مزارع يمنية تتنفس الحياة مجدداً بعد تطهيرها من الألغام الحوثية
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
عادت الحياة إلى عدد كبير من الأراضي الزراعية في الساحل الغربي ومحافظات مأرب وشبوة وتعز، والتي كانت تُعدّ من أكثر المناطق تضرراً بالألغام في اليمن، حيث حولت علب الموت المتفجرة هذه المناطق الخضراء إلى ساحات للموت والخوف، وقد استوطنها القحط لسنوات عدة بعد أن فرضت عليها الألغام سياسة الأرض المحروقة.
وبعد سنوات عدة، تدخل مدد مشروع مسام الإنساني في تلك الأراضي الزراعية، وأعاد ضخ دماء الحياة فيها مجدداً وجعلها تستعيد إلى حد كبير ألق لونها الأخضر المفعم بالحياة، وقد مكنت جهود المشروع من تأمين 54 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية خلال ست سنوات من العمل الإنساني المتواصل.
وبحسب تقرير مسام، فإن 60% من تلك المساحة، تعتبر مساحات خضراء (مزارع) كانت مصدر دخل أساسي لآلاف الأسر اليمنية، مما يجعل من مهمة إنقاذ هذه الأراضي الخصبة من الألغام على يد مشروع مسام، في غاية الحيوية ليس فقط على المستوى البيئي، وإنما على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
ففي محافظة شبوة تمكنت فرق مسام الهندسية من تأمين مزارع آل السعدي وآل دبوه وهجر كحلان وبيت متاش وآل الأحمر والحمى والمزراب السليم والنقوب وسقى القشوع.
وفي محافظة مأرب، وبالتحديد في مديرية حريب غربي المحافظة، فقد حرر مسام من قيد الألغام كلاً من مزارع منطقة الصاد وآل عوض وعلي بن أحمد، ومنطقة الهيشه وآل مهدي، ومنطقة الحلوة، وتمكن في مديرية زغوان من تأمين مزارع وادي اسداس، وفي مديرية الوادي تمكن من تطهير مزارع منطقة ومناطق المنين والسد.
أما في محافظة الحديدة، فقد أمن المشروع 41 مزرعة في مديريتي الخوخة وحيس من أصل 120 مزرعة ملوثة بالألغام، ومنها 4 مزارع في وادي الأكبر، ومزرعتان في بني زهير، ومثلهما في منطقة الربيع، ومزرعة في منطقة الشعب، وأخرى في بني ناجي، و3 مزارع في منطقة بني قروش، ومزرعتان في منطقة الحنجلة، ومزرعة في منطقة بني سالم، و3 مزارع في منطقة الحصيب، و5 مزارع في منطقة ضمي، و3 مزارع في الحلة.
وفي محافظة تعز، أمّن مشروع مسام 52% من الأراضي الزراعية الملوثة بالألغام في 18 مديرية، منها مديرية الوازعيه “أكبر معدل إنجاز في تطهير الأراضي الزراعية”، ومديرية المخا، “ثاني أكبر معدل إنجاز”، ومديرية موزع “ثالث أكبر معدل إنجاز”، ومديرية جبل حبشي “رابع أكبر معدل إنجاز”.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع مسام تمكن منذ انطلاق المشروع منتصف العام 2018م، وحتى 23 فبراير 2024م، من تطهير مساحة 54,606,534 مترًا مربعًا من الأراضي، تمكن فيها من نزع وتدمير 433333 لغماً حوثياً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة في المناطق اليمنية المحررة، وشملت تلك 6,466 لغمًا مضادًا للأفراد، و143,512 لغمًا مضادًا للدبابات، و275,354 ذخيرة غير منفجرة، و8,001 عبوة ناسفة بدائية الصنع.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الأراضی الزراعیة من الأراضی مشروع مسام فی محافظة فی منطقة مزارع فی
إقرأ أيضاً:
بن حبتور: عدن يمنية الهوية وما يجري في المحافظات المحتلة مسرحية لتقاسم النفوذ السعودي الإماراتي
الثورة نت/ يحيى الرازحي
في قراءتين سياسيتين متكاملتين لمشهد المحافظات الجنوبية والشرقية، قدّم عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبد العزيز بن حبتور، عبر حلقتين متتاليتين بثتهما قناة عدن الفضائية، رؤية شاملة لما وصفه بـ«مشروع الاحتلال وتقاسم النفوذ» الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن، مؤكداً أن ما يجري على الأرض لم يعد خافياً على أحد.
وأكد بن حبتور أن مدينة عدن تمثل جزءاً أصيلاً من اليمن، بهويتها وتاريخها وثقافتها ومكانتها الاقتصادية والتجارية، مشيراً إلى أن إخضاعها بالقوة العسكرية عام 2015 شكّل نقطة تحول خطيرة في مسار الأحداث، وكشف أن المدينة تعرّضت في السابع والعشرين من رمضان 2015 لاحتلال مباشر نفذته قوات سعودية وإماراتية وخليجية، بمشاركة آلاف المقاتلين ومئات المدرعات والأسلحة المتنوعة.
وأوضح أنه تولى منصب محافظ عدن في مرحلة بالغة الحساسية، شهدت تدخلاً خارجياً واسعاً في الشأن الداخلي، مبيناً أنه تم اتخاذ قرار رسمي آنذاك بتحييد المدينة عن الصراع القائم بين أطراف سياسية متنازعة، حفاظاً على أمنها واستقرارها.
وفي سياق متصل، اوضح بن حبتور ان الفار عبد ربه منصور هادي، قدم استقالته قبل فراره الى عدن، الا أنه تراجع عنها لاحقاً تحت ضغوط لوبيات خارجية، كاشفاً عن لقائه بالسفير الأمريكي وطلبه التدخل لمنع دخول أنصار الله إلى عدن.
وعن واقع المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، أكد بن حبتور أن ما يجري فيها ليس سوى «مسرحية مكشوفة» لتقاسم النفوذ بين السعودية والإمارات، تعكس مستوى عالياً من التنسيق وتبادل الأدوار بين الطرفين، في إطار مشروع يستهدف تمزيق اليمن ونهب ثرواته.
وأشار إلى أن تلك المحافظات تعيش فشلاً خدمياً وسياسياً وتنموياً شاملاً، في ظل سيطرة المرتزقة والعملاء، وتحويل الموارد والمنح المالية إلى حسابات قوى الفساد والعصابات المرتبطة بالرياض وأبو ظبي، بدلاً من توجيهها لخدمة المواطنين.
وأوضح أن عملاء الإمارات يسيطرون على الجزر والموانئ اليمنية، فيما تنشغل القوى التابعة للتحالف بالصراعات المفتعلة وجمع المال وتحقيق المصالح الشخصية، مؤكداً أن الخلافات المعلنة بين ما يسمى بحكومة “الشرعية” والمجلس الانتقالي ليست سوى ألاعيب سياسية تخدم أجندة الاحتلال.
ولفت بن حبتور إلى أن التطورات الأخيرة في حضرموت تأتي ضمن تكتيك سعودي إماراتي لإدارة الصراع بين أدواتهما، كاشفاً عن وجود غرف عمليات مشتركة في عدن تدير تحركات المرتزقة في مختلف المحافظات المحتلة.
وفي المقابل، شدد على أن أنصار الله وحلفاءهم، ورغم الحصار الجوي والبحري والاقتصادي، نجحوا في ضبط إدارة الدولة سياسياً وأمنياً ومعيشياً، الأمر الذي شكل إحراجاً كبيراً لدول تحالف العدوان أمام الرأي العام الدولي.
واختتم الدكتور بن حبتور بالتأكيد على أن السعودية والإمارات فشلتا في إضعاف مركز القرار الثوري والسياسي في صنعاء، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على العدوان، معتبراً أن الصراع معهما هو صراع وجود وسيادة، عسكري وسياسي وإعلامي وفكري، ولن يُحسم إلا برحيل الاحتلال وأدواته.