إذا أردت أن تنتشل مجتمعًا عريضًا من الفقر، عليك التركيز على الصناعات الصغيرة والتى تعتمد غالباً على الحرفية اليدوية ولا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، ولا آليات ضخمة، ولا مساحات كبيرة لاستيعاب عمليات التصنيع، وهى تجربة أثبتت نجاحها كما نعلم فى الصين، حتى أصبح كل بيت تقريباً منتجاً فى الصين، ما قلص معدلات البطالة، وأدى إلى رفع مستويات المعيشة، واكبر شاهد على نجاح تجربة الصين هو منتجاتها التى تغرق اغلب الأسواق العالمية، والرهان على الصناعات الصغيرة هو ما دفعنى إلى تلبية دعوة كريمة من مكتب الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى لزيارة معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية والذى انطلق يوم 22 فبراير وينتهى يوم السبت القادم، رغم بعد المكان بالنسبة لى حيث المعرض فى «كايرو فيستيفال سيتى مول» بالقاهرة الجديدة، إلا أن شعار المعرض وهدفه اجتذبنى بشدة ليس كصحفية ولكن كمصرية عاشقة لهذا الوطن بكل ما له وعليه، وهو ما جعلنى أطوى المسافة لأطلع ما يقدمه هذا المعرض تحت شعار «مصر بتتكلم حرفى».
فى الواقع شعرت بالانبهار لجودة وروعة المنتجات المعروضة التراثية والحرفية والمصنوعة بأيد مصرية خالصة والتى بلغت 450 من المنتجات المتنوعة من المقدمة من أكثر من 4 آلاف حرفى من مختلف محافظات مصر، وانبهرت لتنظيم أروقة وأجنحة المعرض بشكل جاذب وراق يضاهى أى معرض عالمى، لم أرجع تلك الروعة إلى الجهات المشاركة فى هذا المعرض فقط والممثلة فى بنك الإسكندرية ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وكايرو فستيفال سيتى مول، ولا لأن المعرض مقام هذه المرة فى دورته الـ 66 تحت رعاية الاتحاد الأوروبى.
بل أرجعت هذا الفضل إلى الإرادة المصرية الخالصة فى إثبات الذات الصناعية والحرفية والتجويد فى هذه الصناعات، ورغبتها فى الصول لقمة المنافسة أمام نظائرها فى العالم، خاصة فى هذا الظرف الاقتصادى العصيب الذى تمر به مصر هذا السعار فى الأسعار والتردى لقيمة عملتنا، وشعرت أن هنا جهودًا وطنية تبذل ومحاولات جادة للنهوض من هذا الركود بشكل أو بأخر فى دائرة هنا أو هناك، المهم أن تحدث نهضة من عثرة، وتقدم من ركود.
أدهشنى رقى ودقة صناعة الملابس والعباءات المطرزة والمنتجات الجلدية التى تعرضها نساء سيناء من البدويات، والمنتجات الجمالية الخاصة بالديكورات والقادمة من سيوة وقد صنعت من خامات البيئة كالملح الصخرى وجذوع النخل ونوى البلح، والسجاد اليدوى والمكرميات، مصنوعات الزجاج المرسوم والملون، ومصنوعات النحاس وغيرها، واغلبها صناعات يدوية تراثية كادت تندثر رغم أهميتها، لأنها لا تجد غالبًا من يهتم بها ويسوق لها بصورة دائمة، ويعرضها بشكل جيد فى الأسواق لتعود بنفع كاف على صانعها.
أعرف على وجه الدقة وأنا أتأمل تلك الصناعات الصغيرة المصرية التراثية التى تتشوق لها الأسواق العالمية، ويقبل عليها السياح فى بلدنا، اعرف لماذا تذكرت المعرض الدولى الأخير«إيدكس 2023» الذى أقيم فى ديسمبر الماضى فى مركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس، وقد زينته -بكل فخر لى كمصرية- منتجات المصانع الحربية المصرية من ذخيرة، أجهزة إلكترونية، قنابل، أسلحة متنوعة بين مسدسات وبنادق آلية ومدرعات وأنظمة مراقبة، وغيرها من الأنظمة الدفاعية والتى أصبحت المصانع الحربية المصرية والدفاع الجوى منتجًا لها، وكيف تم تسليط أضواء الإعلام العالمى عليها.
وكيف كان الجناح المصرى جنبًا إلى جنب مع 21 جناحاً دولياً من بينها كبريات الدول المنتجة للسلاح والأنظمة الدفاعية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، الهند، كوريا الجنوبية، فرنسا، ألمانيا، لعرض أحدث التقنيات فى مجالات الدفاع والتسليح، بجانب كبريات الشركات المتخصصة فى مجالات أنظمة الدفاع والأمن، والأمن السيبرانى، والاتصال عبر الأقمار الصناعية وغيرها من القطاعات، ما وفر فرصة لمصر للاطلاع على أحدث الصناعات والابتكارات العسكرية فى مختلف المجالات، بجانب الحضور المشرف للصناعة المصرية الحربية والتى نحلم جميعًا بأن تماثل الصناعات العالمية الكبرى فى أسرع وقت... وللحديث بقية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فكرية أحمد
إقرأ أيضاً:
مات وهو جعان.. صرخة جدّة فلسطينية تودّع حفيدها تشعل التواصل الاجتماعي (شاهد)
"والله شهرين ما داق الخبز، ولا آكل شي، ولا ذاق الأكل، والله مات وهو جوعان.." بهذه الكلمات الموجعة، بكت جدّة فلسطينية بحرقة، إثر توديعها الأخير لحفيدها الصغير، الذي استشهد إثر استهداف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على خان يونس، المتواجدة بجنوب قطاع غزة المحاصر.
أضافت الجدّة المكلومة، ومن حولها من الأهالي بالقطاع المحاصر، الذي يعيش على إيقاع مأساة إنسانية لم تعد الكلمات قادرة على وصفها، بالقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم".
"شهرين ما داق الأكل مات وهو جعان".. صرخة فلسطينية خلال وداع حفيدها جراء استهداف في خان يونس جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/qXr8yoJr7Y — الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 20, 2025
مقطع الجدّة وهي تصرخ بعلوّ صوتها إثر استشهاد حفيدها بالقول: "والله مات وهو جوعان.." عرف تفاعلا واسعا على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بين من أعاد نشره على حساباته، وبين من تفاعل معه بتعليقات متعاطفة مع الشعب الفلسطيني، وخاصّة الغزّيين، ومندّدين بعدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج المتواصل.
وفي السياق نفسه، أفادت مصادر طبية فلسطينية، فإن 13 شخصا، أغلبهم من النساء والأطفال، قد استشهدوا صباح اليوم، جراء قصف الاحتلال، لمنزل عائلة أبو سمرة، شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة. فيما أبرزت مصادر فلسطينية، مُتفرٍّقة، أن 15 شخصا قد استشهدوا، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال، لنازحين داخل محطة راضي للبترول، غرب المخيم.
وداع بلا رجعة، الألم الذي يمزق القلوب????????
لا يوجد أصعب من وداع أخٍ للمرة الأخيرة. شقيقان يودعان أخاهما الثالث، والدموع تسيل كالنار على القلوب، ما ذنب هؤلاء الصغار أن يخسروا من يحبون؟
لا تتجاهل من أجل الإنسانية لا تتوقف عن النشر ???? والمشاركة.????????#في_غزة_قتلت_الطفولة#غزة_تُباد pic.twitter.com/KMhwKrmgUB — ????????✌????????Hanan Al fashg حنان الفاشق (@han_moh7) May 10, 2025 يا لها من لحظة مؤثرة! بعدما أصرّ الاحتلال على منعهم من المغادرة، جثت سيدة فلسطينية ساجدة شكرًا، إثر سماحهم أخيرًا بسفر أحفادها المرضى لتلقي العلاج خارج قطاع غزة pic.twitter.com/EqT8ryuApA — Tamer | تامر (@tamerqdh) February 5, 2025
أيضا، ارتكب الاحتلال مجزرة عبر قصفه لمدرسة موسى بن نصير، التي تؤوي نازحين في حي الدرج، المتواجد في شرق مدينة غزة، وذلك عقب سلسلة من الغارات العنيفة التي تسببت في دمار كبير في المنطقة، إذ سقط 13 شهيدا في قصف المدرسة، وأصيب 10 آخرون، بعد استهدافهم بطائرتين انتحاريتين.
وفي مخيم جباليا، قد ارتكب الاحتلال كذلك مجزرة، بحق عائلة المقيد، بعد قصف مباشر استهدف منزلها، ما أسفر عن استشهاد 9 من أفراد العائلة، ناهيك عن فقدان آخرين.
إلى ذلك، منذ فجر اليوم الثلاثاء، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي عدّة مجازر وحشية، مُتتالية، في كل من شمال ووسط قطاع غزة المحاصرين، بعد قصفه مراكز إيواء للنازحين، ومنازل مأهولة بالسكان، جلّها موثّق بالصوت والصورة، وأمام مرأى العالم، وصمته، إلّا من احتتاجات صارخة لا تزال تجوب عدد من الدول عبر العالم، بينها عربية، من قبيل: اليمن والمغرب.