عربي21:
2025-07-01@18:27:46 GMT

بناء جيش البرهان بالخسران

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

يمر الجيش السوداني بأسوأ أزمة يتعرض لها جيش نظامي، مهمته الأساسية حماية الوطن والدستور والأرواح والممتلكات، فهذا الجيش الذي ظل يحظى بأكثر من 75% من مخصصات الميزانيات السنوية للبلاد على مدى عدة سنوات، ويدير مؤسسات اقتصادية ضخمة، بات يذكر الناس بالجيش الذي ورثه العراق عن رئيس وزرائه الأسبق نوري المالكي، واتضح انه كان يضم عشرات الآلاف من الجنود الافتراضيين، الذين كانت رواتبهم الشهرية تدخل جيوب بعض المتنفذين من العسكر والمدنيين.



معلوم أن الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، كان فخورا بتشكيل قوات الدعم السريع، وبأنها نجحت فيما فشل فيه الجيش، من تقليم أظافر حركات التمرد في إقليم دارفور، وكان يردد من على المنابر أن محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي "هو حمايتي"، وتباهى أيضا في خطاب جماهيري "تفتخر الدول بأن لها رصيدا من القمح والذهب وغيرهما، وأنا عندي رصيد من الرجال" في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

ثم جاء عبد الفتاح البرهان وجلس على كرسي البشير في القصر الجمهوري، مصطحبا معه حميدتي نائبا له، وقام الإثنان بالتنكيل بالقوى التي اسقطت عمر البشير، لكونها طالبت بحكم مدني بالكامل، وأطلق أيدي حميدتي وجنوده في العديد من المدن السودانية، وعملوا فيها سلبا للممتلكات وقتلا للأرواح، ولكنهما لم يفلحا في قمع وإسكات الأصوات المطالبة بجلاء العسكر من القصر، فتواصلت التظاهرات رافعة شعار "ما في مليشيا تحكم دولة"، والمليشيا المعنية بالهتاف كانت قوات الدعم السريع التي يرمز اليها اختصارا ب"ق. د. س"، فكان الهتاف "قاف دال سين قوات ما عندها دين"، وبإزاء ذلك أرعد البرهان وأبرق محذرا من ان من يعادي الدعم السريع، يعادي جيش الوطن من منطلق أن قوات الدعم السريع خرجت من رحم القوات المسلحة، كما ردد الرجل مرارا.

وكما أن اللصوص العاديون يتقاتلون عند توزيع ما سرقوه، فقد اختلف سارقا السلطة في السودان حول تقاسم كراسي، الحكم فكانت الحرب التي زجا فيها بالجيش الوطني وقوات الدعم السريع، والتي ستكمل عامها الأول في نيسان، إبريل المقبل، وكانت المفاجأة التي ما زال العالم كله يقف مذهولا أمامها: قوات الدعم السريع التي صار البرهان يصفها بالمليشيا اجتاحت واحتلت خلال الشهر الأول للحرب، القصر الرئاسي، ومقر مجلس الوزراء، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ورئاسة الدفاع الجوي، ورئاسة جهاز المخابرات، ومجمع اليرموك للصناعات الدفاعية، والقائمة طويلة، ثم احتل الدعم السريع ولاية الجزيرة التي تضم أكبر مشروع زراعي في إفريقيا بما فيه من مدن وقرى ومشاريع ومنشآت، فوق احتلالها ل90% من إقليم دارفور وانحاء كثيرة من إقليم كردفان الغني بالنفط والصمغ والفول السوداني، ولأنه "هاوي وغاوي" حكم دون أن يملك الأدوات والدربة والمؤهلات التي تعينه على ممارسة الحكم، فإنه يقف على المنابر يصم قوات الدعم السريع بالتمرد، وبهذا ودون قصد منه يعود فيقول أن تلك القوات فرع من أصل هو الجيش الوطني، والمتمرد هو من يخرج على سلطة وطاعة "الأصل" .

يعيش الشعب السوداني في حالة صدمة حاليا، فقد ظل معظمه يعي خطورة وجود الدعم السريع في المسرح العسكري والسياسي بعناصره غير المنضبطة، ويطالب بتفكيكها بالدمج في الجيش والتسريح "بمعروف"، وعندما بدأت الحرب بين الطرفين حسب السودانيون عموما أن الأمر سيكون نزهة: ما هي إلا ساعات أو بضعة أيام حتى يمحو الجيش تلك القوات من الوجود، فمنطق الأشياء كان يقضي بأن جيشا عمره أكثر من قرن ولديه أفرع في جميع مجالات النشاط العسكري قادر على سحق قوات الدعم السريع الذين لا يملك أفرادها سوى أسلحة يدوية، فإذا باليد الطولى في الحرب تكون للدعم السريع الذي ما زال يتمدد افقيا في كل الاتجاهات.

فاجعة البرهان الأكبر هي أن الإسلاميين الذين يريدون للحرب أن تستمر حتى يتم القضاء على الدعم السريع تماما، باتوا ـ في ضوء بؤس أداء الجيش في الحرب ـ يصمونه بالخيانة، متنصلين عن وزر خلخلة مفاصل الجيش خلال العقود الثلاثة التي حكموا فيها السودان، وصاروا يتكلمون عن أن الخسران لحق بجيش البرهان، وليس بجيش السودان، بينما وفي جميع الأحوال الخاسر الأكبر هو السودان.لم يعد خافيا أن الجيش السوداني يفتقر إلى قوات مشاة، ولكن لا أحد يعرف لماذا. وأن الجيش اساء تقدير قدرات الدعم السريع، والأدهى من كل ذلك اتضاح ان الدعم السريع كان يعد العدة للمنازلة مع الجيش منذ شهور، وكان وبعلم البرهان يحشد الجند والعتاد في نواحي عاصمة البلاد، بل أن البرهان سمح لتلك القوات بالتمدد في مفاصل البلاد، لأنه وقبل المفاصلة بينه وحميدتي، كان يحسب الأخير قُفّة (سلّة)، يستطيع هو تحريكها من أُذنيها كيفما شاء، لتحقيق غاياته في الانفراد بالحكم، بعد الهاء حميدتي بألقاب ومناصب تدغدغ حواسه وترضي غروره، ولكن فات عليه أن الجلوس في القصر بمسمى نائب رئيس مجلس السيادة رفع سقف طموح حميدتي.

ومنذ شهور والبرهان ينطح في مستودع الخزف السياسي والدبلوماسي، فبعدما طاف دول الجوار طالبا إياها المبادرة بطرح حلول تؤدي الى وقف الحرب، عاد الى البلاد ووجد صقور الجيش يرفضون وقفها، فوقف على المنابر يشتم الجيران "من طرف"، ثم لجأ الى المواطنين مناشدا إياهم أن يحملوا السلاح ويحاربوا من نفس خندق الجيش، وتدافعت آلاف مؤلفة للتطوع وحمل السلاح، ولكن "منين يا حسرة": عندما داهمت قوات الدعم السريع مدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة، لم يكن أمام المتطوعين إلا النجاة بجلودهم، لأن معظمهم كان بلا سلاح، ومن كلن بسلاح، لم يكن يملك الذخائر الكافية للتصدي للعدوان.

فكّر البرهان وقدّر وانطلق إلى إيران، التي ظلت العلاقات بينها وبين السودان مقطوعة منذ عام 2016، طالبا السلاح، ولم يكسر الإيرانيون خاطره، واعطوه عددا قليلا من طائرات الدرون (المسيرة) من طراز ابابيل، لأن روسيا تحتكر معظم انتاج ايران من هذه الطائرات لحربها على أوكرانيا، ثم رأى أن يستجدي السلاح من الشطر الغربي من ليبيا، فتوجه إلى طرابلس وكله أمل في أن يحرك لدى الحكومة هناك غريزة الثأر، باعتبار أن حكومة الشرق الليبي بقيادة خليفة حفتر، تساند الدعم السريع وتجد منه السند، وهنا أيضا فات عليه أن شقي ليبيا يخضعان لحظر استيراد السلاح، بينما نار الحرب بينهما مشتعلة منذ عام 2011، فلا خيل عند ليبيا تهديها ولا سلاح.

فاجعة البرهان الأكبر هي أن الإسلاميين الذين يريدون للحرب أن تستمر حتى يتم القضاء على الدعم السريع تماما، باتوا ـ في ضوء بؤس أداء الجيش في الحرب ـ يصمونه بالخيانة، متنصلين عن وزر خلخلة مفاصل الجيش خلال العقود الثلاثة التي حكموا فيها السودان، وصاروا يتكلمون عن أن الخسران لحق بجيش البرهان، وليس بجيش السودان، بينما وفي جميع الأحوال الخاسر الأكبر هو السودان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجيش السوداني السودان جيش رأي دور مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

حكومة السودان تنصب للدعم السريع فخاً

وافقَ رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان يوم الجمعة الماضي على هدنة إنسانية مدتها أسبوع واحد في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفق ما أعلن عن ذلك مجلس السيادة الانتقالي في بيان صحفي.

ووفق البيان الصحفي فإن البرهان تلقى اتصالًا هاتفيًا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر فيه عن ترحيبه بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء للفترة الانتقالية، ودعا خلال الاتصال البرهان إلى إعلان هدنة إنسانية مؤقتة مدتها أسبوع في مدينة الفاشر، وذلك دعمًا لجهود الأمم المتحدة الرامية لتسهيل وصول الإغاثة للآلاف من المواطنين المحاصرين هناك من قبل مليشيا الدعم السريع منذ أكثر من عام.

موافقة البرهان على الهدنة الإنسانية المؤقتة جاءت سريعة لكنها مشروطة، حيث شدد البرهان على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة في هذا الخصوص، وأشهرها القرار (2736) الذي يدعو فيه المجلس مليشيا الدعم السريع صراحة لوقف حصارها الذي تضربه على مدينة الفاشر، ووقف قصف معسكرات النازحين واستهداف المدنيين والمرافق الحيوية.

إلى جانب دعوة الأطراف لوقف فوري للقتال وخفض التصعيد في الفاشر ومحيطها، وسحب كل القوات.

لكن مليشيا الدعم السريع لم تلتزم بتنفيذ القرار، واستمرت في إحكام حصارها على الفاشر واستمرارها في قصف المدينة والمرافق الحيوية بها.
وتصر مليشيا الدعم السريع على حصار الفاشر من أجل الاستيلاء عليها؛ حيث إنها المدينة الوحيدة في إقليم دارفور التي يسيطر عليها الجيش السوداني والقوات المساندة له ولم تستطع مليشيا الدعم السريع إسقاطها.

إن موافقة الحكومة السودانية على الهدنة الإنسانية المؤقتة تعتبر تطورًا إيجابيًا في موقفها ويحسب لها ويضيف ثقلًا مهمًا سيؤدي حتمًا لترجيح كفتها.

فالوضع الإنساني الصعب بالمدينة والذي استمرّ لأكثر من عام وصل إلى ذروته بحيث وضع هذا الحال الإنساني المزري الحكومة السودانية أمام مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية باعتبارها الجهة الشرعية التي تدير البلاد، مما يفرض عليها القبول بأي صيغة تتيح لها القيام بمسؤولياتها تجاه مواطنيها بضمان توصيل المساعدات الإنسانية إليهم والحيلولة دون تفاقم الوضع حد الانهيار.

إعلان

وهذا الموقف من جانب الحكومة السودانية موقف طبيعي ومفهوم، ولكن ولما كان إنجاح الهدنة وتحقيق أهدافها رهينًا بموافقة وتعاون الطرفين مع الأمم المتحدة، فإن الموقف من الهدنة التي دعا لها غوتيريش على صعيد مليشيا الدعم السريع غامض حتى الآن، حيث لم يصدر عن المليشيا أي رد فعل لا بالرفض أو بالموافقة.

وهو ما يثير العديد من التساؤلات بشأن هذا الموقف الغامض من قبل المليشيا، ويثير كذلك المخاوف من أن يكون ذلك مؤشرًا لرفضها الهدنة، وبالتالي وضع العصا في الدواليب.

ويمكن التكهن بموقف مليشيا الدعم السريع حيال الهدنة بناءً على معطيات وحيثيات عديدة تفضي إلى أنها ستكون للرفض أقرب منها إلى الموافقة، أو على أحسن الفروض أن تقيد المليشيا موافقتها بشروط هي الأخرى، على غرار موقف الحكومة السودانية التي اشترطت تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بهذا الخصوص.

والذي يحملنا على ترجيح رفض مليشيا الدعم السريع الهدنةَ أو تقييدها بشروط مانعة عدة أسباب:

أولًا؛ أقدمت على حصار الفاشر عمدًا من أجل (إنتاج) وضع إنساني مزرٍ يستدعي تدخل قوات أممية وليس قوافل مساعدات إنسانية، وذلك على أساس الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يخدم أجندتها السياسية التي على رأسها تدويل القضية والتمهيد لإعلان حكومة موازية بإقليم دارفور بما يفضي في نهاية المطاف إلى فصل الإقليم، ومن ثم إدارته من قبل الدعم السريع وحاضنتها السياسية المتمثلة في جماعة (صمود) بقيادة رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك. ثانيًا؛ مليشيا الدعم السريع بحصارها الفاشرَ تريد كسر القوة الصلبة للقوى المناوئة لها، حيث تعتبر الفاشر معقلًا رئيسيًا لمن تراهم أنهم خصومها التاريخيون في إقليم شمال دارفور، بجانب إنهاك الجيش والقوات المساندة له التي تتحصن داخل المدينة، وتعمل على صد هجمات مليشيا الدعم السريع، ومحاولاتها المتكررة اقتحامَ المدينة. ثالثًا؛ إسقاط الفاشر سيمكّن المليشيا من بسط سيطرتها على إقليم دارفور بكل ولاياته، وبذلك تعوض المليشيا خسارتها ولايات الخرطوم والجزيرة وأجزاء من ولايتي النيل الأبيض، وسنار التي كانت تسيطر عليها في وقت سابق، قبل أن يتمكن الجيش من إخراجها منها. رابعًا؛ تعتقد مليشيا الدعم السريع أن الهدنة ستتيح للجيش السوداني والقوات المساندة له التقاط أنفاسه، وإعادة التموضع بما يمكنه من شنّ هجمات كبيرة على قواتها، وفكّ الحصار الذي تفرضه على المدينة.

ولهذا السبب يتوقع أن تسعى مليشيا الدعم السريع إلى الحيلولة دون استغلال الحكومة السودانية، الهدنةَ لتعزيز قدراتها الهجومية، واستكمال حملتها الهادفة إلى طرد المليشيا من الفاشر ومحيطها، ومن ثم الهجوم على بقية مدن الإقليم التي تسيطر عليها المليشيا.

إن دعوة الأمم المتحدة للهدنة الإنسانية، وموافقة الحكومة السودانية عليها وضعتا مليشيا الدعم السريع في محك صعب، وبين خيارين أحلاهما مر، فإن هي وافقت على الهدنة كان ذلك معززًا لموقف الجيش السوداني والقوات المساندة له، بحسب تقديرها هي، وإن هي رفضت الهدنة كان ذلك إدانة لها وإضعافًا لموقفها على الصعيد الدولي؛ باعتبارها الجهة المعيقة للجهود الدولية التي تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين من قِبلها، في وقت هي أكثر حاجة فيه إلى كسب الدعم والسند الدوليَين.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • قرقاش: لا صحة لمزاعم نيويورك تايمز والإمارات تسعى لإنهاء الحرب الوحشية في السودان
  • حكومة السودان تنصب للدعم السريع فخاً
  • تكهنات بلقاء سري بين البرهان وحفتر
  • الجيش السوداني يصد هجوما واسعا لقوات الدعم السريع على الفاشر
  • المسيرية والدينكا يرفضون تواجد “الدعم السريع” في أحد الأسواق
  • “نيويورك تايمز”: الإمارات ضالعة في حرب السودان وبن زايد سلح “الدعم السريع”
  • إمعانا في خنقها.. “الدعم السريع” تفعل هذا في الفاشر
  • الدعم السريع ترد على «هدنة الفاشر» وتتمسك بشروط لوقف إطلاق النار
  • الجيش السوداني يقصف تجمعا للدعم السريع بجامعة نيالا
  • السودان بين الأزمات.. تعيينات جديدة بقيادة البرهان في ظل تصاعد التوترات الأمنية