من العصر الحديدي: اكتشاف مبنى جنائزي للأطفال في منطقة عمانية
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
العُمانية-أثير
كشفت أعمال التنقيبات الأثرية التي قام بها قسم الآثار بجامعة السُّلطان قابوس في الموقع الأثري (“مناقي” بولاية الرستاق محافظة جنوب الباطنة) عن مبنى جنائزيّ فريد من نوعه يعود إلى العصر الحديدي، أي قبل ثلاثة آلاف سنة من الآن.
ويمثل هذا الاكتشاف نقطة تحول مهمة في فهم الطقوس الجنائزية في شبه الجزيرة العُمانية، إذ يعدّ هذا المبنى أول مبنى جنائزي مخصّص لدفن الأطفال يكشف عنه حتى الآن في المنطقة.
وقد أنهى قسم الآثار أعمال التنقيب الأثري في موقع “مناقي” في شهر فبراير الماضي، واستمرت شهرًا، وكانت بالاشتراك مع فريق من جامعة السوربون في باريس، وتحت إشراف وزارة التراث والسياحة بتنفيذ أعمال الموسم الأول من التنقيبات الأثرية في الموقع، وستستمر التنقيبات لخمس سنوات قادمة على أقل تقدير.
ويعد موقع “مناقي” إحدى أكبر مستوطنات العصر الحديدي في محافظة جنوب الباطنة، فقد تم اكتشاف عدد كبير من المباني السكنية، بالإضافة إلى مدافن كثيرة منتشرة على مساحة واسعة من الموقع، وعدد من الأبراج الدفاعية، مما يعد مؤشرا على الدور الكبير والمركزي الذي لعبته المستوطنة في المنطقة خلال الألف الأولى قبل الميلاد.
ونتيجة للدراسة السطحية التي قام بها الفريق الأثري المشترك للموقع تم اختيار مبنيين للتنقيب فيهما خلال الموسم الأول هما (S1 و S2). وقد تبين أن أحد هذه المباني (مبنى S2) بنى بمخطط هندسي مميز ومختلف عن باقي المباني الأخر في المستوطنة، مما أثار دهشة فريق التنقيب الأثري. فقد أخذ المبنى شكل حرفT .
وكشفت الحفريات الأثرية عن وجود أكثر من ثلاثين قبرًا داخل المبنى وفي محيطه، تعود جميعها لأطفال، بما في ذلك حديثو الولادة. وتثير هذه الخاصية الفريدة تساؤلات حول الدوافع والمعتقدات التي أدت إلى تخصيص مبنى منفصل لدفن الأطفال في ذلك العصر، مخالفًا بذلك العادات الجنائزية المعهودة في العصر الحديدي.
وأشار الدكتور محمد عبد الحميد حسين، رئيس الفريق البحثي ورئيس قسم الآثار بجامعة السُّلطان قابوس، إلى أهمية هذا الاكتشاف وأن التنقيبات داخل المبنى كشفت عن لُقًى أثرية فريدة أخرى، بما في ذلك جرار ذات مقابض على شكل السلال، وقطعة فخارية نادرة تحمل طبعة ختم يصور رجلين وبعض الزخارف، و”تعد هذه المكتشفات الأولى من نوعها التي يُكشف عنها في شبه الجزيرة العُمانية”.
وذكر الدكتور محمد حسين أن “هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة للبحث والدراسة حول الطقوس الجنائزية والمعتقدات الدينية في العصر الحديدي في شبه الجزيرة العمانية، ويركز على جزء مهم وغير معروف من تاريخ هذه المنطقة، ويعمق فهمنا للتقاليد الثقافية والاجتماعية للمجتمعات التي عاشت في تلك الفترة”.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: العصر الحدیدی
إقرأ أيضاً:
مدرسة الطيران السلطاني تحتفل بيوبيلها الذهبي
رعى معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني صباح اليوم احتفال مدرسة الطيران السلطاني بالذكرى الخمسين لتأسيسها، بحضور عددٍ من أصحاب السعادة، والمدعوّين وأولياء أمور الطلبة، وذلك في مبنى المدرسة بولاية السيب بمحافظة مسقط.
واحتوى الحفل على كلماتٍ لإدارة المدرسة وثّقت فيها تاريخ المدرسة ورؤيتها ورسالتها وأهدافها، إضافة إلى فقرات فنية احتفائية بهذه المناسبة قدّمها طلبة المدرسة من العمانيين والأجانب في امتزاجٍ فني وحضاري مع الفنون العُمانية، إضافة إلى عرضٍ مرئي عن مسيرة المدرسة ومراحل تطورها.
وتأسست المدرسة في سبتمبر من عام 1975م، وتعد من المدارس الدولية الرائدة بسلطنة عُمان، حيث تستهدف الأطفال من مرحلة ما قبل المدرسة إلى الصف السادس.
وشهدت المدرسة خلال مسيرتها التعليمية مراحل تطورٍ عديدة تواكب رسالتها التربوية سواء كان على صعيد مناهجها العلمية أو مرافقها الدراسية، حيث يعد مبنى المدرسة واحدًا من المباني النموذجية بما يحويه من مرافق تسهم في تعزيز العملية التروبوية وتطوير جوانب التحصيل الدراسي، فإضافة إلى الصفوف الدراسية النموذجية، تحوي المدرسة قاعات تدريس متخصصة في الفنون والموسيقى والدراما، ومكتبتين لمختلف الأعمار، إضافةً إلى قاعة واسعة متعددة الأغراض، وملاعب رياضية، ومسابح مغطّاة.
وتسعى المدرسة إلى تقديم رسالة تربوية نموذجية تخدم الطالب وتؤهله إلى المراحل الدراسية اللاحقة بما يتوافق وما تشهده المسيرة التعليمية من تطورٍ في منظومتها.