الاحتلال السعودي الإماراتي .. صراع يحتل الأرض ويبتلع القرار وحضرموت تدفع الثمن
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
تغلي حضرموت اليوم على وقع سباق محموم بين السعودية والإمارات، يتّخذ أشكالاً عسكرية وسياسية واقتصادية مكشوفة لم تعد قابلة للتجميل أو التبرير. وبرغم الخطاب الموجه من أدوات تحالف العدوان ، التي تصرّ على تسويق التحركات بأنها جزء من جهود محاربة أنصار الله، إلا أن أبناء حضرموت والمهرة، ومعهم طيف واسع من المراقبين، يؤكدون أن الذريعة فاقدة للمصداقية تماماً، لأن هذه المحافظات تخلو أصلاً من أي وجود لأنصار الله، شهادات محلية، ومعلومات ميدانية، ومواقف سياسية متنوعة، تكشف اتساع قناعة بأن المحافظة تحولت إلى مسرح تنافس سعودي __ إماراتي مكشوف، له علاقة بترتيبات صراع على النفط والموانئ والموقع الاستراتيجي.
وهكذا يجد الناس أنفسهم أمام سؤال شديد المباشرة، إن لم يكن أنصار الله هنا، فمن الذي تُحاربه السعودية والإمارات؟ والإجابة، كما يردّد أبناء حضرموت بلا تردد، كل طرف يحارب الطرف الآخر، ويتصارعان على المحافظة باعتبارها الجائزة الكبرى.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
ذريعة محاربة أنصار الله غطاء مكشوف لمشاريع السيطرة
لا يختلف اثنان في حضرموت أن القوى المتصارعة على الأرض تتنافس على النفط والموانئ والمواقع الاستراتيجية، وأن استخدام شعار محاربة أنصار الله، لم يعد سوى غطاء سياسي يُراد منه شرعنة التحركات وتبرير الانتشار العسكري الواسع،
فتحالف العدوان الذي شن عدوانه على اليمن عام 2015 بذريعة دعم الشرعية، تحوّل في نظر كثيرين إلى تحالف تتصارع داخله دوله لا على مستقبل اليمن، بل على حصص النفوذ فيه.
وفي حضرموت تحديداً، تبدو المفارقة أكثر وضوحاً، لا توجد جبهة قتال مع أنصار الله، ولا معارك قائمة، ولا أي تهديد عسكري من الشمال إلى الشرق، ومع ذلك، تنتشر القوات السعودية في الوادي والصحراء، وتتوسع الإمارات في الساحل عبر قوات النخبة، وهو تواجد يؤكد أن الطرفين يتهيئان للتموضع في مناطق نفوذهما الجديدة واستعداد أن يقتلوا جميع اليمنيين في الجنوب لأجل هذه الغاية .
صراع الأدوات ليس جديداً .. عدن وشبوة وسقطرى كانت البروفة الأولى
ما يحدث اليوم في حضرموت ليس حادثاً طارئاً، بل هو امتداد لسلسلة طويلة من الاشتباكات والصدامات التي شهدتها المناطق الخاضعة لنفوذ الاحتلال السعودي والاماراتي، من عدن إلى شبوة وصولاً إلى أرخبيل سقطرى.
في كل تلك المحطات، كان المشهد واحداً، قوات مدعومة من الإمارات تشتبك مع قوات مدعومة من السعودية، ’’لا أنصار الله، ولا أي طرف آخر’’ .
في عدن، انفجرت المعركة عدة مرات بين الانتقالي وقوات حكومة الاحتلال، وفي شبوة، تغيّرت السيطرة أكثر من مرة وفق نتائج المواجهات بين المعسكرين، وفي سقطرى، سقطت الجزيرة دون أي مقاومة ، نتيجة صراع بين أدوات الاحتلال ذاته.
ومع كل جولة من جولات هذا الصراع، كانت تتسع القناعة الشعبية بأن جذر المشكلة ليس يمنياً، بل سعودياً _ إماراتياً، وأن القوى المحلية ليست سوى واجهات متصارعة نيابة عنهما.
حضرموت .. الجائزة الاقتصادية الكبرى للمحتلين
تدرك الرياض وأبوظبي أن حضرموت ليست مجرد محافظة يمنية، بل كنز جغرافي واقتصادي لا نظير له في اليمن، فهي أكبر مساحة جغرافية، ومخزون نفطي ضخم في الوادي والصحراء، وسواحل ممتدة على بحر العرب، وموانئ قابلة للتحول إلى بوابات تجارية دولية، وموقع استراتيجي قريب من خطوط التجارة ونقاط النفوذ البحري.
لهذا يصف أبناء المحافظة ما يجري بأنه تزاحم احتلالي على الثروة، لا علاقة له بأي مشروع لتحرير اليمن أو حمايته.
وما يزيد من حدة التوتر هو أن كل طرف يريد مستقبلاً لحضرموت وفق مقاساته الخاصة، فالإمارات تريد وجوداً واسعاً، والسعودية ترغب بإبقاء الوادي والصحراء تحت سيطرتها الأمنية المباشرة.
الرؤية المبكرة للسيد القائد .. التدخل السعودي الإماراتي مشروع احتلالي
ضمن المراجعة التاريخية للمواقف السياسية، برزت رؤية السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لما ستؤول إليه الأحداث في جنوب الوطن وحضرموت بشكل خاص، من خلال خطاباته ومواقفه الموثقة، يرى السيد القائد أن الوجود السعودي _ الإماراتي في المحافظات الجنوبية مشروع احتلال كامل الأركان، وقد حذّر مبكراً من خطورته على مستقبل اليمن ووحدة أراضيه ، من خلال المؤشرات المبكرة التي إنعكست على واقع الهيمنة السعودية والاماراتية في المحافظات المحتلة، السيطرة على الموانئ والمطارات، وإنشاء تشكيلات عسكرية من المرتزقة لبسط النفوذ الأمني الداخلي ، والتمدد في الجزر والسواحل، والتنافس الاقتصادي بين الرياض وأبوظبي
وفي أكثر من خطاب، دعا السيد القائد أبناء المحافظات الجنوبية إلى تحمّل مسؤوليتهم في مواجهة الوجود الأجنبي، باعتباره مشروعاً لا يخدم اليمن، ويجب أن يواجهه أبناء الجنوب أنفسهم باعتبارهم المتضررين من خطورة هذا التدخل.
، باحث سياسي جنوبي يؤكد : سواء اتفقنا أو اختلفنا مع الحوثي ، لا يمكن إنكار أنه كان من أوائل من تحدثوا عن أن الجنوب تحت احتلال، وأن صراع النفوذ سيتفاقم، وهو ما نراه اليوم حرفياً في حضرموت، والتي تحولت إلى ساحة صراع سعودي إماراتي مفتوح، لا دور فيه لأبناء المحافظة سوى مواجهة النتائج.
مطرقة الإمارات وسندان السعودية .. واليمنيين هم الضحية
في ظل هذا التنافس، تتسع حالة السخط الشعبي في حضرموت، حيث يشعر المواطنون أنهم محاصرون بين مطرقة النفوذ الإماراتي على الساحل وسندان الوجود السعودي في الوادي، كل طرف يدعم قوة محلية من أدواته ويعلن نفسه المنقذ، بينما الواقع على الأرض يزداد هشاشة، تعطّل شديد للتنمية، وخوف من اندلاع مواجهة واسعة، وتوتر بين المكوّنات المسلحة، وتشققات وتصدعات داخل القبائل والتيارات السياسية.
ويرى ناشطون جنوبيين أن هذا الوضع لو استمر، فإنه سيحوّل المحافظة إلى منطقة رخوة للفوضى والتفكك، ويفتح الباب أمام سيناريوهات أشد خطورة من تلك التي شهدتها عدن وشبوة.
من يملك القرار في حضرموت؟
يغيب القرار المحلي تماماً في خضم هذا الصراع، مجلس المرتزق العليمي تم تحييده تماماً عن المشهد، والقوى السياسية منشغلة بالانقسام، والسعودية والامارات تديران أدوات عسكرية ومالية وإعلامية، للسيطرة التامة على المشهد، وفي ظل هذا التفكك، يصبح السؤال الجوهري، هل يتوقع أحد في الجنوب المحتل أن يُسمح لحضرموت أن تدير نفسها؟
يؤكد أبناء محافظة حضرموت أن الحل الحقيقي يبدأ من خروج الاحتلال السعودي الاماراتي، وأن أي مشروع لا ينطلق من إعادة القرار لأبناء حضرموت أنفسهم سيظل مجرد إعادة تدوير لنفس الأزمة.
أخيراً .. الصراع ليس من أجل اليمن، بل من أجل ما يملكه اليمن
مع اتساع رقعة الاحتقان، بات من الواضح لكثير من أبناء حضرموت أن الصراع السعودي _ الإماراتي تجاوز مرحلة التنافس السياسي إلى مرحلة الصراع على السيطرة المباشرة، وأن الخطاب المتكرر حول مواجهة الحوثيين أو تثبيت الأمن، ليس إلا غطاءً لسباق النفوذ.
وفي نظر كثيرين، لا مستقبل مستقراً لحضرموت ما لم يتوقف هذا الاحتلال الآثم عن العبث بحضرموت وثرواتها، ويستعيد أبناء حضرموت حقهم في إدارة مواردها وموانئها وأمنها.
أما استمرار الصراع الحالي، قد تجعل حضرموت مسرحاً لأخطر من مجرد مواجهة بين السعودية والإمارات داخل اليمن.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أبناء حضرموت أنصار الله فی حضرموت حضرموت أن
إقرأ أيضاً:
ولا يحيق المكر السيِّئُ إلا بأهله
يماميون/بقلم| خالد المنصوب
منذ ثلاثة عقود ونيف والشعب اليمني يتجرّع المُرَّ والمعاناة في معيشته.. كانت اليمن تحت سيطرة حكم البرد والجوع والمخافة، من قبل ثلاثي الفتنة وكلهم يتبعون الغزاة والمحتلّين وينفذون خطط أجندة الاستعمار السابق؛ فَقُسِّمَت ثروة الشعب اليمني حتى بعد الوحدة بين ثلاثي الشر خدام أمريكا وَكَيان الاحتلال.
فَعَانَى أبناء الشعب اليمني الأمرَّين وهم لا يعلمون من يحكمهم.. فأتى أمر الله ليفضح ثلاثي الشر في اليمن وهم امتداد لثلاثي الشر الخارجي.
ومرت الأيّام تلو الأيّام حتى جاء أمر الله سبحانه في 21 سبتمبر لِقَلْع أرباب الظلام والطغيان وكُشفت الحقائق بعد مخاض كبير لثورة 21 سبتمبر التي كان من ثمارها الحرية والاستقلال.
لكن العدوّ الخارجي أمريكا وكَيان الاحتلال وبريطانيا وكل الامتداد الخارجي وعملائهم في الوطن العربي والداخلي لم يهدأ لهم قرار.
بل تحَرّكوا جميعًا وبتعاون مع تحالف الشر والعدوان فشنوا عدوانهم على اليمن في 26 مارس 2015 بقيادة جارة السوء السعوديّة والإمارات والإعلانُ عنه من واشنطن.
فارتكب تحالف العدوان أبشع الجرائم؛ فقتلوا النساء والأطفال ودمّـروا البنية التحتية لليمن؛ بهَدفِ إخضاع أهل الإيمان والحكمة حتى تعود سيطرتهم على اليمن من جديد.
لكن الله لا يرضى لعباده الذل فتحَرّك السيد القائد العلم السيد عبد الملك بن بدر الدين وأقام الحجّـة على من تبقى من ثلاثي الشر الداخلي عفاش بعد فرار العملاء والمرتزِقة بعد خروج السفارة الأمريكية من صنعاء الشموخ.
فأرسل السيد القائد الوساطات لعفاش أن اجلس في بيتك ولا تخرق السفينة، ولكن عفاش لم يستمع للسيد القائد وهذا أمر طبيعي بأن لا يهتدي بهدى الله.
لكن أهل المكر وعلى رأسهم عفاش تحَرّكوا لإشعال الفتن في فتنة ديسمبر وأبناء الشعب اليمني يحتفلون بميلاد الرسول الأعظم في عاصمة الشموخ في 2017 في شهر الربيع المحمدي.
ونحن في السبعين من مختلف محافظات الجمهورية وَإذ أطل السيد القائد وألقى خطابه في ميدان السبعين وكان من خطابه حفظه الله عبارة “إذا تورَّط العدوّ الإسرائيلي بأية حماقة ضد شعبنا فَــإنَّ شعبنا لن يتردّد باستهداف الأهداف الحساسة للكيان الإسرائيلي” وبعد أن سمع أبناء الشعب اليمني هذه العبارة من السيد حفظه الله أدرك أبناء الشعب اليمني أن وراء عفاش كَيان الاحتلال فأعطى الاحتلالُ الإشارةَ لعفاش لإشعال فتنة ديسمبر لكي يقتتل أبناء الشعب اليمني فيما بينهم خدمة لكَيان الاحتلال.
ولكن إرادَة الله وحبه لأهل الإيمان والحكمة، وحنكة السيد القائد حفظه الله وحكمة أبناء الشعب اليمني وبفضل الله فشلت المؤامرة ووُئدت الفتنة لشيء يعلمه الله مستقبلًا في علمه.
إن لهذه القيادة الربانية والشعب اليمني العظيم دورًا بارزًا في دعم غزة وكل المستضعفين في كُـلّ مكان فهذه نعمة عظيمة مَنَّ الله بها علينا؛ لكي يكونَ الشعبُ اليمنيُّ نموذجًا راقيًا لكل شعوب العالم الأحرار.
فالشعب اليمني تحَرّك ووقف في موقف الحق مهما كانت الصعوبات؛ وإلا كان سيحصل لنا مثلما حصل اليوم في سوريا وغيرها من الشواهد الكثيرة.
فسلام الله على الشهيد القائد رضوان الله عليه وعلى جميع الشهداء في دول المحور الذين علَّمونا كيف نجاهد وكيف نكون في صفِّ الحق والنصر حتمي بإذن الله.
واليوم أين هم من تحَرّكوا بالمشروع القرآني؟ ذكراهم خالدة في قلوب كُـلّ الأحرار.
وأين غيرهم ممن تحَرّكوا لتنفيذ المشروع الظلامي؟ هم في زوال، ولله عاقبة الأمور.