"ما أشبه الليلة بالبارحة".. لواء طيار سابق بالجيش المصري يذكر بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
وجه اللواء طيار أركان حرب السيد خضر رسالة لإسرائيل، بعد تصريحات مسؤوليها حول الأوضاع في مصر وما يحدث حاليا في رفح.
إقرأ المزيدوقال اللواء طيار أركان حرب السيد خضر في تصريحات لـRT، إن "تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تتشابه تماما مع ما كان يصدر عن القادة الإسرائيليين قبل حرب أكتوبر 1973 ووصفهم لجيشهم بالجيش الذي لا يقهر، حيث كانت تمثل قمة الصلف والغرور والذي سريعا ما تراجعوا عنه أمام الواقع المرير وضخامة الخسائر البشرية والمعدات وهو ما تشير إليه الوثائق التي نشرها الجيش المصري مؤخرا".
وأشار اللواء المصري إلى أن نشر وثائق وزارة الدفاع المصرية والخاصة بحرب أكتوبر يتواكب مع مرور 50 عاما على الانتصار وما تشهده المنطقة من تصعيد غير مسبوق في مختلف الجبهات بدءا بالحرب الإسرائيلية على غزة وما يمكن أن يسفر عنها من توسعة نطاق الحرب في حالة استمرار إسرائيل في عدوانها على القطاع لتحقيق أهدافها المعلنة والتي لم يتحقق منها شيء سوى التدمير والقتل ودفع الفلسطينيين للنزوح القصري نحو الأراضي المصرية.
وأكد أن هذا هو ما رفضته مصر منذ اليوم الأول للعدوان لما يمثله من تهديد للأمن القومي المصري وخرقا لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل والذي عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن التهجير القصري للفلسطينيين نحو سيناء هو خط أحمر وغير مسموح بتجاوزه.
وتابع: "هذه الوثائق هي أولا طمأنة للداخل المصري بأن الجيش الذي أحسن التخطيط الاستراتيجي لكل المراحل المختلفة والاستعداد للحرب وإدارتها قادر على حماية الأمن القومي المصري وجاهز لأي سيناريو مستقبلي، وثانيا هي للداخل الإسرائيلي وتقول "ما أشبه الليلة بالبارحة " وأن الجيش المصري يرصد ويراقب ما يحدث في الداخل الإسرائيلي بما فيها التحقيقات والخلافات بين القيادات السياسية والعسكرية وكذلك التوجهات المتطرفة داخل الحكومة والكنيست وما يتم نشره في الصحافة الإسرائيلية حول الأزمة الاقتصادية في مصر واستحالة إقدام المصريين على الدخول في مواجهة".
ونوه اللواء طيار السيد خضر بأنه كان على القوات المسلحة المصرية أن تذكرهم بأقوال قادتهم ووزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان لصحيفة "جيروزاليم بوست" في اليوم الخامس لمعركة السادس من أكتوبر: "خط بارليف كان مثل الجبن السويسري الهش فيه من الثقوب أكثر من السدود وأن الحرب كانت بمثابة زالزل تعرضت له إسرائيل وأن تقييمنا لمدى كفاءة العرب وقدراتهم سليما على الرغم من معرفتنا مقدما بطبيعة أسلحتهم وحجم قواتهم وبجسور الحرب التى أعدوها لعبور قناة السويس"، وكذلك تصريح ديفيد إلعازر رئيس الأركان الأسبق الذى أعترف بكفاءة الجندي المصري فقال عنه أنه "أكبر مفاجآت الحرب المصرية".
واختتم قائلا بأن الرسالة التي يجب أن تصل إلى إسرائيل هي "ما أشبة الليلة بالبارحة".
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google
إقرأ أيضاً:
تمدد المتشددين بالجيش السوداني بين النفي والواقع
في خضمّ الحرب المشتعلة في السودان وتزايد تعقيدات المشهدين السياسي والعسكري، يبرز ملف تغلغل التنظيمات المتشددة داخل الجيش السوداني كأحد أكثر الملفات إثارة للجدل، خصوصا بعد تصريحات قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، التي نفى فيها "أي وجود للإخوان المسلمين داخل المؤسسة العسكرية".
غير أنّ مؤشرات ميدانية، وشهادات قوى سياسية وشخصيات بحثية، تكشف رواية مغايرة تماما.
بين خطاب البرهان.. وحقائق الميدان
ظهر البرهان في مقابلة أخيرة نافيا أي حضور للإخوان في الجيش، ومؤكدا أن "كل من يثبت انتماؤه يتم استبعاده". لكنه، وفق مراقبين، قدّم روايتين متناقضتين: الأولى تؤكّد أن الشعب أسقط الإخوان في ثورة 2019، والثانية تنفي وجودهم التام في الحكومة والجيش رغم عودة رموز كثيرة عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021.
هذه المفارقة كانت محور النقاش في برنامج "الظهيرة" على سكاي نيوز عربية، بين الباحث في مركز الأهرام صلاح خليل، والكاتب والباحث السياسي شوقي عبد العظيم.
يرى خليل أن ما يوصف بعودة نفوذ الإسلاميين داخل الجيش هو في الغالب "فوبيا من سنوات حكم الإسلاميين السابقة"، مؤكدا أن المقاربة الواقعية تُظهر أمرا مختلفا.
وقال خليل: "إذا كان الجيش السوداني واقعا تحت هيمنة تيار الإسلام السياسي كما يقال، لما لجأت السلطة السابقة إلى تكوين ميليشيات الدعم السريع وانتزاع قانون لها عام 2017. تكوين هذه الميليشيات كان خوفا من أن يقوم الجيش بانقلاب ضد النظام".
ويضيف أن الإسلاميين، لو كانوا بهذه القوة، لكانوا استخدموا أدواتهم لقمع اعتصام القيادة عام 2019 والحفاظ على نظام البشير، مؤكدا: "الإسلاميون امتلكوا السلطة والجيش والميليشيات، ولو أرادوا البقاء لفعلوا ذلك بالقوة".
كما اتهم خليل بعض الأصوات السياسية والإعلامية بـ"شيطنة الجيش السوداني"، قائلا إن انتساب بعض الضباط السابقين للتيار الإسلامي لا يعني بالضرورة وجود سيطرة فعلية اليوم.
يقاتلون اليوم داخل الجيش باسم جديد
على الضفة الأخرى، قدّم شوقي عبد العظيم وجهة نظر أخرى، قائلا إن نفوذ الإسلاميين لم يغادر مؤسسات الدولة أصلا، بل عاد بقوة بعد أحداث أكتوبر 2021.
وأكد قائلا: "هناك وزراء إسلاميون حاليون، وشخصيات معروفة للجميع عادت للخدمة عقب انقلاب 25 أكتوبر. إعادة المفصولين الإسلاميين ثم مشاركتهم المباشرة في الحرب دليل واضح على أن نفوذهم مؤثر وحقيقي".
وفيما يتعلق بالميليشيات، قال إن الدعم السريع نفسها: "كانت جزءا من مشروع الحركة الإسلامية لحماية سلطتها بجيش مواز".
وأضاف: "كتائب البنيان المرصوص والبراء بن مالك والمجاهدين.. كلها تقاتل اليوم ضمن ما يسمى المقاومة الشعبية، وهم أنفسهم عناصر الإسلاميين القديمة".
وكشف عبد العظيم عن اعترافات لقيادات عسكرية سابقة حول تلقي توجيهات من رموز إسلامية شهيرة خلال الفترة الانتقالية، مؤكدا: "الإسلاميون يقاتلون الآن داخل الجيش ليس دفاعا عنه، بل سعيا للعودة إلى السلطة عبر الحرب".
لماذا ينفي البرهان؟
يعتقد محللون أن البرهان يوجّه رسائل متعددة: للداخل السوداني: بأنه لا يسمح بعودة الإسلاميين وأن الجيش "حائط صد" ضد التطرف.
للعواصم الغربية والعربية: بأن المؤسسة العسكرية "غير أيديولوجية" ويمكن التعامل معها.
للوسطاء الدوليين: بأن أي مفاوضات سياسية يجب أن تُسبق بحسم عسكري.
لكن الوقائع على الأرض، بحسب مراقبين، تجعل من هذه السردية أقل تماسكا، خصوصا مع عودة ضباط معروفين بانتمائهم للحركة الإسلامية، وسط توسع قوات الاستنفار الشعبي ذات الخلفيات الجهادية.
الخطورة.. بين الحرب والتمكين
يختم عبد العظيم بأن أخطر ما يواجه السودان اليوم هو عودة التنظيمات المتشددة إلى الواجهة عبر بوابة الجيش، مؤكدا: "الحرب أصبحت منصة الإسلاميين للعودة إلى الحكم، وكل يوم تطول فيه الحرب يزداد نفوذهم".
أما خليل فيرى أن الحديث عن تغلغل الإسلاميين داخل الجيش هو جزء من "سردية سياسية تهدف إلى شيطنة المؤسسة العسكرية في لحظة مصيرية".