حكم الفطر لمسافر وصل إلى مكة صائما ليتقوى على أداء العمرة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اغليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "هل يجوز للمسافر الذي وصل إلى مكة صائما أن يفطر ليتقوى على أداء العمرة؟ فهناك رجلٌ سافر في رمضان قبل الفجر لأداءِ العمرةِ، على أن يمكُثَ في مكَّة ثلاثةَ أيامٍ وفي المدينة مثلَها، ثمَّ إنه نوى الصيام وهو في الطائرةِ وشَرَع فيه، ولمَّا وصل إلى مكَّة أراد أن يتقوى على أداءِ العمرةِ بالفطر، فهل يجوز له ذلك شرعًا؟".
وقالت دار الإفتاء إن مَن سافر سفرًا تُقصر فيه الصلاة فإنه لا تَنْقَطِعُ عنه أحكامُ السَّفرِ ورُخَصُهُ بالإقامة لأقلَّ مِن أربعةِ أيامٍ، ويجوز له إن نَوَى صيام رمضان وشَرَعَ فيه أن يترخَّص بالفطرِ حال سَفَرِه.
فيجوز لمن سافر بنيَّته الإقامة مدةَ ثلاثة أيام أن يُفطِر بعد وصوله لِيَتَقَوَّى على أداء العمرة، ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج.
مِن مظاهر التيسير في الشريعة الإسلامية أنها رخَّصَت الفطرَ في رمضان حال السَّفر، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185].
وقد أجمع الفقهاء على مشروعية التَّرَخُّصِ بالفطر في رمضان لمَن بلغ سَفَرُه في غير معصيةٍ مسافةً تُقصَر فيها الصلاة، كما في "مراتب الإجماع" للإمام ابن حَزْم (ص: 40، ط. دار الكتب العلمية)، و"الإقناع في مسائل الإجماع" للإمام ابن القَطَّان (1/ 229، ط. الفاروق الحديثة)، وذلك على تفصيلٍ بينهم في تقدير هذه المسافة، والمفتى به أنَّها لا تَقِلُّ عن مرحلتَيْن، وتُقَدَّران بنحو ثلاثةٍ وثمانين كيلومترًا ونصف الكيلومتر.
ومِن المقرَّر شرعًا أنَّ الرُّخصَ منوطةٌ بأسبابها، فلا تثبُت إلا بتحقُّقِها، ولا تُرفَعُ إلا بزوالها، وما دام السبب قائمًا يَبْقَى الترخُّصُ مباحًا، فإذا انقطع السببُ بثبوت الإقامة في حق المكلَّف يَنقطع -تبعًا لذلك- الترخُّصُ الذي كان مِن أجْله.
قال الإمام الشَّاطِبِي في "الموافقات" (1/ 468، ط. دار ابن عفان): [إن شرعيَّة الرُّخص جزئيَّة يُقتَصَرُ فيها على مَوضِعِ الحاجَة، فإن المصلِّي إذا انقطع سَفَرُه وَجَبَ عليه الرجوع إلى الأصل مِن إتمام الصلاةِ وإلزام الصومِ] اهـ.
الإقامة في حق المسافر لغير وطنهمن المقرر شرعًا عند فقهاء المذاهب الأربعة أنَّ إقامة ثلاثة أيامٍ -في حقِّ مَن سافر لغير وطنه- لا تُخرج صاحبها عن حكم المسافر؛ لأن هذه المدة داخلة في القدر المتفق عليه فيما بينهم في الزمن المعتبر الذي لا ينقطع عن المسافر به أحكامُ السَّفَرِ؛ لحديث العَلَاءِ بْنِ الحَضْرَمِيِّ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «ثَلَاثٌ لِلْمُهَاجِرِ بَعْدَ الصَّدَرِ» متفقٌ عليه.
وقال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (9/ 122، ط. دار إحياء التراث العربي): [واستدل أصحابنا وغيرهم بهذا الحديث على أنَّ إقامة ثلاثةٍ ليس لها حكم الإقامة، بل صاحِبُها في حكم المسافرِ، قالوا: فإذا نوى المسافرُ الإقامةَ في بلدٍ ثلاثةَ أيامٍ غير يومِ الدخولِ ويومِ الخروجِ، جاز له الترخُّص برُخَصِ السفر مِن القصر والفطر وغيرهما مِن رُخَصِهِ، ولا يصير له حكم المقيم] اهـ.
وقال الحافظ ابن حَجَرٍ العَسْقَلَانِي في "فتح الباري" (7/ 267، ط. دار المعرفة): [ويُسْتَنْبَطُ مِن ذلك: أنَّ إقامةَ ثلاثةِ أيامٍ لا تُخرج صاحِبَها عن حكم المسافر] اهـ.
وهذا ما تواردت عليه نصوص الفقهاء:
قال الإمام علاء الدين الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 97، ط. دار الكتب العلمية): [وأمَّا بيان ما يصير المسافر به مقيمًا: فالمسافر يصير مقيمًا بوجود الإقامة، والإقامة تَثْبُتُ بأربعة أشياء: أحدها: صريح نية الإقامة، وهو أن ينوي الإقامةَ خمسة عشر يومًا في مكانٍ واحدٍ صالحٍ للإقامة] اهـ، فأفاد أن السَّفر ينقطع عند الحنفية بإقامة خمسة عشر يومًا مع اليوم الذي يخرج فيه المسافر.
وجاء في "المدونة" في فقه الإمام مالك (1/ 207، ط. دار الكتب العلمية): [والمسافِرُ في البَرِّ والبَحر سواءٌ، إذا نوى إقامةَ أربعة أيام أتمَّ الصلاة وصام] اهـ.
وقال الإمام أبو عبد الله المَوَّاق المالكي في "التاج والإكليل" (2/ 503، ط. دار الكتب العلمية): [(ونية إقامةِ أربعةِ أيامٍ صِحَاحٍ) مِن "المدونة": إذا أجمع المسافرُ في بَرٍّ وبحرٍ على مُقام أربعةِ أيامٍ بلياليهن أَتَمَّ الصلاةَ وصَامَ حتى يظعن مِن مكانه. قال ابن القاسم في "العتبية": يُلْغِي يومَ دخوله ولا يَحْسِبُهُ] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين" (1/ 384، ط. المكتب الإسلامي): [ولو نوى إقامة ثلاثةِ أيامٍ فأقلَّ، لَم يَصِرْ مقيمًا قطعًا، وإن نوى أكثرَ مِن ثلاثةٍ، قال الشافعي وجمهور الأصحاب: إن نوى إقامة أربعة أيام صار مقيمًا. وذلك يقتضي أنَّ نية دون الأربعة لا تَقطَع السَّفرَ وإن زاد على ثلاثةٍ، وقد صرَّح به كثيرون] اهـ.
وقال الإمام ابن قُدَامَة الحنبلي في "المغني" (2/ 212، ط. مكتبة القاهرة): [وإذا نوى المسافرُ الإقامةَ في بلدٍ أكثرَ مِن إحدى وعشرين صلاةً، أَتَمَّ) المشهور عن أحمد رحمه الله: أنَّ المدَّةَ التي تُلزِمُ المسافرَ الإتمامَ بنيةِ الإقامةِ فيها، هي ما كان أكثرَ مِن إحدى وعشرين صلاةً. رواه الأَثْرَمُ والمَرْوَذِيُّ وغيرُهما، وعنه: أنه إذا نوى إقامة أربعة أيامٍ أَتَمَّ، وإن نوى دونها قَصَرَ.
وهذا قول مالكٍ والشافعي وأبي ثور.. ويُرْوَى هذا القولُ عن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه] اهـ.
ويظهر من هذه النصوص السابقة أن المدة المذكورة في السؤال -وهي الثلاثة أيام- لا تقطع حكم السفر باتفاق.
حكم الفطر للمسافر الذي وصل إلى مكة صائما ليتقوى على أداء العمرةأمَّا إرادة المسافر للعمرة الفِطرَ ليَتَقَوَّى على أدائها بعد أن نوى الصيام وأَمْسَكَ عن المُفَطِّرَات حتَّى وصل إلى مكَّة -كما ورد في السؤال- فهو أمرٌ مختلَفٌ فيه بين الفقهاء، والمختار للفتوى: أنه يجوز للمسافر إذا نوى الصيام في ابتداء سفرِه أن يُفطِرَ دون الحاجة لعذرٍ غير عذر السَّفَر، ولا كفارة عليه في ذلك ولا حرج؛ لما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سافر صائمًا في فتح مكَّة ثمَّ أفطر، وكان ذلك في رمضان.
فعن عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ غَزَا غَزْوَةَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ»، وقال: «صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْكَدِيدَ -الْمَاءَ الَّذِي بَيْنَ قُدَيْدٍ وَعُسْفَانَ- أَفْطَرَ، فَلَمْ يَزَلْ مُفْطِرًا حَتَّى انْسَلَخَ الشَّهْرُ» أخرجه الشيخان.
وقال الحافظ ابن حَجَرٍ العَسْقَلَانِي في "فتح الباري" (4/ 181): [واستُدِلَّ به على أنَّ للمرء أنْ يُفطر ولو نوى الصيام مِن الليل وأصبح صائمًا، فله أن يفطر في أثناء النهار، وهو قول الجمهور، وقطع به أكثر الشافعية] اهـ.
وجواز الفِطرِ للمسافر إن نوى الصيام وشرع فيه حال سفره هو ما ذهب إليه الإمام ابن المَاجِشُون مِن المالكية، والشافعية في المعتمد، والحنابلة.
وقال العلامة شمس الدين الحَطَّاب المالكي في "مواهب الجليل" (2/ 445، ط. دار الفكر): [وإنْ شَرَع في السفر قَبْل الفجر فلا شك أنه يجوز له تَبْيِيتُ الفطر، والصومُ أفضل، فإنْ بَيَّت الصومَ، فهل يجوز له بعد ذلك الفطر؟ قولان: المشهور والأصح أنه لا يجوز له الفطر، والله أعلم] اهـ.
وقال أيضًا (2/ 447): [فتحصل مِن هذا: أن مسائل الفطر للمسافر خمس مسائل.. الرابعة: إذا بَيَّت الصيامَ في السفر، هل يجوز له الفطر أم لا؟ المشهور: أنه لا يجوز له الفطر، وقال ابن المَاجِشُون: يجوز له الفطر، نَقَلَه في "التوضيح"] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين" (2/ 369-370): [ولو أصبح صائمًا في السفر، ثم أراد الفطر، جاز. وفيه احتمالٌ لإمام الحرمين وصاحب "المهذب": أنه لا يجوز. وإذا قلنا بالمذهب، ففي كراهة الفطر وجهان.
قلت: هذا الاحتمال الذي ذكراه، نص عليه الشافعي رضي الله عنه في "البويطي"، لكن قال: لا يجوز الفطر إن لَم يَصِحَّ الحديثُ بالفطر. وقد صَحَّ الحديثُ. والله أعلم] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 423، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(لو أصبح المسافرُ صائمًا) يترخَّص.. (ولَم يُكْرَه) له الترخُّص في ذلك، وترجيح عدم الكراهةِ مِن زيادته وهو ما في "المجموع"، ويُشترط في جواز الترخص نيَّتُه] اهـ.
وقال الإمام ابن قُدَامَة الحنبلي في "المغني" (3/ 118): [وإنْ نوى المسافرُ الصومَ في سفره، ثم بَدَا له أنْ يُفطر، فَلَهُ ذلك.. لنا: حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما، وهو حديثٌ صحيحٌ متفقٌ عليه.. وهذا نصٌّ صريحٌ لا يعرج على مَن خالَفَه] اهـ.
وقال العلامة شرف الدين الحَجَّاوِي الحنبلي في "الإقناع" (1/ 307، ط. دار المعرفة): [ومَن نَوَى الصوم في سفرٍ فله الفطر] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الکتب العلمیة ى على أداء العمرة اهـ وقال الإمام رضی الله عنه قال الإمام فی رمضان لا یجوز ة ثلاثة مقیم ا صائم ا ى الله
إقرأ أيضاً:
فضل الحج وثوابه.. 14 فائدة لمن يحج في الدنيا والآخرة |الأزهر يوضحها
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد رغب الشرع الحنيف في أداء فريضة الحج ترغيبًا أكيدًا، أوجبه على من استطاعه، فهو من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ بِاللَّهِ»، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ أَوْ عُمْرَةٌ» [أخرجه النسائي]، والحج المبرور: هو الحج الذي لا يخالطه إثم.
وأضاف مركز الازهر للفتوى فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه كما أن الحج سبب لغفران الذنوب: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». [أخرجه البخاري ومسلم]
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجِّ الْمَبْرُورِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ». [أخرجه الترمذي]
والحج كالجهاد فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي جَبَانٌ، وَإِنِّي ضَعِيفٌ. قَالَ: «هَلُمَّ إِلَى جِهَادٍ لَا شَوْكَةَ فِيهِ، الْحَجُّ». [أخرجه عبد الرزاق، والطبراني]
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُرَى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ، أَفَلاَ نُجَاهِدُ؟ قَالَ: «لَكِنَّ أَفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ» [أخرجه البخاري].
فوائد وفضائل الحج الدينية
1- تحقيق الإخلاص لله -عز وجل- في النفس الإنسانيّة؛ فحين يرتدي الحاجّ لباس الإحرام، ويتجنّب ما يُظهر الترف والتزيُّن، فإنّ معاني الخشوع، والخضوع، والتذلُّل لله -سبحانه- تظهر بذلك؛ لِينال رحمته، ومغفرته.
2- شُكْر الله -تعالى- على ما مَنّ به على عباده من النِّعَم التي لا تُحصى، ومِن أجلّها نعمتا الصحّة، والمال؛ فالحاجّ يُجهد نفسه، ويُنفق ماله؛ في سبيل تحقيق القُرب من الله -سبحانه-؛ ولهذا فإنّ شُكر الله واجبٌ على المسلم.
3- أداء ما أوجبته الشريعة على المسلم من الأركان والفرائض التي يحبّها الله ويرضاها لعباده؛ فالحجّ رُكنٌ من أركان الإسلام، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ».
4- التدريب على مجاهدة النفس؛ ولذلك عدّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الحجّ من الجهاد في سبيل الله، ويدلّ على ذلك ما ثبت في الصحيح من أنّه أجاب أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حينما سألته عن الجهاد في حَقّ المرأة: «نعَم، عليهنَّ جِهادٌ، لا قتالَ فيهِ: الحجُّ والعُمرَةُ»
5- نَيْل الأجر العظيم على أداء الحجّ المَبرور المُؤدّى على الوجه المشروع، إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: «سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ».
6- إظهار شعائر الله -سبحانه-، وتعظيمه بأعمال الحجّ، كالتلبية، والذِّكْر، والطواف، والوقوف بعرفة، والسَّعي بين الصفا والمروة، وغير ذلك من المَناسك.
7- تربية النفس الإنسانيّة، وتهذيبها، وتجديد الإيمان فيها، وتجديد العهد مع الله -سبحانه-؛ بالتزام أوامره، والتوبة إليه من الذنوب والمعاصي.
8- أداء أحبّ الأعمال إلى الله، كما ثبت في الصحيح عن الصحابيّ أبي هريرة -رضي الله عنه-: «سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيُّ الأعْمَالِ أفْضَلُ؟ قالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: جِهَادٌ في سَبيلِ اللَّهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ».
9- مغفرة جميع الذنوب والمعاصي، وإزالة ما عَلِق بالنفس منها؛ إذ أخرج الإمام مسلم في صحيحه أنّ النبيّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: «أما عَلِمْتَ أنَّ الإسْلامَ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ؟ وأنَّ الهِجْرَةَ تَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَها؟ وأنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ؟»، كما ورد قوله - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: «تابعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذنوبَ كما يَنفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ والذهبِ والفضةِ وليسَ للحجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ دونَ الجنةِ».
10- الدعوة إلى سبيل الله؛ فالحجّ من أعظم الوسائل لنَشر الدعوة الإسلاميّة، وفرصةٌ للدُّعاة في امتثالهم أفضل أساليب الدعوة، وأكثرها نَفْعاً، وتأثيراً.