الحرة:
2025-06-01@08:39:17 GMT

قانون الجنسية الهندي.. لماذا يخيف المسلمين؟

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

قانون الجنسية الهندي.. لماذا يخيف المسلمين؟

شرعت الهند، الاثنين، في تطبيق قانون معدل للمواطنة اعتبره مسلمون وجماعات حقوقية يشكل "تمييزا" بحق الأقلية المسلمة التي تزايدت مخاوفها في ظل حكومة رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، القومية الهندوسية.

وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على إقرار البرلمان لقانون المواطنة المعدل، لعام 2019، نشرت وزارة الداخلية، الاثنين، قواعد تنفيذ القانون.

وفي ديسمبر 2019، أقر البرلمان تعديلا على قانون الجنسية لعام 1955، ليشمل بندا يمنح الجنسية الهندية للهندوس والبارسيين والسيخ والبوذيين والجاينيين والمسيحيين الذين فروا إلى الهند، ذات الأغلبية الهندوسية، بسبب الاضطهاد الديني في أفغانستان وبنغلادش وباكستان، ذات الأغلبية المسلمة، قبل 31 ديسمبر 2014.

ويعني ذلك أن القانون يستثني المسلمين، الذين هم الأغلبية في الدول الثلاث.

وفي جوهره، يوضح موقع "إنديا إكسبريس" إن القانون خفف من معايير الأهلية للحصول على الجنسية لفئات معينة من المهاجرين (على أسس دينية) من الدول المجاورة الثلاث.

وتحدد القواعد التي تم الإبلاغ عنها في الجريدة الإلكترونية الإجراءات التي ينبغي اتباعها للأفراد المؤهلين للتقدم بطلبات للحصول على الجنسية الهندية، من بينها اختبار ديني.

وقالت الحكومة الهندية إن الأشخاص المؤهلين يمكنهم التقدم بطلب للحصول على الجنسية من خلال بوابة إلكترونية.

موقف الحكومة

وكان تنفيذ القانون أحد الوعود الانتخابية الرئيسية لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، الذي يتزعمه مودي، قبل أسابيع من الانتخابات العامة التي يسعى من خلالها للفوز بولاية ثالثة.

ورفضت حكومة مودي فكرة أن القانون "تمييزي" ودافعت عنه باعتباره لفتة إنسانية، وقالت إن هدفه فقط منح الجنسية للأقليات الدينية الفارة من الاضطهاد ولن يستخدم ضد المواطنين الهنود.

وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء: "لقد كان القانون جزءا لا يتجزأ من البرنامج الانتخابي لحزب بهاراتيا جاناتا لعام 2019. وهذا سيمهد الطريق أمام المضطهدين للحصول على الجنسية في الهند".

وقالت وزارة الداخلية في بيان إن التعديل سيزيل العوائق القانونية أمام اللاجئين الراغبين في الحصول على الجنسية، مما يمنح "حياة كريمة" لأولئك الذين يعانون منذ عقود.

ماذا قال المنتقدون؟

في المقابل، يقول المنتقدون إن القانون دليل آخر على أن حكومة مودي تحاول إعادة تشكيل البلاد لتكون دولة هندوسية وتهميش ملايين المسلمين الذين يعيشون هناك.

وتقول جماعات إسلامية وأخرى حقوقية إن القانون، إلى جانب نظام مقترح لتسجيل المواطنة، يمكن أن يشكل تمييزا ضد مسلمي الهند.

ويعيش في الهند 200 مليون مسلم يشكلون أقلية كبيرة في الدولة التي يزيد عدد سكانها عن 1.4 مليار نسمة. وهم منتشرون في كل أنحاء الهند تقريبا، وقد تم استهدافهم بسلسلة من الهجمات التي وقعت منذ تولي مودي السلطة لأول مرة في عام 2014.

ولم تنفذ حكومة مودي القانون بعد صدوره في 2019 بعد اندلاع احتجاجات وعنف طائفي في نيودلهي وأماكن أخرى، قتل خلالها العشرات وأصيب المئات على مدى أيام من الاشتباكات.

لكن المتحدث الحكومي قال في تصريحه الجديد إن "العديد من المفاهيم الخاطئة انتشرت" عن هذا القانون، مشيرا إلى أن تأخر تنفيذه يرجع إلى جائحة كوفيد.

وأضاف: "هذا القانون مخصص فقط لأولئك الذين يعانون من الاضطهاد، منذ سنوات، وليس لديهم مأوى آخر في العالم سوى الهند".

اتهامات متزايدة للحزب الحاكم في الهند بمعاداة المسلمين

وأضاف أن القانون يهدف أيضا إلى منح الجنسية وليس سحبها من أي شخص، ووصفت الاحتجاجات السابقة بأنها ذات دوافع سياسية.

في المقابل، دعا الحزب الشيوعي الهندي المعارض، الذي يحكم ولاية كيرالا الجنوبية، إلى تنظيم احتجاجات على مستوى الولاية، الثلاثاء.

وقال بيناراي فيجايان، رئيس وزراء ولاية كيرالا الهندية، في بيان "يهدف هذا (القانون) إلى بث الفرقة في صفوف الشعب وإثارة المشاعر الطائفية وتقويض المبادئ الأساسية للدستور.. يجب الوقوف صفا واحدا في مواجهة هذه الخطوة الرامية إلى تقسيم المواطنين الهنود المتساوين في الحقوق إلى طبقات".

لماذا القانون مثير للجدل؟

وكانت الاحتجاجات التي عمت البلاد، في عام 2019، اجتذبت أشخاصا من جميع الأديان قالوا إن القانون يقوض أسس الهند كدولة علمانية.

وشعر المسلمون بالقلق بشكل خاص من أن الحكومة قد تستخدمه، إلى جانب السجل الوطني المقترح للمواطنين، لتهميشهم، إذ تخشى بعض هذه الجماعات من أن تسحب الحكومة الجنسية من المسلمين الذين ليس لديهم وثائق في بعض الولايات الحدودية.

ويعد السجل الوطني للمواطنين جزءا من مساعي حكومة مودي لتحديد الأشخاص الذين جاءوا إلى الهند بشكل غير قانوني والتخلص منهم.

ولم يتم تنفيذ السجل إلا في ولاية آسام الشمالية الشرقية، لكن حزب مودي وعد بإطلاق برنامج مماثل للتحقق من الجنسية على مستوى البلاد.

ويقول المنتقدون والجماعات الإسلامية إن قانون الجنسية الجديد سيساعد في حماية غير المسلمين المستبعدين من السجل، في حين قد يواجه المسلمون خطر الترحيل أو الاعتقال.

ويرتكز المعارضون، وهم مسلمون وأحزاب في المعارضة وجماعات لحقوق الإنسان، على فكرة التمييز في دولة علمانية بالأساس، ويرون أن المعتقد الديني لا يمكن أن يكون شرطا للمواطنة.

وتقول أسوشيتد برس إن "هذه هي المرة الأولى التي تضع فيها الهند، وهي دولة علمانية تضم سكانا متنوعين دينيا، معايير دينية للحصول على الجنسية".

عدد المسلمين في الهند يزيد عن 200 مليون نسمة

ووفق موقع إنديا إكسبريس، فإن معارضي القانون الذي تعرض لطعون قضائية وصلت إلى المحكمة العليا للبلاد، يقولون إنه ينتهك المادة 14 من الدستور، التي تنص على أنه "لا يجوز للدولة أن تحرم أي شخص من المساواة أمام القانون أو الحماية المتساوية للقوانين داخل أراضي الهند".

وقالت منظمة العفو الدولية الاثنين إن القانون "يضفي الشرعية على التمييز على أساس الدين".

ويرى البعض أيضا أنه إذا كان القانون يهدف إلى حماية الأقليات المضطهدة، فكان ينبغي أن يشمل الأقليات الدينية المسلمة التي واجهت الاضطهاد في بلدانها، مثل الجماعة الأحمدية في باكستان، والروهينغا في ميانمار.

ويقولون إن مودي يدفع بأجندة قومية هندوسية تهدد بتقويض الأساس العلماني للبلاد، وتقليص المساحة المتاحة للأقليات الدينية، خاصة المسلمين، وتقريب البلاد من الأمة الهندوسية.

وتم إعدام عشرات المسلمين على يد حشود هندوسية، بسبب مزاعم عن أكل لحوم البقر أو تهريب الأبقار، وهو حيوان يعتبر مقدسا لدى الهندوس، وتمت مقاطعة الشركات الإسلامية، وتجريف مناطقهم، وإحراق أماكن العبادة.

ويقول منتقدون إن صمت مودي بشأن العنف ضد المسلمين شجع بعض مؤيديه الأكثر تطرفا ومكن من المزيد من خطاب الكراهية ضد المسلمين.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: للحصول على الجنسیة حکومة مودی إن القانون فی الهند

إقرأ أيضاً:

ترامب: لم أطلع بعد على مشروع قانون العقوبات الجديد على روسيا

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الجمعة، أنه لم يتخذ قرارًا بعد بشأن المصادقة على مشروع قانون جديد لفرض عقوبات مشددة على روسيا، مبررًا موقفه بعدم اطلاعه على التفاصيل الكاملة للمشروع.

وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين في قاعدة "أندروز" الجوية قرب واشنطن، قال ترامب: "لا أعرف بعد ما إذا كنت سأدعمه، يجب أن أراه أولاً"، في إشارة إلى مشروع القانون الذي قدمه عضوا مجلس الشيوخ، الجمهوري ليندسي جراهام والديمقراطي ريتشارد بلومنتال.

ترامب يكشف عن مفاجأة من روسيا أثناء اقتراب المفاوضات من نهايتهاتقرير دولي: كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود وملايين الذخائر إلى روسيابمسيّرات.. روسيا تشن هجوما عنيفا ضد أكبر موانئ أوكرانيا على نهر الدانوبروسيا تحذر أوكرانيا: خياركم بين التفاوض أو الهزيمة في ساحة القتالأوكرانيا تعلن استعدادها للمشاركة في مفاوضات روسيا بشرطمنتدى «روسيا - العالم الإسلامي» يشهد مشاركة قياسية من 103 دول .. فيديوخلال الليلة الماضية.. روسيا تعلن إسقاط 48 طائرة مسيرة أوكرانيةالنفط يرتفع بعد تجميد رسوم ترامب الجمركية وتزايد المخاوف من العقوبات على روسياوزير خارجية ألمانيا من واشنطن: روسيا هي من تنتهك القانون الدولي

وينص المشروع، الذي تم تقديمه في أبريل الماضي، على فرض عقوبات ثانوية تطال شركاء روسيا التجاريين حول العالم، إضافة إلى رفع التعريفات الجمركية بنسبة 500% على واردات الولايات المتحدة من الدول التي تشتري النفط والغاز واليورانيوم وسلعًا أخرى من موسكو، في محاولة لتجفيف مصادر التمويل للحكومة الروسية.

وأعرب السيناتور جراهام، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه روسيا، عن ثقته في أن المشروع سيُطرح للنقاش في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل، متوقعًا أن يلقى دعمًا واسعًا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وكان غراهام قد أُدرج مؤخرًا على القائمة الروسية للإرهابيين والمتطرفين.

في المقابل، حذر السيناتور الجمهوري راند بول من أن مشروع القانون قد ينقلب سلبًا على الولايات المتحدة، ووصفه في مقال رأي نُشر على منصة "Responsible Statecraft" بأنه "وصفة لكارثة اقتصادية غير مسبوقة".

ترامب يكشف عن مفاجأة من روسيا أثناء اقتراب المفاوضات من نهايتهاتقرير دولي: كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود وملايين الذخائر إلى روسيابمسيّرات.. روسيا تشن هجوما عنيفا ضد أكبر موانئ أوكرانيا على نهر الدانوبروسيا تحذر أوكرانيا: خياركم بين التفاوض أو الهزيمة في ساحة القتالأوكرانيا تعلن استعدادها للمشاركة في مفاوضات روسيا بشرطمنتدى «روسيا - العالم الإسلامي» يشهد مشاركة قياسية من 103 دول .. فيديوخلال الليلة الماضية.. روسيا تعلن إسقاط 48 طائرة مسيرة أوكرانيةالنفط يرتفع بعد تجميد رسوم ترامب الجمركية وتزايد المخاوف من العقوبات على روسياوزير خارجية ألمانيا من واشنطن: روسيا هي من تنتهك القانون الدولي

وقال بول إن العقوبات، رغم استهدافها روسيا، "قد تعزل واشنطن تجاريًا عن عشرات الدول، بما فيها حلفاء رئيسيون"، مضيفًا أن المشروع سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلك الأمريكي، ويقوض قيمة الدولار، ويهدد التجارة الأمريكية مع معظم دول العالم.

وأكد أن المشروع "يتجاهل الواقع التجاري العالمي"، ويأتي في لحظة حساسة على الصعيد الجيوسياسي، وهو ما قد يدفع دولًا إلى تقليص ارتباطها بالاقتصاد الأمريكي، والبحث عن بدائل استراتيجية ومالية خارج المنظومة الغربية.

طباعة شارك ترامب روسيا أوكرانيا بوتين موسكو كييف

مقالات مشابهة

  • تفاصيل لأول مرة.. الجيش الهندي يقر بسقوط طائرات بقتال باكستان
  • بأمر القانون .. للموظف حق الحصول على إجازة لأداء مناسك الحج
  • ضوابط حدّدها القانون لممارسة نشاط الاستزراع السمكي .. تفاصيل
  • العفو الدولية تدعو البرلمان الإيطالي إلى رفض قانون يجرم الاحتجاج
  • بعد تسهيلات التجنيس.. عدد الأجانب الذين يحصلون على الجنسية الألمانية يفوق 250 ألفا عام 2024
  • ترامب: لم أطلع بعد على مشروع قانون العقوبات الجديد على روسيا
  • 3 % من الأجور.. موارد صندوق دعم العمالة غير المنتظمة
  • الاقتصاد الهندي ينمو بوتيرة أسرع من المتوقع بالربع الأخير
  • السعدي يفتح ورش تعديل قانون الغرف التقليدية
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟