معاليه يفتتح «قمة الويب» بحضور كبار المسؤولين.. رئيس الوزراء: مليار دولار لدعم الشركات الناشئة في قطر والعالم
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
افتتح معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، قمة الويب قطر 2024، الحدث الأضخم عالميا في قطاع التكنولوجيا، والذي بدأت فعالياته أمس، وتتواصل على مدى أربعة أيام في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
حضر الافتتاح عدد من أصحاب السعادة الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة ومسؤولي الشركات المحلية والعالمية وضيوف البلاد وممثلي الشركات العارضة، بالإضافة إلى الآلاف من رواد الأعمال والمستثمرين وقادة قطاع التكنولوجيا في العالم.
وفي كلمته خلال الافتتاح، قال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن قمة الويب بمثابة حدث تاريخي جديد يضاف إلى سلسلة إنجازات قطر والمنطقة ككل، بعد استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، وسباق الفورمولا 1، ومعرض إكسبو 2023 الدوحة، مشيرا إلى أنها أول نسخة من أضخم مؤتمر للتكنولوجيا في العالم تقام في منطقة الشرق الأوسط، وتستضيفها دولة قطر على مدى خمس سنوات.
دعم الشركات
وأعلن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن تخصيص الدولة استثمارات بقيمة مليار دولار أمريكي لدعم الشركات الناشئة في قطر والعالم، وذلك في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 لتطوير اقتصاد تنافسي ومتنوع يضمن جودة الحياة لشعبها.
وأضاف معاليه أن العالم يقف على عتبة عصر جديد، ليس فقط من حيث التقدم التكنولوجي، بل أيضا فيما يتعلق بالإنجازات البشرية، لافتا إلى أن التقنيات الرقمية أصبحت تتقارب لأول مرة لتحقيق تطورات على أرض الواقع، وذلك من خلال تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي بأنواعه المختلفة ومجالات التكنولوجيا الأخرى.
وأكد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أنه مع ترابط العالم أكثر فأكثر، أصبح من الممكن أخيرا أن تكون التكنولوجيات المتقدمة متاحة للجميع، دون أن يكون الحصول عليها امتيازا خاصا، مشددا على أنه مع استمرار التكنولوجيات الناشئة في فتح أبواب جديدة، يجب إدراك أن الابتكار لا يقتصر فقط على استحداث أدوات جديدة، بل يتعلق بإعادة تصور الإمكانات التي يمكن تحقيقها باستخدام تلك الأدوات.
علامة فارقة
وفي كلمته أمام القمة، شدد معاليه على أهمية الحرص على أن يخدم التقدم التكنولوجي صالح البشرية، وتحقيق التوازن بين التطور والقيم، موضحا أن الابتكار في حد ذاته ليس هو الغاية، بل وسيلة لتحقيق غاية.
وبين معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن قمة الويب قطر 2024 تعد علامة فارقة في رحلة التطور التكنولوجي في الدولة، مؤكدا أن دولة قطر لم تدخر أي جهد أو موارد لتصبح منصة رائدة للابتكار والإبداع والارتقاء بالإمكانات البشرية على مدى العقدين الماضيين، كما شهدت تطورا هائلا في جميع القطاعات، مضيفا في الوقت ذاته أن استخدام التكنولوجيا يهدف إلى الارتقاء بحياة الجميع وبناء مجتمع أكثر ترابطا.
استثمارات ضخمة
وأوضح معاليه أن دولة قطر تمتلك استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية والمناطق الحرة وبرامج حاضنات الأعمال التي تقدم مزايا لا مثيل لها لرواد الأعمال والمستثمرين، مؤكدا أن دولة قطر تعد الموطن المثالي لاستضافة قمة الويب، حيث يبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي 8.5 تريليون دولار أمريكي، وتبعد الدولة مسافة نحو ست ساعات طيران عن 80 بالمائة من سكان العالم، كما أنها تتمتع بمكانة قيادية في مجال ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط.
وفي ختام كلمته، أشار معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني إلى إطلاق وكالة ترويج الاستثمار مؤخرا مبادرة «ابدأ من قطر»، وهي منصة شاملة توفر للشركات الناشئة إمكانية الاستفادة من خدمات التمويل وبرامج حاضنات الأعمال والدعم الحكومي وغيرها.
جلسات نقاشية
واستهلت فعاليات القمة بجلسات نقاشية مع عدد من رواد الأعمال من قطر والشرق الأوسط وأفريقيا ومن حول العالم، من بينهم السيد أمجد مسعد الرئيس التنفيذي لشركة ريبليت، والسيد تريفور نوح مقدم البرامج الشهير.
كما شهدت فعاليات اليوم الأول من الحدث، القمة المسائية، التي أقيمت في براحة مشيرب، أكبر ساحة مفتوحة في وسط مدينة مشيرب قلب الدوحة، حيث أتاحت للمشاركين التواصل والتفاعل في أجواء حيوية وبيئة عصرية.
وتتضمن فعاليات القمة، التي تستمر حتى الخميس المقبل، العديد من الجلسات النقاشية وورش العمل والحلقات التعليمية والمسابقات ومجموعة واسعة من الأنشطة التي تتيح لجميع المشاركين التواصل مع قادة قطاع التكنولوجيا من حول العالم، مثل مايكروسوفت، ميتا، تيك توك، سناب شات، أمازون، شل، هواوي، سيسكو، بالو ألتو نيتووركس وغيرها.
مذكرات التفاهم
كما تشهد القمة توقيع العديد من مذكرات التفاهم مع كبرى شركات التكنولوجيا وصناعة المحتوى في العالم، بهدف تعزيز مكانة دولة قطر كمركز رائد للتكنولوجيا وصناعة المحتوى في المنطقة، وإبراز الهوية الوطنية القطرية على المستوى العالمي.
ويشارك في القمة أكثر من 12,000 مشارك، وما يزيد على 1000 شركة ناشئة من 80 دولة، من بينها 100 شركة قطرية، وأكثر من 500 مستثمر، و200 متحدث، وأكثر من 100 شريك، إضافة إلى تغطية إعلامية واسعة بمشاركة ممثلين عن 500 جهة إعلامية من أنحاء العالم.
نسخة مميزة
وتتميز هذه النسخة من قمة الويب بزيادة نسبة مشاركة الشركات التي أسستها سيدات إلى أكثر من 30 بالمائة من إجمالي عدد الشركات الناشئة المشاركة في القمة، وقد حظي برنامج «رائدات في قطاع التكنولوجيا»، الذي تنظمه القمة هذا العام، بحضور لافت من دولة قطر والشرق الأوسط ومن أنحاء العالم.
وتضم قائمة الشركاء القطريين في أول نسخة من قمة الويب بالشرق الأوسط وأفريقيا، جهاز قطر للاستثمار، والمدينة الإعلامية، وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، ووكالة ترويج الاستثمار، وبنك قطر للتنمية، وشركة أريد.
تأتي استضافة قمة الويب ضمن جهود دولة قطر الرامية لتحقيق إستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030، التي تعد المرحلة الأخيرة نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تهدف إلى إطلاق مبادرات لتعزيز البيئة التكنولوجية في الدولة وتحفيز الابتكار وتعزيز بناء الكفاءات في هذا القطاع من أجل دعم التنويع الاقتصادي.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر قمة الويب قمة الويب قطر 2024 رئيس مجلس الوزراء رئیس مجلس الوزراء وزیر الخارجیة قطاع التکنولوجیا قمة الویب دولة قطر أکثر من
إقرأ أيضاً:
رئيس هيئة الدواء مصر تمتلك أكبر سوق دوائي في إفريقيا بقيمة تتجاوز 6.2 مليار دولار
شارك الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، في فعاليات افتتاح المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي في نسخته الرابعة، الذي يعقد برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وتنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، بحضور عدد من المسؤولين رفيعي المستوى وممثلي الدول الإفريقية والأجنبية والمنظمات الدولية.
ريادة مصر في مجالي الطب والصيدلةوفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور علي الغمراوي أن ريادة مصر في مجالي الطب والصيدلة تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام، تعود جذورها إلى فجر الحضارة. ويتجلى هذا الإرث الاستثنائي في المخطوطات البردية القديمة، التي تُعد من أوائل الوثائق الطبية المسجلة، حيث تضمنت وصفًا دقيقًا للأمراض وأساليب علاجها.
واشار الي ان بردية إيبرس الشهيرة، التي تعود الي أكثر من 3500 عام، وتحتوي على 842 وصفة طبية تغطي 20 مرضًا مختلفًا، منها أمراض العيون، والطفيليات، والسكري، وتنظيم النسل. وايضا بردية إدوين سميث التي تعود لأكثر من 3000 عام، وتوثق 48 وصفة طبية وجراحية دقيقة، ما يعكس عمق الفهم التشريحي والطبي الذي تميز به المصريون القدماء.
وأوضح الغمراوي أن هذه الريادة التاريخية تتواصل في العصر الحديث، حيث يُعد السوق الدوائي المصري الأكبر إفريقيًا بقيمة مالية تقدر بـ 6.2 مليار دولار، ويضم أكثر من 12 ألف مستحضر دوائي، بإجمالي مبيعات سنوية تتجاوز 3.5 مليار عبوة، ونمو سنوي مركب بلغ 15% في عام 2023، وهو ما يتجاوز المعدلات العالمية، مستحوذًا على أكثر من 27% من حجم السوق الإفريقي، رغم أن مصر تمثل فقط 8% من سكان القارة.
وأشار إلى أن هذه المكانة تقوم على قاعدة صناعية وتنظيمية قوية تضم: 179 مصنعًا للأدوية البشرية، منها 11 مصنعًا حاصلين على اعتماد من منظمات دولية مرجعية، 150 مصنعًا للمستلزمات الطبية، و4 مصانع للمستحضرات الحيوية،130 مصنعًا لمستحضرات التجميل، و5 مصانع للمواد الخام. ما يقرب من 2370 خط إنتاج، منها 990 مخصصًا لإنتاج الأدوية، أكثر من 1600 شركة توزيع دوائية، وما يقرب من 80 ألف منشأة صيدلية.
وأضاف أن هذه القدرات مكنت الهيئة من وضع توطين الصناعة وتعزيز الاستثمار في مقدمة أولوياتها، لضمان استقرار الإمدادات الدوائية، وتحقيق الأمن الدوائي المصري. وقد نجحت مصر في الوصول إلى نسبة اكتفاء ذاتي تبلغ 91%، كأعلى دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا في هذا المجال.
ولفت إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتوطين بدأت تُثمر، حيث تم خفض معدل الاستيراد بنسبة 3%، ومن المستهدف أن تصل نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 94% خلال السنوات الثلاث المقبلة، بدعم من مشروعات التوطين التي ترعاها الهيئة.
وأكد الغمراوي أن القارة الإفريقية تُعد من أغنى المناطق بالفرص الاستثمارية، غير أن العجز في الميزان التجاري للقارة بلغ 89%، بينما لا يتجاوز حجم التبادل التجاري بين دولها نسبة 2%، رغم الإمكانيات الهائلة. وأشار إلى أن مصر تستحوذ على 52% من صادرات إفريقيا الدوائية، معظمها يخرج خارج القارة، مما يعكس الحاجة الملحة إلى تفعيل آلية الشراء الموحد الإفريقية (APPM)، لضبط الميزان التجاري القاري.
وأوضح أن الدواء المصري يتمتع بسمعة مرموقة عالميًا من حيث الجودة والمأمونية، وقد نجحت مصر مؤخرًا في دخول أسواق جديدة في إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، وتعمل حاليًا على توسيع شراكاتها مع عدد من الدول الآسيوية والأوروبية، في إطار استراتيجية وطنية لتعزيز الصادرات الدوائية، التي تصل حاليًا إلى أكثر من 150 دولة حول العالم.
وأشار إلى أن الصادرات الدوائية المصرية إلى القارة الإفريقية شهدت ارتفاعًا بنسبة 37.7% خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023، ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على جهود إصلاح الميزان التجاري الإفريقي، رغم أن الصادرات المصرية ما تزال أكثر توجهًا نحو آسيا وأوروبا مقارنة بالدول الإفريقية الشقيقة.
وفي ختام كلمته، أعلن الدكتور الغمراوي أن هيئة الدواء المصرية ستوقع على هامش المؤتمر بروتوكول تعاون مشترك مع ثماني دول إفريقية شقيقة هي: غانا، نيجيريا، رواندا، السنغال، زيمبابوي، تنزانيا، جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى إحدى كبرى أسواق القارة، تمهيدًا للوصول إلى الاعتماد المتبادل للقرارات التنظيمية ومواءمة الإجراءات، وهو ما من شأنه دعم آلية الشراء الموحد الإفريقية APPM.
واختتم بالتأكيد على أن التكامل التنظيمي والصناعي المشترك هو السبيل لتحقيق نهضة دوائية شاملة وتمكين القارة الإفريقية من مواجهة تحدياتها الصحية، من خلال تحولات حقيقية في قدرات التصنيع المحلي وتوفير دواء آمن وفعال للمواطن الإفريقي.