أحد آباء الذكاء الاصطناعي يورغن شميدهوبر لـالجزيرة نت: لا تخافوا من أبنائي
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
قبل نحو ثمانية أعوام قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه عندما ينضج الذكاء الاصطناعي فإنه قد يطلق على البروفيسور يورغن شميدهوبر لقب "أبي".
وفي الوقت الذي نضجت فيه الأبناء وصارت جزءا لا يتجزء من حياتنا اليومية، أعرب كثير من الخبراء، ومن بينهم جيفري هينتون وهو أيضا أحد آباء الذكاء الاصطناعي، عن خشيتهم من تغول أبنائهم على البشر، بل إنه أعلن في مايو/أيار 2023 استقالته من غوغل، مدعيا أن ذلك سيعطيه الفرصة كي يتحدث بحرية عن خطر أبنائه، ولم يخجل من التبرؤ منهم، قائلا إنه "يأسف على العمل في هذا المجال".
وعلى عكس هينتون، دافع شميدهوبر الرئيس الحالي لمبادرة الذكاء الإصطناعي بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بالسعودية "كاوست"، بضراوة عن أبنائه وسط هذا السيل "من حديث المرجفين الذي يشيعون الإحباط" بالتركيز على الجوانب السلبية فقط، واستفاض الرجل -الذي يشغل أيضا منصب المدير العلمي للمختبر السويسري للذكاء الاصطناعي- في الحديث عن "الدور الإيجابي الذي يلعبه أبناؤه في تسهيل حياة البشر، والذي يفوق بكثير أي حديث عن سلبياتهم".
وتحدث شميدهوبر في حوار عبر البريد الإلكتروني مع "الجزيرة نت"، بحماس بالغ عن مزايا أحدهم، وهو نماذج معالجة اللغة مثل ترجمة غوغل وسيري من آبل التي انطلق تطويرها من الشبكات العصبية التي عُمل عليها في التسعينيات، كما تحدث أيضا عن أدوار الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل "شات جي بي تي"، والتي اعتمد تطويرها على إنجازاته البحثية والتطبيقية في مجالات "التعلم العميق"، و"المحولات الخطية غير الطبيعية".
وبكلمات لا تخلو من الصراحة أحيانا، والرؤية الفلسفية العميقة أحيانا أخرى، فنّد الرجل -الذي قال عنه إيلون ماسك ذات يوم إنه "اخترع كل شيء"- ما يشيعه كثيرون من تغوّل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على البشر، وقدم تفسيرا للهجمة الشرسة التي تتعرض لها هذه التطبيقات، وأعاد ما كرره منذ كان مراهقا، وهو أنه يتمنى "بناء ذكاء اصطناعي أكثر ذكاء منه حتى يتمكن من التقاعد".. وفيما يلي نص الحوار.
هناك طن من الأدلة على "الذكاء الاصطناعي الجيد"، فالذكاء الاصطناعي الذي قمنا بتطويره منذ الثمانينيات يجعل حياة الإنسان أطول وأكثر صحة وأسهل، فعلى سبيل المثال في عام 2012، كان لدى فريقي أول شبكة عصبية اصطناعية فازت في مسابقة للتصوير الطبي، وهي مسابقة الكشف عن سرطان الثدي، وقد ساعد ذلك في إحداث ثورة في الرعاية الصحية، واليوم يستخدم الجميع مثل هذه الأساليب.
علاوة على ذلك، فإن أحد أشهر أنظمة الذكاء الاصطناعي لدينا يسمى "الذاكرة الطويلة قصيرة المدى"، ويؤدي البحث البسيط في "غوغل سكولار" إلى ظهور عدد لا يحصى من المقالات الطبية التي وظفت هذا النظام في العديد من التطبيقات، على سبيل المثال لتحسين اكتشاف مرض السكري، وتشخيص عدم انتظام ضربات القلب، والتنبؤ بعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتحليل وتصنيف الإشارة الزمنية لتخطيط القلب، وتجزئة الصور الطبية رباعية الأبعاد، والكشف عن التشوهات الإشعاعية، والتصنيف الآلي لمرحلة النوم، والتنبؤ بمستوى الجولوكوز في الدم، والكشف عن سرطان الرئة، والتنبؤ بالتنفس، وتتبع الورم في الوقت الحقيقي، والكشف عن سرطان الثدي من الصور التشريحية المرضية، والتنبؤ بالبنية الثانوية للبروتين، ونمذجة بيانات الجينوم، واكتشاف وتصنيف والتنبؤ بكوفيد 19، وغيرها الكثير.
ويُستخدم الذكاء الاصطناعي لدينا أيضا لتحسين الكيمياء، وتصميم الجزيئات، وتصنيف المستندات في المحاكم، وقراءة الشفاه، ورسم خرائط لإشارات الدماغ، والتنبؤ بما يحدث في مفاعلات الاندماج النووي، والتنبؤ بسوق الأوراق المالية، والسيارات ذاتية القيادة، وتشخيص الأخطاء الصناعية، والصيانة التنبؤية، وتطبيقات الشبكة الذكية، والإدارة المستدامة للطاقة في الشبكات الصغيرة، واكتشاف الشذوذ للبيانات الصناعية الكبيرة، والتنبؤ بالازدحام المروري، والتعليم، والدروس الخصوصية، والتدريس، والتحليل، والتنبؤ بجودة المياه، والتنبؤ بتلوث الهواء، والتنبؤ بموارد الطاقة المتجددة، والتنبؤ بتركيزات الغبار الناعم، والتنبؤ بالإشعاع الشمسي في ظل الظروف الجوية المعقدة، وتتبع الأسماك، والتنبؤ بديناميكيات الغطاء النباتي، ودراسات تقييم تغير المناخ بشأن حالات الجفاف والفيضانات، وغيرها الكثير.
كما نجح الذكاء الاصطناعي لدينا في كسر حواجز الاتصال القديمة بين الناس والدول، وأتذكر عندما ذهبت إلى الصين قبل 15 عاما، كان علي أن أُظهر لسائق التاكسي صورة للفندق الذي أقيم فيه حتى يعرف المكان الذي أريد الذهاب إليه، وبعد بضع سنوات كان يتحدث معي عبر هاتفه الذكي بلغة الماندرين (مجموعة من لهجات اللغة الصينية التي يُتحدث بها محليا في معظم أنحاء شمال وجنوب غرب الصين) وسمعت الترجمة، وقلت شيئا وقام الهاتف الذكي بترجمتها مرة أخرى إلى لغة الماندرين.. ربما لم يكن لدى سائق سيارة الأجرة أي فكرة أن هذا يتم تشغيله بواسطة تقنيات طُورت في مختبراتي بميونيخ وسويسرا في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبحلول عام 2017 استخدم "فيسبوك" أنظمة "الذاكرة الطويلة قصيرة المدى" الخاصة بنا لإجراء 4 مليارات ترجمة يوميا.
ويستخدم "شات جي بي تي" وغيرها من النماذج الشائعة المماثلة أيضا، مبادئ الشبكات العصبية التي نشرتُها لأول مرة في عام 1991 (على سبيل المثال المحولات الخطية غير الطبيعية)، وفي ذلك الوقت كانت الحوسبة مكلفة للغاية، لكنها اليوم أرخص بملايين المرات، كما أن تقنياتنا القديمة تسهل الآن العديد من المهام المكتبية، مثل تلخيص المستندات وعمل الرسوم التوضيحية وما إلى ذلك.
لنكرر إذن: " الذكاء الاصطناعي لدينا لا يدعو للخوف، فهو يجعل حياة البشر أطول وأكثر صحة وأسهل".
بالطبع، كل التكنولوجيا يمكن استخدامها للخير والشر، فعلى سبيل المثال، منذ نحو 800 ألف سنة، جرت السيطرة على النار من قبل البشر الأوائل واستُخدمت للتدفئة في الليل والطهي، ومع ذلك يمكن للمرء أيضا استخدامها لحرق أشخاص آخرين.
وتتمتع النار أيضا بقدرة تشبه الذكاء الاصطناعي على الانتشار بشكل موسع، ولهذا السبب، منذ 800 ألف سنة، أنشؤوا لجنة أخلاقية لمناقشة إيجابيات وسلبيات النار، وخلصوا إلى أن الإيجابيات تفوق السلبيات لدرجة أنه جرت التوصية بمواصلة العمل على تطويرها، ولهذا السبب ساعدت في كثير من مجالات الحياة، ولا تزال تساعد حتى اليوم.
لذلك نستطيع القول إنه بشكل عام، فإن 95% من جميع عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي تدور حول مساعدة البشر، وهناك ضغوط تجارية هائلة تجاه مثل هذا "الذكاء الاصطناعي الجيد"، وهذا لأن الشركات تريد أن تبيع لك أجهزة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بحيث لا تشتري سوى أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعتبرها هي مفيدة. وبما أن الذكاء الاصطناعي يصبح أرخص بعشر مرات كل 5 سنوات، فإن الجميع سيستفيدون أكثر فأكثر منه، وذلك تماشيا مع الشعار القديم لشركتنا "نايسنس"، وهو: الذكاء الاصطناعي للجميع.
وبالتأكيد، لا يمكن للمرء أن ينكر في المقابل أن الجيوش تُجري أبحاثا على الروبوتات الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أيضا، فعلى سبيل المثال، أخبرني أحد الأشخاص المطلعين على عمل الجيوش أن نظام "الذاكرة الطويلة قصيرة المدى" الخاص بي، يُستخدم أيضا لتوجيه الطائرات العسكرية بدون طيار.
ولكن هناك مثال قديم يعود إلى عام 1994 يكشف عن وجه إيجابي للذكاء الاصطناعي سواء في الحياة أو العمل العسكري، فكما امتلك "إرنست ديكمانس" في ميونخ أول سيارة ذاتية القيادة في حركة المرور على الطرق السريعة، يمكن أيضا استخدام آلات مماثلة من قبل الجيش بحثا عن الألغام الأرضية ذاتية القيادة.
حتى وأنت تتحدث عن الخير والشر في التكنولوجيا، أراك تميل نحو الإفراط في الحديث عن الإيجابيات.لأنه كما أخبرتك، هناك نوايا خفية غير ما يتم تصديره وإعلانه بخصوص الهجوم على الذكاء الاصطناعي، فنحن يجب أن نكون أكثر خوفا من التكنولوجيا التي يبلغ عمرها نصف قرن وتتمثل في صواريخ القنابل الهيدروجينية، حيث يمكن لقنبلة هيدروجينية واحدة أن تمتلك قوة تدميرية أكبر من جميع أسلحة الحرب العالمية الثانية مجتمعة، فقد نسي الكثيرون أنه رغم نزع السلاح النووي الدراماتيكي منذ الثمانينيات، لا يزال هناك ما يكفي من صواريخ القنبلة الهيدروجينية للقضاء على الحضارة في غضون ساعات قليلة دون أي ذكاء اصطناعي، لذا فإن الذكاء الاصطناعي لا يقدم نوعية جديدة من التهديد الوجودي.
باختصار هو يسعى فقط للدعاية، فهو مدرَّب بشكل جيد على الأمور النفسية، ويعرف بالتأكيد أن سيناريوهات يوم القيامة والحديث عن الأخطار يحظى باهتمام أكبر من التوقعات الإيجابية، لذا فهو الآن يكرر الحجج ضد الذكاء الاصطناعي التي طرحها آخرون منذ عقود مضت، وقد انتقدتُه في مناسبات سابقة بسبب ذلك، وانتقدته أيضا لأنه أعاد نشر أساليب وأفكار الذكاء الاصطناعي دون أن ينسب الفضل لأصحابه.
لم يكن هينتون هو الوحيد الذي تحدث عن أضرار الذكاء الاصطناعي، فهناك العديد من الخبراء الذين وقعوا على عريضة أعدها معهد "فيوتشر أوف لايف" طالبوا فيها بهدنة تتوقف خلالها أنظمة الذكاء الاصطناعي عن التطور لمدة 6 أشهر حتى توضع القواعد المنظمة لها، وكان إيلون ماسك من الموقعين عليها، فهل أفهم من سياق إجابتك على أسئلتي السابقة، أن هناك أغراضا تجارية وراء هذه العريضة؟لم أوقع على هذه العريضة، ولم تهتم بها أي من القوى الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، وبعض الذين وقعوا عليها لم يتوقفوا على الإطلاق عن عملهم في مجال الذكاء الاصطناعي، لأن الشركة (أ) على سبيل المثال إذا توقفت عن التطوير، فلن تفعل الشركة (ب) ذلك، حتى وإن أعلنت أنها ستتوقف أيضا، وستكتسب الأخيرة ميزة عليها.
أفهم من ذلك، أنك لا توافق على ما أعلنه الاتحاد الأوروبي في ديسمبر/كانون الأول الماضي بشأن التوصل لـ"اتفاق سياسي" بشأن تشريع للذكاء الاصطناعي يهدف إلى تشجيع الابتكار الأوروبي في هذه التكنولوجيات المتقدمة، مع الحد من إساءة استخدامها المحتمل؟في العام الماضي، قمت بالتغريد عن الضجيج السخيف بشأن تنظيم الذكاء الاصطناعي، فلا يمكن للمرء تنظيم أبحاث الذكاء الاصطناعي، تماما كما لا يمكن تنظيم الرياضيات، ومع ذلك يمكن للمرء تنظيم تطبيقاته في مجالات التمويل والسيارات والرعاية الصحية، لأن مثل هذه المجالات لديها بالفعل أطر تنظيمية قابلة للتكيف باستمرار على أي حال.
لقد وقعتُ أيضا على عريضة لـ"الشبكة المفتوحة للذكاء الاصطناعي واسعة النطاق"، وهي منظمة غير ربحية تجعل موارد التعلم الآلي متاحة لعامة الناس، جاء فيها: لا تخنقوا حركة المصادر المفتوحة. وأعتقد أن بعضاً مما جاء فيها قد سمعه صناع القرار الأوروبيون، وأن لوائح الذكاء الاصطناعي الحالية ليست مقيدة، كما كان يخشى البعض.
وفقًا لما قرأته وجاء في إجاباتك، فإن روبوتات الدردشة مثل "شات جي بي تي" اعتمد تطويرها على بعض أبحاثك، وهذا يقودني لسؤالك عن التخوف الأكاديمي من إساءة استخدام هذه الأدوات في البحث العلمي، وباعتبارك أستاذا جامعيا، ما هي نصيحتك للباحثين فيما يتعلق بالاستغلال الإيجابي لهذه الأدوات، وكيف يمكنك كأستاذ جامعي اكتشاف سوء استخدام هذه الأداة من قبل أحد الباحثين؟لا يملك أحد الوسائل اللازمة للكشف عن جميع حالات إساءة الاستخدام المحتملة للذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم المختلفة، ومع ذلك فإن نفس التقنيات التي يمكن استخدامها لتنفيذ "الذكاء الاصطناعي السيئ"، يمكن أيضا استخدامها بواسطة "الذكاء الاصطناعي الجيد" لمحاربة "الذكاء الاصطناعي السيئ".
كانت لي تجربة قمت خلالها بطرح أسئلة على "شات جي بي تي" تتعلق بالحرب الدائرة بين إسرائيل وقطاع غزة، وتفاجأت بأن الإجابات كانت منحازة لطرف على حساب الآخر، فما هو تفسيرك لهذا التحيز، وكيف يمكن علاجه؟مثل البشر، سيكون الذكاء الاصطناعي متحيزا تجاه البيانات التي دُرّب عليها.
لفترة طويلة اعتقد الناس أن الوظائف المكتبية قد تتطلب ذكاء أكبر من المهن اليدوية، ومع ذلك فقد تبين الآن أنه من الأسهل بكثير استبدال جوانب معينة من الوظائف المكتبية عوضا عن استبدال وظيفة النجار على سبيل المثال.
فيوجد الآن أنظمة ذكاء اصطناعي يمكنها قراءة الكثير من المستندات ثم عمل ملخصات رائعة لها، وهذه هي وظيفة مكتبية، أو يمكنك إعطاء بعض الأنظمة وصفا للرسم التوضيحي الذي تريده لمقالتك لتقوم بإنشاء رسوم توضيحية جيدة قد تحتاج فقط إلى الحد الأدنى من الضبط الدقيق، أو تخبرهم كمبرمج بما يجب أن يفعله برنامجك التالي فيتوصلون إلى مسودة أولية جيدة جدا من الكود.
فكل هذه المهام المكتبية أسهل بكثير من المهام الصعبة الحقيقية في العالم المادي، ومن المثير للاهتمام أن الأشياء التي اعتقد الناس أنها تتطلب ذكاءً مثل لعبة الشطرنج أو البرمجة أو صنع شرائح باور بوينت، هي أسهل بكثير بالنسبة للآلات مما كانوا يعتقدون.
ولكن بالنسبة لأشياء مثل لعب كرة القدم، لا يوجد روبوت مادي يمكنه التنافس عن بعد مع قدرات طفل صغير يتمتع بهذه المهارات، ومن المثير للاهتمام أن الذكاء الاصطناعي في العالم المادي أصعب بكثير من الذكاء الاصطناعي خلف الشاشة في العوالم الافتراضية، ومن المثير حقا في رأيي أن نرى أن وظائف مثل السباكين أو الكهربائيين أو النجارين أكثر صعوبة من لعب الشطرنج أو كتابة قصة إخبارية.
في عموم الأمر، لا يزال بياني القديم في ثمانينيات القرن العشرين ساريا: من السهل التنبؤ بالوظائف التي ستختفي، ولكن من الصعب التنبؤ بالوظائف الجديدة التي سيتم خلقها، فقبل 200 عام كانت معظم الوظائف في العالم الغربي في مجال الزراعة، واليوم اقتصرت على 1 إلى 2% فقط.
وعلى نحو مماثل، منذ عقود عديدة توقع الناس أن تتسبب الروبوتات الصناعية في خسارة الكثير من الوظائف، ومع ذلك فإن معدلات البطالة اليوم منخفضة في البلدان التي يوجد بها عدد كبير من الروبوتات لكل فرد (مثل اليابان وألمانيا وكوريا وسويسرا)، لماذا؟ لأنه جرى اختراع الكثير من الوظائف الجديدة.
فعلى سبيل المثال، قبل 40 عاما من إنشاء شبكة الويب العالمية في سيرن بسويسرا، مَن كان يتوقع أن كل هؤلاء الأشخاص سيكسبون المال كمدونين فيديو على يوتيوب؟
ونحن نتحدث مع أحد الآباء المؤسسين للذكاء الإصطناعي، يجب أن لا يفوتنا معرفة تعليقك على الدعوى القضائية التي رفعها إيلون ماسك ضد شركة "أوبن إيه آي" صاحبة تطبيق "شات جي بي تي"، فما هو تعليقك على اتهامه للشركة بالانحراف عن مهمتها الأصلية، وأنه يجب إعادة تسميتها من "الذكاء الاصطناعي المفنتوح" إلى " الذكاء الاصطناعي المغلق"؟في الواقع، جادل الكثيرون بأن "أوبن إيه آي" يجب أن يتحول اسمها من الذكاء الاصطناعي المفتوح إلى الذكاء الاصطناعي المغلق، ولكن على أي حال، قد تكون حركة المصادر المفتوحة "الحقيقية" متخلفة عن شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى مثل "أوبن إيه آي" بنحو 6 إلى 8 أشهر فقط، وبالتالي فإن جميع المزايا المؤقتة للاعبين الرائدين حاليا في مجال الذكاء الاصطناعي تميل إلى التآكل بسرعة.
وكما ذكرت سابقا، فإن كل 10 سنوات تصبح الحوسبة أرخص 100 مرة، أي أن الذكاء الاصطناعي لن يفيد فقط عددا قليلا من الشركات الكبيرة، بل سيستفيد الجميع أكثر فأكثر من الذكاء الاصطناعي الرخيص، وذلك تماشيا مع الشعار القديم لشركتنا "نايسنس"، وهو "الذكاء الاصطناعي للجميع".
في الواقع بدأت في عام 2021 في إدارة مبادرة الذكاء الاصطناعي الطموحة بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، والهدف هو تعزيز أبحاث الذكاء الاصطناعي الأساسية على جميع الجبهات، بما يتماشى مع هدفي القديم منذ كنت مراهقا، وهو "بناء ذكاء اصطناعي أكثر ذكاء مني حتى أتمكن من التقاعد".
وبدعم من الإدارة الجيدة للجامعة، وخبرة الجامعة المتميزة متعددة التخصصات في العديد من مجالات العلوم المختلفة، تدعم مبادرة الذكاء الاصطناعي لدينا تطبيقات الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات، بما في ذلك الرعاية الصحية، وتصميم الأدوية، والكيمياء، وعلوم المواد، والتعرف على الكلام ومعالجة اللغات الطبيعية، والأتمتة، والروبوتات، والروبوتات الناعمة، وغيرها من المجالات.
وكان فريق الحوسبة المرئية المتميز في الجامعة من بين أفضل المجموعات في المؤتمرات الرائدة في التخصص، وأنا فخور بشكل خاص بزملائي الرائعين، بما في ذلك برنارد غانم، وبيتر ريتشتاريك، وفرانشيسكو أورابونا، وفرقهم الرائعة في مبادرة الذكاء الاصطناعي بالجامعة، فعلى سبيل المثال كان لدى برنارد وفريقه 7 أوراق بحثية في مؤتمر "رؤية الحاسوب والتعرف على الأنماط" 2022، وهو المؤتمر العلمي الأكثر تأثيرا في العالم، و8 أوراق بحثية في نفس المؤتمر عام 2023، وكان لدى بيتر وفريقه 12 ورقة بحثية في مؤتمر "نوريبس" عام 2022، وهو مؤتمر رائد بشأن الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية.
وفي عام 2016، حصلت الجامعة على لقب الجامعة ذات التأثير الأعلى في التخصص، متفوقة على المرشحين المعتادين مثل معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ومنذ ذلك الحين تصدرت الجامعة عدد الاستشهادات لكل هيئة تدريس في تصنيفات جامعة "كيو إس" العالمية، فالجامعة مليئة بالأكاديميين المتميزين من جميع أنحاء العالم، ويتمتعون بظروف عمل ممتازة ونوعية حياة عالية.
وأخيرا: ماذا تأمل من خلال قيادتكم لتلك المبادرة؟آمل أن تساهم مبادرة الذكاء الاصطناعي الجديدة في خلق عصر ذهبي جديد للعلوم، على غرار العصر الذهبي الإسلامي الذي بدأ منذ أكثر من ألف عام عندما كان الشرق الأوسط يقود العالم في مجال العلوم والتكنولوجيا، ولا سيما في المعالجة التلقائية للمعلومات، فتذكر أن كلمة "خوارزمية" مشتقة من أعمال الخوارزمي منذ نحو عام 800 ميلادية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان حريات مبادرة الذکاء الاصطناعی أن الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی على سبیل المثال الاصطناعی فی ذکاء اصطناعی شات جی بی تی فی العالم العدید من ومع ذلک فی مجال یجب أن فی عام
إقرأ أيضاً:
هل عبرنا الوادي الغريب ؟ الذكاء الاصطناعي يحاكينا صوتا وصورة
قبل سنوات قليلة كنت أطالع أخبار هزيمة أدوات جوجل الذكية لبطل لعبة جو (go) الذي توّج بثماني عشرة ميدالية عالمية من قبل، كان ذلك بالتحديد في 15 مارس من عام 2016، هذه اللعبة التي تتطلب الكثير من التحليل والتخطيط والسرعة أتقنتها حواسيب «ألفا جو»(AlphaGo) المطورة مما يسمى «العقل العميق لجوجل» (Google DeepMind)، ويومئذ أُعتبر ذلك بمثابة إعلان مرحلة جديدة لأدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بجوجل وفتحت الباب أمام تصورات لم تكن تخطر على بال كثيرين عن قدرات الآلة المستقبلية في مجالات ظلت حكرا على العقل البشري وربما ظننا أنها ستبقى كذلك.
صحيح أن تفوق الكمبيوتر على غاري كاسباروف في عام 1997 يُعد نقطة فارقة في تاريخ الذكاء الاصطناعي، إلا أن تفوقه في لعبة جو عُد استثنائيا؛ لأنه لم يكشف عن قدرة الكمبيوتر على إجراء الحسابات المعقدة فحسب (وهو ما نعرف أنه قادر على فعله بمهارة حتى مع لعبة أعقد يصل عدد الحركات الأولى الممكنة فيها إلى 360 مقابل 20 للشطرنج) بل وأن يأتي بحركات تعد «غير تقليدية». أي أنها ابتكرت استراتيجيات جديدة تمامًا، لم تكتسبها من خلال تقليد أو ملاحظة أداء البشر في اللعبة.
شكّلت هزيمة كاسباروف نقطة تحوّل دفعت كبرى شركات الذكاء الاصطناعي إلى دخول سباق لإثبات تفوقها عبر تفوق آلاتها على الإنسان، ليس في الشطرنج وحدها، بل في ألعاب أكثر تعقيدا. وهذه المرة بأسلوب مغاير لتقنيات IBM التي طورت ديب بلو (Deep Blue). ففي حين أن ديب بلو استند إلى الذكاء الاصطناعي الرمزي، اعتمدت ديب مايند DeepMind على تقنيات التعلم الآلي والشبكات العصبية الاصطناعية. ويمكننا فهم الفرق بين الخوارزميتين بالنظر إلى الذكاء الاصطناعي الرمزي على أنه يشبه البرمجة التقليدية التي تعتمد على سلسلة من الشروط (مثلا: إذا حدث كذا، فافعل كذا)، معززة بقدرات حسابية ضخمة وخوارزميات بحث متقدمة. أما أنظمة التعلم الآلي، فهي تُبرمَج عبر التعلم، فتتعلم من البيانات (مثل دراستها لمباريات جو سابقة كي تُتقن اللعبة)، دون أن تُمد بالتعليمات على نحو صريح.
نفس هذه التقنيات والأدوات من جوجل «وعقلها العميق» تسارعت خطى تطورها، مع اهتمام العالم بشكل مركز على هذه التقنيات، إلى أن أعلنت جوجل مؤخرا عن أحدث أداوتها، ومنها أداة «في أو 3» المتخصصة في إنتاج مقاطع ڤيديو، سيناريو وصوت وصورة وتمثيل وإخراج، وموسيقا وضوضاء، مع تحريك للشفاه وتعابير في الوجوه بشكل واقعي إلى حد بعيد جدا، وقد تصدرت المشهد التقني لهذا السبب. هذه الأداة مختلفة عن نظيراتها لأنها قفزت قفزات نحو الواقعية، وكما يقول الخبراء أنها أخيرا غادرت «الوادي الغريب (Uncanny valley)»، في إشارة إلى أنها بعد هذه المرحلة لم تعد غريبة وغير مألوفة بالنسبة لمعظم البشر، والوصول لهذه المرحلة يعني تقدما حاسما وغير مسبوق، الواقعية هذه لم تعد تقتصر على الشكل الظاهري فحسب، بل امتدت إلى محاكاة ديناميكيات الحركة وتفاعلات الضوء والظل وانسجام العناصر المرئية والصوتية في تناغم مدهش، يجعل الفارق بين ما هو مصنوع بالذكاء الاصطناعي وما هو حقيقي يتضاءل يوما بعد يوم. الوادي الغريب هي فرضية في علم النفس والجمال تدرس العلاقة بين مدى مشابهة كائن صناعي (روبوت، دمية، أو شخصية كرتونية ما) للإنسان وردود فعلنا العاطفية تجاهها. تفيد الفرضية أن مدى تشابه الكائن الصناعي مع الإنسان يتناسب تصاعديا مع إعجابنا به وقدرتنا على التعاطف معه. إلا أن هذا يصح لدرجة معينة فحسب. الدرجة التي يبلغ فيها الشبه اقترابا من التطابق، وعندها يثير فينا نفورا غير مبرر. أو لعله مبرر، فعدم الارتياح قادم من تلقينا للكائن كبشري، ومن ثم توترنا إزاء التفاصيل الصغيرة كحركة العين وجمود الوجه. هذا الصعود في الإعجاب والتعاطف تماشيا مع الدقة في التصوير، ثم الهبوط بانحدار إذا استمر التطور هو ما يكسب الظاهرة اسم «الوادي الغريب». وهذا تماما ما يدفع بعض صناع الأفلام المعتمدة على تقنيات CGI ليختاروا أن ينتجوا أعمال إنيمي أقل من قدرتهم الفعلية في الحقيقة: خوفا من تنفير الجمهور.
في السابق - قبل أشهر أو أسابيع فقط - كنا نرى مقاطع الفيديو المنشأة بمثل هذه الأدوات ويسهل علينا تمييزها، ففي النسخة الأولى من
هذه الأدوات كانت تنتج صوتا فقط أو صورة فقط، ثم يتعين على من يريد دمجها أن يعمل على أدوات أخرى، ويستعين بأدوات أخريات لصناعة السيناريو وضبط الشخصيات كذلك، وجاءت هذه الأداة لتقول لنا أن المستقبل الذي ربما ظنناه بعيدا، قد حان، وأنه قد تنخدع بفيديو عالي الجودة، بسيناريو وصوت وصورة -متسقة معا- وموسيقى وشخصيات كلها تم توليدها بأداة تقنية، سهلة وفي المتناول، بل أن أدوات في أو 3 تنتج أصواتا وصورا أصيلة للشخصيات، غير مستنسخة بشكل كامل من البشر، بل أن هذه التقنيات تحاكي بدقة كبيرة فيزياء العالم الحقيقي، من حركة القماش مع الريح إلى انعكاسات الضوء على الأسطح المختلفة، وتفاصيل دقيقة كالرموش وتقلصات الجلد عند الابتسام، مما يجعل الخداع البصري والسمعي أمرا في متناول الجميع تقريبا.
بالتأكيد أن إدارة مثل هذه الأداة لتنتج أفضل المشاهد يتطلب دراية وخبرة في كيفية «هندسة التعليمات» لتكون دقيقة بما فيه الكفاية دون الحاجة لكثير من التعديلات وتكرار المشاهد، فعلى من يديرها أن يهندس أوامره ويفصلها، فإذا ما طلب أحدهم منها -على سبيل المثال- مقطعا ترويجيا لشركة بيع خضار في سوق تقليدي في سلطنة عمان، واكتفى، قد تنتج له مشهدا لثلاثة باعة هندي وباكستاني وسوري يتجولون في سوق نزوى على سكوتر ويروجون بلغتهم لشركة بيع الخضار تلك، بينما يأتي «مهندس تعليمات» أدق وأخبر، ليفصل الأوامر، ويدقق في السيناريو كيف يبدأ وكيف ينتهي، ويفصل الشخصيات وسماتها ولغتها ولبسها وملامحها وطبيعتها، ثم يتعمق في طبيعة المكان والألوان من خلف المشهد والضوضاء والموسيقا الخلفية، ومن ثم عن حركة وزاوية الكاميرات لحظة بلحظة، وحركات الصوت والجسم والتعابير حتى ينتهي المقطع، بالتأكيد أن نتيجة هذه التعليمات والأوامر ستكون أفضل بكثير ومقنعة أكثر وأقرب للواقع. ربما تصل إلى حد يصعب معه على المشاهد غير المدقق أن يحكم على أصالة المشهد من زيفه، وبالمناسبة أصبحت هناك دورات تخصصية مفصلة تقوم بتدريس كيفية صياغة هذه التعليمات وهندسة الأوامر لأدوات الذكاء الاصطناعي لتوجيهه بسهولة ودقة، وربما ستكون هذه المهاراة إحدى متطلبات الكثير من الوظائف في المستقبل القريب.
في أيامنا هذه التي يستهلك فيه العالم المحتوى بشكل كثيف، ومحتوى الفيديو بشكل خاص، توفر هذه الأداة، ومثيلاتها -السابقات والقادمات- ، الكثير من الوقت والجهد والتكلفة، وفي ذات الوقت تثير الكثير من المخاوف، أبرزها سهولة صنع المحتوى المزيف، أو الإدعاء بأن المحتوى مزيف وهو حقيقي، وهذا قد يمهد لانهيار الثقة في ما نراه ونسمعه، ويصبح من السهولة بمكان أن تزيف ما تريد وتنفي ما تريد بادعاء أنه مزيف، وتضلل الرأي العام كذلك، هذه الأزمة المتوقعة في الثقة قد تمتد لتشمل كل شيء، من الأخبار إلى الأدلة في المحاكم إلى الذكريات الشخصية المسجلة، مما يخلق واقعا هشا يصعب الاعتماد على مثل هذه المقاطع.
تنبهت جوجل لهذا الأمر مثلا، وأصدرت أداة تتيح التحقق من المحتوى ما إذا كان قد صنع بأدواتها. وهناك أدوات أخرى مشابهة، غير أنها تواجه تحديا كبيرا في التفريق بين محتوى صنعه البشر، ومحتوى أنشأه الذكاء الاصطناعي بتعلمه من محتوى البشر، فلا غرابة أن تصنف أحد هذه الأدوات أن خطاب الاستقلال للولايات المتحدة الأمريكية قد تم صنعه بأدوات الذكاء الاصطناعي بنسبة ٩٩٪ فربما أن هذه الأدوات تعلمت أصلا من مثل هذه النصوص وأساليبها وتراكيب الجمل التي تستخدمها هذه الأدوات كلها من كلام البشر أصلا. صحيح أن أدوات جوجل -على وجه التحديد- تخفي علامة في تركيبتها لتدل على أنها مصنعة بالذكاء الاصطناعي، غير أن المتخصصين ومن يدققون وراء الأخبار والمقاطع المرئية، هم فقط -ربما- من سيبذلون جهدهم للتحقق، كذلك فإن هذا حاليا ينطبق على أدوات شركة واحدة فقط أما الأدوات الأخرى المنتشرة من شركات عملاقة وناشئة أو مجموعات بحثية أو دول أو مطورين مستقلين أو جهات غير معلنة، فلا ضمانة لوجود أي علامة مائية أو آلية كشف لمثل هذه المقاطع، مما يجعل المحتوى المنتشر بحرا شاسعا عرضة للتزييف والإنكار دون حل تقني فعّال.
إن تطور هذه التقنيات بهذه السرعة يدفع العالم لضرورة مناقشتها وآثارها أخلاقيا وسياسيا وقانونيا. ويضع جموع الفنانين ومنتجي الأفلام والحملات الدعائية وصناع المحتوى في تساؤل ما إذا كانت هذه الأدوات قد بدأت فعليا بتغيير المعادلات في مجال صناعتهم، وهل فعلا المؤسسات والأفراد ستتبنى استخدام هذه الأداوت؟ وإلى أي حد قد تبدو هذه الأدوات مخيفة؟ الأسئلة المطروحة ليست تقنية فحسب، بل وجودية حول طبيعة الإبداع والملكية الفكرية ومصداقية الواقع الذي نعيش فيه.
شخصيا، ومن متابعة لصناعة وإنتاج الصور ونشرها والإعلان لها في وسائل التواصل في السلطنة، فأنني أرى بوضوح كيف أن المؤسسات -كبيرها وصغيرها- بدأت تستعين بأدوات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في صنع إعلاناتها ومنشوراتها، وهذا مبرَر بما أنها يوفر الكثير من الجهد والتكلفة والوقت وبجودة اعتيادية مقبولة.
أما عن كونها مخيفة، فأرى شخصيا أنها مخيفة، فحتى قبل أن تحدث هذه الطفرة الأخيرة انخدع الكثيرون -مثلي- بمقاطع تبدو حقيقية وهي ليست كذلك، أسمع أغنية بصوت طلال مداح -مثلا- فتعجبني وأقول ها قد فاجأني الـ«تيك توك» بأغنية لم أسمعها من قبل لطلال، ليتضح لي بعدها أنها ليست أغنيته وأنه لم يسبق له أن غناها أصلا. فكم من المحتوى خدعني وانتهى وآخر سيخدعني؟ وإلى متى سينتظر العالم ليضع ما يقنن وينظم هذه التقنيات وأخلاقياتها، التي باتت تخيف حتى صناعها! والتساؤل الذي يليه، هل يمكن للقوانين والأطر الأخلاقية أن تلحق بسرعة التطور الجنوني لهذه الأدوات، أم أننا ندخل عصرا من الفوضى الرقمية حيث الحقيقة هي أول ضحايا التقدم؟
المعتصم الريامي مطور ومهتم بالتقنية