برقية أمريكية مسربة: اجتياح رفح سيكون له عواقب إنسانية كارثية
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
نشر موقع "إنترسبت" الأمريكي تقريرًا تحدث فيه عن تسريبات لبرقية دبلوماسية أمريكية كشفت عن ضغوط الحكومة الإسرائيلية على الولايات المتحدة لمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن برقيّة دبلوماسيّة أرسلتها السفارة الأمريكيّة في إسرائيل الإثنين تقدّم تقييمًا صريحًا للغاية للوضع الإنساني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وتحذّر البرقية، التي كتبها مسؤولون في مكتب المساعدة الإنسانية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، من الآثار المحتملة للغزو البري الإسرائيلي الشامل لرفح، حيث نزح حوالي 1.5 مليون فلسطيني جنوبًا للاحتماء من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وحسب هذه البرقية، فإن التصعيد المحتمل للعمليات العسكرية في رفح جنوب القطاع غزة قد يؤدي إلى عواقب إنسانية كارثية، بما في ذلك سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، ونزوح أعداد كبيرة من السكان، وانهيار الإغاثة الإنسانية الحالية. وقد حذّرت العديد من الجهات الفاعلة في مجال الإغاثة فريق الاستجابة التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المشرق العربي.
وورد في البرقية أنه من المرجّح أن يؤدي الهجوم على رفح إلى منع دخول ونقل الوقود والمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في جميع أنحاء القطاع، مما يجعل البنية التحتية الحيوية غير صالحة للعمل ويترك الناس في غزة دون طعام وماء ودواء ومأوى.
ورغم تسليط الضوء على عواقب الغزو البري الإسرائيلي لرفح، إلا أن البرقيّة تتضمن أيضًا تحذيرًا أكثر دقة. فقد تجاوزت رفح نقطة الأزمة - حيث بدأت القنابل الإسرائيلية تنهمر عليها بالفعل.
وأضاف الموقع - نقلًا عن البرقية - أنه اعتبارًا من منتصف شباط/ فبراير أبلغت الجهات الفاعلة في مجال الإغاثة عن تصاعد الذعر وزيادة انهيار النظام الاجتماعي في رفح وسط تصاعد القصف الجوي.
ويشدد البيان على أن النظام الصحي في غزة في حالة مزرية بالفعل مؤكدًا أن تأثير الأعمال العدائية أدى إلى استنزاف قدرة النظام الصحي في غزة إلى ما هو أبعد من طاقته.
اُرسلت هذه البرقية، المصنفة على أنها "حساسة ولكنها غير سريّة"، صباح الإثنين من مكتب الشؤون الفلسطينية بالسفارة الأمريكية في القدس إلى مسؤولي وزارة الخارجية في واشنطن، مع إرسال نسخ إلى مجلس الأمن القومي، ووزير الدفاع، ووكالة المخابرات المركزية.
وتأتي البرقية في الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات لإدارة بايدن لمعارضة الهجوم الإسرائيلي على رفح، وتنسيق وقف إطلاق النار في الحرب التي شهدت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر سقوط آلاف الضحايا الفلسطينيين.
"لا توجد خيارات إخلاء قابلة للتطبيق"
وأفاد الموقع بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر الجيش في 9 شباط/ فبراير بإعداد خطط إخلاء لرفح تحسبًا لهجوم بريّ، ولكن لا يوجد مكان يذهب إليه المدنيون، وهو ما تم الاعتراف به في البرقية الدبلوماسية.
وجاء في البرقية الدبلوماسية: "في الوقت الحاضر، يبدو أنه لا توجد خيارات قابلة للتطبيق لإجلاء 1.5 مليون نسمة في رفح".
وتشير البرقية إلى أن أكثر من نصف الفلسطينيين في قطاع غزة يقيمون حاليًا في ضواحي رفح، التي تستوعب الآن أكثر من سبعة أضعاف عدد سكانها الطبيعي، وتغطي محافظة رفح حوالي 25 ميلا مربعا، وهي مساحة تقول البرقية إنها تقريبا نفس مساحة مدينة سيراكيوز في نيويورك، التي يبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة.
وأوضح الموقع أن البرقية تؤكد قيام الجيش الإسرائيلي بفحص وتجريد النازحين من معظم ممتلكاتهم في محافظة خان يونس جنوب غزة وأن الفلسطينيين "أمضوا أشهرًا" في الحصول على الضروريات الأساسية في رفح مثل البطانيات.
وبينما يرغب بعض الأشخاص في القيام بالرحلة الخطيرة للعودة إلى مناطق شمال غزة، من المرجح أن يبقى جزء كبير من المقيمين في رفح خلال العملية العسكرية المحتملة، بما في ذلك كبار السن والنازحين المنهكين وذوي القدرة المحدودة على الحركة، وذلك بسبب عدم وجود بدائل قابلة للتطبيق مما يزيد من خطر وقوع إصابات جماعية.
"العالم يريدنا أن نموت"
قد يكون للهجوم البري الشامل في رفح عواقب مدمرة على المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة. فمنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لم يعد لدى قطاع غزة سوى معبرين حدوديين قيد الخدمة كلاهما في رفح. وتقع رفح على حدود شبه جزيرة سيناء ولها معبر مع مصر، بالإضافة إلى معبر مع إسرائيل يسمى كرم أبو سالم.
وأشار الموقع إلى أن مؤلفي البرقية كتبوا في أحد أقسامها بعنوان "هجوم رفح لوقف جميع المساعدات الإنسانية لغزة"، أن "عملية عسكرية في رفح قد تقيّد المساعدات الإنسانية من دخول المحافظة وتمنع الجهات الفاعلة في مجال الإغاثة المتمركزة في رفح من الوصول إلى الناس في المناطق الأخرى من القطاع".
وتتعرض رفح بالفعل للقصف الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع. وفي أعقاب مجموعة من الغارات الجوية الإسرائيلية في رفح التي أسفرت عن مقتل 13 شخصًا على الأقل في شباط/فبراير، قالت إدارة بايدن إن ذلك لا يشكل "هجومًا واسع النطاق". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر: "في تقييمنا، هذه الغارة الجوية ليست بداية هجوم واسع النطاق في رفح"، مضيفًا أن الإدارة لا تؤيّد القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق هناك في المستقبل.
وأفاد الموقع بأن الولايات المتحدة لا تعلم متى قد تتم العملية واسعة النطاق، إذ تشير البرقية إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تحدد جدولًا زمنيًا للعملية العسكرية المحتملة اعتبارًا من الأول من آذار/مارس.
وورد في البرقية نقلًا عن شركاء المساعدة على الأرض في غزة، الذين حذّر أحدهم من أن العبور من رفح أصبح صعباً وخطيراً بسبب الطرق المزدحمة للغاية: "لاحظ شريك آخر اليأس بين موظفيه الذين أفادوا بأن العالم يريدنا أن نموت".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة رفح فلسطيني الهجوم هجوم فلسطين غزة رفح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات الإنسانیة فی البرقیة قطاع غزة فی غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
انهيار 3 مبانٍ وغرق آلاف الخيام في غزة وسط أمطار غزيرة وأزمة إنسانية حادة
أكد الدفاع المدني في قطاع غزة يوم الخميس انهيار ثلاثة مبانٍ في مدينة غزة نتيجة الأمطار الغزيرة المصاحبة للمنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة، دون وقوع إصابات، وحذر من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط.
وأضاف المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن آلاف الخيام غُمرت بالمياه منذ فجر الأربعاء، وأن فرق الطوارئ تلقت خلال 24 ساعة أكثر من 2500 نداء استغاثة من نازحين يواجهون أوضاعًا إنسانية قاسية نتيجة انعدام مقومات الحياة وتراجع الخدمات الأساسية بفعل الحصار الإسرائيلي.
ويؤثر المنخفض الجوي على فلسطين منذ فجر الأربعاء، ترافقه كتلة هوائية باردة أدت إلى انخفاض ملموس في درجات الحرارة وتساقط زخات غزيرة على مختلف المناطق، مع تزايد مخاطر الانهيارات نتيجة وجود مئات المنازل المدمرة جزئيًا أو الآيلة للسقوط نتيجة القصف الإسرائيلي خلال الحرب في قطاع غزة.
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الجمعة بأن الولايات المتحدة طالبت تل أبيب بتحمل تكاليف إزالة الأنقاض من غزة، وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على دفع تكاليف العملية الهندسية الضخمة التي قد تتجاوز مليار دولار، على أن تبدأ بإخلاء منطقة في رفح جنوبي القطاع تمهيدًا لإعادة الإعمار.
وأشار المصدر إلى أن إزالة الأنقاض تُعد شرطًا أساسياً لبدء أعمال إعادة الإعمار ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة، مع رغبة واشنطن في تحويل رفح إلى نموذج ناجح لإعادة تأهيل القطاع وجذب السكان قبل البدء في إعادة بناء المناطق الأخرى لاحقًا.
اندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 عندما أعلنت حركة “حماس” بدء عملية “طوفان الأقصى”، وردّت إسرائيل بإعلان حالة الحرب وشنّ حملة عسكرية واسعة النطاق شملت قصفًا مكثفًا وعمليات برية داخل القطاع، ما أدى إلى كارثة إنسانية واسعة. وأسفرت جهود الوساطات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مصر وقطر بدعم أمريكي، عن التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر شمل وقف العمليات وإدخال مساعدات عاجلة وإطلاق دفعات من المحتجزين.