ردود فعل غاضبة تدفع إسرائيل إلى تغيير كلمات الأغنية المنافسة في "يوروفيجن"
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
اختارت لجنة هيئة البث العام الإسرائيلي (كان) لمسابقة "يوروفيجن" تقديم أغنية "إعصار" (Hurricane) للمسابقة.
والأغنية مستوحاة من لحن أغنية "مطر أكتوبر" (October Rain) التي كتبها كيرين بيلز وآفي أوهيون وستاف بيجار.
إقرأ المزيدواجتمعت لجنة اختيار الأغنية الإسرائيلية لمسابقة "يوروفيجن 2024" واختارت تقديم أغنية "إعصار" إلى اتحاد البث الأوروبي (اتحاد يضم 57 مؤسسة بث في 56 بلدا، و43 إذاعة في أكثر من 25 بلدا أخرى).
وقد أثيرت ردود فعل عنيفة بعد أن تم الكشف عن أن أغنية "مطر أكتوبر" لممثلة إسرائيل في المسابقة عيدن غولان (20 عاما)، تحتوي على كلمات تصف الوضع السياسي الحالي بين إسرائيل و"حماس"، وهو ما يخالف قواعد مسابقة الأغنية الأوروبية بشأن الحياد، وأنها "حدث موسيقي غير سياسي".
وفي الواقع، أعلنت إسرائيل في السابق أنها لن تشارك في "يوروفيجن" في حال فرض المنظمون رقابة على الأغنية المختارة (مطر أكتوبر) لتمثيل البلاد خلال المسابقة، حيث قالت هيئة البث العام الإسرائيلي (كان) إنها سترفض طلبات تغيير كلمات الأغنية أو تغيير الأغنية.
وبعد ضغوط متزايدة، قالت الهيئة، يوم الأحد 3 مارس، إنها تواصلت مع مؤلفي الأغاني "لإعادة ضبط النصوص، مع الحرية الفنية الكاملة" قبل إرسالها إلى اتحاد البث الأوروبي للموافقة عليها.
وأغنية "إعصار" مستوحاة من لحن "مطر أكتوبر". وفي الأصل، كانت كلمات الأغنية تلمح إلى عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، لكن اتحاد البث الأوروبي رفض الأغنية بسبب الطبيعة السياسية للكلمات.
وتشير الكلمات الجديدة المعدلة إلى امرأة شابة تخرج من أزمة شخصية.
إقرأ المزيدوكانت مسابقة "يوروفيجن" لعام 2024 قد واجهت بالفعل انتقادات لأنها ضمت إسرائيل، بعد أن وقع أكثر من 2000 فنان من أيسلندا وفنلندا والدنمارك والنرويج والدولة المضيفة السويد على رسائل مفتوحة تطالب بتعليق مشاركة إسرائيل في مسابقة "يوروفيجن" بعد "الهجمات الانتقامية" في غزة.
وبحسب ما ذكره موقع Eurovisionfun، فإنه تم الكشف عن قبول إسرائيل تعديل كلمات أغنية "مطر أكتوبر"، من قبل الصحفي الترفيهي في صحيفة Israel Hayom، عيران سويسا، ويأتي ذلك بعد أن أكدت هيئة البث العام الإسرائيلي (كان) صباح الأحد أنها تتخذ جميع الخطوات اللازمة لضمان مشاركة إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية لهذا العام.
وتواصلت هيئة البث العام الإسرائيلي مع مؤلفي الأغنيتين المختارتين في البداية، "مطر أكتوبر" (October Rain) التي تم اختيارها في المركز الأول وأغنية "أرقص إلى الأبد" (Dance Forever) التي جاءت في المركز الثاني، والتي تم رفضهما من المسابقة، وطلبت تعديل الكلمات، مع الحفاظ على الحرية الفنية الكاملة.
وتم بالفعل إجراء التعديلات بناء على طلب الهيئة واختيرت أغنية "إعصار" المعاد صياغتها مستندة إلى لحن أغنية "مطر أكتوبر".
وحدث هذا بعد إلحاح من الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، على شاشة التلفزيون، للتأكيد على أهمية وجود إسرائيل في مسابقة "يوروفيجن" لهذا العام.
وتقول هيئة البث العام الإسرائيلي إنه سيتم الكشف عن الأغنية الجديدة مباشرة على شاشة التلفزيون يوم الأحد المقبل، 10 مارس، على الرغم من أنها تشير إلى أن التقديم الجديد لم يحصل بعد على موافقة رسمية من اتحاد الإذاعة الأوروبي.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة طوفان الأقصى فنانون قطاع غزة موسيقى إسرائیل فی مطر أکتوبر
إقرأ أيضاً:
التثبت من الحقائق: هل أنشأ حلف شمال الأطلسي مسابقة "يوروفيجن"؟
يدعي مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام البديلة أن وثائق الناتو التي تعود إلى عقود من الزمن تكشف أن التحالف العسكري كان العقل المدبر وراء "يوروفيجن". اعلان
رغم انتهاء موسم "يوروفيجن" لهذا العام، لا يزال الجدل محتدمًا، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تداولت مزاعم تشير إلى أن مسابقة الأغنية الأوروبية الشهيرة قد تكون من بنات أفكار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بهدف استخدامها كأداة لـ"القوة الناعمة الإمبريالية" خلال الحرب الباردة.
الادعاءات استندت إلى وثيقة مؤرخة في نوفمبر 1955 صادرة عن لجنة الإعلام والعلاقات الثقافية التابعة للناتو، تتحدث عن مشروع يُعرف باسم "مهرجان شمال الأطلسي". ووفق الوثيقة، طُرحت فكرة استخدام المهرجان كوسيلة غير مباشرة لتعزيز الرواية المؤيدة للناتو لدى الرأي العام، مع اقتراح توزيع كتيبات إعلامية للحلف، إلا أن النص يُحذر من الإفراط في الطابع الدعائي، ويدعو إلى التأثير "بوسائل أكثر دهاءً".
لكن تحليلًا أعمق للوثائق وسياقها التاريخي يكشف أن "مهرجان شمال الأطلسي" لم يكن له علاقة مباشرة بمسابقة يوروفيجن، بل كان عبارة عن عرض ثقافي عسكري يُقام على هامش مهرجان فرنسي شهير باسم "لي نوي دو لارميه"، برعاية مجلة "باري ماتش"، ويضم عروضًا عسكرية رمزية من دول الناتو، مثل الاستعراضات الموسيقية الاسكتلندية، وعروض الكلاب البوليسية، وتبديل الحرس الكندي.
ويرى بعض المراقبين أن التشابه في التوقيت بين هذا المشروع وبين انطلاق مسابقة الأغنية الأوروبية عام 1956 –بعد عام واحد من هذه الوثائق– إضافة إلى إشارات إلى إمكانية بث مهرجان شمال الأطلسي عبر شبكة يوروفيجن، ربما ساهم في الخلط بين المشروعين.
لكن الواقع مختلف. فشبكة يوروفيجن التي أُنشئت عام 1954 من قِبل اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU)، هي بنية تقنية لنقل البرامج، بينما المسابقة نفسها جاءت بمبادرة من هيئة الإذاعة الإيطالية RAI، متأثرة بنجاح مهرجان سانريمو، وقد اعتمدها الاتحاد رسميًا في جلسته العامة بروما في عام 1955.
Relatedإردوغان يهاجم مسابقة يوروفيجن: "حصان طروادة للفساد الاجتماعي وتهديد للأسرة التقليدية"قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة الإسرائيلية في مسابقة الغناء بالسويدالسويسري نيمو يفوز بمسابقة يوروفيجن في نسختها المثيرة للجدل وسط احتجاجات داعمة لغزةمن الجدير بالذكر أن دولاً مثل روسيا وبيلاروسيا، رغم عدم انتمائهما إلى حلف الناتو، كانتا عضوين كاملين في اتحاد الإذاعات الأوروبية وشاركتا لسنوات في المسابقة، قبل أن يتم تعليق عضويتهما مؤخرًا، ما يُفنّد رواية أن يوروفيجن كانت وسيلة دعائية موجهة ضد المعسكر الشرقي.
وفي تصريح لموقع EuroVerify، أكد مسؤول في الناتو أن "الحلف لم يلعب أي دور في إنشاء مسابقة الأغنية الأوروبية"، واصفًا الادعاءات المتداولة بأنها "غير دقيقة ومضلّلة".
كما نفى متحدث باسم المسابقة صحة هذه المزاعم بشكل قاطع، مؤكدًا أن "يوروفيجن أُسست عام 1956 من قِبل اتحاد الإذاعات الأوروبية، وهي لا تزال تُدار منه حتى اليوم نيابة عن 56 جهة بث عامة من مختلف أنحاء العالم".
الربط بين "مهرجان شمال الأطلسي" ومسابقة "يوروفيجن" مبني على توقيت متقارب وتشابه في الأهداف الثقافية العامة، لكنه يفتقر إلى الأدلة الجوهرية. الوثائق تثبت أن الناتو ناقش مشروعًا ثقافيًا استعراضيًا لأغراض رمزية داخلية، بينما "يوروفيجن" ولدت من رحم المبادرة الإعلامية الأوروبية لتوحيد الشعوب فنيًا وثقافيًا، لا سياسيًا أو عسكريًا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة