الأول الأربعاء، اقترح رئيس الوفد الأوكراني رستم أومروف عقد الاجتماع بحلول نهاية أغسطس/آب المقبل، بما يتوافق مع مهلة 50 يوما حددها ترامب لفلاديمير بوتين لحل النزاع أو مواجهة عقوبات صارمة.
إعلانمع ذلك، لا يبدو الجانب الروسي متفائلا بإمكانية عقد اجتماع وشيك، متحدثا عن تباين كبير في المواقف.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي قوله "يجب التحضير للاجتماع بعناية. حينها فقط سيكون ذا معنى".