حكاية نجاح مغربي ينسج أحلامه يدويا مع كرات القدم الجلدية
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
وسط زحام المدينة العتيقة في مراكش، ينهمك كمال بوقنطار في محله الصغير، صانعا كرات كرة القدم من الجلد الطبيعي.
يصارع بوقنطار (52 عاما)، الزمن للحفاظ على حرفة نادرة، في ظل قلة الاهتمام بهذا النوع من الكرات الذي يتطلب صنعها مهارة وخبرة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"الخوّاص".. حرفة يدوية تتوارثها عائلة المنايعة في فلسطينlist 2 of 4الموزاييك.. حرفة عريقة تصارع البقاء شمال سورياlist 3 of 4فنانو الخزف الفخاري.. يزفون العيد على طرقات الجزائر المطلة على البحر المتوسطlist 4 of 4قلادات الهنود الحمر حرفة نادرة في الجزائر.. فما قصتها؟end of list
فالرجل يكاد يكون الوحيد في المغرب الذي يمتهن صناعة الكرات يدويا، ويحاول جاهدا أن تبقى شعلة هذه الحرفة مشتعلة حتى لا تندثر.
مهنة عائلية متوارثةبعد الدخول من باب الدباغ التاريخي في المدينة العتيقة بمراكش، والسير بضعة خطوات، تتجاور محال بيع الجلد، وحرف صناعة المنتوجات الجلدية، بينما ينهمك بوقنطار في محله في صنع الكرات، وكله نشاط وحيوية.
يقول بوقنطار للأناضول، إن صناعة الكرات تجري في دمه، خاصة أن والديه دأبا على صناعتها منذ مدة طويلة.
ويشير إلى أن والدته كانت تعين والده على صناعة الكرات من ستينيات إلى تسعينيات القرن الماضي، ثم واجهت هذه الصناعة سنوات عجاف استمرت لعقد من الزمن حتى 1990، ليأتي كمال ويعيد إحياءها.
طلبات خاصة للزبائنوحول ما يتعلق بالزبائن، ينبّه بوقنطار إلى أن معظمهم من الأفراد، وقلة من الفرق والمحال التجارية التي تبيع الملابس والأدوات الرياضية.
كما يتلقى طلبات لصناعة كرات معينة، مثل نماذج تعود إلى سنوات قديمة، كما هو حال الزبون الذي طلب كرة مماثلة لتلك التي شهدت المباراة النهائية لمونديال الأوروغواي في 1930.
يحتفظ بوقنطار بعشرات النماذج لكرات، منها من كانت شاهدة على بطولات كأس العالم السابقة. وأشار إلى أنه يفاوض أحد الزبائن لصنع جميع نماذج كرات بطولات كأس العالم السابقة.
تراث وحب ومهارة فائقةبمهارة فائقة، يشرع بوقنطار في تقطيع أشكال صغيرة من الجلد بدقة وعناية، لينتقل بعدها إلى عملية الخياطة التي تستغرق مدة زمنية تختلف حسب نوعية الكرة.
فبينما تتطلب بعض الكرات يوما ونصف يوم أو يومين فقط لإنجازها، قد تستغرق أخرى 3 أو 4 أيام، بينما يصل زمن إتمام بعض النماذج المعقدة إلى أسبوعين كاملين.
ويؤكد بوقنطار أن صناعة الكرة الجلدية تتطلب تراثا عائليا وحبا عميقا للمهنة؛ فمثل هذه الحرف اليدوية لا تُتقن إلا من خلال الارتباط الوثيق بها، وهو ما يُعبّر عنه بقوله "أعمل وأشم رائحة الوالدين من خلال هذه الحرفة".
ولا يقتصر إبداع بوقنطار على صناعة كرة القدم فقط، بل يُتقن -كذلك- صنع كرة الرغبي المستطيلة، وكرة اليد، وكرة الطائرة، مُقدما إبداعات متنوعة تُلبي احتياجات مختلف الرياضات.
مصحة الكراتلا تقتصر ورشة بوقنطار على صناعة الكرات فحسب، بل هي أشبه بمصحة تُعيد للكرات رونقها وتنقذها من التلف. فما إن تطأ قدماك عتبة هذه الورشة، حتى تذهلك روعة النماذج المعروضة، من كرات تقليدية قديمة إلى كرات حديثة مستخدمة في بطولات كأس العالم.
ويروي قصة تسمية ورشته بـ(مصحة الكرة) قائلا "في أحد الأيام، كنت أُصلح كرة ممزقة بشكل شبه كلي، وانهمك في خياطتها مدة طويلة حتى أحسست بالغضب، فقلتُ لنفسي: هل أنا في المستشفى؟ ومن هنا، اتخذت قرار تسمية ورشتي باسم (مصحة الكرة)".
ويقدم بوقنطار لزبائنه ألبوم صور يضم 50 نموذجا من الكرات التي صنعها هو أو والده، مما يتيح لهم اختيار النموذج الذي يُناسبهم.
ويعرب عن أسفه لاستخدام البلاستيك في صناعة الكرات الحديثة، مؤكدا أن هذه الكرات لا تدوم طويلا، بينما تتميز الكرات الجلدية بمتانتها وقدرتها على البقاء لسنوات طويلة.
ويشير إلى أهمية الاهتمام بصناعة الكرات الجلدية، كونها جزءا لا يتجزّأ من تاريخ كرة القدم.
ويقترح عرض هذه الكرات مع المنتخب الوطني في البطولات، أو المشاركة بها في معارض وطنية ودولية، موضحا أن ذلك سيسهم في الحفاظ على هذا التراث العريق.
يمثّل كمال رمزا لصراع الحرفيين للحفاظ على مهنهم في ظل العصرنة والتغيرات. إن شغفه بصناعة الكرات يدويا يعدّ نموذجا فريدا للحفاظ على حرفة تقليدية مهددة بالاندثار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حكاية طفل الأنابيب (5)
في حالة اختيار إعادة الجنين المجمَّد إلى الرحم، يتم اختيار الوقت الملائم للأم و الجهاز الطبى المشرف، و تتم العملية أما بالاعتماد على الدورة الطبيعية للأم، حيث يُنقل الجنين عند وقت الإباضة، و لكن الأغلب و لتسهيل اختيار الوقت، يجري تحضير الأم عن طريق إعطاء هرمونات، تجعل المحيط الهرمونى للرحم مماثلا للحالة الهرمونية التي تصاحب الدورة الطبيعية، و الهدف من ذلك تنمية الطبقة المبطنة الرحم بحيث تصبح جاهزة للتخصيب عند وجود الجنين.
يجري إعادة الجنين المبرد إلى الحالة الطبيعية قبل التجميد بالتدفئة السريعة التي تعيده خلال ثوان إلى درجة حرارة الجسم، و بذلك تزول الكيميائيات المحيطة بها، و نسبة نجاح هذه العملية في الوصول إلى الحمل و تمامه لا تقل إن لم تزد عن نسبة النجاح في عمليات نقل الجنين بحالته الأولى قبل تخزينه.
عادة ما يتلو نقل الجنين أن تستريح الأم في السرير حوالى الساعة، ثم تعود إلى بيتها، و تنصح بالاستمرار على مثبتات الحمل، وأغلبها من هرمون البروجستوجين .
كثيرا يأتى التساؤل إن كانت هذه العملية سببا للحصول على إجازة مرضية ؟ لا تعتبر معظم الدول الأمر مبررا للإجازة المرضية، ولذا فإن الطبيب يعطيها في بعض الأحيان فقط لمن تستدعي مهنتهن القيام بأعمال شاقة، لا تتضمن مثلا الأعمال المكتبية، و في حالة تفرغ الأمم للبيت فإنها تستطيع ممارسة أعمالها اليومية غير الشاقة.
يمكن أيضا تخزين البويضات، مثلا لو احتاجت المرأة لعلاج اشعاعى قد يضر بوظيفة المبيض ، هنا يتم تخزين البويضات حتى يتم استعمالها بعد شفاء الأم و جاهزيتها للحمل. و قد تجد بعض الأخوات أن ارتباطها بالتعليم العالى سيؤخر حملها إلى سنوات متقدمة في العمر، و هنا تؤخذ بويضاتها في عمر أقل من الخامسة و الثلاثين، و هو العمر الذي تكون البويضات فيه حاملة لصبغيات وراثية طبيعية على الأغلب.
في بعض الدول غير المسلمة قد يستعاض بعينات من سائل منوى تم الاحتفاظ بها من متبرع، أو بويضات من متبرعة، و الحمد لله مثل هذه الممارسة لا تحصل في الدول الإسلامية، و تحتاط مختبرات طب الخصوبة بحيث لا يزيد احتمال حدوث اختلاط في الأنساب عن صفر في المائة، وهذه عملية دقيقة يسهل مراقبتها.
SalehElshehry@