واشنطن"طهران"وكالات": شيعت ايران اليوم في جنازة رسمية ستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قتلوا في ضربات إسرائيلية خلال حرب الاثني عشر يوما بين البلدين،وذلك في اليوم الخامس لوقف إطلاق نار مستمرا في ظل تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمهاجمة الجمهورية الاسلامية مجددا.

وأعلن التلفزيون الرسمي مشاهد لحشود تجمعت في وسط طهران للمشاركة في جنازة "شهداء الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني".

وظهرت في المشاهد نعوش ملفوفة بالعلم الإيراني وعليها صور القادة القتلى باللباس العسكري.

وانطلق الموكب من ساحة"الثورة" وسط طهران متوجها إلى ساحة آزادي ("الحرية") التي تبعد 11 كلم ويتوسطها برج ضخم يعد من أبرز معالم العاصمة.

وشارك الرئيس مسعود بزشكيان في المراسم، وقائد فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل قاآني.كما ظهر على شمخاني أحد مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وهو يمسك عصا بعدما أصيب في ضربة إسرائيلية.

وتجمع آلاف الإيرانيين في الشوارع حاملين أعلام الجمهورية الإسلامية ولافتات كتب على بعضها "بوم بوم تل أبيب"، في إشارة إلى الصواريخ التي أطلقتها طهران على إسرائيل ردا على ضرباتها.

وأسفرت الضربات الأولى الاسرائيلية عن مقتل قادة عسكريين أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي وأمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس المسؤولة عن المسيّرات والقدرات الصاروخية.

وقتلت مع باقري زوجته وابنته فرشته الصحافية في وسيلة إعلام إيرانية.

وتضم قائمة التشييع ما لا يقل عن 30 من الضباط الكبار. ومن بين العلماء النوويين، سيتم تشييع محمد مهندي طهرانجي وزوجته.وبين القتلى الستين الذين ستقام مراسم تشييعهم اليوم، أربع نساء وأربعة أطفال.

وأسفرت الضربات الإسرائيلية على إيران عن مقتل 627 شخصا على الأقل، بحسب حصيلة لوزارة الصحة تقتصر على الضحايا المدنيين.وفي إسرائيل، قتل 28 شخصا جراء الضربات الإيرانية وفق أرقام رسمية.

من جهة أخرى نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقارير إعلامية ذكرت أن إدارته بحثت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لتوليد الطاقة.

وكانت شبكة (سي.إن.إن) وشبكة (إن.بي.سي نيوز) قد ذكرتا، نقلا عن مصادر، يومي الخميس والجمعة على الترتيب أن إدارة ترامب ناقشت في الأيام القليلة الماضية إمكانية تقديم حوافز اقتصادية لإيران مقابل وقف حكومتها تخصيب اليورانيوم.ونقلت (سي.إن.إن) عن مسؤولين قولهم إنه تم طرح عدة مقترحات لكنها كانت أولية.

وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال مساء اليوم "من هو الكاذب في إعلام الأخبار الزائفة الذي يقول إن ’الرئيس ترامب يريد أن يعطي إيران 30 مليار دولار لبناء منشآت نووية غير عسكرية‘. لم أسمع يوما عن هذه الفكرة السخيفة"، واصفا التقارير بأنها "خدعة".

في غضون ذلك دان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم التصريحات التي اعتبرها "مهينة وغير مقبولة" للرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي زعم فيها أنه أنقذ المرشد الأعلى آيه الله علي خامنئي من "موت قبيح ومخز".وكتب عراقجي على حسابه على منصة اكس "إذا كانت لدى الرئيس ترامب رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يضع جانبا نبرته المهينة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى في إيران، وأن يكف عن إيذاء الملايين من مؤيديه".

وقال "الشعب الإيراني القوي الذي أظهر للعالم أنه لم يكن أمام النظام الإسرائيلي خيار سوى اللجوء إلى "بابا" لتجنب أن يسوى بالأرض بصواريخنا، لا يتقبل التهديدات والإهانات".

وأضاف عراقجي "حسن النية يولد حسن النية والاحترام يولد الاحترام".

وفي رسالة مطولة ولاذعة على منصته "تروث سوشال"، انتقد الرئيس الأميركي طهران اليوم لادعائها النصر في الحرب مع اسرائيل التي استمرت 12 يوما، معلنا أنه سيوقف جميع الجهود لرفع العقوبات عنها.

كما اتهم ترامب المرشد الأعلى الإيراني بنكران الجميل لتقليله من شأن الضربات الأمريكية التي استهدفت المواقع النووية لبلاده ولقوله إن إيران هزمت إسرائيل ووجهت لواشنطن "صفعة قاسية".

وقال ترامب "كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأمريكية التي تعد الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته"، معتبرا أنه أنقده من "موت قبيح ومخز".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرشد الأعلى

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟

تساءلت صحيفة واشنطن بوست أي الأوصاف "مدمر أو منهك أو غير منقوص" أنسب لوصف حالة البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأميركية؟ مشيرة إلى أن الجواب عن هذا السؤال الذي أزعج واشنطن طيلة الأسبوع الماضي هو الذي سيحدد نتيجة الصراع مع إيران.

وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الضربة الأميركية إذا كانت "قضت" على البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كما يصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فستكون الولايات المتحدة قد أثبتت قدرتها على تدمير قدرة إيران على إنتاج الأسلحة النووية متى شاءت، وعليه تبقى الدبلوماسية ضرورية حتى لا تضطر واشنطن لقصف إيران بانتظام لمنعها من إعادة بناء برنامجها النووي، وذلك ما يفرض على طهران أن تقبل بتنازلات، وربما بالتخلي عن طموحاتها النووية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة إسرائيلية تكشف عن انهيار صفقة سرية لإنهاء محاكمة نتنياهوlist 2 of 2صحيفة إسرائيلية: تاريخ ترامب الطويل في تسريب المعلومات السريةend of list

أما إذا لم تسفر الضربة الأميركية عن تدمير كامل، فقد تشعر إيران بقدرتها على الدفاع عن برنامجها النووي في وجه القوة النارية الأميركية الساحقة، وبالتالي سيحدد حجم الضرر مدى قدرة طهران على مقاومة المحاولات الأميركية، وفي هذه الحالة أيضا تكون الدبلوماسية ضرورية، وستكون المفاوضات أكثر صعوبة بالنسبة لترامب.

عمال يحركون قضيب الوقود في مصنع تصنيع الوقود في منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان (رويترز)

ولكن الحقائق غير واضحة في الوقت الحالي -كما تقول الصحيفة- وتقرير وكالة استخبارات الدفاع المسرب يشير إلى أن الضربة الأميركية أعاقت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، ولذلك فإن إيران تستطيع العودة إلى تخصيب المزيد من الوقود النووي، إضافة إلى مخزونها الذي يرجح أنه نقل إلى مكان آمن، حتى لو كانت أجهزة الطرد المركزي قد دمرت، لأنه لا يمكن محو الخبرة التقنية التي تراكمت لدى طهران على مدى عقود.

ضرورة استئناف المحادثات

ومع أن ترامب يبدو مستعدا لإعادة التواصل مع إيران دبلوماسيا، فإن إيران ترفض التفاوض مع واشنطن حتى الآن، وقد أقر نوابها مشروع قانون لتعليق التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد لا تكون في عجلة من أمرها للعودة إلى المحادثات، في انتظار أن تتعافى من أسبوعين من الغارات الجوية القاسية التي قضت على قيادتها العسكرية وألحقت أضرارا بالغة ببنيتها التحتية للطاقة.

ورأت الصحيفة أن استئناف المحادثات ضروري، وخاصة إذا لم تكن الولايات المتحدة قد دمرت القدرة النووية الإيرانية، وسيكون من الحكمة أن يقدم ترامب حوافز مع احتفاظه بخيار المزيد من العمل العسكري، وأن يبقي الهدف مركزا على كبح طموحات إيران النووية بدلا من توسيع نطاق الأهداف لدرجة تجعل المفاوضات أكثر صعوبة.

منشآت نووية إيرانية تعمل بالماء الثقيل قرب مدينة آراك على بعد 250 كيلومترا جنوب غرب طهران (أسوشيتد برس)

وإذا كانت إيران مصرة على مواصلة برنامجها النووي المدني كما تقول، فيجب -حسب الصحيفة- تحقيق ذلك مع شركاء دوليين تحت رقابة صارمة وعمليات تفتيش دقيقة وقيود على مستوى اليورانيوم المخصب المسموح لها بامتلاكه، مع ضرورة إجبارها على الكشف عما هو مخفي والتخلي عنه، مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات التي شلت اقتصادها، ووعد باستعادة مليارات الدولارات من أصولها المجمدة في جميع أنحاء العالم.

إعلان

وفي غياب حل دبلوماسي، فإن السيناريو الأفضل -حسب واشنطن بوست- هو أن تمارس الولايات المتحدة وإسرائيل لعبة "ضرب الخلد" على الأمد الطويل، في محاولة مستمرة للعثور على المواقع النووية المشتبه بها وتدميرها، علما أن إيران، بعد أن تعرضت للإذلال، ستبتكر طرقا أكثر إبداعا لإخفاء وحماية برنامجها النووي.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الأمريكي ينفي إخفاء إيران لليورانيوم المخصب قبل الضربة
  • بالصور.. عشرات الآلاف يشيعون القادة العسكريين والعلماء النوويين ضحايا العدوان الإسرائيلي على إيران
  • إيران تشيع قتلاها العسكريين والنوويين وسط هشاشة وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • إيران تعلن بدء مراسم تشييع 60 من كبار قادتها وعلمائها
  • إيران تشيع 60 من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين
  • واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟
  • شاهد|مراسم كبيرة.. إيران تشيع قادة الجيش والعلماء الذين استشهدوا في غارات إسرائيلية
  • إيران تشيع قادة عسكريين وعلماء نوويين استشهدوا في الحرب مع إسرائيل
  • الرئيس الأمريكي ينتقد كلمة المرشد الإيراني حول إنتصار طهران