لماذا الشعب اليمني دون غيره من الشعوب؟
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
عندما يمتلك أي شعب قيادة حكيمة تحركه على أساس هدى الله ويكون هناك وعي شعبي وترسانة من الإيمان وكذلك غيّرة وغضب، حينها فقط يستطيع الوقوف على قدميه لمواجهة الأعداء، لكن إذا لم يمتلك قائدا وكان الإيمان ضعيفاً والوعي القرآني تحت الصفر حينها سينهار ويتشتت وتختل الصفوف وقد تصل به الحالة إلى الجمود أمام ما يحصل من أحداث مأساوية ،هي سنة إلهية قال تعالى:((وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)).
إن ما حدث في غزة ولايزال يحدث من جرائم وحشية لا نستطيعُ وصفها ولا التعبير عنها، حقًا لا نستطيع؛ من هولها وفظاعتها من قِبل العدو الصهيوني وتسانده أمريكا ومن خلفهما بريطانيا” ثُلاثي الشر” الذين وصفهم الله في القرآن وبيّن نفسياتهم وكيفية التعامل معهم.
حينما برز قائد الأحرار وسيد الثوار، وأعلنت حرب البحر الأحمر كانت جميع الأنظمة والدول لا زالت في مستنقع التخاذل وكأن ما يحدث لا يعنيها، حينئذ حمي وطيس المعركة، واختلط الدم اليمني بالدم الفلسطيني، وأبحر العنف أن اليماني في بحره الأحمر وبحر العرب، وعانقت شجرة البن أشجار الزيتون، ومآذن صنعاء تعانق الأقصى بكل شوق، وبرزت مبادئ محاور المقاومة والجهاد، وبرز تضامن الشعب اليمني رجالًا وأطفالًا ونساء، وصارت المليونية كل نهاية أسبوع حدثاً عظيماً يترقب لحضوره ومشاهدته الملايين من الداخل والخارج ليقولوا بأعلى أصواتهم :يا أهل غزة لستم وحدكم، فمعيّة الله رافقت مشروعهم القرآني الذي غرسه الشهيد القائد في النفس والأذهان، وقيمه الإنسانية والمرؤة والنخوة المتجذرة فيه منذ الأزل، وقيادة ربانية يصف حكمتها الجميع، وتول صحيح لآل البيت، وذوبانهم عشقًا في اتباع منهاجهم، ومواجهة عظمى لطواغيت الأرض-ثلاثي الشر- صاروا أنصارًا لله وللدين، هذا هو ما جعل من شعب الإيمان والحكمة غير كل الشعوب.
إنهُ الشعب الذي يتسلح بثقافة القرآن التي تجعله يحيي ذكرى مولد نبيه الأعظم-صلوات الله عليه وآله- بتلك المشاهد غير المسبوقة في تاريخ الإسلام، هو الشعب الذي تفرد بإحياء يوم دخوله في الإسلام وهو يوم الهوية الإيمانية في جمعة رجب الأولى، هو الشعب الذي يحيي يوم الولاية ويوم القدس وكل هذه المناسبات التي تربيه وتعزز القيم الإيمانية فيه.
ما علينا سوى مواصلة هذا الطريق الذي اخترناه من أجل الجهاد المقدس، أن نقف مع غزة نواسيها وندعمها بما استطعنا وهذا واجب ومسؤولية إيمانية وإنسانية، وأن نُسلم للقيادة التي لا تمل عن تقديم الهُدى لنا ونحمد الله عليها، وأن نتحرك في سبيل الله وحتى إن ذقنا المُّر نتذكر جِراح غزة ودماءها، حينها لن نُبالي بما سيجري لنا، هي واحدة من هاتين إما أن نعيش وننصرُ غزة التي بُح صوتها وهي تُنادي، أو نموتُ شهداء من أجلها، ولا بد بإذن الله أن ينجلي الحزن عن غزة وتسقط إسرائيل وأعوانها وتنتهي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
لماذا يبتلي الله عباده وماذا أعد لهم؟ خطيب المسجد الحرام يجيب
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وأوضح الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام، أن المقصود من البلاء والابتلاء، تكفير السيئات، وتكثير الحسنات، ورفعة الدرجات، وهي ضُروب لا يمكن حصرها، ويعسر استقصاؤها، منها المادية: من ضيق في الرزق، وعلة في البدن، وفقدان للأهل، وهلاك للحرث، ومنها معنوية: من حُزن، وهم، وغَم، وَخَوْفٍ، وَنَحْوِهَا، وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ((مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمْ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٌ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ).
وأفاد بأن الله -جل وعلا- يبتلي عباده ليشعرهم بفقرهم إليه، وحاجتهم له، وعدم استغنائهم عنه، فيهرعون إليه، ويستغيثون به، فيسمع دعاءهم، ويرى تذللهم، ويبصر تضرعهم، فتنقلب المحنة منحة، والبلاء هبة ومنة، والضر عبادة وخضوعًا، وإلا فإن الله غني عن تعذيب عباده {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}، فهنيئًا لمن قابل ذلك بإحسان الظن بربه، فسلم أمره لله، ورضي واسترجع، وأعقب ذلك صدق الالتجاء، وإخلاص الدعاء، فاستحق من الله الرحمة والثناء، ويا خيبة ويا خسارة من قابل ذلك بالتسخط والعصيان، والتمرد والكفران، فباء بغضب من الرحمن.
وبين الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، أنه لا يفهم من ذلك الترغيب في التعرض للبلاء، ولا الحث على تمني الابتلاء - معاذ الله، فإن ذلك من قلة العقل ونقص في الدين، فالمؤمن لا يدري أَيصبر أم يَسْخَط، أَيَشْكُر أم يَكْفُر، والعافية لا يعدلها شيء، ولكن من سَبَق في علم الله أن يلحقه بلاء، وأن يُصاب بابتلاء، فعليه بالصبر والرضا ما استطاع، فإن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
وأفاد بأنه من الابتلاء ما يصيب الناس ويلحقهم من عنت ولأواء، بسبب شدة حر الصيف وزمهرير الشتاء، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا! فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشَّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ»، وإن الصبر فيه على الطاعات والتجلد فيه على القربات مما يعظم الأجر عند رب الأرض والسماوات من جمع وجماعات، وطواف بالبيت أوقات الظهيرات، ومن أجل العبادات القيام على أمن وسلامة وخدمة حجاج بيت الله الحرام، من طرف رجال الأمن وباقي الجهات والهيئات، وبخاصة فيما يستقبل من العشر المباركات، التي تضاعف فيها الحسنات وترفع فيها الدرجات، فاحتسبوا فيها أعمالكم عند ربكم، فإن الأجر على قدر المشقة، متى ما حصلت اتفاقًا، واعلموا أنما هي أيام قلائل تمضي وتنقضي، ويبقى الثواب عند من لا يضيع عنده مثقال ذرة.