لبنان ٢٤:
2025-06-24@19:30:00 GMT
أميركا تُريد إنهاء الحرب... هل تُعطي مقابلاً لـحزب الله؟
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
في الزيارة الأخيرة التي قام بها الموفد الرئاسيّ الأميركيّ آموس هوكشتاين إلى لبنان، تبيّن أنّ همّ إدارة الرئيس جو بايدن، هو العمل بكلّ قوّة على عدم توسّع رقعة الحرب الدائرة في غزة، إلى لبنان. وهذا الأمر أصبح واضحاً بحسب العديد من المراقبين للوضع الأمنيّ، بعد فشل التوصّل لاتّفاق بين الحكومة الإسرائيليّة والفصائل الفلسطينيّة، برعاية قطريّة ومصريّة وأميركيّة، وسط خشية واشنطن من تمدّد النزاع إلى أبعد من الحدود الجنوبيّة اللبنانيّة.
وحاليّاً، هناك تهديدات إسرائيليّة متزايدة للبنان و"حزب الله"، لإبعاد مقاتلي "المقاومة الإسلاميّة" إلى شمال الليطاني، كيّ يعود المستوطنون إلى مدنهم وقراهم. واللافت أنّ هوكشتاين في الزيارة الأخيرة إلى لبنان، قدّم سلّة من الإقتراحات، ليست متعلّقة فقط بوقف إطلاق النار في الجنوب، وإنمّا بإيجاد طريقة فعالة لتطبيق القرار 1701 من الجانبين اللبنانيّ والإسرائيليّ، إضافة إلى حلّ ملف رئاسة الجمهوريّة.
وفي هذا السياق، أعلن نائب الأمين العامّ لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عن تشدّد محور "الممانعة" أكثر بترشّيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيّة، ما رأى فيه البعض أنّه رسالة إلى الداخل والخارج، عن رفض المبادرات التي تُطرح، وخصوصاً بما يتعلّق بانتخاب رئيس وسطيّ، لا يحمي "ظهر المقاومة".
ولأنّ الإدارة الأميركيّة أمست مقتنعة بأنّ أيّ هدنة في غزة لن يتأثّر فيها بالضرورة لبنان، وقد يستمرّ القصف المتبادل بين "حزب الله" وإسرائيل، وهذا ما حذّر منه هوكشتاين بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، يبدو أنّ الموفد الأميركيّ حمل معه بعض المقترحات، التي يُمكن أنّ تكون مكاسب لـ"الثنائيّ الشيعيّ"، مثل انسحاب مقاتلي "الحزب" بعض الكيلومترات عن الحدود الجنوبيّة، مقابل وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيليّ، ودعم مرشّح "الممانعة" لرئاسة الجمهوريّة.
ويقول مراقبون إنّ الإدارة الأميركيّة لم تعدّ تُسيطر على "جنون" رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو، والأخير عازمٌ على الدخول إلى مدينة رفح، للتخلّص من تهديد "حماس"، ما سيضع المنطقة على فوهة بركان مُتفجّر، وإشتداد المواجهات في جنوب لبنان.
ويُشير المراقبون إلى أنّ هوكشتاين يُريد إراحة الإسرائيليين بأيّ ثمن، حتّى لو تطلب الأمر من إدارته في واشنطن، تقديم تنازلات سياسيّة لـ"حزب الله"، فالوضع في الجنوب قد يبقى متوتّراً لأشهر عديدة، وهناك مخاوف أميركيّة جديّة من أيّ هفوة من قبل "الحزب" أو إسرائيل، تُعطي الذريعة لأحدهما بتوسيع المعارك.
وكما يبدو الآن، فإنّه من الصعب التوصّل لهدنة في غزة، وحتّى لو اتّفقت "حماس" وإسرائيل برعاية خارجيّة في وقتٍ لاحقٍ، فإنّ هذا لا يعني وفق المراقبين أنّ الحرب ستنتهي، فتل أبيب تُريد تحقيق كامل الأهداف التي وضعتها، ونتنياهو لا يُصغي إلى التحذيرات الغربيّة الداعية إلى عدم الهجوم على رفح، ولا يزال ينوي جرّ أطراف أخرى إلى النزاع وفتح جبهات جديدة، كيّ يبقى على رأس السلطة السياسيّة.
ويقول المراقبون إنّ واشنطن أصبحت تفصل بين ملفيّ غزة ولبنان، وهي تعمل من جهّة على تقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن جهّة ثانيّة، تبحث عن إيجاد حلولٍ لإبعاد "حزب الله" عن الحرب، إذا استمرّت المعارك في غزة.
ويوضح المراقبون أنّ هوكشتاين حائر بين موقف لبنان الرسميّ الداعي لقيام إسرائيل بتطبيق القرار 1701، وبين شرط "حزب الله" بوقف الحرب في غزة وتوقّف العدوّ عن قصف المناطق الجنوبيّة، كيّ يتقيّد بأيّ إتّفاق تهدئة. ويُتابع المراقبون أنّ المعارضة النيابيّة التقت بالموفد الأميركيّ، وشرحت له وجهة نظرها، وأهميّة عدم إعطاء "الحزب" ما يُعزّز دوره في الداخل، على حساب السيادة اللبنانيّة، فإذا قدّمت واشنطن تنازلات سياسيّة لـ"الممانعين"، فإنّه هذا الأمر يتعارض مع المواقف الأميركيّة السابقة.
وبانتظار الردّ الإسرائيليّ على المقترحات التي سمعها هوكشتاين في لبنان، من الواضح أنّ هناك رغبة أميركيّة بإعادة الهدوء والإستقرار إلى المنطقة الحدوديّة الجنوبيّة، وهذا لا يتحقّق من دون أنّ تضمن واشنطن مكاسب لكلّ من "حزب الله" وإسرائيل، على حدٍّ سواء. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجنوبی ة حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
تصاعد المخاوف من ربط لبنان بتداعيات الحرب
التصعيد العسكري متواصل بين إسرائيل وإيران، والمعركة لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات في ظلّ تعثّر الحلّ الدبلوماسي، فيما كان التطور الأخطر متمثلاً باستهداف الولايات المتحدة الأميركية لـ3 منشآت نووية إيرانية وهي نطنز، فوردو وأصفهان. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنَّ مواقع إيران النووية الرئيسية "دمرت بالكامل" من جراء الهجمات الأميركية، محذراً إيران من "الرد على الهجمات".وفي كلمة له من البيت الأبيض، فجر الأحد، عقب الضربات الأميركية، قال ترامب إن على إيران أن تختار بين "السلام أو المأساة". وفي الساعات الماضية، وسّع إسرائيل وإيران دائرة أهدافهما، وصعّدا هجماتهما، حيث واصلت طهران القصف الصاروخي على مواقع إسرائيلية، معلنة إسقاط عشرات المسيّرات، فيما استكملت تل أبيب عملية "الأسد الصاعد" ضد الأهداف الإيرانية. لبنانياً، تصب كل تحركات ومواقف لبنان الرسمي حتى اليوم، تحت عنوان واحد وفي اتجاه وحيد، هو ابعاد بلبنان عن الحرب الإسرائيلية - الإيرانية والعاصفة الإقليمية في الأجواء لاسيما في ظل شبه الاجماع على أن لبنان دفع ما يكفي من فواتير حروب الآخرين، ولم ينهض بعد أصلا من آخر حرب لكي يقحم نفسه في صراع جديد وكبير. ولعل ما بدأ يفاقم القلق على تأثر لبنان بتداعيات الحرب هو الارتباط الذي صار واضحاً وثابتاً للواقع السياسي والأمني والعسكري ناهيك عن التداعيات الاقتصادية في لبنان بحالة الترقب السائدة لمجريات الحرب. وكتبت "النهار": نظرت أوساط سياسية معنية بكثير من الحذر والريبة إلى تصاعد الانقسامات السياسية في لبنان على خلفية الموقف اللبناني من الحرب ولو ان ظاهر الامور لا يعكس كثيرا هذا الانقسام بفعل التهوين او التقليل منه على السنة اركان السلطة، اذ ان ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة بدأ بمثابة مؤشر أولي إلى احتمال ان تشهد الحكومة تباعا انعكاسات وترددات أوسع على خلفية اشتداد الضغط لنزع سلاح حزب الله من جهة وتنامي نبرة دعم الحزب لايران من جهة مقابلة. الأوساط نفسها لا تخفي خشيتها من افتعالات مدسوسة قد يتعرض لها الجنوب كلما تعاظم التصعيد في الحرب الاسرائيلية الإيرانية لتوريط لبنان في الحرب. ولذا، بدأت الأوساط تثير سؤالاً جوهريا مفاده متى تقرر السلطة نزع البلاد من خطر الانتظار وربط مصيرها بمصير مجريات الحرب ولو عن غير نية او قصد لان هذا الربط صار امراً واقعا ولا شيء يزيله إلا قرار محلي رسمي سياسي حاسم ببرمجة أولويات تحييد لبنان وفي مقدمها نزع سلاح حزب الله؟ وجاءت المعلومات عن اغتيال أحد أبرز مرافقي الأمين العام الأسبق لحزب الله، السيد حسن نصرالله "أبو علي" والمعروف بـ"درع السيد"، في غارة إسرائيلية استهدفت موقعًا حساسًا في العاصمة الإيرانية طهران لتزيد في صورة ربط لبنان بتداعيات الحرب حتى من باب الاغتيالات الجارية في ايران. ووفقًا لما تم تداوله من معلومات، فإن الغارة، التي نُفذت ضمن سلسلة الهجمات الإسرائيلية المكثفة على أهداف إيرانية خلال الأيام الماضية، قد استهدفت اجتماعًا أو مقرًا يضم شخصيات قيادية من جنسيات مختلفة، من بينها شخصيات لبنانية وعراقية على ارتباط بمحور المقاومة. وهناك معلومات أولية بأن نجل المرافق ابو علي قضى في الغارة كذلك، فيما قالت معلومات أخرى إنّ الغارة أدت ايضا إلى اغتيال القيادي في حركة كتائب سيد الشهداء العراقية حيدر الموسوي وشخصية لبنانية ثالثة. مواضيع ذات صلة أسعار النفط تهبط مع تصاعد مخاوف الرسوم الجمركية Lebanon 24 أسعار النفط تهبط مع تصاعد مخاوف الرسوم الجمركية