لموائد الطعام كثير من الحكايات التي شغلت حيزًا مهمًا في الكتابات التراثية العربية، وهي نوع من الحكايات تجمع بين الطرافة والفكاهة والعظة، وتحقق لدى القارئ درجة عالية من المتعة المعرفية، فهي أيضًا تشمل جانبًا مهمًا يكشف عن الجوانب العقلية والفلسفية التي تمتع بها هؤلاء الأشخاص الذين جمعتهم الموائد. 

روى ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه "العقد الفريد"، رواية جمعت بين والي الكوفة في زمن الدولة الأموية وأعرابي جلس على مائدته، في إطار الأجوبة الهزلية، تقول الرواية أنه كان للمغيرة بن عبد الله الثقفي وهو والي الكوفة، جدي يوضع على مائدته، فحضره أعرابي، فمد يده إلى الجدي وجعل يسرع فيه؛ فقال له المغيرة: إنك لتأكله بحرد (أي بغضب وغيظ) كأن أمه نطحتك! قال: وإنك لمشفق عليه كأنّ أمه أرضعتك.

وفي الحكاية رد هزلي أسكت المغيرة عن الحديث بعد ذلك، حيث باءت محاولته بالفشل عندما أراد أن يسخر من الأعرابي الذي يلتهم الطعام كأنه موتور، أو صاحب ثأر مع الجدي وعائلته، كأن أمه نطحته، فرد على الأمير ردا تجاوز محاولة سخريته وأسكته، وفي الحكاية ذهن حاضر، وليس انغماسا كليا في الطعام يلغي حضور العقل الذي رد سخرية الأمير بسرعة وبطريقة حاسمة. 

ومن طرائف موائد الطعام أيضا، ما رواه الصحابي أبو هريرة عن حياته الشخصية زمن النبي الكريم، وقد أتى من اليمن إلى المدينة مسلمًا مبايعًا، فعاش بجوار النبي فقيرا معدمًا، وظل مع جماعة من الفقراء عرفوا بأهل الصفة في المسجد النبوي، وكان الجوع يدفعه لأن يقف في طريق الصحابة الكرام أمثال أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب كي يطعموه، وكان جعفر بن أبي طالب عنده من أحب الصحابة إليه لأنه كان يكرمه دائما ويقربه، واشتهر جعفر رضي الله عنه بحب المساكين. 

وروى الخطيب البغدادي في باب التعريض بالدخول على الموائد من الكبار، فكان أبو هريرة أحد هؤلاء الذين صرحوا بأنهم يغشون الموائد نظرا لفقره الشديد، خاصة وأنه كان يربط حجرا على بطنه من شدة الجوع، وفي الرواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم لشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وألصق بطني بالحصباء". 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: موائد الطعام الحكايات

إقرأ أيضاً:

الجوع والعطش يحاصران نصف مليون فلسطيني شمال غزة

عبد الله أبو ضيف (غزة، القاهرة)

أخبار ذات صلة مصر تكثف جهود التوصل إلى هدنة في غزة «العالمي للتسامح والسلام» يشيد باعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بدولة فلسطين

تفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل خطير في شمال قطاع غزة، الذي يقطنه نحو نصف مليون فلسطيني، في ظل النقص الحاد بالغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، وباتت المجاعة تهدد سكان القطاع، مع مواصلة الجيش الإسرائيلي منع تدفق إمدادات الغذاء، وحليب الأطفال والدواء والمياه إلى شمال القطاع منذ بدء الحرب على غزة.
ووثّْقت مؤسسات حقوقية فلسطينية انتشار المجاعة والجفاف في جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون، وغرب مدينة غزة، بعد أن تدمير 90% من المنازل والمنشآت في تلك المناطق، إضافةً لتدمير مقرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والتي لم تعد تعمل منذ عدة أشهر في شمال القطاع.
وأكدت مستشفيات شمال القطاع التي انهارت منظومتها الصحية بالكامل على مدار الأيام والأسابيع الماضية، عدم توفر الدواء والوقود المشغل لأقسامها، وأنها استقبلت أكثر من 80 ضحيةً، تم انتشالهم من تحت الركام ومن أزقة مخيم جباليا، قتلوا خلال اجتياح المخيم على مدار ثلاثة أسابيع.
واعتبر عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، «الأونروا»، إن الأوضاع في القطاع أصبحت أكثر خطورة بعد إغلاق المعابر الرئيسية، سواء معبر كرم أبو سالم أو معبر رفح، الذي أعلنت إسرائيل السيطرة عليه.
وقال أبو حسنة، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إن الوقود لم يدخل إلى القطاع منذ أيام عبر أي من المعابر، بما يهدد العمليات الإغاثية كافة في جميع المناطق، ويزيد من صعوبة عمل المؤسسات الإغاثية والأممية بسبب العمليات العسكرية التي أدت إلى عدم دخول الشحنات الإغاثة.
وأشار أبو حسنة إلى أن «الأونروا» تسعى جاهدة للاستمرار في تقديم الخدمات من مدينة رفح قدر الإمكان، لكن التحديات تتزايد يوما بعد يوم، معبراً عن خشيته من تدهور الوضع الإنساني بشكل عام في قطاع غزة.
ودعا المتحدث باسم «الأونروا» إلى تضافر الجهود الإنسانية والدولية للتخفيف من معاناة السكان، وتقديم الدعم اللازم للمحتاجين، داعياً المجتمع الدولي التحرك بسرعة لمساعدة السكان لتجاوز هذه الأزمة، وتقديم الدعم الذي يحتاجون إليه بشكل عاجل.
وكشف المتحدث باسم الوكالة الأممية عن أن المؤسسات الأممية والدولية تواجه ضغوطاً هائلة في تقديم الخدمات، وأن تأمين الإمدادات يشكل تحديا كبيرا، خاصة مع تزايد الطلب والاحتياجات على الموارد التي كانت شحيحة من الأساس.
إلى ذلك، قالت مصادر طبية فلسطينية، أمس، إن طفلاً يبلغ 13 عاماً، توفي في مستشفى بدير البلح وسط قطاع غزة، بسبب الجوع. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن المصادر، أن الوضع الصحي في القطاع يمضي من سيئ إلى أسوأ، مع توسع العمليات العسكرية في مدينة رفح باتجاه الغرب، وخروج كل مستشفياتها عن الخدمة.
وأشارت المصادر إلى ارتفاع حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف إلى 37 في قطاع غزة، مؤكدة أن الحصيلة المعلنة تعكس ما يصل للمستشفيات فقط، وأن العشرات يفارقون الحياة بصمت، نتيجة المجاعة، دون أن يتمكنوا من الوصول إلى المستشفيات. ووفق الوكالة «يواصل الاحتلال إغلاق معبر رفح منذ 26 يوماً، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني، بسبب توقف الإمدادات المنقذة للحياة للمدنيين في أنحاء متفرقة، خاصة في مناطق شمال قطاع غزة، التي تواجه خطر المجاعة الحقيقية».

مقالات مشابهة

  • أجمل 5 أدعية عن يوم عرفات.. أعرفها
  • الجوع والعطش يحاصران نصف مليون فلسطيني شمال غزة
  • حظك اليوم برج الجدي الأحد 2-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي
  • ماذا حدث في غرفة الموت؟.. حكايات صادمة كشف عنها سفاح التجمع
  • طيران ناس يدشن رحلاته المباشرة بين الدمام والنجف في العراق كأول ناقل سعودي يربط المدينتين
  • وجه هجوما مبطنا للصين.. أوستن يربط أمن أميركا بأمن آسيا
  • من دائري المعادي إلى المهندسين في دقائق.. 8 صور ترصد محور الفريق كمال عامر بـالجيزة
  •  حظك اليوم برج الجدي السبت 1-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي
  • RT: حكايات سويدية عن تهديد روسي
  • برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 31 مايو: "تحقق أمانياتك"