القدس المحتلة– بعد تأجيل متكرر تحت وطأة معركة "طوفان الأقصى"، فُتحت مراكز الاقتراع أبوابها، منذ الساعة السابعة صباح اليوم الثلاثاء، في إسرائيل لانتخابات المجالس المحلية، والتي تستمر حتى الساعة العاشرة مساء.

وبحسب بيانات وزارة الداخلية الإسرائيلية، فإن الانتخابات تجري في 197 بلدية ومجلسا قرويا و45 مجلسا إقليميا، بينها 13 بلدية و77 مجلسا عربيا، و4 مجالس إقليمية عربية في الداخل الفلسطيني، كما أن هناك 34 بلدة عربية ضمن مجالس إقليمية يهودية وبلديات مشتركة (يضم المجلس الإقليمي عدة تجمعات سكنية أو مجموعة مستوطنات).

واضطرت وزارة الداخلية الإسرائيلية إلى تأجيل انتخابات السلطات المحلية والبلديات التي كانت مقررة في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بسبب الحرب على غزة وتداعيات عملية طوفان الأقصى، والتصعيد على الجبهة الشمالية مع حزب الله.

وأُجلت الانتخابات للمرة الأولى إلى 30 يناير/كانون الثاني 2024، وفي ظل التصعيد الأمني رُحّل موعدها مرة أخرى إلى 27 فبراير/شباط الحالي.

وبسبب الحرب أيضا، قررت وزارة الداخلية تأجيل الانتخابات في 14 مجلسا إقليميا وسلطة محلية في مستوطنات "غلاف غزة"، وعلى طول الحدود مع لبنان بسبب إجلاء سكان البلدات، وذلك حتى أكتوبر/تشرين الأول 2024.

يحق لـ 1.1 مليون من عرب 48 التصويت في الانتخابات المحلية (الجزيرة) الأكثر تعقيدا

ووفقا لبيانات لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، وصلت نسبة تصويت السكان العرب بالانتخابات المحلية الأخيرة عام 2018 إلى 84%، بينما وصلت النسبة لدى اليهود إلى 55%، في حين بلغ المعدل العام عربا ويهودا 59%.

ويحق لنحو 7 ملايين و190 ألفا التصويت في الانتخابات، بينهم 1.1 مليون من فلسطيني 48، ويبلغ عدد صناديق الاقتراع 12 ألفا، وتتنافس 3705 قوائم على رئاسة وعضوية البلديات والسلطات المحلية والمجالس الإقليمية.

وتعتبر هذه الانتخابات الأكثر تعقيدا في إسرائيل، حيث كان للوضع الأمني منذ أحداث "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تأثير كبير على النظام الانتخابي؛ وذلك بعد أن ردّت المحكمة العليا التماسا تقدم به عشرات المرشحين الذين طالبوا بتأجيل الانتخابات حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وأضرت التأجيلات والأوضاع الأمنية في قدرة المرشحين والمتنافسين على رئاسة وعضوية السلطات المحلية على استمرارية الدعاية الانتخابية، وحالت دون مناقشة وطرح القضايا المحلية الحارقة التي طغت عليها الحرب وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية وملف المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.

لا مبالاة

ومع ذلك، يقول أفنير هوفشتاين الصحفي في موقع "زمان يسرائيل"  إن "تأجيل الانتخابات 5 أشهر بسبب الحرب خلق حالة من عدم الاكتراث واللامبالاة لدى الإسرائيليين وأدخلهم في حال من السبات حيال القضايا البلدية، وتوقف السكان عن الاهتمام بمياه الصرف الصحي، أو الضرائب العقارية، أو تطوير الأعمال البلدية أو قيمة العقارات".

وغالبا ما ينظر إلى انتخابات السلطات المحلية حتى من قبل المتنافسين والمرشحين في جميع أنحاء البلاد، بحسب هوفشتاين، "على أنها أقل إثارة للاهتمام، وربما حتى مملة مقارنة بالانتخابات العامة للكنيست. وعليه، فإن معدل مشاركة الناخبين فيها منخفض أيضا ويصل 59% مقارنة بانتخابات الكنيست الأخيرة التي وصلت 70%.

وأوضح الصحفي الإسرائيلي أن السكان في "البلدات الإسرائيلية" يدفعون الثمن بسبب الحرب، حيث تعتبر السلطة المحلية ذات أهمية بالغة بالحياة اليومية للسكان، وبكل ما يتعلق بمدفوعات ضريبة الأملاك، والتعليم الذي يتلقاه الأطفال، والعناية بالبيئة، وتطور الأعمال التجارية، والخدمات الدينية والاجتماعية.

وتحت مظلة الحرب في غزة، يتابع هوفشتاين: "لن تكون هناك حتى معركة انتخابية في العديد من المدن والبلدات، وأكثر من 10 بلديات الساحة فيها فارغة وهناك مرشح واحد، بينما في 12 سلطة وبلدية يتنافس رؤساء بلديات يتم محاكمتهم بتهم فساد وخيانة الأمانة، ورغم ذلك حظوظهم بالبقاء على كرسي الرئاسة كبيرة جدا".

من جانبه، يقول الكاتب الإسرائيلي شالوم يروشالمي إن الأحزاب الحريدية وخاصة حزب "شاس" برئاسة أرييه درعي الذي يتحكم بوزارة الداخلية الإسرائيلية استغل ظروف الحرب وحالة اللامبالاة من قبل الإسرائيليين، ودفع نحو عدم تأجيل انتخابات الحكم المحلي حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بغية تعزيز مكانة حزبه بالعديد من البلدات اليهودية.

وأضاف يروشالمي في مقاله بالموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" أن الحكم المحلي بات في غاية الأهمية بالنسبة للكثير من الأحزاب وخاصة الدينية وأحزاب المستوطنين، إذ تشكل إدارة السلطة المحلية رافعة للحزب أو الحركة من أجل تعزيز حضورها في الكنيست ونفوذها في الائتلاف الحكومي.

وبحسب قراءة يروشالمي فإن رئيس حركة "شاس" أرييه درعي يتنافس على رئاسة حكومة السلطات المحلية، حيث يتطلع لتعزيز صفوف التيار الحريدي (المتدينون اليهود) -الذي لا يخدم بالجيش الإسرائيلي ولا يوجد أتباعه على جبهات القتال- في كبرى المدن الإسرائيلية إلى معاقل الحركات السياسية المنافسة مثل "عظمة يهودية" و"الصهيونية الدينية".

أرييه درعي رئيس حزب شاس اليهودي المتطرف (غيتي) "واقع قاتم"

من وجهة نظر سيفان هيلا مراسلة الحكم المحلي والشؤون البرلمانية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن انتخابات السلطات المحلية بظل الحرب مختلفة تماما عن الجولات الانتخابية السابقة، حيث حضرت تداعياتها كالاهتمام بالنازحين والمحتجزين وعائلات جنود الاحتياط، في حين غابت قضايا السكان اليومية والخدماتية والتطوير بكافة مجالات الحياة.

وأوضحت هيلا أنه يمكن لسلطة بلدية قوية أن تنشط أيضا في حالة الطوارئ وتملأ الفراغ الذي تسببت به الوزارات الحكومية التي فشلت في القيام بمهامها خلال فترة الحرب، وهنا تكمن أهمية الحكم المحلي الذي يواجه الكثير من التحديات.

وتحت عنوان "اللامبالاة بالانتخابات البلدية قد تكلفنا غاليا"، كتبت المحامية يفعات سوليل، مقالا في الموقع الإلكتروني "سيحا ميكوميت"، مشيرة إلى أن غالبية الجمهور الإسرائيلي ليس لديهم الطاقة للانشغال بمواقف السيارات أو الأمور التعليمية، والاقتصاد بظل الحرب وفقدان الأمن الشخصي.

ولكن بقدر ما يبدو الأمر خياليا، تقول سوليل: "هناك خوف حقيقي من أننا سنستيقظ الأسبوع المقبل على واقع سياسي في الحكم المحلي أكثر قتامة من الواقع الحالي في ظل الجهود التي يبذلها الليكود والحريديم وأحزاب اليمين المتطرف لإخراج ناخبيهم من المنازل".

وأوضحت أنه ليس صدفة أن تجري الانتخابات للحكم المحلي رغم أن الحرب لا تزال مستمرة، مضيفة أن "الأحزاب اليمينية والحريدية تستغل حقيقة أن غالبية الجمهور الإسرائيلي مشتت ويعيش حالة لامبالاة وعدم الاكتراث بالتصويت، وذلك لمحاولة السيطرة على السلطات وزيادة قوتها في مفاصل الحكم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول السلطات المحلیة الحکم المحلی طوفان الأقصى بسبب الحرب

إقرأ أيضاً:

رئيس حزب الجيل: سنخوض الانتخابات البرلمانية القادمة تحت أي مسمي

قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي أن مشروعات قوانين انتخابات مجلس النواب والشيوخ وتقسيم الدوائر الانتخابية ليس بها أي تعديلات جوهرية، ولكنها نفس التعديلات التي أجريت عليها انتخابات مجلسي النواب والشيوخ عام 2020.

وأشار الشهابي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أنه تقسم الجمهورية في مشروع انتخابات مجلس النواب إلى 4 دوائر كما هو في القانون السابق ، كما أن أعداد النواب كما هي.

وأكد رئيس حزب الجيل الديمقراطي أن مشروعات قوانين انتخابات مجلس النواب والشيوخ وتقسيم الدوائر الانتخابية هي التي ارتضت بها الأغلبية، مشيرا إلى أن هناك تنسيق بين الحكومة والأغلبية البرلمانية بشأن تقديم مشروعات قوانين انتخابات مجلس النواب والشيوخ وتقسيم الدوائر الانتخابية، كما أن الأحزاب تمارس صلاحياتها في المجلس بتقديم مشروعات القوانين.

حزب المؤتمر: إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية يحقق العدالة في التمثيل البرلمانيالشيوخ يناقش تعديل قانون تقسيم الدوائر الانتخابية.. السبتجبالي يحيل مشروعات قوانين انتخابات النواب والشيوخ وتقسيم الدوائر للجنة التشريعيةكامل كامل: تقسيم الدوائر الانتخابية يضمن العدالة السياسية للناخب والمرشح

وأوضح ان التعديل الجوهري الذي كنا نطالب به هو إجراء الانتخابات بالقائمة النسبية وليست المطلقة ، مؤكدا أننا سنخوض الانتخابات تحت أي نظام انتخابي ، مشيرا إلى أن عدد المقاعد كافية جدا ، لأنه إذا زاد العدد قل الأداء.

واختتم: مستعدين للانتخابات البرلمانية القادمة ، وننتظر ماراثون الانتخابات لكي نقدم مرشحينا.

كان المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، إنه ورد إلى مجلس النواب مشروعا قانونين خاصين بالانتخابات النيابية، مقدّمان من أكثر من عُشر عدد الأعضاء. 

وقد تمت إحالة مشروع قانون تعديل بعض أحكام قانون مجلس النواب، والقانون رقم (١٧٤) لسنة ٢٠٢٠ بشأن تقسيم دوائر مجلس النواب، إلى لجنة الشئون الدستورية والتشريعية لدراسته فورًا.

كما أرسل مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون مجلس الشيوخ، الصادر بالقانون رقم (١٤١) لسنة ٢٠٢٠، إلى مجلس الشيوخ الموقر لإبداء الرأي فيه؛ تمهيدًا لعرض المشروعين على الجلسة العامة للمجلس في أقرب وقت ، جاء ذلك على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي اكس.

كان النائب أحمد عبدالجواد نائب رئيس حزب مستقبل وطن، وعضو مجلس الشيوخ، قد صرح بأن عدد من نواب حزب مستقبل وطن وأحزاب الشعب الجمهوري، حماة وطن، ومستقلين من تنسيقية شباب الأحزاب، تقدموا اليوم بمشروعي قانونين الأول بتعديل بعض أحكام قانون مجلس النواب الصادر بالقانون رقم ٤٦ لسنة ٢٠١٤ والقانون رقم ١٧٤ لسنة ٢٠٢٠ في شأن تقسيم دوائر انتخابات مجلس النواب، والثاني بتعديل بعض أحكام قانون مجلس الشيوخ الصادر بالقانون رقم ١٤١ لسنة ٢٠٢٠.

وأشار في بيان له، إلى أن هذه التعديلات تعد خطوة مهمة في مسيرة تحديث الإطار القانوني للعملية الانتخابية ولتطوير العمل البرلماني وفاعليته، مضيفاً أن مشروع قانون تعديل قانون تقسيم الدوائر الانتخابية لمجلس النواب أعاد توزيع تقسيم الدوائر المغلقة المطلقة في (٤) دوائر انتخابية بواقع (٤٠) مقعد بدائرتين و(١٠٢) مقعد بدائرتين أخرتين، بإجمالي (٢٨٤) مقعد لنظام القوائم.

وأضاف أمين عام حزب مستقبل وطن، أن مشروع قانون تعديل قانون مجلس الشيوخ أعاد توزيع مقاعد القوائم على أربع دوائر بواقع (١٣) مقعد لدائرتين و(٣٧) مقعد للدائرتين الأخرتين بإجمالي (١٠٠) مقعد لنظام القوائم.

وأشار “عبدالجواد” إلى أن مشروعي القانونين استندا إلى أحدث البيانات الإحصائية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والهيئة الوطنية للانتخابات لعام ٢٠٢٥ بما يضمن عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص السياسية بين المحافظات.

طباعة شارك ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي مشروعات قوانين انتخابات مجلس النواب والشيوخ تقسيم الدوائر الانتخابية انتخابات مجلسي النواب والشيوخ

مقالات مشابهة

  • رئيس حزب الجيل: سنخوض الانتخابات البرلمانية القادمة تحت أي مسمي
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى بمأرب إعلانا للجاهزية ونصرة لغزة
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى في حريب القراميش بمأرب إعلانا للجاهزية ونصرة لغزة
  • الكتائب: انتخابات بيروت تكرّس الشراكة الوطنية
  • نتائج انتخابات الهرمل صدرت... اطّلعوا عليها
  • قبائل الحديدة تحتشد خلف طوفان الأقصى.. وقفة مسلّحة ومسيرات راجلة تجسّد الوفاء لفلسطين
  • بيان من حزب الله بعد إنتخابات بيروت.. ورسالة إلى جمهور المقاومة
  • عن نتائج انتخابات بيروت... كلام مفاجئ من الحوت!
  • تقرير أمريكي: طوفان الأقصى استُخدم لنسف تطبيع الرياض وتل أبيب
  • قبائل كحلان عفار في حجة تؤكد الجاهزية لمواجهة تصعيد العدو الصهيوني