تركيب وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل بالوحدة النووية الأولى بالضبعة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
شهد اليوم الجمعة بدء تركيب الجزء الأول من وعاء الاحتواء الداخلي لمبني المفاعل بالوحدة النووية الأولى بمشروع المحطة النووية بالضبعة من قبل المختصين والخبراء من شركة أتوم ستروي إكسبورت المقاول العام للمشروع.
ويعد وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل أحد أهم العناصر الهندسية المميزة للوحدات النووية التي يتم إنشاؤها في موقع الضبعة والذي يعمل على ضمان تحقيق الأمان النووي المنشود؛ حيث ستتضح معالم الشكل النهائي لوعاء الاحتواء الداخلي عند اكتمال تركيبه والذي يتمثل في هيكل أسطواني من الخرسانة المسلحة ذات قبة نصف كروية والذي يضم بداخله المفاعل النووي ومعدات الدائرة الأولية للمحطة النووية.
جدير بالذكر أن الطبقة الأولي من وعاء الاحتواء الداخلي لمبني المفاعل يتكون من 12 شريحة، يتراوح وزن كل منها ما بين 60 إلى 80 طنًا؛ ومن المخطط أن يتم تركيب الطبقة الأولى لوعاء الاحتواء الداخلي لمبني المفاعل على أربعة مراحل؛ هذا وقد قام المختصين والخبراء من شركة أتوم ستروي إكسبورت وبإشراف وتعاون من قبل المهندسين والمختصين بهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء يوم الجمعة الموافق 08/03/2024 بتركيب الشرائح الثلاثة الأولى بعد أن تم الانتهاء من كافة الأعمال التحضيرية اللازمة.
وصرح الدكتور محمد دويدار، مدير مشروع المحطة النووية بالضبعة -هيئة محطات النووية لتوليد الكهرباء "لقد شهدنا بدء أعمال التركيب لوعاء الاحتواء الداخلي للوحدة النووية الأولى كجزء من التقدم المستمر لأعمال الإنشاء التي يتم تنفيذها في موقع المحطة النووية بالضبعة وذلك عن طريق التعاون المستمر بين فريقي العمل المصري المتمثل في هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء – الجهة المالكة - والروسي المتمثل في شركة أتوم ستروي إكسبورت، كما اكد سيادته أننا نتطلع إلى النجاح في إنجاز الاعمال المتعلقة بالمراحل اللاحقة المقرر تنفيذها في العام الحالي.
من جانبه أكد أليكسي كونونينكو، نائب رئيس شركة أتوم ستورى إكسبورت ومدير مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة: " إن بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل يعد أحد الأحداث الرئيسية لمشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة المخطط إنجازها في عام 2024، ومؤشرًا واضحًا على التقدم تنفيذ أعمال الإنشاء في المشروع" وأضاف كونونينكو: "إن هذا الحدث يعتبر خطوتنا القادمة فيما يخص إنشاء أول محطة نووية في إفريقيا كما يعكس التقدم المنهجي نحو الريادة العالمية في مجال الطاقة النووية، وإن تحقيق هذا الحدث الهام يأتي نتيجة العمل الجاد والشاق لفرق العمل من كلا الجانبين المصري والروسي في ظل مناخ يسوده التعاون والاستقرار والتفاهم المشترك"
لمحة تاريخية عن مشروع المحطة النووية بالضبعة
وتعد المحطة النووية بالضبعة هي أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في مصر، ويتم بناؤها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة. وتتكون المحطة النووية بالضبعة من أربع وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، مزودة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200 من الجيل الثالث المُطور، التي تعد أحدث التقنيات، ولها بالفعل محطات مرجعية تعمل بنجاح؛ فهناك أربع وحدات للطاقة النووية قيد التشغيل من هذا الجيل، وهي موزعة كالآتي: مفاعلان في محطة نوفوفورونيش للطاقة النووية ومفاعلان في محطة لينينجراد للطاقة النووية كما تم تشغيل وحدتي طاقة تابعتين لمحطة الطاقة النووية البيلاروسية خارج روسيا.
ويتم بناء المحطة النووية بالضبعة وفقًا لمجموعة العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017؛ والتي بموجبها ووفقًا للالتزامات التعاقدية، لن يقوم الجانب الروسي ببناء المحطة النووية فحسب، بل سيتعين عليه أيضًا توريد الوقود النووي طوال فترة العمر التشغيلي للمحطة النووية بالضبعة كما سيقدم المساعدة للشركاء المصريين في تدريب الموظفين ودعمهم أثناء مرحلة التشغيل والصيانة خلال السنوات العشر الأولى من تشغيل المحطة. فضلًا عن قيام الجانب الروسي - بموجب اتفاقية منفصلة – ببناء مرافق تخزين خاصة، وكذلك سيوفر حاويات لتخزين الوقود النووي المستنفد.
للتوثيق والمرجعية: يضم القسم الهندسي لمؤسسة روسآتوم الحكومية للطاقة النووية الشركات الرائدة في الصناعة النووية، وهي: شركة آتوم ستروي إكسبورت ش.م. بفروعها في (موسكو، ونيجني نوفجورود، وفروعها الأخرى في روسيا وخارجها)، ومعهد التصميم المشترك التابع لشركة آتوم إنرجابرويكت ش.م. بفروعه في (موسكو، ونيجني نوفجورود، وسانت بطرسبرغ، ومعاهد التصميم والفروع الأخرى في روسيا وخارجها، وفروع البحث والتطوير) وشركات البناء والتشييد التابعة لها.
ويحتل قسم الهندسي المرتبة الأولى في العالم من حيث محفظة الطلبات وعدد محطات الطاقة النووية التي تم إنشاؤها في وقت واحد في جميع أنحاء العالم.
وتبلغ عائدات القسم الهندسي نحو 80٪ التي تأتي من المشاريع الأجنبية. وينفذ القسم الهندسي مشاريع بناء محطات الطاقة النووية عالية القدرة في روسيا وفي جميع أنحاء العالم، ويقدم مجموعة كاملة من خدمات الهندسة والتوريد والبناء وعمليات الهندسة والتوريد وأنظمة (الإدارة) لخدمات الهندسة والتوريد والبناء، بما في ذلك إدارة المشروعات وأنشطة التصميم، ويطور التقنيات متعددة الأبعاد لأنظمة إدارة المنشآت الهندسية المعقدة. ويعتمد القسم على إنجازات الصناعة النووية الروسية وأحدث التقنيات المبتكرة في هذا المجال.
نحن نبني محطات طاقة نووية موثوقة وآمنة مزودة بمفاعلات الجيل الثالث المُطور من الطراز الروسي VVER التي تتماشى مع جميع المتطلبات والتوصيات الدولية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الوقود اليوم الجمعة قسم ناصر عناصر خبراء بناء الشركات محافظ المفاعل النووي مالك المحطة النووية العمل الجاد الطبق وعاء الاحتواء الداخلی لمبنى المفاعل المحطة النوویة بالضبعة لتولید الکهرباء الطاقة النوویة للطاقة النوویة شرکة أتوم
إقرأ أيضاً:
السفير الأمريكي… ومرآة عجزنا الداخلي
صراحة نيوز- بقلم ماجد أبورمان
هناك ضجّة تدور حول جولات السفير الأمريكي… ضجّة تكاد تقول أكثر مما تقصده. ضحكت وأنا أسمع البعض يختنق بالاستنكار، كأن السفير جاء ليهزّ سيادة دولةٍ تترنح أصلًا تحت ثقل غياب مسؤول يسمع، أو وزيرٍ يفهم، أو نائبٍ يجرؤ على النظر للناس بلا وسيط.
السفراء حول العالم يقومون بجولات ميدانية؛
لكن وحده السفير الأمريكي في الأردن يتحول إلى فيلم سياسي كلما خرج للشارع.
لماذا؟
لأننا نعيش حالة انفصام وطني فاضح:
نستنكر خطواته في العلن…
ونتزاحم على أبواب سفارته في السرّ طلبًا لفيزا أو لجوء أو منحة أو “فرصة حياة”. أو حتى لموعد اولقبول دعوه
نرفع شعار الوطنية… ثم نرسل أبناءنا ليلعقوا أبواب السفارة نفسها التي نشتمها .
نصرخ ضد أمريكا… ثم ننتشي بالدعم السنوي الذي يصلنا منها كَمَنْ يكره راتبه لكنه لا يستطيع تركه.
نستنكر “وجوده بين الناس”، بينما يرتمي آلاف من نخبنا وزراء سابقون، محللون، ناشطات “تحرّر”، وإعلاميون على أبواب تلك السفارة بحثًا عن تمويلٍ، أو منصبٍ، أو فتات أجندة.
الحقيقة المؤلمة؟
السفير الأمريكي لم يفعل شيئًا استثنائيًا…
الاستثنائي هو عجز مسؤولينا عن فعل ما فعله.
الرجل فهم ما لم يفهمه وزراء يمشون في سيارات مصفّحة ولا يجرؤون على السير مترًا واحدًا بين الناس.
فهم ما لم يفهمه نوابٌ يهرولون إلى المكاتب الحكومية كما تهرول الفئران إلى جحرٍ مظلم عند أول ارتباك.
فهم أن الشارع الأردني لا يريد معجزات…
بل يريد مسؤولًا يراه، يسمعه، يقف أمامه بلا سكرتير يصنع هيبته، ولا مدير مكتب يعوّض نقصه.
مشكلتنا ليست في زيارة السفير…
مشكلتنا في أن زيارته تبدو “بطولية” مقارنةً بجبن المسؤول المحلي.
مشكلتنا أننا نحتاج أجنبيًا ليذكّر مسؤولينا أن الشارع ليس خطرًا… بل أصل الدولة.
ولذلك، بدلاً من التساؤل لماذا ينزل السفير إلى الشارع،
يجب أن نسأل سؤالًا أبسط وأكثر وجعًا:
لماذا لا يجرؤ مسؤولونا على نزول الشارع إلا في نشرات الأخبار؟
بينما السفير يمشي…هم يهرولون للاختباء وبينما هو يستمع
…وبينما هو يلتقي الناس بلا بروتوكول هم يحضرون البيانات الجاهزه …
هم يختبئون خلف موظفين يملكون عقد نقص أكبر من كفاءاتهم.
السفير الأمريكي لم يُعرّي مسؤولينا بشيء جديد…
لقد كشف فقط حجم الغربة بين المسؤول والشارع
وهذا—للأسف—ليس شأنًا دبلوماسيًا…
هذا مرضٌ محليّ لا دواء له إلا الاعتراف والجرأة والسير على قدمين،
لا على هواتف محمولة تلتقط صورًا مُفبركة “للاقتراب من الناس”.
السؤال الحقيقي اليوم ليس:
“لماذا يتجول السفير؟”
بل:
لماذا فقد المسؤول الأردني القدرة على التجول أصلاً؟