خان يونس.. “خباز المخيم” يسد رمق النازحين
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
غزة – الخباز الفلسطيني سهيل قاسم يجلس على الأرض أمام فرنٍ مصنوعٍ من الطين، يوقد النار بداخله في مخيم للنزوح بمحيط المستشفى الأوروبي شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة المدمر.
قاسم الملقب بـ”خباز المخيم” يخبز العجين للنازحين الموجودين في الخيام المحيطة بخيمته، في ظل محدودية المخابز العاملة في قطاع غزة، جراء النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل هذه المخابز.
وخرجت جميع المخابز الآلية العاملة في قطاع غزة عن الخدمة جراء تعرضها للقصف من الجيش الإسرائيلي، فضلا عن غياب الكهرباء والوقود اللازمين لتشغيل مخابز جديدة في ظل قطع إسرائيل كافة الإمدادات المانحة للحياة.
يتجمع النازحون حول خيمة قاسم، وهم يحملون العجين بانتظار دورهم في الخبز، في ظل نقص غاز الطهي وعدم قدرة النازحين على شراء الحطب والفحم.
ويقول قاسم النازح من مدينة غزة: “كنت أعمل خبازا في أحد مخابز غزة لمدة 35 عامًا، ولكن مع بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، اضطررت للنزوح إلى خان يونس”.
ويضيف: “بعد اجتياح خان يونس توجهت إلى المستشفى الأوروبي جنوب شرق المدينة، واجهتني صعوبات في توفير الخبز للعائلة فقررت البحث عن حل جذري”.
ويوضح قاسم الذي يعيل 9 أفراد، أن الأوضاع المعيشية الصعبة وصعوبة الحصول على الخبز، دفعته لإنشاء فرن من الطين لصناعة الخبز لعائلته وكوسيلة رزق تعيله وأسرته مع استمرار الحرب الإسرائيلية.
ويتابع قاسم وهو يخبز العجين للنازحين: “كنت أعاني كما يعاني النازحون من صعوبة توفير الحطب او غاز الطهي، فقررت صناعة الفرن والتخفيف عن الناس في الحصول على الخبز قدر المستطاع”.
ويستخدم “خباز المخيم” ما يتمكن من جمعه أو شرائه من الحطب وبقايا الأخشاب من المنازل المدمرة إضافة إلى الأوراق وحتى المنشورات الورقية التي يلقيها الجيش الإسرائيلي على مناطق قطاع غزة.
ويحصل قاسم على مبلغ زهيد مقابل خبز كل عدد من الأرغفة ويختلف هذا المبلغ من شخص إلى آخر حسب الحالة المادية له، كما يقول الخباز.
ويضيف: “هذا الفرن يوفر مصدر دخل لأفراد أسرتي مما أجمعه من مبالغ زهيدة مقابل الخبز رغم المعيقات والتحديات”.
ويبين أن أبرز التحديات التي تواجهه هي عدم توفر الأخشاب والحطب بشكل دائم، وهو ما يعيق عمله في بعض الأوقات، لكنه يؤكد مواصلة العمل للتخفيف عن سكان المخيم.
و أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بأن “الجوع في كل مكان بقطاع غزة” الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
وقالت الوكالة الأممية على منصة إكس، إنه “مع اقتراب رمضان فإن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والوقف الفوري لإطلاق النار ضروريان لإنقاذ الأرواح”.
وجراء الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 شهور والقيود الإسرائيلية، بات الفلسطينيون بالقطاع ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني.
ويحل شهر رمضان هذا العام، بينما تواصل إسرائيل حربها المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” في حق الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: خان یونس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
السويد تعتبر تجويع أهالي غزة “جريمة حرب” وتدعو إلى عدم تسييس المساعدات
الثورة نت /..
قالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، اليوم الخميس، إن استخدام “إسرائيل” التجويع كوسيلة حرب ضد المدنيين محظور ويعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
وأضافت ستينرغارد، خلال مؤتمر صحفي، أن حرمان المدنيين من الغذاء والماء والدواء يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي، مشددة على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى قطاع غزة.
وأكدت أن “الوضع في غزة كارثي، ومن الضروري أن تصل المواد الغذائية والمياه والأدوية بسرعة إلى المدنيين المتضررين بشدة، ومعظمهم من النساء والأطفال، الذين يعيشون حاليا في ظروف غير إنسانية تماماً”.
ولفتت إلى أن “المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة يجب ألا تخضع للمساومات السياسية أو تُستخدم في الأغراض العسكرية”.
وكانت السويد استدعت سفير الكيان الإسرائيلي لديها، الشهر الماضي، احتجاجا على نقص المساعدات الإنسانية الموجهة للمواطنين في قطاع غزة.
يذكر أن مملكة السويد اعترفت رسمياً في الثلاثين من اكتوبر 2014 بدولة فلسطين.
وبدعم أميركي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 55,207 مواطنين فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 127,821 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.