المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: لا يمكن السكوت عن التجويع المتعمد للشعب الفلسطيني.. وعلى المجتمع الدولي التصدي للمسألة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
اعتبر الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من تجويع متعمد ليس في شمال غزة فحسب بل في القطاع بشكل عام، كارثة حقيقية لا يمكن السكوت عنها، مشيرا إلى ضرورة وقوف المجتمع الدولي بشكل واضح ضد هذه المسألة.
وأوضح الدكتور الأنصاري، في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية، أن ما نراه على شاشات التلفزيون يعكس الحالة الإنسانية المريرة والوضع الكارثي في شمال غزة مع وجود أكثر من 300 ألف إنسان بدون غذاء أو دواء أو ماء أو كهرباء أو أي شكل من أشكال الحياة الإنسانية الطبيعية، منبها إلى أن أي مساعدات تقدم لقطاع غزة تعد جزءا بسيطا جدا مما يحتاجه سكان القطاع، فهناك مليونان ونصف المليون نسمة يعيشون في غياب كامل للخدمات الصحية وخدمات الطوارئ، منهم أكثر من مليون شخص يعيشون في خيام جنوب القطاع، وهذه الأعداد والاحتياجات الإنسانية لا يمكن تخيلها في أي عملية إدخال مساعدات، فكيف الحال إذا كانت هذه المساعدات محددة ومشروطة؟.
وشدد على ضرورة إدخال المساعدات بشكل مفتوح وبلا قيود، وهو ما تؤكد عليه دولة قطر دائما، معربا عن تقديره لجهود جميع الدول والشركاء الإقليميين والدوليين في إطار إيصال المساعدات للأشقاء في غزة.
ولفت المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن الجسر الجوي الذي بدأته قطر لمدينة العريش المصرية لإيصال المساعدات للداخل في غزة وصل لأكثر من 80 طائرة، وأن التحديات حول دخول هذه المساعدات كبيرة ومستمرة، مبينا أن التقارير تتحدث عن انخفاض ملحوظ في العمل الإغاثي وإدخال المساعدات، وكل ذلك يؤدي لتدهور الوضع الإنساني أكثر وأكثر، ومشددا على ضرورة وقوف المجتمع الدولي بشكل جاد ضد هذا الانتهاك الواضح للقانون الدولي والتعامل معه بطريقة واضحة، حيث قال في هذا السياق "فحتى الآن لم نر ضغطا حقيقيا من المجتمع الدولي للسماح بدخول المساعدات بشكل كامل وبدون شروط".
وعن جهود الوساطة الجارية حاليا، أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري سعي دولة قطر، بالتعاون مع شركائها، إلى وقف القتال قبل شهر رمضان المبارك، مشددا على أن الضغط مستمر للوصول إلى اتفاق.
وقال "نطمح أن نصل إليه قريبا ونعلن عنه قبل الشهر الكريم" لكن الوضع على الأرض به العديد من المعوقات والكثير من المشاكل، معبرا عن تفاؤله بجهود الوساطة واستمرار الحديث بين الأطراف وتبادل الأفكار، مشيرا إلى أن أي تطور في هذا الجانب سيتم الإعلان عنه فور التوصل إليه.
وتابع الدكتور الأنصاري "من المؤلم أن يكون إدخال المساعدات الإنسانية من الأمور المطروحة على طاولة المفاوضات، فقد قلنا مرارا وتكرارا إن الجانب الإنساني لا يجب أن يكون جزءا من المفاوضات فما يحدث في القطاع مخالفة حقيقية للقانون الدولي وانتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تتعلق بتجنيب المدنيين ويلات الحروب، وبالتالي من المؤلم أن يكون ذلك جزءا من المفاوضات أو جهود الوساطة، لكن على كل حال فإن هذه المسألة الإنسانية بكل تفاصيلها جزء من جهود الوساطة الحالية".
كما استعرض الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية جهود الوزارة ومسؤوليها ولقاءاتهم واجتماعاتهم ومشاركاتهم في الفعاليات الإقليمية والدولية، ومنها ترؤس معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، السبت المقبل الجانب القطري في اجتماع اللجنة العليا المشتركة القطرية - المصرية، ويترأس الجانب المصري سعادة السيد سامح شكري وزير الخارجية بجمهورية مصر العربية الشقيقة، مشيرا إلى أن اللجنة تم تشكيلها عام 2022 برئاسة وزيري خارجية البلدين بهدف التشاور المستمر وتعزيز التعاون والتنسيق في مختلف الملفات.
وأوضح أنه بصفة دولة قطر الرئيس الحالي للدورة الـ44 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يترأس معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اجتماع الدورة العادية الـ159 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي يوم الأحد المقبل في مدينة الرياض، حيث سيلقي معاليه الكلمة الافتتاحية بصفته رئيس الدورة، كما ستعقد يوم الأحد المقبل في الرياض الاجتماعات الوزارية المشتركة بين دول المجلس وكل من المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، وسيترأس معاليه هذه الاجتماعات باعتباره رئيسا لوفد دولة قطر رئيس هذه الدورة.
وأضاف أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية سيغادر يوم الإثنين المقبل متجها إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ليترأس وفد دولة قطر في افتتاح الدورة السادسة للحوار الاستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية، حيث سيترأس معاليه وفد الدولة الذي يضم عددا كبيرا من المسؤولين، مبينا أن هذا الحوار تأسس عام 2018 بهدف التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الصحة والمساعدات الإنسانية والتنمية الدولية وحقوق الإنسان والتعاون الإقليمي وتغير المناخ والتجارة والاستثمار والثقافة والتعليم، إضافة إلى استمرار التعاون الاستراتيجي الوثيق في الملفات المختلفة.
ولفت إلى تضمن الحوار هذا العام العديد من الجلسات في مجالات جديدة منها: التعاون الدولي والاقتصاد ومكافحة الإرهاب والأمن وإنفاذ القانون والدفاع والرياضة والتخطيط الاستراتيجي والشؤون القنصلية وحقوق الإنسان والعمالة والاتصال الاستراتيجي والتكنولوجيا الناشئة والمساعدات الإنسانية، وسيلتقي معاليه بعدد من المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي.
وذكر بنشاط سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، خلال الأسبوع الماضي، ومشاركة سعادتها في الجلسة الـ55 لمجلس حقوق الإنسان، وتطلعها لإعادة انتخاب قطر لعضوية المجلس للفترة من 2025 إلى 2027، وكذلك مشاركتها في الجزء رفيع المستوى لمؤتمر نزع السلاح في جنيف وفي الحدث الجانبي الوزاري رفيع المستوى حول "حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة - الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني"، ولقاءات سعادتها على هامش هذه الاجتماعات مع عدد من المسؤولين العرب والأوروبيين، منوها إلى أنها ستغادر من جنيف إلى الجمهورية التركية للمشاركة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي يعقد في الفترة من 1 إلى 3 مارس المقبل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية
إقرأ أيضاً:
أستاذ قانون دولي: إغلاق المجال الجوي الفنزويلي خطوة حرب واضحة.. وعلى المجتمع الدولي التدخل فورا
في تصعيد جديد يهدد بإشعال التوتر في أمريكا اللاتينية، أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إغلاق المجال الجوي الفنزويلي موجة واسعة من الجدل الدولي، وسط تحذيرات من أن الخطوة قد تمثل عملاً عدائياً صريحاً يفتح الباب أمام مواجهة عسكرية غير مسبوقة بين واشنطن وكاراكاس.
وفي الوقت الذي تتابع فيه العواصم العالمية تداعيات القرار بقلق بالغ، يبرز سؤال محوري حول مدى توافق هذا الإجراء مع قواعد القانون الدولي، وما إذا كان يمهد لمرحلة أخطر من الضغوط الأمريكية المتصاعدة على فنزويلا.
وفي هذا السياق، يرى عدد من خبراء القانون الدولي أن القرار الأمريكي قد يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، بما يحمله من تبعات قانونية وسياسية قد تغير ملامح المشهد الإقليمي.
ويؤكد الدكتور محمد محمود مهران، أن الوضع بات يقترب من “مرحلة إنذار بحرب”، محذراً من خطورة تطور الأزمة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لاحتوائها سريعاً.
حذر الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" من أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إغلاق المجال الجوي الفنزويلي يمثل عدوانا صريحا على سيادة دولة مستقلة وينذر باحتمال اندلاع حرب في أمريكا اللاتينية مؤكدا أن القرار ينتهك القانون الدولي بشكل فاضح ويستدعي إدانة دولية فورية.
وأكد الدكتور مهران أن احتمال اندلاع حرب أمريكية فنزويلية بات قائما بقوة، موضحا أن إغلاق المجال الجوي لدولة ذات سيادة يعتبر عملا عدائيا صريحا يمنح الطرف المستهدف حق الدفاع الشرعي بموجب القانون الدولي وأن فنزويلا قد ترد عسكريا مما يفتح الباب لتصعيد عسكري خطير.
وأشار مهران إلى أن إدارة ترامب تتبع سيناريو الحرب الكلاسيكي، مؤكدا أن البداية دائما بعقوبات اقتصادية ثم حصار جوي وبحري ثم تصعيد إعلامي ثم دعم انقلاب داخلي وأخيرا تدخل عسكري مباشر وأن فنزويلا تمر الآن بالمرحلة الثانية الخطيرة.
وأكد ان القانون الدولي يري ان القرار الأمريكي انتهاك صارخ للسيادة الوطنية، موضحا أن اتفاقية شيكاغو للطيران المدني 1944 تنص صراحة على أن لكل دولة سيادة كاملة ومطلقة على المجال الجوي فوق إقليمها وأن أي تدخل من دولة أخرى يشكل عدوانا محرما.
ولفت أستاذ القانون الدولي إلى أن ميثاق الأمم المتحدة يحظر استخدام القوة أو التهديد بها مؤكدا أن المادة الثانية من الميثاق واضحة في حظر اللجوء للقوة في العلاقات الدولية إلا في حالتي الدفاع الشرعي أو بقرار من مجلس الأمن وأن القرار الأمريكي ينتهك هذا الحظر الأساسي.
وأوضح أن الحصار الجوي يعتبر عملا حربيا بموجب القانون الدولي الإنساني، مؤكدا أن القانون الدولي يساوي الحصار الجوي بالحصار البحري أو البري ويعتبره عملا عدائيا يبرر الرد العسكري من الطرف المستهدف.
ودعا الدكتور مهران مجلس الأمن لموقف عاجل وحازم مؤكدا ضرورة إدانة فورية للقرار الأمريكي وإلزام واشنطن باحترام السيادة الفنزويلية ومنع أي عدوان عسكري أمريكي على فنزويلا محذرا من أن الصمت الدولي سيشجع أمريكا على شن حرب كاملة قد تشعل المنطقة بأسرها.
وشدد على أن احترام السيادة الوطنية حجر الزاوية في القانون الدولي محذرا من أن عودة الإمبريالية الأمريكية العسكرية تهدد السلم العالمي.