انتخابات الحكم المحلي بإسرائيل تنطلق تحت تداعيات طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
القدس المحتلة– بعد تأجيل متكرر تحت وطأة معركة "طوفان الأقصى"، فُتحت مراكز الاقتراع أبوابها، منذ الساعة السابعة صباح اليوم الثلاثاء، في إسرائيل لانتخابات المجالس المحلية، والتي تستمر حتى الساعة العاشرة مساء.
وبحسب بيانات وزارة الداخلية الإسرائيلية، فإن الانتخابات تجري في 197 بلدية ومجلسا قرويا و45 مجلسا إقليميا، بينها 13 بلدية و77 مجلسا عربيا، و4 مجالس إقليمية عربية في الداخل الفلسطيني، كما أن هناك 34 بلدة عربية ضمن مجالس إقليمية يهودية وبلديات مشتركة (يضم المجلس الإقليمي عدة تجمعات سكنية أو مجموعة مستوطنات).
واضطرت وزارة الداخلية الإسرائيلية إلى تأجيل انتخابات السلطات المحلية والبلديات التي كانت مقررة في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بسبب الحرب على غزة وتداعيات عملية طوفان الأقصى، والتصعيد على الجبهة الشمالية مع حزب الله.
وأُجلت الانتخابات للمرة الأولى إلى 30 يناير/كانون الثاني 2024، وفي ظل التصعيد الأمني رُحّل موعدها مرة أخرى إلى 27 فبراير/شباط الحالي.
وبسبب الحرب أيضا، قررت وزارة الداخلية تأجيل الانتخابات في 14 مجلسا إقليميا وسلطة محلية في مستوطنات "غلاف غزة"، وعلى طول الحدود مع لبنان بسبب إجلاء سكان البلدات، وذلك حتى أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ووفقا لبيانات لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، وصلت نسبة تصويت السكان العرب بالانتخابات المحلية الأخيرة عام 2018 إلى 84%، بينما وصلت النسبة لدى اليهود إلى 55%، في حين بلغ المعدل العام عربا ويهودا 59%.
ويحق لنحو 7 ملايين و190 ألفا التصويت في الانتخابات، بينهم 1.1 مليون من فلسطيني 48، ويبلغ عدد صناديق الاقتراع 12 ألفا، وتتنافس 3705 قوائم على رئاسة وعضوية البلديات والسلطات المحلية والمجالس الإقليمية.
وتعتبر هذه الانتخابات الأكثر تعقيدا في إسرائيل، حيث كان للوضع الأمني منذ أحداث "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تأثير كبير على النظام الانتخابي؛ وذلك بعد أن ردّت المحكمة العليا التماسا تقدم به عشرات المرشحين الذين طالبوا بتأجيل الانتخابات حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وأضرت التأجيلات والأوضاع الأمنية في قدرة المرشحين والمتنافسين على رئاسة وعضوية السلطات المحلية على استمرارية الدعاية الانتخابية، وحالت دون مناقشة وطرح القضايا المحلية الحارقة التي طغت عليها الحرب وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية وملف المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
لا مبالاة
ومع ذلك، يقول أفنير هوفشتاين الصحفي في موقع "زمان يسرائيل" إن "تأجيل الانتخابات 5 أشهر بسبب الحرب خلق حالة من عدم الاكتراث واللامبالاة لدى الإسرائيليين وأدخلهم في حال من السبات حيال القضايا البلدية، وتوقف السكان عن الاهتمام بمياه الصرف الصحي، أو الضرائب العقارية، أو تطوير الأعمال البلدية أو قيمة العقارات".
وغالبا ما ينظر إلى انتخابات السلطات المحلية حتى من قبل المتنافسين والمرشحين في جميع أنحاء البلاد، بحسب هوفشتاين، "على أنها أقل إثارة للاهتمام، وربما حتى مملة مقارنة بالانتخابات العامة للكنيست. وعليه، فإن معدل مشاركة الناخبين فيها منخفض أيضا ويصل 59% مقارنة بانتخابات الكنيست الأخيرة التي وصلت 70%.
وأوضح الصحفي الإسرائيلي أن السكان في "البلدات الإسرائيلية" يدفعون الثمن بسبب الحرب، حيث تعتبر السلطة المحلية ذات أهمية بالغة بالحياة اليومية للسكان، وبكل ما يتعلق بمدفوعات ضريبة الأملاك، والتعليم الذي يتلقاه الأطفال، والعناية بالبيئة، وتطور الأعمال التجارية، والخدمات الدينية والاجتماعية.
وتحت مظلة الحرب في غزة، يتابع هوفشتاين: "لن تكون هناك حتى معركة انتخابية في العديد من المدن والبلدات، وأكثر من 10 بلديات الساحة فيها فارغة وهناك مرشح واحد، بينما في 12 سلطة وبلدية يتنافس رؤساء بلديات يتم محاكمتهم بتهم فساد وخيانة الأمانة، ورغم ذلك حظوظهم بالبقاء على كرسي الرئاسة كبيرة جدا".
من جانبه، يقول الكاتب الإسرائيلي شالوم يروشالمي إن الأحزاب الحريدية وخاصة حزب "شاس" برئاسة أرييه درعي الذي يتحكم بوزارة الداخلية الإسرائيلية استغل ظروف الحرب وحالة اللامبالاة من قبل الإسرائيليين، ودفع نحو عدم تأجيل انتخابات الحكم المحلي حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بغية تعزيز مكانة حزبه بالعديد من البلدات اليهودية.
وأضاف يروشالمي في مقاله بالموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" أن الحكم المحلي بات في غاية الأهمية بالنسبة للكثير من الأحزاب وخاصة الدينية وأحزاب المستوطنين، إذ تشكل إدارة السلطة المحلية رافعة للحزب أو الحركة من أجل تعزيز حضورها في الكنيست ونفوذها في الائتلاف الحكومي.
وبحسب قراءة يروشالمي فإن رئيس حركة "شاس" أرييه درعي يتنافس على رئاسة حكومة السلطات المحلية، حيث يتطلع لتعزيز صفوف التيار الحريدي (المتدينون اليهود) -الذي لا يخدم بالجيش الإسرائيلي ولا يوجد أتباعه على جبهات القتال- في كبرى المدن الإسرائيلية إلى معاقل الحركات السياسية المنافسة مثل "عظمة يهودية" و"الصهيونية الدينية".
من وجهة نظر سيفان هيلا مراسلة الحكم المحلي والشؤون البرلمانية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن انتخابات السلطات المحلية بظل الحرب مختلفة تماما عن الجولات الانتخابية السابقة، حيث حضرت تداعياتها كالاهتمام بالنازحين والمحتجزين وعائلات جنود الاحتياط، في حين غابت قضايا السكان اليومية والخدماتية والتطوير بكافة مجالات الحياة.
وأوضحت هيلا أنه يمكن لسلطة بلدية قوية أن تنشط أيضا في حالة الطوارئ وتملأ الفراغ الذي تسببت به الوزارات الحكومية التي فشلت في القيام بمهامها خلال فترة الحرب، وهنا تكمن أهمية الحكم المحلي الذي يواجه الكثير من التحديات.
وتحت عنوان "اللامبالاة بالانتخابات البلدية قد تكلفنا غاليا"، كتبت المحامية يفعات سوليل، مقالا في الموقع الإلكتروني "سيحا ميكوميت"، مشيرة إلى أن غالبية الجمهور الإسرائيلي ليس لديهم الطاقة للانشغال بمواقف السيارات أو الأمور التعليمية، والاقتصاد بظل الحرب وفقدان الأمن الشخصي.
ولكن بقدر ما يبدو الأمر خياليا، تقول سوليل: "هناك خوف حقيقي من أننا سنستيقظ الأسبوع المقبل على واقع سياسي في الحكم المحلي أكثر قتامة من الواقع الحالي في ظل الجهود التي يبذلها الليكود والحريديم وأحزاب اليمين المتطرف لإخراج ناخبيهم من المنازل".
وأوضحت أنه ليس صدفة أن تجري الانتخابات للحكم المحلي رغم أن الحرب لا تزال مستمرة، مضيفة أن "الأحزاب اليمينية والحريدية تستغل حقيقة أن غالبية الجمهور الإسرائيلي مشتت ويعيش حالة لامبالاة وعدم الاكتراث بالتصويت، وذلك لمحاولة السيطرة على السلطات وزيادة قوتها في مفاصل الحكم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول السلطات المحلیة الحکم المحلی طوفان الأقصى بسبب الحرب
إقرأ أيضاً:
انتخابات مجلس الشيوخ .. تقدم 19 مرشحا لخوض الانتخابات في البحيرة
شهد اليوم الثالث من فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لعام 2025 بمحافظة البحيرة، تلقي 3 طلبات من مرشحين تقدموا بأوراقهم لخوض الانتخابات بمقر لجنة الانتخابات العامة ومقرها محكمة دمنهور الابتدائية، ليصبح عدد المتقدمين حتي 19 مرشحا.
وتقدم اليوم الإثنين، كلا من: " أحمد أبو الخير برجل، مركز كفر الدوار، جاسر فاروق، مركز كفر الدوار، مني شاكر خالد، مركز كوم حمادة".
انتخابات مجلس الشيوخويستمر تلقي الأوراق لمدة ستة أيام، لينتهي يوم الخميس الموافق 10 يوليو، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، بمحيط محكمة دمنهور الابتدائية.
يأتي هذا الإعلان تماشياً مع الجدول الزمني الذي أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات، حيث تُجرى انتخابات مجلس الشيوخ على مرحلة واحدة. ومن المقرر أن يتم التصويت للمصريين بالخارج يومي 1 و 2 أغسطس المقبل، بينما سيُجرى الاقتراع داخل مصر يومي 4 و 5 أغسطس.
وشهدت محكمة دمنهور الابتدائية، تلقى طلبات الترشح من 16
مرشحا لخوض انتخابات مجلس الشيوخ المقررة الشهر المقبل وفق اعلان الهيئة الوطنية للانتخابات، وهم كلامن:
السيد القفاص، عن حزب مستقبل وطن رمز المسدس ، محمد وجيه خالد عن حزب مستقبل وطن.
أحمد الفيشاوى عن مستقبل وطن.
الدكتور عمرو الشلمة عن حزب مستقبل وطن ، سامح صالح عن حزب حماة الوطن ، محمود يوسف لطيف عن حزب الجبهة الوطنية.
الدكتور أسامة العريان مستقل.
الدكتور بهلول لمنفي ، كمال الخضرجي ، صفاء عربي ، محمد السعيد المصرى وشهرته محمد المصرى أبو حمص حزب العدل رمز الحصان ، محمد علي حسن الفقي، مركز الدلنجات ، الدكتور محمد صلاح خليفة عن حزب النور مركز حوش عيسي ، شعبان جلال شعبان قضب مركز الدلنجات.
راجح الليثي متوكل راجح مركز أبو المطامير ، منشاوي غانم محمد جابر، رشيد ، أحمد أبو الخير برجل مركز كفر الدوار ، جاسر فاروق مركز كفر الدوار، مني شاكر خالد مركز كوم حمادة.
وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر الجدول الزمني التفصيلي لانتخابات مجلس الشيوخ "الغرفة الثانية للبرلمان" والذي يغطي جميع المراحل بدءًا من فتح باب الترشح وحتى إعلان النتائج النهائية.
مراحل الترشح والدعاية الانتخابية، حيث يبدأ تلقي وفحص طلبات المترشحين، السبت 5 يوليو الحالي ويستمر حتى الخميس 10 يوليو، من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، باستثناء اليوم الأخير حيث ينتهي العمل في تمام الثانية ظهرًا، ثم يتم إعلان ونشر أسماء المرشحين ورموزهم
وعقب ذلك تبدأ مرحلة الطعون، وستفصل محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في الطعون خلال الفترة من 14 إلى 16 يوليو، ثم يتم إعلان القائمة النهائية للمترشحين وبدء الدعاية الانتخابية: سيكون في 18 يوليو،و آخر موعد للتنازل عن الترشح: يوم الأحد 20 يوليو، وبدء فترة الصمت الانتخابي: في 31 يوليو.
يبدأ تصويت المصريين بالخارج: يومي الجمعة والسبت 1 و2 أغسطس المقبل، ثم التصويت داخل مصر: يومي الاثنين والثلاثاء 4 و5 أغسطس، ويتم إعلان النتيجة النهائية في الجريدة الرسمية يوم 12 أغسطس.