الوطن:
2025-07-28@02:29:58 GMT

الدكتور يسري جبر يكتب: اعرف نبيك

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

الدكتور يسري جبر يكتب: اعرف نبيك

كيف تعامل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم مع المسيئين له؟

أرسل الله نبيه وحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين وجميع الناس بشيراً ونذيراً وجعله أسوة وقدوة للناس حتى يتخلقوا به وبأخلاقه فى السر والعلن مع المسلمين وغيرهم.. مع الصالحين والمسيئين. وحديثنا اليوم.. كيف تعامل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم الأسوة والقدوة مع الشخص المسىء؟

هناك عدة طرق تعامل بها النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم مع من أساء إليه:

- إذا أساء إليك شخص بكلمة أو بفعل وجب عليك عدة أمور أولاً: عليك أن تصبر عليه وألا ترد عليه الإساءة بالإساءة

وذلك سنة عن النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم طول حياته فى مكة ويتعامل مع مشركى قريش.

. وفى المدينة وفى تعاملاته مع الناس برهم وفاجرهم صغيرهم وكبيرهم كم أسىء إليه كثيراً فى حياته وأثناء دعوته إلا أنه صبر على كل ذلك.

- فإذا زادت الإساءة مرة أخرى عليك أيها الإنسان عليك أن تدعو لهذا الشخص بالهداية ولا تستعجل بالدعاء عليه.. سنة عن النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يعجل بالدعاء على من خالفه ولا من أساء إليه بل كان يدعو له. ويقول «اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون».. وقومه هنا هم الكفار الذين حاربوه وناوؤه العداء بل أرادوا قتله وجيشوا له الجيوش.. وعذبوا أصحابه ومع ذلك النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم دعا لهم بالهداية قال: «لعل الله يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله».

- فإذا استمرت الإساءة بعد ذلك.. بعد الصبر وبعد الدعاء بالهداية.. الطريق الثالث أن تعطيه الهدية... وقال النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم فى الحديث (تهادوا تحابوا)، لذا وجب على السالكين طريق الله عز وجل أن يرتقوا فى معاملاتهم.. وأن يهتدوا بسنة النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم وأن يراقب الإنسان أحوال نفسه.. فهل نحن مع أنفسنا ومع أبنائنا وأقاربنا وفى بيوتنا وفى مجتمعاتنا نتعامل مع من يسىء إلينا مثلما فعل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم؟!!

 فعلى كل إنسان منا أن يراقب نفسه فى ذلك. ومنهج النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم هو تنفيذ لكلام الله عز وجل.. حيث يقول الله فى محكم كتابه «فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم». يعنى الشخص الذى بينك وبينه عداوة إذا أعطيته الهدية وتدعو له.. وتحلم عليه.. تنطفئ جذوة نار الإساءة فى قلبه ويحل محلها نور المحبة. - فميزة أهل السلوك إلى الله أنهم لا يعاملون الناس بمثل معاملاتهم... وإنما يجعل يومه وليله ونهاره وأحواله وأكله وشربه كله يحوله إلى عبادات.. وذلك بتجديد النية يجعلها خالصة لله.. كما قال الله عز وجل فى سورة الأنعام: «قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمينَ».

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم صلى الله علیه وآله وسلم

إقرأ أيضاً:

عادل القليعي يكتب: أيها المزايدون على مصر .. عار عليكم

يبدو أنه قدر مقدر ومكتوب على أرض الكنانة أنها تتحمل مسؤولية وتضع على عاتقها حملا ثقيلا ، لا أقول هم القضية الفلسطينية وحدها ، وإنما هموم الأمة العربية والإسلامية.
فمصر شعبا وقيادة لا تألو جهدا ولا تدخر وسعا في نصرة الأشقاء العرب مهما كلفها ذلك من تضحيات.

ولعل التاريخ الحديث والمعاصر خير شاهد على ذلك.
فمن الذي حمل على عاتقه هم القضية السودانية وتصدت بكل ما أوتيت من قوة لمنع الفتنة ووقفت عقبة كئود وحجر عثرة في طريق تقسيم السودان ، ليس هذا وحسب ، بل وفتحت حدودها مرحبة بالأشقاء السودانيين ولم تقم لهم خياما على الحدود ، بل استقبلتهم ضيوفا كراما مأكلهم ومشربهم واحد مثلهم مثل المصريين ، مدارسها وجامعاتها وأسواقها فتحت أبوابها على مصرعيها لهم لا فرق بينهم وبين أهلها.

من الذي استقبل الإخوة السوريين الفاريين من بطش القيادة السورية ،  ومن جحيم الآلة العسكرية السورية الفتاكة من الذي أعطاهم حقوقا مثلهم مثل المصريين ، إنها مصر التي ناصرتهم كما فعل الأنصار مع المهاجرين ولم يمل الشعب ولم يكل بل اقتسم لقمته معهم وأواهم واحتضنهم حتى صاروا قوة لا يستهان بها ففتحوا المحلات والمصانع والمطاعم.وعندما قرروا العودة ، عادوا إلى بلادهم معززين مكرمين.

من الذي جيش الجيوش عندما استنجدت دولة عربية بها وقت غزو العراق لها عام 1990م، ومن الذي قاد حربا برية ضد جحافل جيوش العراق وحرر الكويت من تحت وطأة الاحتلال العراقي.

وللأسف الشديد لم يقدم لها حتى كلمات شكر ، بل العكس من ذلك ، إهانات هنا وهناك ، نحن من أتينا بكم بأموالنا ، لكن السؤال إلى هؤلاء ، هل جيش مصر مرتزق يؤجر فى المعارك ، أي غباء هذا ، ما لكم كيف تحكمون.؟!

ويزيد الطين بلل أن تتهمنا صحافية أننا حفاة عراة مأجورين نعمل عندهم ،  وهذا ما استفز قائدنا فخامة الرئيس ، فخرج بخطاب جامع وضح فيه ، أننا شعب أبي لا يقبل الإهانة من أحد ، وأننا عندما نسافر للعمل فإننا نسافر بشرفنا وبعقود موثقة ، وعندما نذهب إلى أي مكان فى العالم نذهب بكرامتنا وللاستفادة منا ومن خبراتنا في كل المجالات.

ألم يقلها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، لن نتأخر عن نصرة أشقائنا في أي دولة عربية أو إسلامية.
إن مصر مواقفها واضحة وثابتة في كل ما يخص قضايا أمتنا العربية ، فما الداعي إلى المزايدات عليها ، ما الداعي لإثارة الفتن وإحداث بلبلة للرأي العام ، هل أيها المزايدون تريدون تفتيت وحدتنا ، هل تريدون تشكيك الشعب في قيادته وفي كل منجز تم على أرض الواقع ، لماذا كل هذا الغل وهذا الحقد على مصر .

راعكم النجاح ولم لا فأنتم أعداء كل نجاح ، هل بلغ بكم الأمر إلى تأليب بعض أبناء الجالية الفلسطينية وتحريضهم أن يخرجوا في مظاهرات ضد حكومتنا ، وتطالبهم بفتح المعبر ، من الذي أوهمهم أن المعبر مغلق ، ما الذي أوحى إليهم أن المساعدات الإنسانية لا تمر ، إنها تمر ، لكن لابد من التنسيق مع الجانب الآخر المسيطر على المعبر الفلسطيني أم تريدون أن تجرونا إلى حرب لا يعلم مداها ونهايتها إلا الله .

اخسئوا وقفوا عند منتهاكم ، صدق فيكم قوله تعالى(كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين)، هل رأيتم شاحناتنا وهي تمر في أنفة وعزة وكبرياء ، هل رأيتم طائراتنا وهي تملأ سماء غزة محملة بالمعونات والمساعدات.

ثم أطرح عليكم سؤالا أيها المزايدون ، من الذي حارب من أجل القضية الفلسطينية في عام 1948م،  من الذي قاد مفاوضات مع المحتل الإسرائيلي من أجل حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتهم القدس ، إنها مصر.
من الذي دعا إلى قمة عربية في مارس الماضي ، وصدر خلالها بيانا مصريات برفض التهجير والسعي الدءؤب لإعمار غزة.
ومن الذي غرد منفردا في قمة بغداد مؤكدا على موقفه الثابت من القضية الفلسطينية ، إنها مصر.

فلا داع للمزايدات فالتاريخ يشهد ، وقبل التاريخ فيوجد إله وهو خير الشاهدين.
لماذا يقوم بعض المأجورين ، بالهتاف والسباب وغلق بوابات سفاراتنا في بعض الدول الأوروبية.

فإنه من باب أولى اذهبوا إلى سفارات المحتل الإسرائيلي واهتفوا ضدهم ، اذهبوا إلى مقر سفارات أمريكا واقذفوهم بالحجارة ، هل مصر من قتلت وجوعت أهل غزة ، والله إنه لعار عليكم عظيم ، والله إنه لهو الخزي والخذلان ذاته.
بدلا من أن تحمدوا صنيع مصر ،تسبوها وتسبوا قادتها ، ألا سحقا لكم ولمن سلطكم وحرضكم على فعل مثل هذه الأفاعيل النكراء.

إنه قدر مصر تتحمل ما لا تتحمله الجبال من صنوف الأذى وعدم الشكر والتقدير.
لكن نذكر بقوله الله تعالى (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا…

طباعة شارك أرض الكنانة القضية الفلسطينية الأمة العربية

مقالات مشابهة

  • عادل القليعي يكتب: أيها المزايدون على مصر .. عار عليكم
  • حكم التشاؤم من شهر صفر وغيره من الأيام أو الشهور.. الإفتاء تجيب
  • دعاء الحر الشديد والرطوبة .. اللهم قنا عذاب نار جهنم وزمهريرها
  • هل الزواج في شهر صفر حرام شرعًا؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • لماذا يمنع الزواج في شهر صفر؟.. انتبه لـ13 حقيقة عليك معرفتها
  • مع بداية الشهر الهجري.. اعرف حكم التشاؤم من صفر وباقي الشهور
  • يسري جبر: حب الله لا يأتي إلا باستشعار النعم
  • القائد والشعب
  • يسري جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: المؤمن يعتبر بسرعة انقضاء الأيام والشهور.. واتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبيل السعادة والفلاح