إنشاء مصنع يونايتد سولار للبولي سيليكون في المنطقة الحرة بصحار..والافتتاح العام المقبل
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
رعى معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية اليوم بالمنطقة الحرة وميناء صحار حفل وضع حجر الأساس لمشروع مصنع يونايتد سولار للبولي سيليكون بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من 520 مليون ريال عماني وطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف طن سنويا وسيُفتتح العام القادم.
يهدف المشروع إلى إنتاج البولي سيليكون وبناء سلسلة القيمة المضافة وصناعات الشق السفلي للوصول إلى صناعة الألواح الشمسية والطاقة المتجددة ومن المؤمل أن يكون هذا المشروع من الصناعات الرائدة على مستوى الشرق الأوسط كما سيساعد على خفض أسعار الألواح الشمسية في سلطنة عُمان ودعم مشروعات الهيدروجين الأخضر التي تعد من أهداف رؤية عمان 2040 كما سيوفر المشروع عددا كبيرا من فرص العمل وسيسهم بشكل كبير في المسؤولية الاجتماعية من خلال عدد من المشروعات وتدريب وتأهيل الكثير من الشباب العمانيين في هذا القطاع.
إيجاد فرص عمل للمواطنين
وأكدت سعادة ابتسام بنت أحمد الفروجية وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار أن إنشاء المشروع يعكس الرغبة الصادقة لمواصلة الجهود التي بدأناها لتشجيع الاستثمار المحلي واستقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى سلطنة عمان وتوطين أعمالهم فيها وترجمة لأهداف الرؤية المستقبلية عُمان 2040. وأضافت سعادتها: إن هذا الاستثمار سيضخ أكثر من 520 مليون ريال عماني (1.3 مليار دولار أمريكي) من الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الـ18 شهرًا القادمة علاوة على إنتاج صادرات سنوية موطنة ناتجة من المشروع.
وأضافت سعادتها: إن الوزارة ماضية على تطوير الفرص الاستثمارية في القطاع الصناعي وقطاعات التنويع الاقتصادي الأخرى واستقطاب المستثمرين إليها وتقديم جميع التسهيلات الممكنة لهم حتى نرى هذه الفرص قد تُرجمت إلى مشروعات حقيقية على أرض الواقع لتسهم في تعزيز جهود التنويع الاقتصادي لسلطنة عُمان، وإيجاد المزيد من فرص العمل للمواطنين وأن المشروع سيؤدي دورًا استراتيجيا كبيرا في تحقيق قيمة مضافة في مجال الطاقة الخضراء وتعزيز مساعي سلطنة عمان للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050.
إيجاد صناعات جديدة
من جانبه أكد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة أن المشروع يأتي ضمن مبادرات الوزارة لاستقطاب صناعات ذات تقنية عالية حيث تعمل الوزارة خلال الفترة الحالية على استقطاب صناعات قائمة على المعرفة ونقل التكنولوجيا وذلك ترجمة للأهداف الاستراتيجية الصناعية ومبادرة صناعات المستقبل التي تقوم عليها الوزارة وتسعى الاستراتيجية الصناعية إلى تعزيز تكامل التقنيات الحديثة وتسخير الابتكار في إطار اقتصاد معرفي لإيجاد صناعات قائمة على المعرفة مما يعزز دور سلطنة عمان كلاعب رئيسي في الساحة التكنولوجية والصناعية العالمية حيث تتضمن الاستراتيجية مجموعة من المبادرات والمستهدفات التي من شأنها تعزيز القطاع الصناعي في سلطنة عُمان.
وأضاف سعادته: إن مصادر الطاقة النظيفة ومنها الطاقة الشمسية أحد القطاعات المستهدفة في الاستراتيجية الصناعية 2040 كما أن قيمة استثمار المشروع والبالغ أكثر من 520 مليون ريال عماني تعد قيمة عالية من شانها زيادة إسهام القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز التكامل مع سلاسل الإمداد العالمية حيث تمتلك سلطنة عُمان إمكانيات هائلة في تصنيع مكونات الطاقة الشمسية وسيمهد هذا القطاع لخلق صناعات جديدة حديثة ومتطورة وبحسب إحصائيات الطاقة المتجددة من وزارة الطاقة والمعادن بلغ إجمالي الإنتاج من الطاقة الشمسية في سلطنة عُمان لعام 2022 مليون ونص (ميغاواط / ساعة).
وأوضح سعادته أن الطاقة الشمسية في سلطنة عُمان تعدّ ثاني أعلى مصدر للطاقة بعد الغاز بنسبة مساهمة تبلغ 4% وبنسبة نمو بلغت 138% وبالنظر إلى هذه الإحصائيات يتبين لنا مدى تسارع نمو الطاقة الشمسية في سلطنة عمان وأهميتها وأن قطاع الطاقة البديلة يعدّ قطاعا استراتيجيا وحيويا وسوف يعمل على تعزيز التنويع الاقتصادي وزيادة نمو المحتوى المحلي وخلق فرص استثمارية جديدة موفرة لفرص عمل لمخرجات التعليم بسلطنة عمان.
توطين صناعات الطاقة البديلة
وأكد سعادة الدكتور منصور بن طالب الهنائي رئيس هيئة تنظيم الخدمات العامة نائب فريق التفاوض الوطني أن مشروع "يونايتد سولار" الذي وُضع حجر أساسه في محافظة شمال الباطنة يعدّ أحد المشروعات الاستثمارية الكبيرة في سلطنة عمان ومنطقة الشرق الأوسط وأن المشروع يحقق مستهدفات رؤية عمان 2040 في الطاقة والطاقة المتجددة ويسهم في زيادة القيمة المحلية المضافة في المشروعات النوعية.
وأشار سعادته إلى أن المشروع يعدّ خطوة في توطين صناعات الطاقة البديلة كما أنه سيعمل على تدريب وتأهيل العديد من القوى العمانية العاملة في وظائف متخصصة ويسهم في رفد الاقتصاد العماني من خلال زيادة القيمة المضافة للمشروعات النوعية معتبرا أن المشروع سيدعم السياسات الحكومية في مجال الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان لكون المادة المنتجة التي سيقوم بتصنيعها ستعمل على خفض أسعار الألواح الشمسية وهو ما سيمكن هذا القطاع من خفض المصاريف التشغيلية فيه ويسهم في تقليل أسعار الطاقة ويعمل على استقطاب الاستثمارات العالمية في هذا القطاع.
وأشاد عمر بن محمود المحرزي الرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة بصحار ونائب الرئيس التنفيذي لميناء صحار بالتعاون القائم لجميع الشركاء الذين كان لهم دور مهم في تشكيل المقومات والإمكانات والذي أثمر بوضع حجر الأساس لمصنع البولي سيليكون في المنطقة الحرة بصحار في ظل مساعي المنطقة الحرة بصحار في تنويع الاستثمارات وسوف يستقطب المشروع العديد من صناعات الشق السفلي بما في ذلك إنتاج القوالب/الألواح والخلايا والوحدات وغيرها من المشروعات المرتبطة بتصنيع مكونات الطاقة الشمسية في المنطقة.
وأضاف المحرزي: إن المشروع سيعزز من مكانة سلطنة عمان على خارطة التجارة العالمية ويأتي تزامنًا مع البدء في مشروع توسعة البنية الأساسية للمنطقة الحرة بهدف توفير مساحة وقدرها 675 هكتارًا وذلك استجابة للطلب المتزايد للمساحات التجارية والصناعية في المنطقة وتعزيز بيئة تسودها الوحدة والابتكار والنمو المستمر وأن ميناء صحار والمنطقة الحرة يسعيان للاستفادة من مسيرتهما الحافلة للمضي قدمًا نحو تحقيق المزيد من التقدم بما يتماشى مع تطلعات البلاد وأهدافها المرسومة في رؤية عُمان ٢٠٤٠ حول تعزيز التنمية المستدامة وتسريع النمو الاقتصادي.
وأعرب المحرزي عن خالص شكره لجهود الحكومة البارزة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتحسين بيئة الأعمال الأمر الذي يعزز من ريادة ميناء صحار والمنطقة الحرة كمركز لوجستي بارز في المنطقة والعالم وسيرتقي باسم سلطنة عُمان إقليميًا وعالميا.
أكبر المصانع في العالم والأول في الشرق الأوسط
من جانب آخر قال عباس بن عبدالفتاح اللواتي محلل استثمار بالفريق الفني لفريق التفاوض الوطني: مشروع مصنع البولي سيليكون سيكون أحد أكبر المصانع للبولي سيليكون على مستوى العالم والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وهي من أولى الخطوات الرئيسية لإنتاج الألواح الشمسية عالية الجودة والتي ستسهم بشكل كبير في عدة مجالات أخرى في سلطنة عمان أهمها إنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقة البديلة.
وأضاف اللواتي: إن المشروع سيكون الأساس لكثير من الصناعات الأخرى في الشق السفلي للطاقة المتجددة أهمها السبائك والرقائق الخاصة بصناعات الألواح الشمسية وأن وجود هذه الاستثمارات النوعية تؤكد بأن بيئة الاستثمار في سلطنة عُمان خصبة ونجاح جلب هذا المشروع كان بالتعاون بين فريق التفاوض الوطني مع كافة الجهات المعنية التي قدمت كل الدعم لإنهاء قرار المستثمر للاستثمار ووضع حجر الأساس خلال فترة قياسية.
اتفاقيات
كما تم على هامش وضع حجر الأساس للمشروع توقيع عدد من الاتفاقيات بين المنطقة الحرة في صحار وشركة يونايتد سولار القابضة لتأجير أرض بالمنطقة الحرة في صحار كذلك وقعت شركة نماء للتزويد اتفاقية مع شركة يونايتد سولار لتزويد المصنع بالكهرباء، كما وقعت الشركة العمانية لنقل الكهرباء اتفاقية مع شركة يونايتد سولار لنقل الكهرباء للمشروع.
يذكر أن شركة يونايتد سولار United Solar Holding Inc تعمل تحت قطاع صناعات الطاقة المتجددة وهي شركة مختصة في تصنيع أيونات البولي سيليكون الشمسية ورائدة في مجال التكنولوجيا النظيفة ويضم طاقم الشركة خبرات من أفضل المختصين لإنتاج البولي سيليكون من الدرجة العالمية وتسعى وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار إلى تطوير الفرص الاستثمارية في القطاع الصناعي وقطاعات التنويع الاقتصادي الأخرى واستقطاب المستثمرين إليها وتقديم جميع التسهيلات الممكنة لهم وتبسيط الإجراءات للمستثمرين وتهيئة المناخ الملائم لبيئة الاستثمار، وإعطاء اهتمام مضاعف لجميع محافظات سلطنة عمان والإسهام في تحقيق تنمية حقيقية في كل محافظة من خلال طرح فرص حقيقية وجالبة للاستثمار المحلي والأجنبي وزيادة حجم الاستثمارات الموجهة إليها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التنویع الاقتصادی الطاقة الشمسیة فی الطاقة المتجددة الألواح الشمسیة القطاع الصناعی المنطقة الحرة فی سلطنة عمان الحرة بصحار حجر الأساس أن المشروع فی المنطقة هذا القطاع
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان.. إنجازات بارزة في القضاء على الفقر نحو تنمية مستدامة
أظهر تقرير إحصائي أن سلطنة عُمان حققت تقدمًا ملحوظًا في القضاء على الفقر بجميع أشكاله، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
وبحسب تقرير التنمية البشرية 2023/2024، تُصنف سلطنة عُمان ضمن الدول ذات الدخل المرتفع جداً للفرد، حيث بلغ متوسط دخل الأسرة الشهري 1,174 ريالًا عُمانيًا، في حين بلغ متوسط دخل الفرد الشهري نحو 23 ريالًا عُمانيًا.
وأكد التقرير الإحصائي لأهداف التنمية المستدامة الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات نجاح سلطنة عُمان في تحقيق الهدف الخاص بالقضاء على الفقر المدقع على مستوى السكان، الذي يُقاس حالياً بأقل من 1.25 دولار في اليوم، حيث سجلت نسبة 0% من السكان يعيشون تحت خط الفقر الدولي، وفقًا لبيانات مسح نفقات ودخل الأسر 2019/2018.
كما تمكنت سلطنة عُمان من تحقيق هدف "تنفيذ نظم وطنية ملائمة للحماية الاجتماعية وتدابير شاملة للجميع، ووضع حدود دنيا لها، وبحلول عام 2030 تحقيق تغطية واسعة للفقراء والضعفاء." ويتوقع أن يرتفع مؤشر نسبة السكان المشمولين بحدود دنيا أو نظم الحماية الاجتماعية، مثل الأطفال، والباحثين عن العمل، والمسنين، والأشخاص ذوي الإعاقة، والحوامل، والأطفال حديثي الولادة، وضحايا إصابات العمل، والفقراء، والضعفاء، حيث شملت التغطية 36.9% من السكان عام 2022.
ويتوقع أن تزداد هذه النسبة مع تعزيز نظم الحماية الاجتماعية وتأسيس صندوق الحماية الاجتماعية، الذي أُنشئ بموجب المرسوم السلطاني رقم (33/2021)، المختص ببرامج الحماية والتمكين والإدماج والرعاية والدعم بكافة أشكاله، لإيصال هذه البرامج إلى الفئات المستحقة، لا سيما وأنه بدأ فعليًا صرف بعض المنافع المستجدة في مطلع عام 2024.
وفيما يتعلق بكفالة تمتع جميع الرجال والنساء، وخاصة الفقراء والضعفاء منهم، بنفس الحقوق في الحصول على الموارد الاقتصادية، وكذلك حصولهم على الخدمات الأساسية بحلول عام 2030م، أوضح التقرير أن سلطنة عُمان كفلت بموجب المرسوم السلطاني رقم 42/2021، تمتع جميع الرجال والنساء بنفس الحقوق في الحصول على الخدمات الأساسية. حيث يعيش جميع السكان في أسر يمكنها الوصول إلى الخدمات، بما في ذلك مياه الشرب، والصرف الصحي، والطاقة، والتنقل، وجمع النفايات، والرعاية الصحية، والتعليم، وتكنولوجيا المعلومات.
وحول "بناء قدرة الفقراء والفئات الضعيفة على الصمود، والحد من تعرضهم وتأثرهم بالظواهر المتطرفة المتصلة بالمناخ وغيرها من الهزات والكوارث الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بحلول عام 2030م"، أشار التقرير إلى أن سلطنة عُمان شهدت عدة أنواء مناخية خلال الفترة (2015-2021)، بالإضافة إلى الجائحة الوبائية - كوفيد-19 - التي اجتاحت العالم عامي 2020 و2021م. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة الوفيات الناجمة عن الكوارث إلى 0.38 لكل مائة ألف من السكان، بينما انخفضت النسبة في عام 2023 إلى 0.06 لكل مائة ألف من السكان، أما بالنسبة للأشخاص المفقودين، فلا توجد أي حالة منذ عام 2015م. وبذلك تكون سلطنة عُمان قد حققت المستهدف.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن سلطنة عُمان تعد من الدول التي تعتمد تنفيذ استراتيجيات وطنية للحد من مخاطر الكوارث، ومن هذه الاستراتيجيات والخطط مبادرة تقييم مرونة المحافظات على التصدي للظواهر المناخية، والتي تهدف إلى تقييم قدرة سلطنة عمان على مواجهة الظواهر المناخية، ووضع توصيات واقتراح مشاريع ذات الأولوية تُسهم في الحد من تأثير هذه الظواهر على البنية الأساسية لسلطنة عُمان.
بالإضافة إلى ذلك، تم وضع خطة وطنية للحياد الصفري للكربون، وإعداد الاستراتيجية الوطنية للتكيف والتخفيف من التغيرات المناخية، التي تهدف إلى تحديد التأثيرات السلبية ومخاطر التغيرات المناخية على قطاعات التنمية، ورصد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من مصادرها المختلفة، ووضع إجراءات للتكيف والتخفيف من تلك المخاطر، كما تتضمن الاستراتيجية إعداد نماذج لتأثيرات التغيرات المناخية وفقاً للمعايير والمنهجيات الدولية المعتمدة، بالإضافة إلى بناء وتعزيز القدرات الوطنية في مجال التغيرات المناخية خلال مراحل تنفيذ الاستراتيجية.
كما ذكر التقرير أن سلطنة عُمان ليست من الدول التي تتلقى مساعدات خارجية من الدول المانحة، وأن نسبة الفقر فيها وفق التعريف الدولي معدومة، مؤكدًا أنها تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق المستهدفات بحلول عام 2030م، وتواصل دعم القطاعات الأساسية في الدولة. حيث خصصت للدراسة 15% من إجمالي الإنفاق الحكومي، مما يجعلها من الدول الأكثر إنفاقاً على التعليم، وخصصت للصحة 8%، و5% للحماية الاجتماعية.