الدويري: حزب الله لجأ لتكثيف ناري وليس لتصعيد نوعي ردا على غارات إسرائيل
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
يتواصل التصعيد المتبادل بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني الذي استهدف قاعدة ميرون الإسرائيلية للمراقبة الجوية في جبل الجرمق بالجليل الأعلى، في وقت لا تزال معارك حي الزيتون الأبرز في قطاع غزة.
وفي هذا الإطار يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن تصعيد حزب الله لا يزال منضبطا، وإنه يعمد إلى إرسال رسائل مفادها أنه قادر على فعل المزيد، حيث يرتكز في ذلك على حسابات دقيقة.
ويوضح الدويري -خلال حديثه للجزيرة- أن حزب الله استخدم في قصفه الأخير صواريخ "كاتيوشا 122" التي يتراوح مداها بين 18 و20 كيلومترا، كاشفا أن الحزب لديه صواريخ دقيقة بأنواع ومديات وحمولات مختلفة، استخدم منها صاروخا واحدا من أصل 50، وفق تقارير صحفية.
ويلفت إلى أن حزب الله لجأ للتكثيف الناري بعشرات الصواريخ، وليس تصعيدا نوعيا، مبينا أن لديه ما بين 100 إلى 150 ألف صاروخ بأنواع ومديات مختلفة تطال بعضها إيلات أقصى جنوب إسرائيل.
وبشأن قصف إسرائيل موقعا قريبا من مدينة بعلبك اللبنانية، قال الدويري إن طبيعة الحدث ليس كما نشر الاحتلال، "فالهدف عادي وليس دسما، لذلك كان تصعيد حزب الله منضبطا".
ومع ذلك، يؤكد الخبير الإستراتيجي أن الجانبين السياسي والعسكري في إسرائيل لديهما شهية مفتوحة لتوسيع التصعيد في لبنان ورفع سقف قواعد الاشتباك خاصة مع تأكيد قادة تل أبيب على وجوب تنفيذ القرار الأممي "1701"، مضيفا أن الاحتلال سيبقى متحفزا لضربات انتقائية ضد قادة حزب الله العسكريين.
وإلى قطاع غزة، يوضح الدويري أن معركة حي الزيتون شرقي مدينة غزة هي المعركة الرئيسية والجبهة رقم "1" حاليا، إذ تقاتل الفرقة 162 الإسرائيلية -التي قوامها لواءان مدعمان بسلاح الجو وكتائب النخبة- لليوم الرابع ولم تستطع الدخول للعمق أو التثبت.
وأضاف أن بقية المعارك في القطاع تتراوح بين معارك وقصف، رغم إشارته إلى أن عبسان الجديدة شرقي خان يونس جنوبا عادت إلى الواجهة بعمليات انتقائية وبدخول محدود للاحتلال، بسبب طبيعة المنطقة وشبكة الأنفاق اللتين تساعدان المقاومة على عمليات الاستدراج والتقتيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
غارات إسرائيلية على النبطية: شهيدة و20 جريحاً وسط تصعيد خطير جنوب لبنان
استشهدت امرأة وأُصيب ما لا يقل عن 20 شخصاً، بينهم سبعة بجروح متفاوتة، في غارات شنّها الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة على مدينة النبطية جنوب لبنان، في تصعيد عسكري جديد يُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت وزارة الصحة اللبنانية أن غارة استهدفت شقة سكنية في محيط دار المعلمين بمدينة النبطية، وأسفرت عن استشهاد امرأة وإصابة 13 آخرين، فيما أُصيب سبعة آخرون في غارات لاحقة على محيط المدينة وبلدة النبطية الفوقا.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال استهدفت الشقة بشكل مباشر، في حين نفذت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية على مناطق مأهولة بالسكان في الجنوب.
وأدان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام الاعتداءات الإسرائيلية، واصفاً إياها بأنها "انتهاك صارخ لترتيبات وقف الأعمال العدائية" وتهديد مباشر للاستقرار في جنوب البلاد.
وفي تحرك دبلوماسي عاجل، وجهت وزارة الخارجية اللبنانية رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعت فيها إلى تجديد ولاية قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" لعام إضافي، في محاولة لاحتواء التصعيد وحماية المدنيين.
بدوره، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري، لوقف "الاعتداءات الإسرائيلية التي تقوّض الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تثبيت التهدئة"، متهماً الاحتلال بتجاهل كل الدعوات لخفض التصعيد.
في المقابل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الغارات استهدفت موقعاً كان يُستخدم في السابق لإدارة أنظمة النيران والدفاع الجوي التابعة لحزب الله، متهماً الحزب بمحاولة إعادة تأهيل الموقع في منطقة جبل شقيف جنوب لبنان، وهو ما اعتبره "خرقاً للتفاهمات".
وأضاف بيان جيش الاحتلال أن الموقع المستهدف جزء من مشروع بنى تحتية عسكرية لحزب الله "أُخرج من الخدمة سابقاً"، مشيراً إلى أنه تم رصد أعمال صيانة ومحاولات لإعادة تفعيله.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر منذ العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على لبنان، الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحوّل إلى حرب شاملة في سبتمبر/أيلول 2024، مخلفاً أكثر من 4 آلاف شهيد وقرابة 17 ألف جريح، بحسب إحصاءات رسمية.
ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، سجلت الجهات المعنية أكثر من 3000 خرق إسرائيلي، أسفرت عن استشهاد 223 مدنياً وإصابة 509 آخرين.
وفي تحدٍّ واضح للاتفاق، ما يزال جيش الاحتلال يحتفظ بخمس تلال استراتيجية في الجنوب اللبناني، كان قد سيطر عليها خلال العدوان الأخير، رغم الانسحاب الجزئي الذي نفّذه في بعض المناطق الحدودية.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن