اللوحة بندقية.. بالصور: فنان يمزج بين التشكيل والكاريكاتير لتوثيق الحرب على غزة
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
عمّان- في شارع ضيق بمخيم البقعة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وفي مرسمه المتواضع يعايش الفنان التشكيلي خليل غيث مجريات الحرب الطويلة على قطاع غزة عاكفا على أرشفة يوميات الحرب موثقا تفاصيلها بالفرشاة والألوان.
يفرغ غيث في لوحاته حمولة عاطفية غاضبة لسلسلة المجازر التي ارتكبت فيها ومؤرخا لبطولة المقاومين، مازجا بين التشكيل وفن الكاريكاتير.
يواصل غيث منذ عقود توثيقا يوميا لحياة اللاجئين عبر لوحات تواكب التفاصيل الصغيرة في المخيم تارة وتنهل من تفاصيل ذاكرة لجوئهم الطويل تارة أخرى.
يقول خليل -الذي التقته الجزيرة نت في مرسمه- إنه "منذ وعى بواكير موهبته وهو يعتبر نفسه مناضلا بفرشاته وألوانه، معتبرا اللوحة بندقية"، مضيفا أن "جل همه هو نقل معاناة اللاجئين -وهو واحد منهم- في لوحاته والتأريخ لرحلة اللجوء الطويلة لجموع اللاجئين التي بدأت قبل 75 عاما".
فلسطين المتخيلةبدأ غيث رسومه لفلسطين المتخيلة، إذ كان "يغرف من ذاكرة أبيه عن قريته (عِنّابة) ورواياته عنها، محيلا روايات أبيه الشفوية إلى لوحات أولى فيها الكثير من عثرات البدايات.
هكذا جاءت معظم لوحاته عن مزارعي قريته يجرّون محاريثهم، ونساء عائدات من الحقول، وأبطال متخيلين، كما ترحل لوحاته إلى جنبات القدس القديمة وشوارعها، فيما تعايش تغريبة اللاجئين الطويلة إلى مخيم البقعة في الأردن حيث نشأ وكبر.
أقام أول معارضه وهو على مقاعد الدراسة في الثانوية العامة، لكنه شاء بعد ذلك أن ينقل لوحاته من ضيق المعارض إلى فضاءات الشارع الواسعة.
وعلى غرار لوحات عالمية تزيّن لوحة جدارية بارزة أحد الأزقة الضيقة في مخيم البقعة في الأردن، وتبرز معاناة اللاجئين الفلسطينيين، وتعكس أحلامهم بالعودة إلى وطنهم فلسطين.
ومستفيدا من دراسته وحصوله على بكالوريوس التربية سعى إلى أن يكون الأطفال مشاركين لرسومه وتلوينها، في رسالة مفادها أن يعتبروا اللوحات لوحاتهم فلا يسعوا إلى تخريبها، وتكبر فيهم أيضا أحلامهم عن فلسطين التي رسموها.
فن الشارع وهوية المخيميقول غيث "أسعى من خلال استخدام لوحات الشوارع أو ما يسمى فن الغرافيتي إلى أن أؤكد على هوية المخيم، وأن أذكّر زواره بأنه في هذا المخيم لا يزال الناس يصرون على حق العودة ويأملون بها يوما، وأن تكون اللوحات بمثابة تذكير دائم للصغار بهويتهم وأرض آبائهم، وأن تبقى جذوة الحلم مشتعلة في دواخلهم".
مفاتيح البيوت القديمة أحد التفاصيل المتكررة في لوحات غيث، والتي تذكّر بالبيوت التي تركها اللاجئون وراءهم، مذكّرا الأجيال المتناسلة في المخيم بحلم العودة، كما تتعدد في لوحاته صور مناضلين وأسرى، والطبيعة الفلسطينية كما تخيلها قبل النكبة.
الحداثة ترفينتمي غيث إلى المدرسة الواقعية في الفن، والتي تعنى بنقل الواقع، ويرى أن "الحداثة واللوحات الغامضة هي ترف لا يخدم الرسالة التي يسعى إلى إيصالها عبر فنه، وهي خدمة قضيته وأحلامه وأمنيات شعبه بالعودة، والتي لا تزال نكبته مستمرة".
وأقام غيث معارض عدة في الأردن وخارجه، وحاز لقب "فنان اللجوء" من نقاد لفنه ومعجبين بلوحاته أيضا.
يأمل غيث بيوم يعود فيه إلى قريته، منهيا رحلة لجوء طويلة ليبدع فنا عن أرض محررة ويستعيض عن لقب فنان اللجوء بفنان العودة، كما يقول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی لوحات
إقرأ أيضاً:
كريم الشِّفت وزيرا في التشكيل الجديد
مع اختيار كل رئيس أمريكي جديد يطلق السودانيون طرفتهم التي تأتي كل أربع سنوات ويضحكون، حكاية الولد كريم الذي طمع في أموال صاحب شركة الاسبيرات وورشة تصليح العربات، وكان يجيد التعامل مع القطاع الحكومي.. الولد كريم عمل مع صاحب الورشة بعد أن شاهد بأم عينيه نعيم الرجل ففكر في نقطة ضعفه الكامنة في معرفة الكبار فقال لصاحب الورشة إن الوالي صديقي وليس بيننا حجاب، هنا سخر منه صاحب الورشة ومضى في سبيله وبعد أقل من أسبوع جاء الوالي بشحمه ولحمه وصافح بشوق ومعرفة الولد كريم، تعجب صاحب الورشة من الحدث الخطير، وأعجب بمهارته في العلاقات السيادية وكبر في عينيه فقلّده وظيفة المدير التنفيذي.
وبعدها بأسبوع قال لصاحب الورشة أنا صديق الرئيس شخصياً
فقال له صاحب الورشة: (أما في هذه فقد بالغت وكثفت كمية السرتية)..!!
وفعلاً بعد أسبوع مرّ السيد الرئيس أمام الورشة وترجّل وسلم على كريم سلاماً حاراً ومعه بعض العبارات الهامسة التي لم يسمعها أحد، جحظت عينا صاحب الورشة وانهار تماماً أمام المشهد، وزادت من مقدار الولد كريم، وبعدها قام صاحب الورشة بتزويجه ابنته الوحيدة خريجة الجامعة الأمريكية ومنحه نسبة مقدرة من أرباح الورشة ومعرض الإسبيرات، وجعله المسئول الأول عن المبيعات والمشتريات وعمليات التطوير.
وبعد أن عاد الولد كريم من رحلة شهر العسل قال لنسيبه وشريكه هل تعلم يا أسطى بأنني صديق شخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
هنا صرخ صاحب الورشة، وقال: أما هذه فهي الطامة الكبرى وثالثة الأثافي.
فرد كريم قائلاً دعنا نجرّب، وفعلاً أكملا الإجراءات وسافرا لبلاد العم سام ووقفا أمام أسوار البيت الأبيض، وقال كريم للحسيب النسيب: أنا سأدخل البيت الأبيض وسوف نطل ونحييك من تلك النافذة أنا وصديقي ترمب.
وما هي إلا دقائق معدودات حتى أطل ترمب الأمريكي وكريم السوداني، وصارا يلوحان للأسطى النسيب بأيديهما المتشابكتين ويصيحان في حبور (هاي هاي) وعندما خرج كريم ليصحب نسيبه وشريكه الى فندق مجاور وجده ملقي أرضاً ومغمى عليه وبعد جهد جهيد أفاق الرجل بالمستشفى القريب للبيت الأبيض فسأله كريم لماذا أغمي عليك هل لأنك شاهدتني مع ترمب؟
فقال صاحب الورشة ليس لهذا السبب ولكن لسبب آخر أكثر خطورة
فسأله بلهفة عن السبب الخطير الذي جعله يفقد وعيه
فقال له صاحب الورشة المسكين المحتار المذهول إن السبب الحقيقي لفقداني لكامل قواي العقلية وإغماءتي أن أثنين من الخواجات (الامريكان) القيافة وقفا بجواري يسألونني..
يا أخي لو تسمح وأشارا صوب النافذة: عندك فكرة بالله الخواجة الواقف مع كريم السوداني دا منو؟
عزيزي دكتور كامل إدريس أردنا بهذه الحكاية أن نحرضك بأن تدس في قلب تشكيلة التكنوقراط (أولاد الناس المهذبين) واحد شفاتي مثل كريم السوداني. وكما يقول أهلنا في الوسط الماهل: (قبيلةً ما فيها سفيه بتنحقر).
اللهم إني قد بلغت فأشهد
حسين خوجلي
إنضم لقناة النيلين على واتساب