الديوان الملكي الأردني.. كلمة حق يجب ان تقال
تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
الكتابة موهبة قبل أن تكون مهنة إنسانية، قادرة على تحريك الراكد في زوايا المجتمع وإبرازها وتسليط الضوء على جوانبها المشرقة والمضيئة، وكذلك على الجوانب المظلمة والسلبية من اجل معالجتها وتصحيحها، خاصة إذا توافرت فيها معاني الصدق والأمانة والموضوعية والحيادية وصحوة الضمير.
فالبعض منهم يبحث عن الشهرة، والبعض الآخر يبحث عن المال والشهرة، وبين هذا وذاك اصبحت الكتابة (في أوساطهم) مهنة مبتذلة ورخيصة ضاعت منها الحقائق وغابت عنها الأمانة وتاه فيها الصدق.
صاحب القلم والفكر الملتزم يقع على عاتقه همٌ كبير ومسؤولية عظمى وخطيرة في تغيير واقع مجتمعه إلى الأفضل والأحسن، والسير به قدما، والعمل على الإرتقاء بفكر أبنائه وأجياله، ولكن عندما ينحى هذا القلم المنحى الخاطئ، فإن هذا القلم المأجور يثير الكراهية والفتن والحقد والتبعية ، ويدمر كيان المجتمع ويجعله في ذيل المجتمعات والشعوب الأخرى. اليوم ونحن نعيش في عالم تسوده بعض أشكال اللامسؤولية، تظهر أقلام مدفوعة الأجر، مهمتها تلميع وتسويق بعض الأشخاص البعيدين كل البعد عن المسؤولية في نقل الأمانة الى الملك على حساب المجتمع. الكاتب الحقيقي هو نبراس تهتدي به الشعوب والأمم ويثق المجتمع بفكره وقلمه، وأن لا تكون كتاباته بضاعة رخيصة تباع وتشترى بثمن بخس. إن من يمتلك قلما يمتلك فكرا حرًّا وضميرا حيا، وذلك لأن الكتابة قبل كل شيء هي إيمان بما نكتب، وأداة نبحث من خلالها عن قيم الحق والخير والعدالة والحرية والجمال. وهي كذلك وسيلة للتواصل ونقل وتبادل الأفكار، وليس فقط تسطير لكلمات بلا معنى أو هدف أو غاية أو حقيقة سامية. وأنه مهما اختلفت دواعي الكتابة لدى الكاتب، تظل في النهاية أداة يعبر من خلالها عن ثقافته ومعلوماته وأحاسيسه ومشاعره الموجودة في ذاته، فكل قلم مرآة لذوق وفكر واخلاق ومبادئ صاحبه. إنني من هذا الموقع، أذكر أصحاب الأقلام المأجورة بمسؤوليتهم الأخلاقية تجاه مجتمعاتهم، وضرورة مراجعة ضمائرهم، فلن يرحمهم التاريخ يوماً لأنهم أساءوا لمجتمعاتهم واضروا بحكوماتهم وقياداتهم. إدارة الرئيس الحالي للديوان الملكي إستعملت طرقا ووسائل مختلفة وعديدة للوصول إلى الرأي العام من أهمها إخفاء الحقائق والتركيز على ما يدعم سياستها وقراراتها. ومن أهم الوسائل التي إستعملتها الإدارة الحالية للديوان حملات علاقات عامة لكسب ولاء وسائل الإعلام الأردنية للترويج لسياساتها. فالإدارة الحالية تبذل قصارى جهودها لإقناع الشعب الأردني والرأي العام أن الأوضاع في عهد إدارته أحسن بكثير عما كانت عليه أيام الإدارات السابقة . والواقع بطبيعة الحال غير ذلك تماما.إن العشق الذي يجمع بين الشعب الأردني والعرش الهاشمي المفدى هو هاجس كل مواطن أردني يلوذ بالديوان من ظلم وزير أو مسؤول او تعدي على حقوق من قبل قوى الظلم والشر.
وإن نصرة جلالة الملك للمواطن في كثير من القضايا تعبر بحق عن إعادة رسم الدور الإنساني والخيري للديوان الملكي الهاشمي بيت العدل والحق ونصرة الضعفاء والمساكين والمحرومين والمهمشين والمظلومين الذين لا يجدون الملاذ الأخير إلا لصاحب الجلالة وديوانه الملكي العامر، نعم نريد إعادة حقيقية لدور الديوان الملكي الهاشمي في تحمل جزء من هم الأردنيين الشرفاء والأحرار الصادقين الذين يرفعون راية الحق عالية. راية الأردن ويعلنون أنهم مع القائد في خندق الوطن وفي كل المجالات الحياتية السياسية والإقتصادية والإجتماعية، يبحثون عن الحرية والعيش الكريم. وعن المصداقية والمكاشفة وعن الإستماع لصوتهم بعيدا عن كل ما يعكر الصورة وينقل الخبر بغير صدق وسوء نية.
نعم نريد الصورة الحقيقة للديوان الملكي الهاشمي بيت الأردنيين ، الذي من دخله فهو آمن على نفسه وأهله و وظيفته ومستقبله، نريد أن يكون هذا البيت سفينة النجاة لكل أردني ضاقت به السبل وتشعبت به الدروب وتكالبت عليه النوائب، نريد أن يكون الديوان الملكي الهاشمي يا صاحب الجلالة النصير والعون والمساندة، يمسح الدمعة عن كل يتيم ومظلوم ولاجىء، نريد أن يكون هاجسنا وحبنا وأملنا وسفينة النجاة لنا، نريد متابعة لكل إستدعاء يكتب أو يرسل عبر الإيميل او الفاكس، وأن لا يكون الديوان يا صاحب الجلالة حكرا على فئة او طبقة او طائفة، بل يجب أن تتاح الفرصة لكل شاب مؤهل يملك الفكر والتجربة والعلم والخبرة مهما كانت طبقته أو عشيرته، فالهدف هو العمل والبناء وخدمة الناس، وليس الحصول على الجاه والمنصب والحافز. سيبقى الديوان الملكي الهاشمي بيت الأحرار والشرفاء والصادقين، عامرا بحس جلالة الملك عبدالله الثاني ، منيرا بوجهه، وفزعة لكل مهموم ومغموم، ونأمل أن تكون تغييرات جديدة في الديوان الملكي الهاشمي فاتحة خير وبوابة جديدة ندخل منها مرحلة جديدة لرسم الدور الحضاري والسياسي والإقتصادي والإجتماعي للمطبخ السياسي الأردني، ومصدر القرار، وصانع السياسات ومطلق المبادرات.اللهم احفظ ملكنا من شر الأشرار، وكيد الفجار، واحفظه آناء الليل وأطراف النهار، وسدد خطاه، واجعله سببا في صلاح الأمة و وفقه إلى خير البلاد والعباد، وهيء له من أمره رشدا، و ارزقه البطانة الصالحة التي تكون عونا له في الخير، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
واحفظ ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الحسين، واجعل جميع ما يقدمونه لنا، وما يخططون له في ميزان حسناتهم يا رب العالمين.
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: الدیوان الملکی الهاشمی
إقرأ أيضاً:
كلمة الدكتور جبريل إبراهيم محمد رئيس حركة العدل والمساواة السودانية إلى الشعب السوداني الأبي بمناسبة عيد الأضحى المبارك
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.الشعب السوداني الكريم،مع إشراقة عيد الأضحى المبارك، يطيب لي أن أتوجه إليكم بأسمى آيات التهاني والتبريكات، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يعيده على وطننا الغالي وقد واستتبّ فيه الامن وعم الاستقرار، وبلغت آمال شعبه مداها في الحرية والكرامة، وعاد النازحون واللاجئون إلى ربوع ديارهم أعزاء مكرّمين، مرفوعي الهامة، محفوظي الكرامة.يُطِل هذا العيد علينا وأمتنا تعيش لحظة تاريخية فارقة، سطّر فيها شعبنا ملحمة وطنية مجيدة تجلّت في وحدة وجدانية عميقة، واصطفاف استثنائي خلف قواته النظامية والقوات المساندة، التي تزحف بثبات في ميادين العزّة والكرامة، وامتد سيفها البتّار إلى سهول كردفان، بعد أن كان مُغمداً بين جنبات القيادة العامة، لتؤكّد أن النصر قرين الصبر، وأن وحدة الصف أصل القوة ومنبع الرجاء.المواطنون الشرفاء،في هذه المناسبة العظيمة، أودّ أن أوجّه إليكم بعض الرسائل:أولًا:إن وحدتنا الوطنية هي الحصن المنيع الذي يحمي وطننا من التصدّع والانهيار. وفي ظل هذه المحن، تبرهن التجربة على أنّ لا سبيل للنجاة إلا بتعزيز هذه اللُحمة، وتحصين الجبهة الداخلية من محاولات الاختراق، وإسقاط مشاريع التآمر والارتزاق، أيًّا كانت عناوينها أو أدواتها.ثانيًا:تحرير العاصمة لا يعني نهاية المواجهة، فالعدو لا يزال يستجلب المرتزقة، ويكدّس السلاح بتمويل مفتوح من دولة العدوان. لذا فإن مسؤوليتنا تقتضي الاستعداد للزحف الأكبر نحو دارفور، وتحرير ما تبقّى من ترابنا الطاهر من رجس التمرد. وفي هذا الإطار، نوجّه نداءً إنسانيًا عاجلاً بشأن ما تتعرض له مدينة الفاشر من حصار وقصف مستمر في خرق صارخ لقرار مجلس الأمن 2736، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بصورة مزرية، واستدعى بذل الجهد لفك الحصار وتوصيل الإغاثة للمتضررين.ثالثًا:الجرائم لا تُعمّم، والعدالة تقتضي الإنصاف. فلا تُؤخذ قبيلة أو جهة بجريرة أفراد منها، ولا يُحمَّل مكون اجتماعي وزر الخارجين عن صفه. لذا، نؤكد ضرورة نبذ خطاب الكراهية، ومحاربة العنصرية والجهوية، والعمل على ترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك، لبناء وطن يسع الجميع بلا إقصاء.رابعًا:السلام المجتمعي هو الرهان الحقيقي لما بعد الحرب، فلا تنمية دون استقرار، ولا أمن بلا مصالحة. والمصالحة لا تُبنى على الشعارات، بل على الاعتراف والمحاسبة، والإنصاف والصفح، وفتح صفحة جديدة، عنوانها الوطن أولًا، وآخرها السودان للجميع.خامسًا:عودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم تمثل حجر الأساس في استعادة الحياة الطبيعية. إلا أن مُقتضيات السلامة والكرامة الإنسانية تستوجب التريث، إفساحًا للمجال أمام فرق الدفاع المدني لإتمام مهامها في إزالة الجثث المتحللة بشكل لائق، والتعامل الآمن مع مخلفات الحرب، خصوصًا الأجسام غير المنفجرة، حفاظًا على حياة الأطفال والمدنيين عموما وتيسيرًا لجهود إعادة الإعمار.سادسًا:إن الاعتماد على الذات، عبر تعظيم الإنتاج، هو السبيل الأنجع للنهوض باقتصادنا وتحقيق السيادة الغذائية. ونحن على أعتاب الموسم الزراعي الصيفي، فإنني أناشد أبناء الوطن كافة، والمنتجين خاصة، بمضاعفة الجهد والمساهمة الفاعلة في دفع عجلة الإنتاج، وعلى وحدات الحكومة المعنية المساهمة في توفير مدخلات الإنتاج الزراعي قبل فوات الأوان.الشعب السوداني العظيم،
إن الاعتداءات المتكررة على المرافق الحيوية، سيما المستشفيات ومستودعات الوقود ومحطات الكهرباء والمطارات، بمشاركة مباشرة من دولة الإمارات، تُعدّ دليلاً على إفلاس الميليشيا وأعوانها، واستمرار انحدارها في درك الخيانة والعدوان. ولكننا نؤمن بأن إرادة الشعب أقوى، وأن وعينا الجمعي يترسخ كلما اشتدّ ظلام المؤامرات واستعرت رمضاء التحديات، وسيتبين ذلك بانتصارات مؤزرة في كردفان ودارفور في قادم الأيام.
أما الاتهامات المضلّلة التي تُكال لبلادنا زورًا، ومنها مزاعم استخدام أسلحة محرّمة دوليًا، لا تعدو ان تكون مجرد محاولات يائسة لصرف الأنظار عن الجرائم اليومية التي ترتكبها الميليشيا بحق المدنيين، وعن التواطؤ السافر لدولة العدوان في تغذية آلة الحرب. ولذا نؤكّد أن تمتين الجبهة الداخلية هو الردّ الأقوى، والأساس لأي انفتاح خارجي مستقبلي. كما نهيب بالمجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، وأن يكفّ عن ازدواجية المعايير، ويضغط على المعتدين لاحترام القانون الدولي الإنساني، ووقف الاستهداف الممنهج للمدنيين والبنية التحتية.وفي هذا السياق، لا يفوتنا ان نرحب بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً لمجلس الوزراء، والذي تصدى لهذه المسؤولية الجسيمة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادنا. إن تعيين رئيس وزراء مدني لقيادة المرحلة الانتقالية يمثل فرصة كبيرة للتحول المدني وبناء مؤسسات رشيدة، قائمة على الكفاءة والنزاهة، تعيد للوطن هيبته، وللمواطن ثقته في دولته.وفي الختام،نضرع إلى الله عزّ وجلّ أن يتقبل الشهداء، ويشفي الجرحى، ويفكّ أسر المأسورين، ويعيد المفقودين إلى أهلهم سالمين، ويحفظ جنودنا الأبطال في الثغور، ويؤيدهم بنصرٍ من عنده، إنه ولي ذلك والقادر عليه.وكل عام وأنتم بخيروالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهرصد – “النيلين” إنضم لقناة النيلين على واتساب