الوطن:
2024-06-16@09:39:21 GMT

الدكتور يسري جبر يكتب: اعرف نبيك

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

الدكتور يسري جبر يكتب: اعرف نبيك

كيف تعامل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم مع المسيئين له؟

أرسل الله نبيه وحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين وجميع الناس بشيراً ونذيراً وجعله أسوة وقدوة للناس حتى يتخلقوا به وبأخلاقه فى السر والعلن مع المسلمين وغيرهم.. مع الصالحين والمسيئين. وحديثنا اليوم.. كيف تعامل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم الأسوة والقدوة مع الشخص المسىء؟

هناك عدة طرق تعامل بها النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم مع من أساء إليه:

- إذا أساء إليك شخص بكلمة أو بفعل وجب عليك عدة أمور أولاً: عليك أن تصبر عليه وألا ترد عليه الإساءة بالإساءة

وذلك سنة عن النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم طول حياته فى مكة ويتعامل مع مشركى قريش.

. وفى المدينة وفى تعاملاته مع الناس برهم وفاجرهم صغيرهم وكبيرهم كم أسىء إليه كثيراً فى حياته وأثناء دعوته إلا أنه صبر على كل ذلك.

- فإذا زادت الإساءة مرة أخرى عليك أيها الإنسان عليك أن تدعو لهذا الشخص بالهداية ولا تستعجل بالدعاء عليه.. سنة عن النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يعجل بالدعاء على من خالفه ولا من أساء إليه بل كان يدعو له. ويقول «اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون».. وقومه هنا هم الكفار الذين حاربوه وناوؤه العداء بل أرادوا قتله وجيشوا له الجيوش.. وعذبوا أصحابه ومع ذلك النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم دعا لهم بالهداية قال: «لعل الله يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله».

- فإذا استمرت الإساءة بعد ذلك.. بعد الصبر وبعد الدعاء بالهداية.. الطريق الثالث أن تعطيه الهدية... وقال النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم فى الحديث (تهادوا تحابوا)، لذا وجب على السالكين طريق الله عز وجل أن يرتقوا فى معاملاتهم.. وأن يهتدوا بسنة النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم وأن يراقب الإنسان أحوال نفسه.. فهل نحن مع أنفسنا ومع أبنائنا وأقاربنا وفى بيوتنا وفى مجتمعاتنا نتعامل مع من يسىء إلينا مثلما فعل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم؟!!

 فعلى كل إنسان منا أن يراقب نفسه فى ذلك. ومنهج النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم هو تنفيذ لكلام الله عز وجل.. حيث يقول الله فى محكم كتابه «فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم». يعنى الشخص الذى بينك وبينه عداوة إذا أعطيته الهدية وتدعو له.. وتحلم عليه.. تنطفئ جذوة نار الإساءة فى قلبه ويحل محلها نور المحبة. - فميزة أهل السلوك إلى الله أنهم لا يعاملون الناس بمثل معاملاتهم... وإنما يجعل يومه وليله ونهاره وأحواله وأكله وشربه كله يحوله إلى عبادات.. وذلك بتجديد النية يجعلها خالصة لله.. كما قال الله عز وجل فى سورة الأنعام: «قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمينَ».

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم صلى الله علیه وآله وسلم

إقرأ أيضاً:

كيف تعامل الرسول مع المنافقين؟

اختلف تعامل رسول الله  صلّى الله عليه وسلّم مع المنافقين بحسب الموقف، وبحسب ما يراه رسول الله مناسباً مع مراعاة المصالح والأضرار، وفيما يأتي مجموعة من المواقف التي تبين تعامله عليه السّلام.

 

 مواجهتهم بأفعالهم عندما يتطلب الأمر وبيان معرفته بها ذكر السُدّيّ ومقاتل أنّ عبد الله بن نبتل كان أحد المنافقين في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان هذا الرجل يأتي إلى رسول الله يجلس معه، ثمّ يذهب إلى اليهود ويخبرهم بما قاله صلى الله عليه وسلم-.

 

وفي ذات يوم كان رسول الله جالساً بين أصحابه فقال لهم: سيدخل الآن عليكم رجلٌ قلبه قلب جبّار، وعينيه عينيّ شيطان، وإذا بعبد الله بن أبيّ يدخل إلى المجلس، فأخبره رسول الله أنّه على علم بما يقوم به هو وأصحابه؛ من شتمٍ لرسول الله، فأنكر ذلك وحلف بالله أنّه ما فعل، لكنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذّبه وظلّ يقول له فعلت، فذهب إلى أصحابه وأتى بهم فحلفوا لرسول الله بأنّهم ما فعلوا، فأنزل الله في كتابه يقول: (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ).

دعاء يوم التروية مستجاب.. ردد باستمرار

وعقابهم عندما يتطلب الأمر لمّا أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بالتجهّز للخروج في غزوة تبوك، تراجع المنافقون وامتنعوا من الخروج، فخرج رسول الله بأصحابه إلى الغزو، فلما رجع إلى المدينة المنورة كان أوّل أمر قام به الذهاب إلى المسجد النبويّ ليصلّي فيه ركعتين.

اعتذار المنافقون

 ثم قَدم إليه المنافقون بعد ذلك يعتذرون، ويقدّم كلٌّ منهم عذره الذي منعه من الاستجابة لأمر الله ورسوله والخروج للجهاد في سبيل الله، فقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعذارهم الظاهرة واستغفر لهم دون أن ينظر إلى باطن كلّ واحد منهم ويعلم ما بداخله، لكنّ النبي الكريم اتّخذ موقفاً مباشراً من المنافقين جزاءً لهم على ما فعلوا، فرفض الصلاة في مسجد ضرار الذي بنوه في المدينة المنورة قبل الخروج للمعركة، بل وأمر بحرقه، ترك عقابهم في بعض الأحيان تحقيقًا لمصلحة أكبر كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يعلم بنفاق عبد الله بن أبيّ وغيره من المنافقين، لكنّه لم يقاتلهم ولم يفصح عن أسمائهم، فالناس من اليهود والنصارى ومَن كان يعيش في المدينة لم يكونوا على علمٍ بنفاق هؤلاء، وكان يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ قتال المنافقين مدعاة لقول الناس: إنّ محمداً يقتل أصحابه؛ لكونهم على غير علم بباطن المنافقين وما يخفون في صدورهم.

 

 ويكون ذلك سبباً لامتناع الناس من الدخول في دين الله والنفور منه، فأراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُحقّق المنفعة الأكبر؛ وهي إقبال الناس على الإسلام وهذا أولى من قتال المنافقين. ومن الجدير بالذكر أن رسول الله لم يخبر عن أسماء هذه الفئة إلّا لحذيفة بن اليمان -رضيَ الله عنه.

دعاء يوم التروية مستجاب.. ردد باستمرار

 كما أنّ حذيفة لم يكن على علمٍ بجميع الأسماء، يقول -سبحانه-: (وَمِمَّن حَولَكُم مِنَ الأَعرابِ مُنافِقونَ وَمِن أَهلِ المَدينَةِ مَرَدوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعلَمُهُم نَحنُ نَعلَمُهُم سَنُعَذِّبُهُم مَرَّتَينِ ثُمَّ يُرَدّونَ إِلى عَذابٍ عَظيم)، ورسول الله كذلك لم يطلعه الله -سبحانه- عليهم جميعاً، قبول أعذارهم مع تفويض أمرهم إلى الله بعدما قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعذار المنافقين الذين تخلّفوا عن الخروج معه إلى غزوة تبوك، واستغفر لهم ووكّل أمرهم إلى الله، لم يقبل لهم عذراً بعد ذلك فيما امتنعوا عنه، فقال -تعالى-: (يَعتَذِرونَ إِلَيكُم إِذا رَجَعتُم إِلَيهِم قُل لا تَعتَذِروا لَن نُؤمِنَ لَكُم قَد نَبَّأَنَا اللَّـهُ مِن أَخبارِكُم وَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ ثُمَّ تُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ)،.

درجات الحرارة تتجاوز الـ43.. دعاء الحر الشديد

 وأمر الله -سبحانه- بتكذيبهم، وأنزل الآيات التي تنصّ على وصفهم بأنّهم رجس، فقال -تعالى-: (سَيَحلِفونَ بِاللَّـهِ لَكُم إِذَا انقَلَبتُم إِلَيهِم لِتُعرِضوا عَنهُم فَأَعرِضوا عَنهُم إِنَّهُم رِجسٌ وَمَأواهُم جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانوا يَكسِبونَ*يَحلِفونَ لَكُم لِتَرضَوا عَنهُم فَإِن تَرضَوا عَنهُم فَإِنَّ اللَّـهَ لا يَرضى عَنِ القَومِ الفاسِقينَ)، ترك الصلاة على موتاهم أمر الله -تعالى- رسوله -عليه السلام- بالامتناع عن الصلاة على المنافقين بعد موتهم، وعدم الوقوف عند قبورهم والدعاء لهم بالرّحمة والمغفرة؛ وذلك لأنّهم كانوا من الذين لم يصدّقوا الله ورسوله، وماتوا وهم على هذا الحال، بالإضافة إلى عصيانهم وتمردهم على أمر الله ورسوله، ومن كان ديدنه ذلك فلا يستحق الصلاة عليه والدعاء له، ذلك عملاً بقوله -تعالى-: (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَدًا وَلا تَقُم عَلى قَبرِهِ إِنَّهُم كَفَروا بِاللَّـهِ وَرَسولِهِ وَماتوا وَهُم فاسِقونَ).

مقالات مشابهة

  • ما أفضل وقت لذبح الأضحية؟.. معلومات مهمة من دار الإفتاء
  • موعد أذان المغرب يوم عرفة
  • حكم ترك الاغتسال قبل الإحرام بالحج والعمرة
  • حكم تقبيل الحجر الأسود.. «الإفتاء» تحسم الجدل
  • كيف تعامل الرسول مع المنافقين؟
  • د. يسري الشرقاوي يكتب: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة؟ (6)
  • الدكتور يوسف عامر يكتب: ثواب الحج
  • د.حماد عبدالله يكتب: أل البيت فى مصر
  • «يوم عرفة».. رحلة إيمانية وفرصة مغفرة عظيمة